تألمنا كثيرا عندما سمعنا عن العدوان الذي اصاب مدينة غالية علينا وبلدة آمنة لم يسلكها طريق الإرهاب من قبل, حيث أرعب سكانها, وازعج المقيمين فيها, وفي اللحظة التي نشكر الله تعالى على ان مكننا من الأرهاب وأعوانه ونشكر ايضا رجال امننا البواسل, فإننا وفي الوقت نفسه لا ننسى الدور الذي قامت به العمة نورة الغفيلي وهي القائمة بمهام مديرة المدرسة الخامسة والعشرون التي داهمها الحادث, حيث اخرجت مئات الطالبات من هذا الرعب المريب الذي الم بهن وتعاملت معهن كما ينبغي.
فعلى الرغم من ان فرقة الطواريء الخاصة التي داهمت المنطقة في وقت باكر جدا لم تبلغكم من قبل ليتم اخلائها, او بعدم استقبال الطالبات الا انك استطعت الخروج من هذا المأزق بكل شجاعة وحنكة.
حقيقة لا استطيع ان اسطر كلمات الإعجاب بتصرفك لكي لا يقال انني ابالغ من مدحها ولكن اقتبس من مقال الكاتب حمد بن عبدالله القاضي الذي كتب مقالا بعنوان بطولة امرأة..تستحق التكريم!
** هذه المرأة نادرة جداً بشجاعتها وثباتها وبتدفق نهر الطمأنينة في وديان قلبها.
هذه الطمأنينة التي جعلتها تهطل غيمات أمان على قلوب تلك الصغيرات.
إن هذه المرأة السعودية (القصيمية) (نورة صالح الغفيلي) إحدى بنات الأسر الكريمة العريقة ومساعدة مديرة مدرسة البنات الابتدائية بالرس العزيزة والتي كان مبناها ملاصقاً للمبنى الذي تحصن فيه الإرهابيون، هذه المرأة مع زميلاتها معلمات المدرسة وقفت موقفاً بطولياً كانت محصلته سلامة زهرات المدرسة الصغيرات وجميع منسوباتها، ولقد روت في بعض الصحف هذه القصة البطولية التي تجسد موقفاً شجاعاً، وتصرفاً حكيماً ربما يعجز عنه (طوال الشوارب!!).
هذه المرأة كما روى مندوب صحيفة (عكاظ) في الرس، ما إن رأت وعلمت بالوضع المخيف حول مدرستها صباح الأحد، وأدركت شراسة الإرهابيين، وما يحملونه من سلاح فتاك وقنابل قاتلة لم يكن منها إلا أن تصرفت مع زميلاتها اللواتي تعاونّ معها تصرف الشجعان أو بالأحرى (الشجعانات)، وحنت على طفلات مدرستها الصغيرات حنوّ الأم الرؤوم على أغلى ما تملكه، وكانت تقوم بإدارتها للأزمة دون أن تشعرهنّ بأي خطر، بل جمعتهن في فصول متقاربة في الدور الأراضي حيث إنه أكثر أمناً، كما وجهها رجال الأمن البواسل، وطلبت منهن تلاوة القرآن الكريم جهراً حتى تطغى تلاوتهن على أصوات الرصاص والقنابل، وحسبك بالقرآن ساكباً للطمأنينة في الجوانح الخائفة، ولقد أبلغتهنّ أن هذه الأصوات ليست سوى أصوات ألعاب نارية حتى تزيد طمأنينتهن، وكانت تنتقل من فصولهن بكل هدوء إلى مكتب إدارتها في المبنى العلوي (مكمن الخطر) لترد على الهاتف وتطمئن أولياء ووليات أمورهن، وكانوا عندما يسمعون ويسمعن صوتها الذي يفيض طمأنينة وسكينة يهدأون ويهدأن مع أول سطر، وعندما طال الوقت، وحان موعد الصلوات هيأت المكان المناسب لصلاة الظهر، وكان ذلك بعد أن علمت طالبات الصفوف (من 6 إلى 4) بالأمر واشتد الكرب عندها، أما الصغيرات فقد كنّ - كما تقول - يلعبن ويضحكن ولا يعرفن ما يدور حولهن، وفي هذا الجو المشحون تقدمت الصغيرات مع مساعدة المديرة ومعلماتهن وصلّين صلاة الظهر وأيضاً صلاة العصر جماعة، وقنتت الصغيرات بدعاء مؤثر صعد إلى رب السماوات والأرض وفي الوقت ذاته كانت هذه المرأة تنسق طوال اليوم مع رجال الأمن ومدير ومنسوبي التعليم بالرس لتأمين الطعام، وكيفية الإخلاء لهؤلاء الصغيرات ولعل مما يستدعي الفخار أن هذه المرأة كانت تبث الأمن بالمدرسة من الداخل، وشقيقها العقيد أحمد يدافع عنها وعن زميلاتها وطالبتها ويكافح الإرهاب من الخارج، وقد ظلّت مع زميلاتها على هذا الوضع حوالي 12 ساعة، حتى خرجت الطالبات في عملية إخلاء آمنة رسمها رجال الأمن الشجعان الذين كانوا دروعاً بشرية لهؤلاء الطفلات حتى وصلن إلى الحافلات التي أعدتها إدارة التعليم بالرس على مسافة 500 متر، وذلك لنقلهن إلى منازلهن وهن بطمأنينة لم يمسهن أذى بنعمة من الله وفضل.
