✿✿◊۩−‗..بعد رحيل العشر الأول من رمضان. ۩◊✿✿

ملتقى الإيمان



















ها هي العشر الأول من رمضان رحلت أو أوشكت على الرحيل،

وثمة حديث يخالج النفس في ثنايا هذا الوداع..

ترى ماذا حفظت لنا؟ وماذا حفظت علينا؟

إن ثمة تساؤلات عريضة تبعثها النفس في غمار هذا الوداع.


- أول هذه التساؤلات كم تبلغ مساحة هذا الدين من اهتماماتنا؟

هل نعيش له؟ أم نعيش لأنفسنا وذواتنا؟

كم نجهد من أجله؟ كم يبلغ من مساحة همومنا؟

إن العيش في حد ذاته يشترك فيه الإنسان مع غيره من المخلوقات، ولا ينشأ الفرق إلا عندما تسمو الهمم، وتكبر الأهداف.


وعلى أعتاب العشر الثانية

آمل ألا يكون نصيبي ونصيبك قول الله عز وجل: {رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ} .

فالسابقون مضوا،

والسير حفظت لنا قول بكر بن عبد الله:
"من سره ينظر إلى أعلم رجل أدركناه في زمانه فلينظر إلى الحسن فما أدركنا أعلم منه،

ومن سره أن ينظر إلى أورع رجل أدركناه في زمانه فلينظر إلى ابن سيرين إنه ليدع بعض الحلال تأثمًا،

ومن سره أن ينظر إلى أعبد رجل أدركناه فلينظر إلى ثابت البناني فما أدركنا أعبد منه،

ومن سره أن ينظر إلى أحفظ رجل أدركناه في زمانه وأجدر أن يؤدي الحديث كما سمع فلينظر إلى قتادة".


وليت شعري أن نكون وإياك أحد هؤلاء.


- سؤال آخر يتردد: حرارة الفرحة التي عشناها في مقدم رمضان

تسائلنا: هل ما زالت قلوبنا تجل الشهر؟

وتدرك ربيع أيامه؟
أم أن عواطفنا عادت كأول وهلة باردة في زمن الخيرات، ضعيفة في أوقات الطاعات؟




ورحم الله.. سلفنا الصالح

فلكأنما تقص سيرهم علينا عالمًا من الخيال حينما تقول:

قال الأوزاعي: كانت لسعيد بن المسيب فضيلة لا نعلمها كانت لأحد من التابعين، لم تفته الصلاة في جماعة أربعين سنة، عشرين منها لم ينظر إلى أقفية الناس.

وكانت امرأة مسروق تقول: والله ما كان مسروق يصبح ليلة من الليالي إلا وساقاه منتفختان من طول القيام، وكنت أجلس خلفه فأبكي رحمةً له، إذا طال عليه الليل وتعب صلى جالسًا ولا يترك الصلاة، وكان إذا فرغ من صلاته يزحف كما يزحف البعير من الضعف.


قال أبو مسلم: لو رأيت الجنة عيانًا أو النار عيانًا ما كان عندي مستزاد، ولو قيل لي: إن جهنم تسعّر، ما استطعت أن أزيد في عملي. وكان يقول: أيظن أصحاب محمد أن يسبقونا عليه، والله لأزاحمهم عليه؛ حتى يعلموا أنهم خلّفوا بعدهم رجالاً.


وفي ظل هذه الأخبار تُرى كم من صلاة في الجماعة ضاعت؟

وكم نافلة في صراع الأعمال تاهت؟

تُرى كم من لحوم إخواننا هتكناها بأنيابنا؟

تُرى كم هي الخيانة التي عاثتها أعيننا في رحاب الحرمات؟

كم خطت أقدامنا من خطو آثم؟

كم، وكم من عالم الحرمات هتّكت فيه الأسوار بيننا وبين الخالق؟

والمعصية أيًّا كانت، حتى لو عاقرناها في ليالي رمضان فلا تبقى خندقًا تحاصركم..


وهي كما قال بعض العلماء: "أي خلال المعصية لا تزهدك فيها:

الوقت الذي تقطعه من نفيس عمرك حين تواقعها، وليس يضيع سدى، بل يصبح شؤمًا عليك؟

أم الأخدود الذي تحفره في قلبك وعقلك ثم تحشوه برذائل الاعتياد والإلف السيئ والإدمان الخبيث،

والذكريات الغابرة التي يحليها لك الشيطان ليدعوك إلى مثلها، ويشوقك إليها؟

أم استثقال الطاعة والعبادة والملل منها وفقد لذتها وغبطتها، أم إعراض الله عنك وتخليته بينك وبين نفسك حتى وقعت فيما وقعت،

أم الوسم الذي تميزك به حين جعلتك في عداد الأشرار والفجار والعصاة،

أم الخوف من تحول قلبك عن الإسلام حين تجد حشرجة الموت وكرباته وغصصه،

فيا ويلك إن مت على غير ملة الإسلام".

- سؤال ثالث
يتردد معاشر الدعاة والمصلحين والمربين، عُدّوا لي -بارك الله فيكم- في شهر رمضان فقط:
ماذا قدمتم لمجتمعاتكم من خير؟
دينكم الذي تتعبدون به هل نجحتم في طريقة عرضه؟
فالبائع ينجح بقدر ما يحسن في طريقة العرض،
وأنتم أولى هؤلاء بحسن الطريقة،
ونوعية التقديم.
مجتمعاتكم بكل من فيها،
ماذا قدمتم لها؟
مسجد الحي،
وجيران البيت،
وأقارب الأسرة،
أولى الناس بمعروفك فأين هم من مساحة اهتماماتك؟

أسئلة تتردد على الشفاه،
أوَليس رمضان فرصة سانحة للإجابة عنها؟
أملي أن يكون ذلك.
وكل ما أرجوه أن لا تخرج نفسك -أخي الفاضل- من قطار الدعاة والمصلحين والمربين أيًّا كنت،

وفي ظل أي ظروف تعيش؛ فالمسئولية فردية.

وعندما نحسن فن التهرب من المسئولية نكون أحوج ما نكون إلى من يأخذ بأيدينا،
ويحاول إخراجنا من التيه الكبير.

يقول أبو إسحاق الفزاري: "ما رأيت مثل الأوزاعي والثوري، فأما الأوزاعي فكان رجل عامة، وأما الثوري فكان رجل خاصة،
ولو خيِّرت لهذه الأمة، لاخترت لها الأوزاعي".

وأخيرًا،

رحلت العشر الأول ولئن كنا فرطنا فلا ينفع ذواتنا بكاء ولا عويل،

وما بقي أكثر مما فات، فلنُري الله من أنفسنا خيرًا، فالله الله أن يتكرر شريط التهاون،

وأن تستمر دواعي الكسل، فلُقْيَا الشهر غير مؤكدة، ورحيل الإنسان مُنتظر، والخسارة مهما كانت بسيطة ضعيفة، فهي في ميزان الرجال قبيحة كبيرة.


فوداعًا يا عشر رمضان الأُوَل،

سائلاً الله تعالى أن يكتب لنا النجاة، وأن يجعلنا في عداد الفائزين، وأن يعيننا على ما بقي من شهر الخير. والله يتولانا.











7
638

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

متجر ضي القمر
متجر ضي القمر
يسلمووو على الطرح الرائع والمفيد
جزاك الله خير
على طريق الحق
على طريق الحق
يزاج الله خير
زوجة صاحب السمو ~
�� اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم
وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم��
فدى الرسول
فدى الرسول
نسال الله ان يتقبل منا الصيام وان يغفر لنا تقصيرنا

اللهم صل على سيدنا محمد
ياقلبي يا الرياض 2
�� اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم
وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم��