بشرى ويا لها من بشرى لمن تعين الصائمين على طاعة الله وتعد لهم فطورهم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله رب العالمين , والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم:

غالياتي :

بإذن الله سأحدثكنّ حديثاً خفيفاً لطيفاً يحوي عظات مهمة وبشائر سارة فأسأل الله جل في علاه
أن ينفعكنّ به ويملأ قلوبكن إيماناً ويرزقكنّ من حيث لا تحتسبن وأن يكتب لي الأجر
الجزيل والثواب الكبير

في موضوعي ثلاث وقفات :

أولها :
اسألي نفسك عزيزتي ...لماذا أصوم ؟
هل لأننا اعتدنا على الصيام في كل رمضان ...؟
أم لأنه واجب وفرض من الله لا بد أن نؤديه ؟
أم لنكسب الأجر ونفوز بعظيم الثواب من الله تعالى ...؟؟!

رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بين لنا النية التي تجب علينا في الصوم.

فقال:"من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه"
لماذا صام رمضان ؟

(إيماناً واحتساباً )

قال الحافظ ابن حجر في " فتح الباري":

المراد بالإيمان: الاعتقاد بفرضية صومه.
وبالاحتساب: طلب الثواب من الله تعالى.


انتبهي أختي الكريمة ...لهذه النقطة ...

من صام رمضان إيماناً واحتساباً اي طلباً للأجر لا عادة أو ما أشبه ذلك !

واسمعي كلام ابن عثيمين (رااائع جدا كدتُ أبكي من جمال كلماته)








ثانياً ..

حبيبتي :

ألم تتأملي يوماً قوله تعالى ..

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ

تَتَّقُونَ *


هذه فائدة الصيام ...لم يأمرنا الله به ويفرضه علينا لنجوع
ونظمأ !
بل فرضه لنحقق التقوى .. ولنخرج من هذه الثلاثين يوماً بنفس زكية تقية ..


* قال السعدي رحمه الله وطيب ثراه في تفسيره :

فإن الصيام من أكبر أسباب التقوى, لأن فيه امتثال أمر الله واجتناب نهيه.

فمما اشتمل عليه من التقوى:

أن الصائم يترك ما حرم الله عليه من الأكل والشرب والجماع ونحوها,
التي تميل إليها نفسه, متقربا بذلك إلى الله, راجيا بتركها, ثوابه، فهذا من التقوى.

ومنها: أن الصائم يدرب نفسه على مراقبة الله تعالى, فيترك ما تهوى نفسه
, مع قدرته عليه, لعلمه باطلاع الله عليه..

ومنها: أن الصيام يضيق مجاري الشيطان, فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم,
فبالصيام, يضعف نفوذه, وتقل منه المعاصي..

ومنها: أن الصائم في الغالب, تكثر طاعته, والطاعات من خصال التقوى..

ومنها: أن الغني إذا ذاق ألم الجوع, أوجب له ذلك, مواساة الفقراء المعدمين, وهذا من خصال التقوى.


احرصي على ترك المعاصي والتقرب إلى الله بشتى الطاعات في هذا الشهر الفضيل
فهذه هي التقوى ..وإن اعتدت عليها ستسهل عليك بإذن الله بعد رمضان ...



ثالث الوقفات : همسة حنونة في أذن كل أم من أمهاتنا ...

لا شك أنك تتعبين وتقفين وقتاً طويلاً تحضرين لأسرتك الجوعى ما يسر
قلوبهم .. ويقويهم على طاعة الله ... فإن شعرت يوماً بالتعب أو الكسل
أو الضجر من كثرة الأعمال ... فتذكري أنك تعينين أهلك على الصيام
والقيام وتقويهم على طاعة الله ...فهنيئا ثم هنيئاً لك بالأجر من رب
لا يضيع أجر من أحسن عملاً !

منذ سنة قرأتُ حديثاً جميلاً أفرح فؤادي .. وأنا الآن أضعه بين يديك
ويا حبذا لو كتبتيه في ورقة ووضعتيه في مطبخك لتقر عينك به كلما
أتعبك الصيام وأنت ما زال عليك شوط طويل في إعداد الطعام ...



حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة أخبرنا أبو معاوية عن عاصم عن مورق
عن أنس رضي الله عنه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في
السفر فمنا الصائم ومنا المفطر قال فنزلنا منزلا في يوم حار أكثرنا
ظلا صاحب الكساء ومنا من يتقي الشمس بيده قال فسقط الصوام
وقام المفطرون فضربوا الأبنية وسقوا الركاب فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم ذهب المفطرون اليوم بالأجر"
رواه مسلم


قال الشيخ عبد الرحمن السحيم:
والمعنى هنا : ذهب المفطرون اليوم بأجر يزيد على أجر الصائمين .



هذا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..