ترى!
لو لم تتصرف هذه المرأة هذا التصرف الحكيم الهادئ، هذا التصرف (الأنثوي) الشجاع فما هو حجم المأساة الذي سوف يحدث لطالبات ومنسوبات المدرسة بسب التدافع والخوف، فهن قد يطأن رقاب بعضهن في مشهد خطير.
لكن لقد ثبّت الله قلب هذه المرأة وزميلاتها، وأنبت السكنية في نفسها فزرعتها في قلوب طالباتها.
إن الإيمان الذي كان يشع بين ضفاف جوانحها ألهمها هذا الصبر والثبات، وصدق الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ}.
لقد ظللت أتأمل بسالة هذه المرأة وشجاعتها، وسكينتها النفسية مع معلمات المدرسة، وحسبها أنها استشعرت الأمن في نفسها فكان هذا الفضاء من التصرف العاقل، والثبات الرائع الذي امتد وانسحب على غيرها..، ولعل المتنبي الذي يقرأ - دائماً - أعماق النفوس عاش مثل هذا الموقف عندما قال في بيت أخاذ عميق لم أستطع تذكر نصه الصحيح وقتها، حتى التقيت مساء ذلك اليوم بأحد عشاقه (وزملائه) د.غازي القصيبي، وإذا البيت كما سمعته من صاحبه:
(وما الخوف إلا ما تخوّفه الفتى
وما الأمن إلا ما رآه الفتى أمنا)
** وبعد..!
إن هذا الوطن يزخر بنساء عظيمات حقاً كما يمتلئ برجال عظام كرجال الأمن، وهم وهنّ يَثْبتون ويَثْبتن في المواقف الصعبة التي يضيع فيها الحليم، وتتلاشى عندها مواقف شجاعة كثير من الرجال..!
إن هذه المرأة (استثنائية) حقاً.. ولعل تلك الشاعرة النبطية عنتها ومثيلاتها عندما قالت في شعر لطيف:
(عزمي وصدقي صدق بأسمى معانيه
بي عفّة المهره، وبي روح خيَّال
وحدي وصلت العز لآخر مبانيه
(أنثى) ولكن عن ألفين رجال!)
إنني أدعو وزارة التربية والتعليم ممثلة بوزيرها العزيز د. عبدالله العبيد وبإدارة التعليم بمحافظة الرس للمبادرة إلى تكريم هذه المرأة وتكريم زميلاتها معلمات هذه المدرسة اللواتي تحمّلن وتحلّين بالشجاعة والثبات فمنعن - بفضل الله - كارثة متوقعة.
إنني أدعو إلى تكريمها وتكريمهن التكريم الذي يستحققنه وبأي أسلوب تثميناً وامتناناً لدورهن وليكون ذلك حفزاً لغيرهم من رجال ونساء في حسن التصرف والثبات في هذه المواقف الطارئة.
حمى وحفظ الله بلادنا وزهورها من أطفال وطفلات ومن رجال ونساء.
وحفظ الله رجال أمنه البواسل، ونساءه الباسلات من أمثال نورة صالح الغفيلي.
ورب اجعل هذا البلد آمنا.
الشاعر الراحل مقبل العيسى وفمي تذوق صابها ورحيقها
** أول مرة عرفت فيها هذا الشاعر الراحل مقبل عبدالعزيز العيسى - رحمه الله -، عندما قرأت له قصيدة شدني كثيراً بيت حكيم فيها لأني أدركت أن هذا الشاعر عرف الحياة وخبرها - رحمه الله - يقول الشاعر الراحل في هذا البيت الحكمة:
(وفمي تذوق صابها ورحيقها
لا الصّاب دام ولم تدم صهباء)
رحم الله هذا الشاعر
وكم استشرف من ابنه الكريم والوحيد عبدالعزيز، وابن أخيه أ. سليمان بن محمد العيسى أن ينهضا لجمع قصائد الراحل العزيز الكثيرة والمبعثرة بين الصحف والمجلات لنشرها في مجلد واحد فهو أحد الشعراء الرواد في بلادنا الذي عاش بصمت ورحل بصمت -رحمه الله-.
آخر الجداول
للشاعر الراحل: مقبل العيسى:
(اعذريني.. إن كنت لم أبد شوقاً
لجمال قد نال منه انطلاق
أعشق الحسن.. غير أني أراه
في جمال تصونه الأخلاق
ولئن كان - للجمال - قيود
فقيود الجمال عندي الخلاق)
فلك منا كل الشكر وندعو من الله ان يزيل الرعب عن المسلمين ويكشف ستار الحاقدين المفسدين ويهلكهم أجمعين.
كوكتيل

