بعضاً من تراجم كبار علماء أهل السنة والجماعةالذين نفع بعلمهم ودعوتهم العباد والبلاد

الملتقى العام

بسم الله الرحمن الرحيم




الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على من لانبي بعده أما بعد..








فهذه بعضا من تراجم





كبار علماء أهل السنة والجماعة في السعودية







والذين نفع الله بعلمهم ودعوتهم العباد والبلاد






والقاصي والداني



وشهد بعلمهم وورعهم وتقواهم وإخلاصهم القريب



فلله الحمد والمنة



وهي تضم من مات منهم ومن بقى


والله نسأل أن يرحم من مات منهم ويبارك في علمه



ويحفظ من بقي ويمتعنا به وينفع به وبعلمه





أولا :الشيخ محمد بن إبراهيم








نسبه ومولده














هو العلامة الجليل الشيخ محمد بن الشيخ إبراهيم بن الشيخ عبداللطيف بن الشيخ عبدالرحمن بن الشيخ حسن بن إمام الدعوة محيي السنة مميت البدعة الشيخ (محمد بن عبدالوهاب) بن الشيخ سليمان بن علي بن محمد بن أحمد بن راشد بن بريد بن محمد بن بريد بن مشرف بن عمر بن معضاد بن ريس بن زاخر بن محمد بن علوي بن وهيب بن قاسم بن موسى بن مسعود بن عقبة بن سنيع بن نهشل بن شداد بن زهير بن شهاب بن ربيعة بن أبي سود بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد بن مناة بن تميم. ثم إلى نزار بن معد بن عدنان.
















ولد في مدينة الرياض في (حي دخنة) في 17 من محرم عام 1311هـ بدأ رحمه الله من صغره في الأخذ بأسباب العلم والمعرفة, فتلقى القرآن الكريم وهو بين الثامنة والعاشرة من عمره أصيب بالرمد في عينيه فكف بصره. وكانت مدة مرضه سنة. وعلى أثر ذلك حفظ القرآن على عبدالرحمن بن مفيريج عن ظهر قلب. وقد درس فن التجويد فيما بعد.
















ثم أخذ في طلب العلم بمختلف فنونه فأخذ علم "الفرائض" عن والده الشيخ إبراهيم -رحمه الله- أولا ثم عن الشيخ عبدالله بن راشد, ومما قرأ عليه في ذلك ألفية الفرائض.وتلقى علم "العقائد" عن عمه الشيخ عبدالله بن عبداللطيف رحمهما الله تعالى. ومنها في العقائد كتاب التوحيد وأصول الإيمان وفضائل الإسلام للشيخ محمد بن عبدالوهاب والدلائل (حكم موالاة أهل الشرك) للشيخ سليمان بن عبدالله بن الشيخ محمد بن عبدالوهاب والعقيدة الواسطية والعقيدة الحموية وكلاهما لشيخ الإسلام ابن تيمية وأخذ "الفقه" عن الشيخ حمد بن فارس أولا ثم على الشيخين سعد بن حمد بن عتيق ومحمد بن محمود المتوفى عام 1333هـ ومن كتبه "زاد المستقنع"وأخذ علم "العربية" عن الشيخ حمد بن فارس ومما قرأ عليه في هذا الفن الاجرومية والملحة والقطر والألفية. وفي "الحديث وعلومه" قرأ بلوغ المرام وثلث المنتقى على عمه الشيخ عبدالله, ثم أعاد بلوغ المرام على الشيخ سعد بن عتيق. وعليه قرأ أيضا ألفية العراقي في مصطلح الحديث.
















هذا ومن المستفيض أن الشيخ رحمه الله كان كثير الدأب على المطالعة في مختلف الكتب وتدريسها فكان هذا مصدرا ثانيا غنيا بتنمية حصيلته العلمية وتوسيع أفقه أعانه على ذلك بعد الله ما عرف عنه من حدة الذكاء ورجاحة العقل.





















