
في هذه الايام وهذه المحنة التي نمر بها جميعا بدأ البعض يتشاءم والبعض يدخل في حالة اكتئاب تام والبعض بدأ ينشر السلبية والتشاؤم ويتوقع الأسوأ .
مع أن ذلك مخالف لشريعتنا التي تأمرنا أن نتفاءل بالأجمل، لأنه سوف يكون ما نظنه إن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر.
لذا يجب ان يجعل كل منا نفسه مشرقة مبتهجة واثقة بعطاء الله، ففي حياتنا سيواجه كل منا اصنافا من الابتلاءات والصدمات والمحن لذا يجب أن نتعلم كيف ننهض بأنفسنا ونكن معها لا عليها.
ويجب ان نتعود منهج التفاؤل وحسن الظن فعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يسِّروا ولا تعسِّروا، وبشِّروا ولا تنفِّروا))؛ متفق عليه.لذا اجعلوا طريقكم دائمًا البشارة، بشِّروا أنفسكم، وبشِّروا غيركم؛لأن الإنسان إذا تفاءَل نشِط واستبشر، وحصل له خيرٌ، وإذا تشاءَم فإنه يتحسَّر وتَضيق نفسه، ولا يُقدِم على العمل
ففي الحديث الصحيح عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل الصالح: الكلمة الحسنة ) متفق عليه.والطيرة هي التشاؤم.
وإذا تتبعنا مواقفه صلى الله عليه وسلم في جميع أحواله، فسوف نجدها مليئة بالتفاؤل والرجاء وحسن الظن بالله، بعيدة عن التشاؤم الذي لا يأتي بخير أبدا.
فمن تلك المواقف ما حصل له ولصاحبه أبي بكر رضي الله عنه وهما في طريق الهجرة، وقد طاردهما سراقة، فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم مخاطباً صاحبه وهو في حال ملؤها التفاؤل والثقة بالله : ( لا تحزن إن الله معنا، فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فارتطمت فرسه - أي غاصت قوائمها في الأرض - إلى بطنها ) متفق عليه.
ومنها تفاؤله صلى الله عليه وسلم وهو في الغار مع صاحبه، والكفار على باب الغار وقد أعمى الله أبصارهم فعن أنس عن أبي بكر رضي الله عنه قال : ( كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغار، فرفعت رأسي، فإذا أنا بأقدام القوم، فقلت: يا نبي الله لو أن بعضهم طأطأ بصره رآنا، قال: اسكت يا أبا بكر، اثنان الله ثالثهما ) متفق عليه.
فما أحوجنا اليوم إلى اتباع سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم : { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا } (الأحزاب:21) .
إن واقعنا اليوم ، وما نحن فيه من محن وابتلاءات ، ليستدعي إحياء صفة التفاؤل ، تلك الصفة التي تعيد الهمة لأصحابها ، وتضيء الطريق لأهلها،
ولنتذكر السيدة مريم بنت عمران حين مرت بموقف عصيب ومع ذلك قيل لها ” كلي واشربي وقري عينا ”
لذا عليك أختي ان تعيشي حياتك ولا ترهقي نفسك بالتفكير فالله عنده حسن التدبير .
وتذكري أن الله جل جلاله قال لعباده ” لا تقنطوا ”
وقال يعقوب لأولاده ” لاتيأسوا ”
وقال يوسف لأخيه ” لا تبتئس ”
وقال شعيب لموسى ” لا تخف ”
وقال نبينا صل الله عليه وسلم لأبي بكر ” لا تحزن ”
ان نشر الطمأنينة في النفوس في ساعات القلق منهج إلهي نبوي ……
لذا انشروا الطمأنينة والثقة بالله فلا بد من فرج قريب…. وتفاءلوا ثم تفاءلوا ... ولنتوكل على الله جميعا داعين أن يزيح الغمة واثقين في الاستجابة .