
حائل: بندر العمار
يرتبط العام 1948 في وجدان العرب بذكريات أليمة حيث بدأ الضياع الحقيقي لأرض فلسطين. مع ذلك تسطع روايات الدفاع عن الأرض والعرض لتبدد ظلمة المحنة وتؤكد المعنى الجميل للأمل في عودة ما ضاع.
وفي حائل، وتحديداً في جبة يعيش بعض المحاربين السعوديين القدماء من الذين شاركوا في حرب 1948 يتذكرون أمجادهم ويفاخرون بمشاركتهم واستقبال الملك المؤسس لهم عقب عودتهم لتكريمهم.
ووحده كتاب "سجل الشرف" كان شاهدا لهم بعد أن دون فيه المؤلف الراحل فهد المارك أسماءهم وأسماء من شارك واستشهد وجرح في مختلف تلك الحرب وضمت لائحة المارك الكثير من الأبطال منهم 143 مجاهدا من منطقة حائل, منهم من استشهد ومنهم من توفي بعد عودته وقليل هم الأحياء والذين يروون شهاداتهم لـ"الوطن" عن تلك التجربة وعلى الرغم من ضياع الكثير من ذاكرتهم وذكرياتهم بفعل السنين وبعد مرور أكثر من 62 سنة على وقوعها, فمنهم من أجاد العبرية وأسر ومنهم من استحل دبابة بخنجر ومنهم من استشهد عبدالقادر الحسيني بين يديه وشاركوا بأهم معركتين هما معركة الشجرة ومعركة (زرعين) والتي أبلى فيها الجيش السعودي والسعوديون بلاء حسن يذكره لهم التاريخ إلى الآن.
(لفزعة الأهل)
عبيد بن فرحان الفلاج 89 عاما (ترتيبه في قائمة سجل الشرف 87) من أهالي جبة (103 كيلومترات شمال غرب حائل) يروي قصة مشاركته في حرب فلسطين، فيقول: خرجنا إلى فلسطين 27 رجلا سيرا على أقدامنا بعد أن أتى رجل يحثنا على الجهاد وقد ذهبنا "فزعة" لأهلنا المسلمين هناك ولم يبق على قيد الحياة من الذين شاركوا إلا أربعة، هم: سعود البادي ومرزوق الممـرط وخلف غنيم من أهـل قرية قـناء بحائل وأنا وأما الذين توفوا بعد عودتنا من الحـرب فأذكر منـهم عبدالله الفرحان وعبدالله العلي الدوحان وعبدالله الحسن وعويد بن حطاب الدلقس ومرزوق بن عبيكه والباقون لا أتذكرهم.
ويضيف الفلاج: الدول لم تشترك بالحرب إلا بعدما احتلت اليهود (أو كما يسميهم أهالي الشمال في جبة "الجهود") كل المدن، لأن الإنجليز باعوا فلسطين للجهود (اليهود) بمتر مكعب ذهباً حسبما قالوا لنا آنذاك، ونحن كنا نتنقل مابين يافا واللد والرملة والمقدس (القدس).
وعن الدور الذي قام به، يقول الفلاج: كنت ضمن الذين سكنوا في بيت الحاج أمين الحسيني أبو عبدالقادر وكنا نخرج مع عبدالقادر نحارب وكان وليده (ولده) فيصل معنا، وحين قتل عبدالقادر بالمقدس (القدس) كنت معه ووقع بين يدي، وأخذت ولده فيصل وأرجعته بنفسي إلى جده الحاج أمين ونصحت جده أن يرحل من يافا لكي لا "يذبحونه" الجهود.
(عيال البدويات أولى بالحرب)
أما المجاهد مرزوق رميح الممرط (87 عاما) والذي جاء ترتيبه في قائمة سجل الشرف 110 من أهالي مدينة جبة اختار العمل في فلسطين قبل بداية الحرب وانضم للمحاربين، يقول: ذهبت من جبة للعمل في فلسطين وكنت أعمل عند شخص مسيحي في جني محصول الكرز براتب قدره ديناران، وبعد 9 أشهر من عملي أبلغني الرجل أن ثورة وحربا ستحدث، وأعطاني حقوقي وخمسة دنانير إكرامية، وذهبت للانضمام إلى المجاهدين في سوريا تحت قيادة سلطان أبا قرين قائد الجيش.