اشتغاله بالتدريس
















لمس فيه مشايخه الألمعية النادرة المبكرة والنجابة الظاهرة فأدركوا أنه الخليفة لهم الذي يمكن أن يطمئن إليه في مجالس العلم فأوصى عمه الشيخ عبدالله الملك عبدالعزيز -رحمه الله- بابن أخيه خيرا وذكر له ما يتمتع به من المزايا الفذة التي لا تكاد تتوافر إلا في قليل من الرجال الذين وهبهم الله ذكاء وفطنة وجلدا وإخلاصا. وحين توفي الشيخ عبدالله عام 1339هـ أخذ ابن أخيه مجلسه فبدأ التدريس إلى جانب مشايخه الذين مازالوا على قيد الحياة. ولما توفي شيخه سعد بن حمد بن عتيق عام 1349هـ وتوفي قبله الشيخ حمد بن فارس عام 1345هـ توسع في مجالس التدريس واستقل بأكثرها إلى جانب أعمامه رحمهم الله وغيرهم من أفاضل العلماء الذين كانوا يقومون بالتدريس على فترات متعاقبة في بعض العلوم.

















ولكن ينبغي أن نؤكد أن الشيخ محمد -رحمه الله- له النصيب الأوفر في كثرة المجالس وكثرة القاصدين له من طلبة العلم وغزارة العلم وعموم النفع, فقد كان يعمر أكثر نهاره بالتدريس, حيث كان يجلس ثلاث جلسات منتظمة. فالأولى بعد صلاة الفجر إلى شروق الشمس, والثانية بعد ارتفاع الشمس مدة تتراوح ما بين ساعتين وأربع ساعات, والثالثة بعد صلاة العصر, وهناك جلسة رابعة لكنها ليست مستمرة وهي بعد صلاة الظهر.

















وكل هذه الجلسات كانت تتم في جامع الشيخ عبدالله بن الشيخ محمد بن عبدالوهاب ما عدا جلسة الضحى فقد كانت في أول الأمر في هذا الجامع ثم نقلها إلى بيته.

















وكان رحمه الله ينقطع بعد المغرب لمطالعة دروس الغد في الكتب التي كانت تدرس بعد الفجر ومنها (الروض المربع) و (سبل السلام) و(شرح ابن عقيل) على ألفية ابن مالك وما يعين عليها من المراجع. وفيما يلي عرض للكتب التي كان يقوم رحمه الله بتدريسها:

















أولا بعد صلاة الفجر ألفية ابن مالك مع شرح ابن عقيل وزاد المستقنع مع شرحه الروض المربع وبلوغ المرام والأجرومية والملحة وقطر الندى وعمدة الأحكام وأصول الأحكاموالحموية والتدمرية ونخبة الفكر. الثلاثة الأول مستمرة وكان يقوم بتدريسها على ترتيبها المذكور. أما باقي الكتب فبالتعاقب على فترات مختلفة طيلة أيام تدريسه.

















بعد شروق الشمس يدرس في العقائد كتاب التوحيد, كشف الشبهات, ثلاثة الأصول, العقيدة الواسطية باستمرار, مسائل التوحيد, مسائل الجاهلية, لمعة الاعتقاد, أصول الإيمان على فترات, وفي الحديث: الأربعين النووية, عمدة الأحكام باستمرار. وفي الفقه آداب المشي إلى الصلاة, وقد يدرس غيرها لكنه نادر.وبعد الانتهاء من هذه المختصرات تقرأ المطولات ومنها: فتح المجيد, شرح الطحاوية, شرح الأربعين النووية, صحيح البخاري, صحيح مسلم, السنن الأربعة, مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وابن كثير بدون استثناء وكل ما جد من كتب السلف والمحققين من العلماء, ولكنها على فترات يتراوح ما يقرأ منها في اليوم ما بين خمسة وعشرة غالبا.

















بعد صلاة الظهر ويدر س فيه: زاد المستقنع بشرحه الروض المربع, بلوغ المرام.

















بعد صلاة العصر ويدر س فيه كتاب التوحيد وشرحه وقد يقرأ في مسند الإمام أحمد أو مسند ابن أبي شيبة والجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح أو نحوها.

















وقد استمر يزاول التدريس بنشاط لا يفتر وهمة لا تكل إحدى وأربعين سنة من سنة 1339هـ إلى 1380هـ.






















