السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :26:
وهذه البشرى قد يقول القائل: أنها للمؤذنين والقائمين على اﻵذان فحسب، ﻻ .. ليس اﻷمر كذلك
نعم إن للمؤذنين فضلُ خاصٌ وعظيم .. وكلنا نحفظ الحديث:
(يُغْفَرُ للمؤَذِّنِ منتَهى أَذانِهِ، ويسْتَغفِرُ لهُ كلُّ رَطْبٍ ويابِسٍ سمعَ صَوْتَهُ)
(رواه أَحمد والطبراني في الكبير والبزار إِﻻ أَنه قال: (وَيُجِيبُهُ) بدﻻً من (يستغفر له)، ورجاله رجال الصحيح، مجمع الزوائد)
فالبشرى المباشرة هنا للمؤذن نفسه وهى بشرى رائعة فحيث ينتهى صوته يغفر له هذه المسافة لو كانت مليئة بالذنوب والسيئات والعيوب
وحتى لو بلغ صوته أبعد المسافات بالميكرفون أو باﻷﻻت ففضل الله ليس له مانع وﻻ عليه حاجز
فكأن كل تلك المنطقة منطقة مغفرة .. يغفر له ما ارتكب فيها، وكل ما فيها من خلق سوى ابن آدم يستغفر له، ويدعو الله له بالمغفرة
فكل المخلوقات تسبح لربها وتستغفر للمؤذن!!
وربما نتقاتل على اﻷذان .. إذاً فما بالكم إذا سمعتم تلك الروايات ماذا تفعلون؟
{ يد الرحمن فوق رأس المؤذن حتى يفرغ من أذانه}
(أبو الشيخ في اﻷذان والخطيب وابن النجار عن أنس)
وفى رواية أخرى: { وله مثل أجر من صلى معه}
(أبو الشيخ فى اﻷذان، كنز العمال)
كل هذا الفضل وتلك البشريات للمؤذنين ولكن إنتظروا فالبشرى التى أريدها ..
ليست باﻷساس بشرى المؤذنين ﻷن هؤﻻء فضلهم معلوم ومشهور .. وهم قوم مخصوصون معدودون
ولكن البشرى التى أريدها هنا تأتى من سؤال أسأله لكم؟
كلنا يعرف أن السيدة عائشة كانت تكثر من قولها:
(كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يحدثنا ونحدثه فإذا حضرت الصﻼة فكأنه لم يعرفنا ولم نعرفه)
لماذا؟ ﻷن السنة - كما علمنا الحبيب - ومن هنا تأتى البشرى أنه إذا أذَّن المؤذن أن نردِّد خلفه ألفاظ اﻵذان إذا استمعنا إليها
فإذا حضر الوقت كيف كان النبى يعرف؟
عند سماع اﻵذان فإنه يقوم فى الحال ويشتغل بترديد اﻵذان خلف المؤذن
فما البشرى من تكرير اﻵذان خلف المؤذن إذاً؟
قال: (إِذَا قالَ المُؤَذِّنُ: اللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ، وقالَ أَحَدُكُمْ: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ،
ثُمَّ قالَ: أَشْهَدُ أَنْ ﻻ إِلهَ إﻻ اللَّهُ، قال: أَشْهَدُ أَنْ ﻻ إِلهَ إﻻ اللَّهُ، ثُمَّ قالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رسولُ اللَّهِ، قالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رسولُ اللَّهِ،
ثُمَّ قال: حَيَّ عَلَى الصَّﻼةِ، قَال: ﻻ حَوْلَ وَﻻ قُوَّةَ إﻻ باللَّهِ، ثُمَّ قالَ: حَيَّ عَلَى الفَﻼحِ، قَال: ﻻ حَوْلَ وَﻻ قُوَّةَ إِﻻ باللَّهِ،
ثُمَّ قالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، قالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، ثُمَّ قالَ: ﻻ إِلهَ إﻻ اللَّهُ، قَال: ﻻ إِلهَ إﻻ اللَّهُ، دَخَلَ الجَنَّةَ)
(صحيح ابن حبان عن عمر رضى الله عنه)
فالبشرى إذا كررت خلفه كما جاء بالحديث دخلت الجنة أو وجبت لك الجنة
ففى كل يوم خمس مرات تسمع اﻷذان يجعل الله لك أوكازيون لدخول الجنة مجاناً .. فقط بالترديد خلف المؤذن
فإذا قلنا هذه اﻷقوال ولو فى عملنا ولو فى بيتنا ولو فى الشارع ولو فى سياراتنا ولو بغير وضوء .. أوجب الله دخولنا الجنة
وحتى لو تكرر سماعنا لﻶذان من مسجد آخر وآخر وكرَّرتَ فقد تكرَّرَ الفضل وعمَّ كرم ربى وفاض .. وكلما زدت زاد الله لك الفضل
وفى رواية أخرى بشرى ثانية .. فإذا تاقت نفسك للمغفرة فاسمع للحديث