الممرط يؤكد على أن ضعف التسلح كان سببا في ضعف الجيش العربي، يقول: ضعف التسليح العربي مقابل التسليح الإسرائيلي كان واضحا، وكان بعض زملائنا يحملون بنادق (فتيل) وكانت بداية عملنا حراسة (عين الحصن) المطلة على بحيرة طبرية نظرا لأهميتها وقد كان الإسرائيليون يحاولون احتلالها.
ويضيف الممرط: كانت كلمة السر للحراس الذين يتناوبون في الحراسة هي (سرى الليل) وفي أحد الأيام بعد انبلاج الفجر شن الإسرائيليون هجوما على العين وكانت حراسة العين بيني وبين طراد بن عزيز من أهالي جبة أيضا، فشاهدتهم وأفقت طراد من نومه واستعددنا لهم وعندما اقتربوا بدأنا بإطلاق النار عليهم وكنت قد ربطت جرس الإنذار (زامور الخطر) بقدمي والذي يؤدي إلى ثكنات الجيش وبعد أن قتلناهم، نزلت وأحضرت ثلاثة رشاشات ونزل طراد وأحضر أربعة وجمعنا أسلحتهم وقد كانوا أحد عشر إسرائيليا قتلنا 10 وأصيب واحد، وكانوا يحملون معهم براميل تحتوي على مواد سامه لتسميم العين. ويقول الممرط: جمعت كسبي (غنائمي) وجاء الضباط يهنئوننا وأعطيت (كسبي) مرزوق العبيكه ليخفيها لي. فقال القائد: حارسا العين أعطوهما شهرين إجازة مكافأة لهما، فقال سعدون أبا قرين لن نمنح (عيال البدويات) يوماً واحداً نحن لا نعطي الشجعان إجازة . ويذكر الممرط أنه شارك بمعركة فوج اليرموك بسعس في الـ47 م و بمعركة واحدة معركة المالكية في الـ 48 م بالإضافة إلى معركة الشجرة، وأنه بعد خروجهم من فلسطين باتجاه سوريا انقلب حسني الزعيم على شكري القوتلي، يقول: كان حسني الزعيم لا يثق إلا بالسعوديين وكان يردد دائما "لا يحمي القيادة إلا السعوديون أو الجيش العراقي" ومن ثم رجعنا إلى السعودية وكان القائد الأمير منصور بن عبدالعزيز في استقبالنا ومن ثم قابلنا الملك عبدالعزيز يرحمه الله ووزع هداياه وأعطاني 300 ريال لأن معي وسام الشرف من الحكومة السورية.
(استحل دبابة بخنجره)
ويسرد سعود بن خليف القضع(90 عاما) وترتيبه في قائمة سجل الشرف 102 من أهالي جبة (103 كيلومترات شمال غرب حائل) ويقيم الآن في قرية القاعد 30 كيلومتراً شمال حائل قصة ذهابه إلى العمل في الأردن والتحاقه بـ(جيش أبو حنيك) غلوب باشا.
يقول القضع: وجدت وظيفة عند الأمير عبدالله الحسين قبل أن يصبح ملكا، ولم أكن وحدي فقد كان معي من أبناء جلدتي ابن عريفان وخلف بن مشناء وحمد العواد (توفوا جميعا) وقد تحركنا مع الجيش إلى شرق غزة حول البحر وتدربنا على استخدام الأقنعة الخاصة بحرب الغازات تمهيدا لإرسالنا إلى منطقة العلمين في مصر لمحاربة هتلر ولكن الأمير طلال (والد الملك حسين) احتج على الأمر مما أخر السفر ليومين وخلال تلك اليومين انهزم هتلر وبقيت في الجيش الأردني كسائق مدرعة وحمد العواد على مدرعة أخرى، ويضيف واصفا حمد: بأنه "نمرة واحد بالشجاعة"، كنا نقوم بحراسة بطاريات المدفعية. ويضيف القضع: بعد بداية الحرب حاصر القدس وكنا مسيطرين وأشجع منهم وكلما تقدمت قواتنا أمرنا الإنجليز بأن نتوقف لوجود اتفاق هدنة يستمر لأكثر من 25 يوما وخلال الهدنة يتم تعزيز قوات العدو بمزيد من الدعم من تل أبيب.