طريقته في التدريس
















كان رحمه الله يعطي مجالس العلم حقها من الاحترام والتقدير ويحرص على إيصال الفائدة إلى قرارة قلوب الطلاب معنيا بتثبيتها حتى إنه ليكاد يغني بشرحه عن مطالعة. وكان -رحمه الله- إذا هم بالجلوس للتدريس توضأ إن لم يكون على وضوء بعد صلاة, واستقبل القبلة إذا كانت الجلسة في المسجد ويبدأ شرحه باسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه. ويمكن تلخيص السمات الظاهرة لطريقته في التدريس في النقاط التالية:
















1 يطلب من بعض الطلاب أن يبدأ بالبسملة والصلاة والسلام على رسول الله والترحم على المؤلف, ثم يتلو حفظا موضوع الدرس إذا كان الكتاب متنا. ويحرص جدا على أن يحفظ جميع الطلاب المنتظمين المتون ولا يرضى بنصف حفظ, ولا ينتقل الطالب من متن إلى متن أطول منه إلا بعد حفظ الأول وفهمه, ولذا كان الطالب المجد منهم يتخرج في سبع سنوات.
















2 قبل أن يبدأ بالشرح يقرأ هو ما قرأ الطلاب.
















3 يشرع في شرح عبارات المتن بدقة ووضوح.
















4 يعرض بعض المسائل ويتكلم عليها.
















5 إذا عرض لمسألة خلاف ذكر رأي المؤلف أولا وأدلته ثم ذكر رأي المخالفين كلا على حدة, مع دليله.وكان في ذلك كله يحترم كل ذي رأي من العلماء ولا يذكره بما يسوء, وكان يرجح ما يراه معتمدا في ذلك على الدليل وأقوال المحققين, ولم يكن يعرض من الخلاف إلا ما كان ذا جدوى. وقد يصحح أحد القولين بدون سرد الأدلة لقصر الوقت أو نظرا لحال الطالب.
















6 كان يلتزم بالموضوع ولا يستطرد إلى مسائل خارجة عنه.
















7 كان إذا فرغ من الدرس تلقى أسئلة الطلاب وأجاب. وقد يثير هو بعض الإشكاليات ليقدح أذهان الطلاب.
















8 يختبر الطلاب فيما شرح لهم في بعض الأحيان بإلقاء الأسئلة عليهم ويعربون متن الألفية وشواهدها.
















9 فيما يتعلق بالعقائد لم يكن يحرص على ذكر آراء أهل البدع والإشراك فإذا وجد ضرورة لذلك أو كان المؤلف ذكرها فإنه يتكلم عليها بتوسع ويشتد في الرد عليهم دون إفراط
















10 وبالنسبة لقراءة المطولات لم يكن يشرحها عبارة عبارة وإنما كان يقف عند المهم منها أو ما يسأل عنه أحد الحاضرين.
















11 يلزم اللغة العربية في جميع مجالسه العامة.
















12 يلتزم الهدوء أثناء شرحه للمتون أو تعليقه على المطولات فلا تراه يلتفت أو يشير بيد أو يعبث بشيء.
















13 لم يكن يسمح بإثارة الأسئلة التافهة أو الدخول في مناقشات عقيمة.





















أخلاقه
















لم يصل -رحمه الله- إلى ما وصل إليه من مكانة في قلوب الناس بمجرد المصادفة ولكن مرد ذلك إلى توفيق الله عز وجل أولا, ثم إلى ما كان يتحلى به من أخلاق فذة التزم بها وحافظ عليها طوال أيامه. ولا بأس من الإشارة إلى بعض ما نعرفه عنه من الأخلاق الحميدة فمن ذلك:
















1 الحافظة النادرة التي كانت أقوى سبب في تحصيل ثروة علمية واسعة بنيت على محفوظاته التي علقت بذاكرته أثناء تعلمه ومطالعاته أثناء تدريسه, فكانت الأساس القوي لمقدرته على استنباط الأحكام ومعرفة الأدلة التي تبنى عليها. وقد مر بنا أنه حفظ بلوغ المرام وزاد المستقنع وغيرهما مما مر ذكرهفي فصلي شيوخه واشتغاله بالتدريس. ونزيد هنا أنه كان يحفظ كثيرا من القصائد المطولة, وكان يصف وهو في أخريات أيامه مشاهداته قبل أن يكف بصره, وأنت على علم أنه فقد بصره في السادسة عشرة من عمره, وكان يحفظ المتن للقراءة الثالثة وربما الثانية, وكانت المعاملة الطويلة التي تبلغ ثلاثمائة صفحة تقرأ عليه ثم يملي ما يرى مستحضرا كل ما مر فيها من الجزئيات, ولم يكن غريبا منه أن يدل القارئين على مواضع الأبحاث في كتبها ذاكرا رقم الصفحة أحيانا ومثل ذلك لا يكون إلا لمن آتاه الله ذاكرة واعية.
















