سيدة الوسط

سيدة الوسط @syd_alost

عضوة شرف في عالم حواء

بطاقة ود إلى شركة الاتصالات

الملتقى العام

لعل أغرب شركة في العالم لا تسمع، ولا ترى، ولا تتكلم، هي محبوبتنا شركة الاتصالات. فهي أولا (لا تسمع) صوت المحتجّين، وثانيا (لا ترى) ما يجري حولها في العالم من تطورات، وثالثا هي أيضا (لا تتكلم) معنا إن سألنا ولا يشغلها أن نفهم لماذا نحن من بين خلق الله، ندفع رسوما أكثر في كل شيء. وكانت هذه الزاوية قد تعرّضت من قبل لقضيّة خدمات المقامرة التي تبدأ برقم (700)، وهو موضوع مازالت ترد الرسائل بشأنه من كل مكان، إلا (شركة الاتصالات) فهذا الأمر لا يعنيها. والغريب أن من بين الرسائل الكثيرة التي وردت، لم يتحمس في الذود عن شركة الاتصالات سوى احد موظفيها (طلب عدم ذكر اسمه) الذي سأل بتهذيب (هل تطالب شركة الاتصالات بان تكون وصّيا بصك شرعي على جمهور المنتفعين بخدماتها؟). والجواب لا يا أخي الكريم. ولأننا ندّعي بان الشركة لا تجاري التطور الحاصل في تسويق، و سوق الاتصالات، فسنقتصر على بعض الإشارات لنترك للشركة، ولمن يقرأ هذه الأسطر فرصة التأمل ـ على أن إيراد هذه الملاحظات ما هو إلا استجابة لطلب بعض عملاء الشركة، عسى أن يسهم هذا التذكير في مساعدة الشركة، لتعيد تقييم استراتيجيتها التسويقية، ونظرتها إلى عملائها، ـ خاصة ـ وأن ما يكتب هنا والحمد لله ـ لن يُضِر بحصة الشركة في السوق لصالح (المنافسين)، فهي وحدها من يقضم كعكة سوق الاتصالات دون منافس!! إضافة إلى أننا عملاء (سِمان)، ولدى (الواحدة)، و(الواحد) منا، القدرة على تسديد فاتورة اتصالات تتجاوز المرتب الشهري، ثم نقسم ألا تتكرر.. ونبر بقسمنا فعلا.. فلا يتكرر نفس المبلغ بل (يزداد!!).
تذكرون عندما دفعنا عشرة آلاف ريال، لقاء خدمات الهاتف الجوال، وانتظرنا ردحا من الزمن حتى (شرّفت) الخدمة، حينها صدف أن تسلم صاحبنا شريحته، ثم اضطر للسفر إلى خارج البلاد، (رمضان 1416) حتى قبل أن يتمتع بجواله. وفي مطار تلك العاصمة الغربية، كانت المفاجأة أن وجد صاحبنا أنّ بإمكانه الحصول على خدمة الهاتف الجوال فورا بـمبلغ يقترب من 300ريال شاملا جهازا مجانيّا، وبضع ساعات مجانية. بل وأكثر من هذا، فقد قامت الموظفة بتحويل شاشة جهاز الحاسب من أمامها، تجاه صاحبنا ليختار الرقم (المميّز!!) الذي يروق له، دون (واسطة!!) تُذكر، أو الحاجة لدخول مزاد الأرقام المميّزة، وبالتأكيد لن يضطر لتصفح الصحف لقراءة إعلانات (رقم مميز للتنازل).
و قد تقول الشركة (إن قرأت هذا الكلام!) بأن هذا من الماضي الذي ولّى، ولكن استقراء واقع الخدمات المقدمة حاليا، من حيث الأسعار، أمر يبعث على التساؤل. فلو نظرنا اليوم إلى خدمة الانترنت عالميّا، لوجدنا أنها تكاد تكون خدمة مجانية في كثير من دول العالم، بل إنك في بلد مثل بريطانيا على سبيل المثال ـ يمكنك (منذ سنوات) تسلم بطاقة اشتراك مجانية في خدمات الانترنت من محلات (السوبر ماركت) التي تتعامل معها. ويمكنك حاليا إن كنت ممن يحتاج إلى الانترنت بشكل متواصل، الاشتراك بمبلغ زهيد قد لا يتجاوز الـ 80ريالا شهريا لتستفيد من خدمات الانترنت المجانية طوال اليوم متضمنا قيمة المكالمة. وفي (اليمن الشقيق) أُعلِن مؤخرا عن تخفيض قدره 50% على خدمات الانترنت، كما تواترت الأنباء من (مصر الشقيقة) بما يفيد ببدء تقديم خدمة الانترنت (المجانية) منذ أسابيع.
خلاصة الكلام وكل ما نأمله من شركة الاتصالات ـ أن تُضمِّن خططها المستقبلية ما يعكس دورها الوطني التنموي بشكل أوضح، وان تدرك كما أدرك العالم، أن الانترنت لم تعد ترفاً، بل إن تقديم خدمات الانترنت بتكلفة معقولة سيزيد من انتشارها، ومن ثم سيفتح الباب لفرص اكبر في التعليم، والتجارة الالكترونية، وخدمات الاتصالات، وغيرها وبالطبع ستكون الشركة أول المستفيدين.

مسارات

مؤسف.. أن يكون هناك..من لا يتعلم من أخطاء الماضي... إلا تقديم الأعذار التي تبدو (له وحده ) بأنها مقنعة.
بقلم:د.فايز الشهري
الرياض الاليكتروني
0
344

هذا الموضوع مغلق.

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️