(حدث في شبعا)
ويروي القضع سبب التحاقه بالمجاهدين الذي كانوا يتمركزون في مزارع شبعا تحت مظلة جامعة الدول العربية: في ليلة بعد الهدنة شن اليهود علينا هجوما وكشف هذا الهجوم أمراً خطيراً جدا، ففي الصباح الباكر وجدنا قائدنا الإنجليزي يبكي بحرقة فسألناه عن السبب فقال إن أخي كان قائد الفوج الإسرائيلي ليلة البارحة وقد قتل، فعرفنا حجم الخيانة، فما كان مني إلا أن رميت السلاح والتحقت بالعصابة، والعصابة هم المجاهدون الذي كانوا يتمركزون في مزارع شبعا تحت مظلة جامعة الدول العربية وكنا بقيادة نواف بن سعيد وسعدون ابن قرين.
وعن مشاركته في المعارك يقول القضع: عندما بدأت معركة الشجرة شاركت فيها وتمكنت من الاستيلاء على مدرعة لليهود، ولكن ليس بخنجري فقط، فقد كان معي سلاح رشاش و استخدمت الخنجر (القديمي) وقتلت السائق وعدد المدفع (رامي المدفع) وركب معي سعود البادي وقدناها إلى إن وقفنا بالقنيطرة (أسفل جبل طويل الثلج). وعن عملية إنقاذ المجاهد سعود الرجاء ونهار الضويلي (من مجاهدي منطقة حائل) بعد أن حاصرهم اليهود يقول القضع: ركبت المدرعة (سبعة طن) وقال لي زملائي لا تذهب فتقتل وعندما وجدوا إصراري، قاموا بتوديعي لظنهم بأنني لن أعود، وأراد الله أن أنقذهم ولكن استشهد معي عدد الرشاش وهو الجندي المسؤول عن إطلاق النار وعدد المدفع ولكن أقربائي نجوا من الأسر.
وبعد مشاركته في المعركة يقول: أبلغونا أن فلسطين سقطت وكل يذهب إلى دولته فذهبنا إلى القنصلية في دمشق وسألنا القنصل (ابن زيد) آنذاك من أنتم قلنا نحن سعوديون وأمرونا بالعودة إلى بلادنا، فقال القنصل انتظروا حتى أبرق برقية إلى الرياض فجاء الرد من الملك عبدالعزيز على أن يمنح كل واحد منا عشرين جنيهاً ذهباً ويستأجر لنا شاحنات تنقلنا إلى الرياض.
ويضيف القضع: كان معنا عبدالله الفرحان وعبيد الفرحان وسعود الرجاء ومرزوق الممرط وعوض القضع ولا أذكر البقية وكان فينا المبتورة يده والمشلول ونحو ذلك وعندما وصلنا إلى الرياض كافأنا الملك عبدالعزيز كل على قدر إصابته وأما بالنسبة للسليم فقد منحنه (خرجيه) مبلغ من المال وذهبنا للحج معه تلك السنة. وقال لنا الملك عبدالعزيز بعد الحج: " معكم ست أشهر اللي يريد الوظيفة يوظف برتبته واللي يريد أهله الله حافظه".
أما سعود البادي (ترتيبه في قائمة سجل الشرف -27-) من أهالي جبة والبالغ من العمر 80 عاما فقد ذهب إلى فلسطين للجهاد قبل سقوطها بعام على أثر حديث سمعه من قبل شيخ البلدة مفضي بن فهيد الفاران والذي قال لهم إن العربي يناطح (يواجه) 50 جهودي (يهودي) فيغلبهم".