2 وقد رزق من الذكاء ما مكنه من إدراك محفوظاته العلمية عن فهم وبصيرة, وكان يدرك حقيقة ما يعرض عليه من المشكلات فيكشف ما وراءها من الدوافع ببصيرته الفذة ولم يكن ينطلي عليه كيد أو احتيال. وحياته كلها أمثلة من هذا النوع لسنا في حاجة إلى الدخول في ضرب الأمثال لها فأكثر العارفين به يدركون ذلك ولكن الذي لا يعرفه كثير من الناس أنه رحمه الله كان يدرك تقدير الوقت بالساعة لا يكاد يخطئ الحقيقة في بضع دقائق مع العلم بأنه لم يستعمل الساعة في حياته.
















3 وكان يطيل التأمل والتعمق ويبعد النظر فيما يعرض عليه من القضايا التي تجد تباعا ولم يكن يتعجل الأمر حتى يمعن في الدرس والتأمل والنظر في عواقب الأمور, فكان يصل بعد ذلك إلى الاستنتاج الدقيق الذي لا يكاد يختلف ولا يخالفه فيه ذو نصف والأمثلة في هذا المقام كثيرة.
















4 ومن أخلاقه البارزة الإخلاص في العمل فلم يكن يوما طالب شهرة ولا باحثا عن سمعة, بل كان عمله كله لله يبتغي ما عنده يجتهد في تحري الحق ويجتهد في الدفاع عن الحق لا يأخذه في ذلك ضعف ولا يعتريه طمع ولم يعرف عنه أنه تحدث عن أعماله على جلالتها وكثرتها.
















5 طهارة قلبه فكان لا يحمل ضغينة على من أساء إليه ولا ينتقم من أحد ناله بأذى, بل كان ديدنه الصفحوالتجاوز, بل المحافظة عليهم والدفاع عنهم أن ينالهم أحد بما يعرف أنه باطل.
















6 وكان رحمه الله على حظ وافر من الشجاعة وقوة الشكيمة لا يخاف في الله لومة لائم ولا يتردد في إعلان الحق أيا كان المخاطب به, ودافعه في ذلك مخافة الله وحرصه على أن يخلص ذمته مما علق به فمكانته ومسئوليته تحتم عليه نبذ التخاذل وكان يكره المتملقين وله في ذلك مواقف حفظها التاريخ.
















7 ومن السمات البارزة التي كانت تميزه ما آتاه الله من هيبة في نفوس الناس وهو أمر لا يرجع إلى مخافة منه ولكن إلى محبته وإجلاله ومعرفتهم عنه صرامته في الحق يحسب محدثه الحساب الدقيق حتى لا يزل في كلمة أو يخطئ في فكر ومع ذلك فقد كان أنيسا عند مخالطته ألوفا لمعاشريه لا يتصف بشيء من الغلظة أو الفظاظة وكان يحسن الفرق بين مجالس الجد والعمل ومجالس الراحة, حيث يكون في سفر أو نزهة.
















8 وكان يتنزه عن الغيبة والحديث في الآخرين بما يكرهون وعرف بذلك منذ حداثة سنه حتى فارق الدنيا ولم يكن يسمح لأحد أن يتحدث في مجالسه بمثالب الآخرين أو تنقصهم بل كان يقف دون ذلك ويزجر من حاوله.
















9 ومما لا يعرفه الكثيرون عنه ما يتصف به -رحمه الله- من العفة والتورع عن أخذ ما ليس له أو ما يرى فيه شبهة فكان حريصا على ألا يدخل نفسه في مداخل مشتبهة ولم يعرف أنه اشتغل بالبيع أو الشراء لا بالاستقلال ولا بالمشاركة. بل كان مقتصرا على ما يتقاضاه مقابل عمله, بل إنه كان يشغل عدة أعمال كما هو معروف لا يتقاضى إلا ما كان يأخذه قبل إحداث هذه الأعمال ولم يكن يأخذ انتدابا مقابل انتقاله إلى مدينة الطائف صيفا ولم أعرف عنه أنه طلب من المسؤولين شيئا يخصه.
