كوكتيل @koktyl
عضو شرف مؤسس
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

الكلام لا يوفي حقها , , ,
ولكن أقول : إنها فعلا تستحق التكريم
( يارب إحمي بلدنا من كيد الحاسدين ومكر الماكرين )
ولكن أقول : إنها فعلا تستحق التكريم
( يارب إحمي بلدنا من كيد الحاسدين ومكر الماكرين )

نيو لوك
•
soul_food"4u" :
الكلام لا يوفي حقها , , , ولكن أقول : إنها فعلا تستحق التكريم ( يارب إحمي بلدنا من كيد الحاسدين ومكر الماكرين )الكلام لا يوفي حقها , , , ولكن أقول : إنها فعلا تستحق التكريم ( يارب إحمي بلدنا من كيد...
بالفعل امراءه تستحق التكريم

حفنة ضوء
•
كوكتيل ،،
ولئن كان - للجمال - قيود
فقيود الجمال عندي الخلاق
لم أمنع تلك القشعريره من السريان ....بجسدي وانا أقرء حروف هذا المقال ...
فعلا .... هي امرأه ... تستحق ... منا ... كل الشكر ... وأخلص الدعوات .... على جميل صنعها ...
فالله أسأل ... أن ... يرزقها الجنة بلا .. حساب ... وأن ... يجعل عملها ... هذا نورا ... يضيء .. طريقها ... في الدنيا والآخره ....
شكرا لك .. أخي ....
اللهم اجعل بلدنا هذا آمناً ... وسائر بلاد المسلمين ....
ولئن كان - للجمال - قيود
فقيود الجمال عندي الخلاق
لم أمنع تلك القشعريره من السريان ....بجسدي وانا أقرء حروف هذا المقال ...
فعلا .... هي امرأه ... تستحق ... منا ... كل الشكر ... وأخلص الدعوات .... على جميل صنعها ...
فالله أسأل ... أن ... يرزقها الجنة بلا .. حساب ... وأن ... يجعل عملها ... هذا نورا ... يضيء .. طريقها ... في الدنيا والآخره ....
شكرا لك .. أخي ....
اللهم اجعل بلدنا هذا آمناً ... وسائر بلاد المسلمين ....

عزيزة
•
حفنة ضوء :
كوكتيل ،، ولئن كان - للجمال - قيود فقيود الجمال عندي الخلاق لم أمنع تلك القشعريره من السريان ....بجسدي وانا أقرء حروف هذا المقال ... فعلا .... هي امرأه ... تستحق ... منا ... كل الشكر ... وأخلص الدعوات .... على جميل صنعها ... فالله أسأل ... أن ... يرزقها الجنة بلا .. حساب ... وأن ... يجعل عملها ... هذا نورا ... يضيء .. طريقها ... في الدنيا والآخره .... شكرا لك .. أخي .... اللهم اجعل بلدنا هذا آمناً ... وسائر بلاد المسلمين ....كوكتيل ،، ولئن كان - للجمال - قيود فقيود الجمال عندي الخلاق لم أمنع تلك القشعريره من السريان...
تحية احترام وتقدير لهذه السيدة الرائعة
الصفحة الأخيرة
بارك الله لها وجزاها الله كل خير لحسن تصرفها ويشهد الله انني حين علمت من الاخبار بامر المدرسه الابتدائيه تملكتني شهقه غريبه من الحسره على مصيرفتيات بريئات لا ذنب لهن وانا اتخيل ان ابنتي من ضمنهن
اسال الله ان يجزاها الجنه وان يحرمها عن النار وان يجمعني بها على منابر من نور