يقول البادي: عندما سمعت الحديث ركبت راحلتي وسافرت إلى سكاكا الجوف (فزعة) ولنصرة إخواننا ولأنضم للمجاهدين برفقة آخرين انضموا وبعد وصولنا إلى الأردن قابلتنا عساكر (أبو حنيك) وكنا تسعة 3 سعوديين والبقية عرب وبتنا عندهم تلك الليلة وكانت أصوات المدافع تهز الأرض من تحتنا وفي الصباح لم يتبق سوى نحن السعوديين الثلاثة أما البقية فقد عادوا من حيث أتوا .
ويضيف البادي: ذهبوا بنا إلى جنين وكانت المعركة منتهية قبل وصولنا فأخذونا إلى (زرعين) وزرعين تقع شمال جنين بجانب (الفوله والعفوله) واستقرت كتيبتنا في زرعين وكان قائدنا سعدون أبو قرين من الشيحة من قبيلة شمر، وقد وجدت في زرعين كلا من مرزوق بن عبيكه ومرزوق الممرط وعبدالله الحسن وعويد الدلقس وبدأت المعركة في مساء أحد الأيام ولم تكن كتيبتنا تحتوي سوى على السعوديين واليمنيين وانتصرنا في معركتنا، واستشهد منا عويد الدلقس وآخر شمري اسمه عبيد، وأصيب اثنان من قبيلة بني رشيد، وقطعت يد آخر من كتفه ولا أذكر البقية الآن.
(إلى الجليل)
ويضيف البادي: بعد تلك المعركة أرسلونا إلى الجليل وقالوا لنا عبر قيادة الجيش نحن لا نقدر عليهم والبدو هم من يستطيعون مجابهتهم، فخرجنا عن طريق الأردن ومن ثم إلى سوريا ومنها إلى بيروت فالمنارة ومنها إلى الناصرة قرب قرية تسمى (الشجرة) فصعدنا الجبل وكان مرزوق الممرط هو أول من وصله واستحليت أنا و(سعود القضع) مدرعة من نوع "أبو صينيه" بعدما قتل القضع سائقها وعدد المدفع بخنجره وكان القضع يملك خبرة بقيادة المدرعة حتى وصلنا بها القنيطرة وكانت الجثث على جانبي الطريق تأكلها الوحوش أمامنا. ويقول البادي: بعد المعركة بدأت الخيانات تدب من مختار الناصرة لأنه أصلا لم يستحلها الإسرائيليون إلا بخيانته واكتشفنا أن هنالك خيانة والدليل إذا كانت المعركة بصالحنا تأتي طائرة الوسيط الدولي (طائرة بيضاء مثل ثوبي) وإذا كنا منكسرين فإن هذه الطائرة لا وجود لها ولا نراها فبدأت الخيانات وكل المعارك التي بعدها خيانة .
ويتذكر البادي من الأحداث التي يراها جميلة: في معركة الشجرة كان غانم الفيروز وعلي ومحمد الهذيلي من أهالي القصيم أسرى في الناصرة فوجهنا المدافع إلى السجن وقصفناه فتهدمت جدرانه وهربوا إلينا وحاربوا معنا وقد استشهد في تلك المعركة من أهالي جبة علي الوقيان.
سر الدخان الاسرائيلي:
وعن جبن اليهود قال البادي: إن اليهود جبناء خصوصا في النهار ولكن هناك سر غريب أكتشتفه لكوني مدخنا، فعندما نقتل منهم أحدا نأخذ منه بعض علب الدخان وعندما ندخنها نشعر برغبة بالقتل غير طبيعية، وقال بعفوية وبلهجته المحلية: (أنا لما أدخن من دخانهم أحس برغبة شديدة للقتل يجيني شي ما هو طبيعي ولكن لا نعرف وقتها ماذا يكون ونقول ربما هي تخيلات لكن الواقع غير ذلك، فالواقع أن الرغبة بالقتل كانت حقيقية حتى ولو كان من خويانا العرب وأكيد إن دخانهم فيه بلاء)
وعن عودتهم للسعودية ولقائهم بالملك عبدالعزيز رحمه الله يقول البادي: ذهبنا إلى الشام ونحن تحت البيرق السعودي وصارت السعودية تطالب بجيشها فقد حضر إلينا (فهد بن مارق) فهد المارك وجهز لنا سيارات نقلتنا للرياض وقابلنا الملك عبدالعزيز وقد اصطففنا بجيش الإنقاذ ودخل بيننا الملك سعود وأعطانا 200 ريال إلا البعض كان أكثر وقالوا لنا: (اللي يبي الجيش للجيش واللي يبي يحج واللي يبي أهله يروح لهم) .وكانت رواتبنا انقطعت عنا لمدة ستة أشهر وصرفت لنا رواتبنا ورجعنا. بقي منا ناس بالجيش وانأ ومرزوق الممرط ومرزوق الممارطه ومحمد الضويلي وعبيد الفرحان وسعود الرجاء وعلي القضع وسعود القضع رجعنا.