10 ومما لا ينكر من أخلاقه الظاهرة للعيان كراهيته الشديدة للمديح والثناء عليه فما كان يرضى من أحد أن يثني عليه أو يبالغ في مدحه سواء كان ذلك مشافهة أوكتابة. ومن الأمثلة التي تذكر في هذا المقام ما كتب به إلى أحد الناس ونصه: ملحوظة: كثيرا ما تكتب في خطاباتك ألقابا لا يسوغ ذكرها كقولك شيخ الإسلام ومفتي الأنام وهذا شيء لا نرضاه.
















11 وكتب في مناسبة أخرى ما نصه: وما ذكرتم في خطابكم من الثناء نود ألا نسمعه فنحن نستغفر الله ونتوب إليه من تقصيرنا وضعفنا نسأله تعالى أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه. وكتب لآخر ما نصه: نفيدكم أنه جاء في خطابكم بعض العبارات مثل قولكم عالم الوجود تلك العبارة التي لا يصدر مثلها إلا عن جاهل.
















12 وكان رحمه الله معروفا بالبذل والسخاء في الحدود التي لا تصل إلى المبالغة المكروهة شرعا والمؤدية إلى الإسراف وإضاعة الوقت وبالأخص ما يتعلق بإكرام العلماء والقضاة وطلاب العلم وذوي رحمه. وكان لا يترك مناسبة مهمة إلا أقام لها الوليمة الكبيرة ودعاهم.
















13 خشيته لله, كان رحمه الله من أكثر الناس استحضارا لعظمة الله كثيرا ما تسمعه يلهج بذكر الله والاستغفار وتغرورق عيناه بالدموع حينما يكون في موقف مناجاة الله أو يسمع بعض ما يحرك القلوب, ولقد كان ذلك يتجلى كثيرا فيما يحييه من الليل بالصلاة التي كان يواظب عليها في إقامته وسفره وقد لا يعرف هذا كثير من الناس الذين لم يتصلوا به وقد صحبته زمنا طويلا وهو يقوم ما يقرب من ساعة ونصف آخر الليل لا يترك ذلك.
















14 ولا غرو فقد كان رحمه الله يتحرى في جميع تصرفاته وأخلاقه الظاهرة والباطنة التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم وصحابته وسلف هذه الأمة رضوان الله عليهم.





















الأعمال التي قام بها
















عرفنا في مناسبات كثيرة مما مضى في هذه الترجمة أنه رحمه الله باشر العمل منذ وفاة عمه عبدالله رحمه الله, وقد كان العمل الرئيسي الذي شمل أكثر أيام حياته هو (التدريس) وقد تحدثنا عنه في فصل خاص لما له من الأهمية.
















على أنه صاحب التدريس مهمة أخرى بدأت دون تنظيم رسمي وهي (الفتوى) فقد كان يشارك فيها حتى توفي الشيخ سعد بن عتيق, ثم استقل بها حتى تحولت إلى عمل منظم في دار الإفتاء حيث أنشئت في عام 1374هـ. وظل رحمه الله يقوم بالفتوى من خلال هذه الدار حتى وافته المنية إلى جانب ما كان يكتبه في هذا الميدان في بيته من فتاوى وردود على بعض الكاتبين في قضايا يرى بثاقب بصيرته أن السكوت عليها مسؤولية أمام الله.
















وإلى جانب هذين الأمرين هناك أمر ثالث لا يقل خطرا عنهما وهو (القضاء), فقد كان رحمه الله يقوم بتمييز الأحكام التي تحتاج إلى نظره وينظر فيما أحيل إليه من القضايا بأمر من ولاة الأمور.
















ولما حول القضاء نظرا لاتساعه إلى رئاسة, أ سندت إليه رئاسته في المنطقتين الوسطى والشرقية في عام 1376هـ ثم ضمت إليه المنطقة الغربية بعد وفاة الشيخ عبدالله بن حسن رحمه الله في عام 1378هـ وقد نصت المادة الحادية عشرة من نظام هيئة التمييز أن له -رحمه الله- حق النظر والبت فيما يختلف فيه القاضي وهيئة التمييز.
















