بعد الرحيل

الأدب النبطي والفصيح

بعد الرحيل


كل من حولي يبحث عنك ...

كل شيء عندي هو لك ...

مقعدك نظارتك وقهوتك ...

وتلك الاوراق المبعثرة على مكتبك ...

قلمك الذي اخذ يقطر بدل الحبر دما ...

أخذت تنساب منه الكلمات كنهر أحزان يبكي وليفه....

وذلك الطائر الصغير الجاثي على مقعدك ... يغرد لحن غيابك ...

وصرخات ذلك القلب الذي فقد نبضاته ... بفقدانك

جـــفـــــــــت ...
جفت أوراقك الخضراء وتساقطت حزينة بمرارة ....

حزينة لفقدان صاحب ذلك القلم الذي كان يرويها بكلماته العذبه ...

كلماته المترامية على أطراف مسامعنا كأنها باقات نرجس تعطر حياتنا ...

كل شيء حولي ثائر كغجرية غاضبه ...

كاعصار يلتهم الحب ...

كالنار التي تحرق كل شيء حولها ....

يا الله يا الله يا الله

كيف سأعيد هدوء نفسي الثائرة قبل اشيائك ....

توسلت اليك للبقاء ...

بصرخات قلبي ... بدموع عيني ...

ولكن قدرة الخالق أكبر من توسلاتي ...

أكبر من مناجاتي ...

خرجت من ذلك الباب بابتسامتك الهادئه ...

بنظرة عينيك الدافئه ...

التفت الي وقلت : لا تحزني فأنت كل ما تبقى لي ...

والقيت نظرة سريعة ....

على مكتبك وقلمك وأوراقك المبعثرة وذلك الطائر الحزين ...

كانت نظرة وداع حائرة تائهه ...

وجلست وحدي أحتضن أشيائك وأستعيد طيفك بيننا ....

أحسست بيديك وهي تربت على كتفي ...

وبصوتك وهو يهمس لي ...

لا تجزعي فما زلت معك ...

أجلس على ذلك المقعد ....

أحتسي قهوتي واطالع صحيفتي ....

أتعلم ...

يعصف في ذهني الف سؤال وسؤال ...

وجائت اجابتي متفجرة كالبركان ....

كحمم متطايرة تحرق شرايني وقلبي والوجدان ...

لن اصبح كبقايا انسانة تتناثر دموعها ... وتسمع صرخاتها صدى المكان ....

كم يلزمني من الاكاذيب لانتظر عودتك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

كم يلزمني من الصدق لأقر برحيلك ؟؟؟؟؟؟؟

انها طرقات على بابي ....

انه انت ... اجل انني اشعر انه انت ....

سبقتني دقات قلبي قبل يدي لاستقبالك ...

وبلهفة وشوق فتحت الباب ....

ولكن لم يكن الا ورقة عليها بعض خربشاتك ...

سأرحل عنك يا مي ....

مودع عالمك وقاطع دروب وحدتي ....

سأرحل اجر خلفي كل همومي ....

سأرحل متناسيا عالمك .... وتضاريس مودتك ....

فلم ولن يعد لي سكن في خاطرك ....

اليست هذه خربشات قلمك ....

اليست هذه رسالتك الي ....

اليست هذه كلماتك التي اهديتني اياها ...

من شدة غبائي توسلت اليك للبقاء....

ولكن ردك كان الرحيل ....

كان الغياب ....

حسنا لك ما تريد ....

فلن اقف على اطلالك للبكاء ....

ولن استجدي عطفك من جديد ولا حتى سأتوسل من جديد ...

أنت من اختار الرحيل ....

فلن انتظر عودتك ....

ولن تجدني اذا عدت ....


بقلم : مي فارس
25
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

قلبٌ أدمته الجراح
جميلة يامي كلماتك ومعبرة حد الوجع..

لاتحرمينا جديدك..
ريم العمري
ريم العمري
والله كلمات قويه
wahm
wahm
أبدعت يا غالية ...
رقة حروفك أسرتني وعذوبة كلماتك شدتني
بورك المداد حبيبتي
فارسة العشق القديم
عزيزتي ايناي

لقد اضاءت صفحتي هذه بتواجدك فيها

واشكر لك كلامك الرائع الذي اسعدني وفرحني كثيرا

اتمنى لك كل توفيق وخير
فارسة العشق القديم
قلب أدمته الجراح

لا حرمني الله تواجدك الدئم غاليتي

بارك الله فيك ولا أراك وجع

كل الاحترام