أسر وإجادة العبرية:
أما المجاهد خلف بن غنيم الرمالي الشمري (ترتيبه في قائمة سجل الشرف -121-) البالغ من العمر 85 عاما من أهالي قرية قناء (40 كيلومتراً شمال غرب حائل) الذي كان يعمل كمتعهد مواشي في القدس قبل الحرب بـ4 سنوات استطاع خلالها إجادة اللغة العبرية نظرا لتعامله معهم قبل الحرب وبعد الحرب انظم للمجاهدين تحت مظلة الجامعة العربية وقد تم آسره بين عكا والناقورة في لبنان في وسط البحر على متن قارب، فيقول: في السجن اكتشف أن اليهود بهم نوع من الحمية على بني جلدتهم فقد كان اليهود القدماء في فلسطين من الجنود الاسرائيلين وحرس السجن يعاملوننا معاملة لطيفة أما اليهود (السفرديم) وهم القادمون من أوروبا فإنهم قساة يعاملوننا بوحشية وقد تم تبادل أسرى بين العرب واليهود وكان الاتفاق على أن يتم تسليم عربي مقابل خمسة يهود وكنت من بين المفرج عنهم أنا وسعودي آخر (من قبيلة بني عطية). وأضاف بن غنيم: شاركت في معركة زرعين ومعركة الشجرة وعدت إلى السعودية بالـ50 الميلادية وقابلت الملك عبدالعزيز بالغرابي شمال الرياض وذهبت معه إلى الحج تلك السنة وكنت من حرسه الخاص.
حفيد الشهيد يتحدث:
يقول عضو اللجنة الثقافية لمدينة جبة بالنادي الأدبي بحائل فيصل الثليج حفيد الشهيد علي وقيان ابن مهاوش الرمالي (ترتيبه في قائمة سجل الشرف -15-), إن جده خرج للجهاد مع أهالي جبة قد استشهد في معركة الشجرة في 16 تموز 1948م .
وأوضح الثليج أنه يستغرب من عدم تكريم الشهداء والإبطال على غرار ما يحدث في بلدان العالم متمنيا أن يمنح هؤلاء الإبطال أنواط الشجاعة.
وقال المؤرخ والكاتب أحمد بن فهد العريفي لـ"الوطن"- منذ صغري - أسمع من جدي ووالدي عن مشاركة جماعةٍ من أبناء منطقة حائل ضمن السعوديين المجاهدين في حرب فلسطين الحبيبة سنة 1948 م وكان في مكتبتنا نسخة من كتاب الذي دون فيه الشيخ فهد المارك أسماء من شارك واستشهد وجرح في مختلف معارك تلك الحرب.
وأضاف العريفي وهذا ما جعلني أحمل لهؤلاء الأفذاذ منذ سنٍ مبكرةٍ محبةً وتقديراً عظيمين، لما قدموه من تضحيات، وما أبدوه من شجاعةٍ وإقدام في ميدان الكرامة وساحة الشرف.
وأوضح العريفي أنه وفي مناسباتٍ عدة حدثني اللواء متقاعد علي اليوسف البوري - وهو من أهل حائل، عن بعض بطولات أولئك المجاهدين، وصدقهم في القتال، وتعاونهم في كل أمورهم .
وطالب العريفي بتكريم الأحياء بما يليق بهم وأن ندعو للشهداء والأموات منهم .
http://www.alwatan.com.sa/news/newsdetail.asp?issueno=3188&id=107191&groupID=0