وإلى جانب ذلك كله ورغم ما كان يحمله إياه من أعباء فقد تولى (رئاسة المعاهد العلمية والكليات) منذ ****ئها عام 1370.
















ووكل إليه الإشراف على (مدارس البنات) منذ افتتاحها في عام 1379 وكلف برئاسة (الجامعة الإسلامية) في المدينة المنورة عام 1381هـ. وتولى رئاسة "مجلس القضاء" الذي شكل في عام 1388هـ وعقد في حياته مرتين. وولي رئاسة (رابطة العالم الإسلامي) منذ ****ئها في عام 1379هـ وإمامة جامع حي دخنة وخطابة المسجد الجامع الكبير المعروف الآن في ساحة العدل بالرياض. وشكل هيئة تضم كبار العلماء لتكون مرجعا لبحث ما يحصل من المشاكل العلمية العويصة وتقرير ما يلزم حيالها وللمذاكرة فيما بينهم والتصدي لنشر الدعوة الإسلامية والذود عنها ومحاربة التيارات الجارفة والمبادئ الهدامة.
















وبعبارة عامة فقد كان له -رحمه الله- الإشراف التام على جميع الشؤون الإسلامية داخل المملكة وخارجها مما يتصل بالمملكة العربية السعودية وتعنى بتوجيهه. ومثل هذا لا يقوم به العالم العادي ولكن من آتاه الله القوة والجلد, وإن ذلك ليدل على ثقة الناس وبخاصة أولياء الأمور في حصافة عقله وسعة علمه ومقدرته الفذة وحاجتهم إليه في كل ما يعرض لهم من المشكلات.





















تلاميذه
















لا أظن أن من يعرفه -رحمه الله- يخفى عليه أمر الذين أخذوا عنه العلم واستفادوا منه الفائدة الكبرى. ولا أظن أن ذلك يخفى على من عرف المدة الطويلة التي قضاها مشتغلا بالتدريس, فقدمر به أفواج بعد أفواج ينهلون من علمه ويستنيرون بثاقب نظره وقد انتشروا في أنحاء المملكة العربية السعودية بين عالم وقاض ومدرس وواعظ وخطيب مسجد ومتفرغ من الأعمال ولا أظن أن الحصر قادر على أن يأتي على جميع أسمائهم لذلك سنكتفي بعرض أسماء طائفة منهم وهم سماحة الشيخ عبدالله بن محمد بن حميد رئيس المجلس الأعلى للقضاء سابقا -رحمه الله-, والشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز مفتي عام المملكة سابقا -رحمه الله-, الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن قاسم, صاحب المؤلفات المشهور, الشيخ عبدالعزيز بن ناصر بن رشيد, رئيس محكمة التمييز سابقا, الشيخ سعود بن رشود قاضي الرياض سابقا, الشيخ صالح بن غصون -رحمه الله- عضو هيئة التمييز سابقا, وسماحة الشيخ عبداللطيف بن إبراهيم شقيق المترجم الفرضي المشهور, سماحة الشيخ عبدالملك بن إبراهيم شقيقه رئيس هيئات الأمر بالمعروف في المنطقة الغربية سابقا, معالي الشيخ عبدالعزيز بن الشيخ محمد, نجل سماحته رئيس هيئات الأمر بالمعروف سابقا المستشار الحالي بديوان الملكي, معالي الشيخ إبراهيم بن الشيخ محمد نجل سماحته وزير العدل سابقا, الشيخ عبدالرحمن بن فارس, قاض بمحكمة الرياض سابقا, الشيخ محمد بن مهيزع قاض بمحكمة الرياض سابقا, الشيخ عبدالرحمن بن هويمل قاض بمحكمة الرياض سابقا, الشيخ عبدالعزيز بن زاحم قاض بمحكمة الرياض, الشيخ عبدالرحمن بن سحمان قاض بمحكمة الدلم, الشيخ عبدالعزيز بن صالح بن مرشد, الأمير محمد بن عبدالعزيز بن سعود آل سعود, الشيخ عبدالله بن عقيل عضو المجلس الأعلى للقضاء السابق, الشيخ عبدالله بن غديان, عضو اللجنة الدائمة للإفتاء, الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين عضو الإفتاء سابقا, الشيخ فهد بن حمين أستاذ بكلية أصول الدين سابقا, الشيخ حمود بن عقلاء, أستاذ بكلية الشريعة سابقا, الشيخ عبدالرحمن بن فريان, والشيخ زيد بن عبدالعزيز بن فياض -رحمه الله- وآخرون.





















