فترة الخطوبة محطة للتمثيل والرمانسية المزيفة
تعد فترة الخطوبة ترمومتراً ومؤشراً لحياة غامضة الملامح وخاصة إذا كان الزواج تقليدي ، وهذه الفترة أحياناً تتعرض للهزات والخلافات والاختلافات التي قد تتغافلها الفتيات بحجة أن الحب أعمي أو العمل بمبدأ "أهو عريس وخلاص..وعصفور فى اليد .. إلخ " ، ومن الطبيعي حينها أن يحاول كل شخص أن يظهر بصورة مثالية وصفات ليست فيه ، مما يجعل الحياة بعد ذلك مستحيلة بعد أن يقع قناع الخديعة عن كلاهما .
ومع تفهم الطرفين ودعم الأطراف المحيطة من الأسرة تصمد العلاقة ، وتنتهى بالنهاية المرسومة لها وهي الزواج ، ولكن عندما تكون صفات وخصال الطرف الآخر مغايرة لتوقعات الطرف الآخر فتحدث الصدمة وتتعثر التجربة قبل بدايتها، وقد تصل إلى فسخ الخطبة أو الطلاق بعد الزواج .
ملل وطلاق
تقول هـ . محمد 31 عاماً "معلمة" : " تقدم لخطبتي شاب سلب عقلي وقلبي بسلوكياته وتعامله الرومانسي معي ، وتم عقد القران ، على أن يكون حفل الزفاف بعد عامين ، وخلال هذه الفترة كنا مثالاً للمخطوبين المتفاهمين ، ولكن فجأة وأنا على وشك نهاية دراستي الجامعية ، ومن ثم الاستعداد للزواج طلقني قبل الدخول وبدون أي سبب ، وبهذا ألوم نفسي لأنني تماديت معه بكل عاطفتي حتى أصابه الملل " .
توتر وخلاف
س . صالح "طالبة" تقول " تقدم لي شاب ، وحددنا الفترة بين عقد القرآن والزواج بسبعة أشهر، وتمنيت لو كانت أقصر من ذلك ، بسبب ما حدث بيننا من مشاكل وسوء تفاهم ، فلو اتصل بي خطيبي ولم أجب لأي سبب ، فإنه يغضب مني ، ويظن أنني تجاهلت اتصاله , لدرجة أنني لو حتى أغلقت الجهاز فإنه يحاسبني على ذلك، ويعتبر ذلك هروبا منه, مما يضطرني لتمثيل اللهفة والشوق عليه حتى أتجنب غضبه وانفعالاته , فكنت فعلاً في شد وجذب في المشاكل بيننا حتى تزوجت، وبدأت أتأقلم معه بالرغم من اختلافه في التعامل معي من قبل وبعد !!".
تتهمنى بالتقصير
أما م . سالم "29 عاماً" يقول " أنا بطبيعتي قليل الكلام ، وعملي جداً ، وكثير المهام، وخطيبتي تريدني أن أتحدث معها ليل نهار ، وأن أتقمص دور العاشق الولهان، ولا أغفل عن أي من طقوس العشاق كالرسائل والهدايا والزيارات وغيرها, وهذا أوقعني معها في كثير من المشاكل، فقد كانت تتهمني بأنني مقصر ولا أهتم بها أو أراعي مشاعرها , مما جعلني أفكر قبل الإقدام على الخطوة الكبرى وهي الزواج في هل هي مناسبة لي؟ أم ستعيشني على هذا المنوال؟، والآن أحاول أن أتدارك الأمر بأن أقلل من اتصالي بها أو زيارتها حتى تتقبلني بطباعي الحقيقية بدون تمثيل أو مجاملة".
تفنيد الصفات
وتؤكد د. هبة قطب متخصصة الطب الجنسي والاستشارات الزوجية أن : " أولي الخطوات نحو الزواج الناجح هو كيفية اختيار الشريك ، ولذلك علي كل شاب أو فتاه أن يقوما بتحديد الصفات والأشياء المهمة التي لا يمكن التنازل عنها مهما كانت الأسباب , وعلي كل طرف أن يحضر ورقة ويقوم بتقسيمها إلي أربعة خانات تملأ بأربع مراحل مرورا بالأساسيات التي يجب أن تتوافر في العريس أو العروسة ، فهناك صفات من الصعب التنازل عنها في اختيار شريك الحياة ، كما يجب الحرص على لا تسيطر العاطفة علي العقل حتى لا يندم كلا منهم بعد ذلك ، تأتي بعد ذلك مرحلة الخطوبة وهي شديدة الأهمية وتعتبر البنية الأساسية التي يقام عليها الزواج ، فمن الأشياء المهمة للغاية في تلك المرحلة مواجهة كل منهم بحقيقة الآخر بمعني أن نتخلى عن القناع الذي يستخدمه البعض كثيراً".
تنصح د.هبة المخطوبين بالمصارحة فيما يتعلق بالصفات والطباع التي يخفيها البعض عن الآخر ، من أهم الأشياء التي تظهر كل شخص علي حقيقته هي الاحتكاك الأسري وطرق التعامل مع المواقف التي يتعرض لها وتستوقفه في حياته أثناء فترة الخطوبة ، كما يجب دائما التحلي بالاتزان في العلاقة بين الخطيبين من حيث العاطفة لان الذي يتعود علي شيء صعب تغيره مثل الإفراط الزائد في الحب والمشاعر حقيقته.
6 أشهر أو الفتور العاطفي
وتشير الاختصاصية الاجتماعية زهور عيسى الصعيدي إلى أنه من المفروض ألا تتجاوز فترة الخطبة بين الشاب والفتاة أكثر من خمسة أو ستة أشهر, فالحل الصائب الوسطية في الأمور، وهذه الفترة مناسبة لدراسة الشخصية بصورة شبه كافية ، لمعرفة مدى مناسبتها للطرف الآخر، وهي فترة تؤهل الطرفين للخوض في حياة زوجية على شيء من الدراية والفهم .
وتضيف أن طول مدة الخطبة بين الزوجين يؤدي لفتور في العلاقة بينهم بعد الزواج, أو يعود كل منهم لطبعه وحقيقته، فيصدم كل واحد بطباع الآخر، والتي هي في الحقيقة عادية ومعقولة، وذلك لأن طول مدة الخطبة تعطي انطباعاً معينا لكل طرف عن الآخر، بينما هي في الأساس تمثيل أو تصنع للمثالية , وقد يكون هذا أحد أسباب الطلاق المبكر بين الزوجين في وقتنا الحالي .
وتنصح الاختصاصية الاجتماعية الشاب عند إقدامه على الخطبة بأن يعرف حاجته والسبب من هذا الزواج، هل هو لبناء علاقة رومانسية وحب، مما يدعوه للتمثيل، أو لبناء أسرة في إطار الشرع بارتباط مقدس يحترم فيه مشاعر الفتاة المتقدم لها، فيحاول حينئذ أن يهذب سلوكه، لا لينال إعجابها ورضاها، ولكن ليتأقلم معها في حياة مستقرة، وهي كذلك عليها أن تبتعد عن التمثيل او الاحتكاك الزائد او مراقبته وتصيد أخطائه ومحاسبته، مما ينفره منها، فيضطر للطلاق قبل الدخول بحجة أنها لا تناسبه ، كما ذكرت جريدة "الوطن" .
خطوة لأبغض الحلال
وعن التجمل والاصطناع أيام الخطوبة التي تتسبب فى الطلاق يقول الدكتور أحمد المجدوب الخبير بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية : في فترة الخطوبة يحرص كل من الخاطبين علي الظهور أمام الآخر بمظهر الحمل الوديع والتمسك بالمثالية والأحلام الوردية في محاولة لجذب كل منهما للآخر علي النحو الذي تصوره الروايات الرومانسية ، ولكن بعد إتمام الزواج تتبخر كل هذه المثاليات ويستيقظ الزوجان من تلك الأحلام ويتخلي كل منهما عن تطلعاته الفوقية ويحاول إرضاء رغباته بالقدر المتاح من الإمكانيات الواقعية لهذه الحياة وقد ينجح البعض في التكيف مع هذه الأوضاع وقد يفشل البعض الآخر ومن هنا تثور المنازعات بين الزوجين وقد تتطور إلي ما لا تحمد عقباه سواء بارتكاب احدي الجرائم علي بعضها أو بالافتراق بينهما ووقوع أبغض الحلال وهو الطلاق.

koketa @koketa
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

لاعبة تنس
•
جزاك الله خير
الصفحة الأخيرة