(من قَالَ إِذَا قَالَ الْمُؤَذِّنُ أْشْهَدُ أَنْ ﻻَ إلٰه إِﻻَّ اللَّهُ، رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِاﻹِسْﻼَمِ دَينًا وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا، غَفَرَ لَهُ ذُنُوبَهُ)
(مصنف ابن أبي شيبة عن عامر بن سعد عن أبيه سعد)
هل كفتكم تلك البشريات أم تريدون المزيد؟
نريد المزيد .. بل نريد مثل أجر المؤذن الذى سمعناه ﻻ حرج على فضل الله فخزائنه ﻻ تنفذ .. اسمعوا للحبيب يقول:
(مَنْ سمعَ المؤذِّنَ فقالَ مثلَ ما يقولُ فلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ)
(الطبراني في الكبير من رواية إِسماعيل بن عياش عن الحجازيين، مجمع الزوائد)
أى حتى ولو لم تكن تحفظ ماذا تقول، إذا قال كذا رددت مثله أو أتيت بألفاظ الحديث الشريف ﻻ حرج
لو كررت مثلما يقول أخذت مثل أجره .. كأنما أذنت بنفسك بالفعل .. فﻼ نحتاج إلى تقاتل أو تنافس على اﻵذان
إذاً فليؤذن أندانا صوتاً وأقدرنا على حسن اﻷداء .. ولنكرر كلنا مثل ما يقول نأخذ مثل ما له من اﻷجر
وكل هذا ﻷننا أجبنا داعى الله، وأخذنا بقول الله جل فى عﻼه:
(يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ) (31 - اﻷحقاف)
فدخول الجنة مضمون بفضل الله .. ومغفرته أكيدة وأجر المؤذن لنا مثله فى صحفنا ... الله أكبر على هذا الفضل!!!
ولكن بركة اﻵذان لم تنته بعد .. ومازالت البشريات مستمرة
فإذا زدنا بعد اﻵذان وصلينا على رسول الله .. صلى علينا الله عشراً
ﻷن كل المسلمين والحمد لله بعد اﻵذان تلقائياً يقولون: (وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم)
فيصلك الله بصﻼته ورحمته وحنانته عشر مرات لقوله:
(إذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ، وَصَلُّوا عَلَيَّ فَإنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَﻼَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْراً ...
فعشر صلوات من الله عليك .. بعد صﻼتك على الحبيب مرة واحدة .. ومن زاد فى العدد زاد الله له
ثمَّ إنك تصلى فتسأل الله أن يصلى على الحبيب ، فيصلى الله بذاته عليك مرات عديدة
فهل هناك بشرى أعلى من ذلك؟
وتتوالى البشريات .. فمن قويت عزيمته قليﻼً ، ودعا الله لحبيبه بالمقام الرفيع يوم الدين
بشره الحبيب بأنه ينال منه الشفاعة يوم القيامة!!
يقول الحبيب فى خاتمة بشريات اﻷذان .. بعد تكرار اﻵذان والصﻼة على النبى العدنان فى ختام الحديث أعﻼه:
... ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ لِيَ الْوَسِيلَةَ ، فَإنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ ﻻَ تَنْبَغِي إﻻَّ لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ، أَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ
فَمَنْ سَأَلَ لِيَ الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ)
(عن عبدالله بن عمرو - سنن النسائى الصغرى)
والله تكاد نياط القلوب تتمزق من اﻹنفعال بعظيم فضل الله، وسعة رحمته وحنانه!
ومن توالى عطفه ومحبته وإنعامه! وهو الغنى عن جميع مخلوقاته!
انظروا كم نُضيع من فضل الله جل فى عﻼه؟ وكم نهدر من الفرص عند اﻵذان لكل صﻼة
هل تظنون أن سيل بشريات اﻵذان قد توقف؟
ﻻ والله ... فماذا بعد؟ ألست تجلس بعد اﻵذان لتنتظر اﻹقامة؟! فماذا تفعل وأنت تنتظر؟ تتنفل
اسمع للبشرى ﻷنه الرؤوف الرحيم – ويعلم ضعفنا وأنَّ لنا أهﻼً وأوﻻداً وأعماﻻً وشغﻼت –
وأكيد أن لنا دعوات نحتاجها بشدة فى أكثر الشؤون والحاجات،
ويريد منا الحبيب أن ندخل على الله فى الصﻼة بقلب خال من سواه ولموﻻه منيب ..
فيبشرنا الحبيب ببشرى عظيمة تفرِّغ القلوب وتريح النفوس من كل مشاغل الحياة قبل الدخول على الله
فيقول هيا يا عبد الله - واعلم علم اليقين - أن:
(الدُّعَاءُ ﻻَ يُرَدُّ بَيْنَ اﻷَذَانِ وَاﻹِقَامَةِ)
(رواه أحمد وأبو داود والترمذي عن أنس بن مالك)
أى فهيا وادعو الله وأنت متيقن بإجابة السماء .. وتحقيق الرجاء وإصابة الدعاء
هيا وانتهز الفرصة وألق كلًّ الحمول والهموم على الله .. وأفرغ بين يديه كلَّ الشواغل والهموم والطلبات والحاجات
فالدعوات اﻵن مجابات وأبواب السماء مفتحات .. فهيا يا مسلمون ويا مسلمات .. فأوكازيون إجابة الدعاء معقود حتى النداء!!!
قال الرجل الحكيم المعروف بصﻼح الشرنوبى - فى معرض اﻷذان والنداء وبشرى من سأل الله الوسيلة للحبيب فيحظى بشفاعته يوم القيامة:
كل حبّ مصيره للذّهاب ***** غير حبّ الشفيع يوم الحساب
ذاك حبّ مصيره لبقاء ***** وخلودٍ ونعمة وثواب
إنما أنت شاهد وبشير ***** وسراج يهدي أولي اﻷلباب
بك أرجو مع الوسيلة قربى ***** من جناب أكرم به من جناب
كل من فيه أنبياءٌ ومختا **** رون قدما من صفوة اﻷحباب
ويقيني بذى الجﻼل يقيني ***** فهو سبحانه العليم بما بي
وقال محمد توفيق العسيري فى قصيدة له باسم (أذَّن الوقت فالصﻼة الصﻼة):
آذَنَ الوَقتُ فَالصَﻼةُ الصَﻼةُ **** فَهيَ تَبقى وَتَنفَدُ اللِذاتُ
كَيفَ تَقضي الصَﻼةُ حَقَّ هِباتٍ **** لَكَ يا رَبُّ وَهيَ مِنكَ هِباتُ
قَد فَرَضْتَ الصَﻼةَ جوداً لِكَي تُعـــ **** ـطينا ما تَشاؤُهُ الدَعَواتُ
فَاِهدِنا لِلصَﻼةِ يا واسِعَ الجو **** دِ فَمِنكَ العَطاءُ وَالخَيراتُ
ﻻ تَكُن غافِﻼً إِذا حانَ وَقتٌ **** إِنَّها لَيسَ تُغفَلُ اﻷَوقاتُ
قَد أَحاطَ الحِسابُ وَاِنتَصَبَ الميزا **** نُ عَدﻻً وَقَلَّتِ الحِسَناتُ
فَاِسجُدوا لِﻺِلَهِ شُكراً وَإِن لَم **** تَقضِ عَنّا إِحسانَهُ السَجَداتُ
قُل لِتِلكَ الجُموعِ غَرَّتهُم الدُنــيا **** فَهاموا بِها الشَتاتُ الشَتاتُ
سَوفَ تَبلى القُلوبُ في هَذِهِ اﻷَر**** ضِ وَتَخفى وَتَخفُتُ اﻷَصواتُ
إِنَّ غُبناً أَن نَستزيدَ عَلى الدُنـ **** ــيا حَياةً وَأَن تَسوءَ الحَياةُ
**********
يتبع إن شاء الله
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
مامي فديتك..2 :سبحان الله .... الحمدلله ... الله اكبر .. لا اله الا الله .، اللهم صل وسلم وبارك علي حبيبنا وقدوتنا وسيدنا محمد لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيمسبحان الله .... الحمدلله ... الله اكبر .. لا اله الا الله .، اللهم صل وسلم وبارك علي حبيبنا...
جزاك الله خيرا موضوع قيم
وغفر الله لي ولك ولجميع المسلمين وجعلنا من المستغفرين ومستجيبين الدعاء يااارب
وغفر الله لي ولك ولجميع المسلمين وجعلنا من المستغفرين ومستجيبين الدعاء يااارب
الصفحة الأخيرة
اللهم صل وسلم وبارك علي حبيبنا وقدوتنا وسيدنا محمد
لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم