أختي المسلمة:
وقد اشتد بك السير وأنت عاقدة العزم للوصول إلى النهاية، تسألين الله العون والثبات، أذكرك أن الأخلاص هو حقيقة الدين ومفتاح دعوة الرسل عليهم السلام قال تعالى: }وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ{ وقال تعالى: }أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ{.
وأنت تسيرين إلى الدار الآخرة لا يشق لك غبار ولا يدركك الملل ولا التعب، فإنه يخشى على بعض العاملين الرياء ومحبة إبراز أعمالهم للناس والتحدث بها في كل مكان، وكأنهم لم يعملوا إلا ليخبروا الناس وما قصدوا بذلك وجه الله والدار الآخرة، يتسرب إليهم الرياء والعجب من حيث لا يعلمون.
ووالله إنه أشد على الأمة من المسيح الدجال فعن أبي سعيد مرفوعًا: «ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟» قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «الشرك الخفي».
والمخلص من يكتم حسناته وأعماله كما يكتم سيئاته ومساوئه.
ومما تذكر به الأخت المسلمة في هذا السعي المتواصل والعمل الدءوب، هو أن الإخلاص إذا تمكن من طاعة ما حتى وإن كانت قليلة أو يسيرة في عين صاحبها ولكنها خالصة لله تعالى فإن الله يجزي عنها الجزاء الأوفى والعطاء الأتم للمخلص.
* يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: والنوع الواحد من العمل قد يفعله الإنسان على وجه يكمل فيه إخلاصه وعبوديته لله، فيغفر الله به كبائر كما في حديث البطاقة.
وذكر ابن تيمية –رحمه الله- حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «بينما كلب يطيف بركية قد كاد يقتله العطش إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل فنزعت موقها فاستقت له به، فسقته فغفر لها به».
ثم قال: فهذه سقت الكلب بإيمان خالص كان في قلبها فغفر لها، وإلا فليس كل بغي سقت كلبًا يغفر لها، فالأعمال تتفاضل بتفاضل ما في القلوب من الإيمان والإجلال.
ولاشك أن من أدى الطاعات بدون إخلاص وصدق مع الله لا قيمة لها ولا ثواب له، بل صاحبها متعرض للوعيد الشديد وإن كانت هذه الطاعة من الأعمال العظام كالإنفاق في وجوه الخير وقتال الكفار.
قال تعالى: }الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا{ .
قال الفضيل بن عياض رحمه الله: هو أخلصه وأصوبه، قالوا: يا أبا علي، ما أخلصه وأصوبه؟ فقال: إن العمل إذا كان خالصًا ولم يكن صوابًا، لم يقبل وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا لم يقبل، حتى يكون خالصًا صوابًا، والخالص: أن يكون لله، والصواب أن يكون على السنة ثم قرأ: }فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا{.
ثم أذكرك –حرم الله وجهك على النار- وأنت تجمعين الخير وتحصدين الحسنات، أن لا تنفقيها في بضاعة كاسدة ودماء فاسدة إنها حصائد الألسن، الغيبة والنميمة والكذب والاستهزاء وغيرها ولا تكوني ممن يعمل الأعمال العظام ويسهر الليل والنهار ثم يضيع تعبه وجهده، وتكوني من المفلسين، الذي جمعوا رأس مال ثم أنفقوه.
قال صلى الله عليه وسلم: «أتدرون من المفلس؟» قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: «إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار» رواه مسلم.
منقول

الـ غ ــزال @al_gh_zal
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

عذووووووب
•
الله يجزاك كل خييييييييييير


![[~شمووخ~]](https://cdn.hawaaworld.com/images/user_avatar.png)

الصفحة الأخيرة