آثاره
















لم تكن في حياته -رحمه الله- فرصة يتفرغ فيها للتأليف فلقد كان انشغاله بما علمت من الأعمال التي وصفناها قبل لا تدع فرصة للراحة, إذ كان عمله يستمر أحيانا إلى الساعة الخامسة ليلا "بالتوقيت الغروبي" فضلا عن أن تدع له فرصة يفرغ فيها ذهنه ويرجع إلى المراجع فيكتب وينشر كما نراه لكثير من أهل العصر, ولأنه -رحمه الله- لم يكن بالشخص الذي يكتب كل ما عن له, بل كان كما وصفناه طويل التأمل شديد المحاسبة لنفسه ومسئوليته تحتم عليه ألا يكتب إلا بعد تحر طويل لأن كلمة منه تعد حجة يتعلق بها العامة والخاصة ومع ذلك فإن حياته لم تخل من كثير من الرسائل والفتاوى التي كتبها في مناسبات مختلفة.
















ومما ينبغي التنويه عنه من آثاره أنه اختار ألف حديث في أبواب مختلفة.





















وفاته
















توفي رحمه الله في14 رمضان 1398هـ.











وقد صلي عليه في المسجد الجامع الكبير مع صلاة الظهر أم الناس فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز -رحمه الله- وحضر الصلاة جمع جم ضاق بهم المسجد على سعته وصلى كثير منهم خارج المسجد وانسدت الطرق بالسيارات والمشاة ولم يكن بين وفاته والصلاة عليه إلا ساعتان وتبعه المصلون إلى مقبرة العود حيث ووري هناك. تغمد الله شيخنا برحمته وسدد خطى خلفائه ونفع بعلومه وجعل عملنا خالصا لوجهه إنه سميع قريب مجيب.













____________________


















6
587

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

أم العفايف
أم العفايف
جزاك الله خير أختي موضوع قيم..أرجو تثبيته
ياليت تكملين التراجم عن بن باز وبن عثيمين والفوزان وغيرهم كثير..وهنيئا لك الأجر
ياليت المشرفات يثبتوا هذا الموضوع لأنه يستحق التثبيت وبجدارة
مشاركة هنا
مشاركة هنا
إن شاء الله أخيتي أم العفايف ..لكن أختك ستوردها على دفعات
حتى يتسنى لنا الانتفاع بسير وتراجم أولئك النبلاء الأفذاذ

من علماء

قل الحديث عنهم وعن سيرهم وآثارهم وبركات دعوتهم التي قد ظهرت ونفع الله بها والتي نتفيأ ظلالها
مشاركة هنا
مشاركة هنا
هؤلاء آبائى فجئنى بمثلهم ** اذا جمعتنا ياجرير المجامع


ترجمة الشيخ إمام أهل السنة والجماعة الشيخ المجدد بن باز رحمه الله


اسمه ونسبه
هو الإمام الصالح الورع الزاهد أحد الثلة المتقدمين بالعلم الشرعي، ومرجع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، في الفتوى والعلم، وبقية السلف الصالح في لزوم الحق والهدي المستقيم، واتباع السنة الغراء: عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله آل باز، وآل باز - أسرة عريقة في العلم والتجارة والزراعة معروفة بالفضل والأخلاق قال الشيخ: سليمان بن حمدان - رحمه الله - في كتابه حول تراجم الحنابلة : أن أصلهم من المدينة النبوية، وأن أحد أجدادهم انتقل منها إلى الدرعية، ثم انتقلوا منها إلى حوطة بني تميم.







مولده

ولد في الرياض عاصمة نجد يوم الثاني عشر من شهر ذي الحجة عام ألف وثلاثمائة وثلاثين من الهجرة النبوية، وترعرع فيها وشب وكبر، ولم يخرج منها إلا ناويا للحج والعمرة.



نشأته


نشأ سماحة الشيخ عبد العزيز في بيئة عطرة بأنفاس العلم والهدى والصلاح، بعيدة كل البعد عن مظاهر الدنيا ومفاتنها، وحضاراتها المزيفة، إذ الرياض كانت في ذلك الوقت بلدة علم وهدى فيها كبار العلماء، وأئمة الدين، من أئمة هذه الدعوة المباركة التي قامت على كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وأعني بها دعوة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - وفي بيئة غلب عليها الأمن والاستقرار وراحة البال، بعد أن استعاد الملك عبد العزيز - رحمه الله - الرياض ووطد فيها الحكم العادل المبني على الشرعة الإسلامية السمحة بعد أن كانت الرياض تعيش في فوضى لا نهاية لها، واضطراب بين حكامها ومحكوميها.
ففي هذه البيئة العلمية نشأ سماحته - حفظه الله - ولا شك ولا ريب أن القرآن العظيم كان ولا يزال - ولله الحمد والمنة - هو النور الذي يضيء حياته، وهو عنوان الفوز والفلاح فبالقرآن الكريم بدأ الشيخ دراسته - كما هي عادة علماء السلف - رحمهم الله - إذ يجعلون القرآن الكريم أول المصادر العلمية - فيحفظونه ويتدبرونه أشد التدبر، ويعون أحكامه وتفاسيره، ومن ثمَّ ينطلقون إلى العلوم الشرعية الأخرى، فحفظ الشيخ القرآن الكريم عن ظهر قلب قبل أن يبدأ مرحلة البلوغ، فوعاه وحفظه تمام الحفظ، وأتقن سوره وآياته أشد الإتقان، ثم بعد حفظه لكتاب الله، ابتدأ سماحته في طلب العلم على يد العلماء بجد وجلد وطول نفس وصبر.
وإن الجدير بالذكر والتنويه في أمر نشأته، أن لوالدته - رحمها الله - أثرا بالغا، ودورا بارزا في اتجاهه للعلم الشرعي وطلبه والمثابرة عليه، فكانت تحثه وتشد من أزره، وتحضه على الاستمرار في طلب العلم والسعي وراءه بكل جد واجتهاد كما ذكر ذلك سماحته في محاضرته النافعة - رحلتي مع الكتاب - وهي رحلة ممتعة ذكر فيها الشيخ في نهاية المحاضرة، وبالخصوص في باب الأسئلة بعض الجوانب المضيئة من حياته - فاستمع إلى تلك المحاضرة غير مأمور -.
ولقد كان سماحة الشيخ / عبد العزيز - حفظه الله - مبصرا في أول حياته، وشاء الله لحكمة بالغة أرادها أن يضعف بصره في عام 1346 هـ إثر مرض أصيب به في عينيه ثم ذهب جميع بصره في عام 1350 هـ، وعمره قريب من العشرين عاما؛ ولكن ذلك لم يثنه عن طلب العلم، أو يقلل من همته وعزيمته بل استمر في طلب العلم جادا مجدا في ذلك، ملازما لصفوة فاضلة من العلماء الربانيين، والفقهاء الصالحين، فاستفاد منهم أشد الاستفادة، وأثّروا عليه في بداية حياته العلمية، بالرأي السديد، والعلم النافع، والحرص على معالي الأمور، والنشأة الفاضلة، والأخلاق الكريمة، والتربية الحميدة، مما كان له أعظم الأثر، وأكبر النفع في استمراره.
على تلك النشأة الصالحة، التي تغمرها العاطفة الدينية الجياشة، وتوثق عراها حسن المعتقد، وسلامة الفطرة، وحسن الخلق، والبعد عن سيئ العقائد والأخلاق المرذولة ومما ينبغي أن يعلم أن سماحة الشيخ عبد العزيز - حفظه الله- قد استفاد من فقده لبصره فوائد عدة نذكر على سبيل المثال منها لا الحصر أربعة أمور: -
الأمر الأول : حسن الثواب، وعظيم الأجر من الله سبحانه وتعالى، فقد روى الإمام البخاري في صحيحه في حديث قدسي أن الله تعالى يقول: إذا ابتليت عبدي بفقد حبيبتيه عوضتهما الجنة البخاري ( 5653 ).
الأمر الثاني: قوة الذاكرة، والذكاء المفرط: فالشيخ - رعاه الله - حافظ العصر في علم الحديث فإذا سألته عن حديث من الكتب الستة، أو غيرها كمسند الإمام أحمد والكتب الأخرى تجده في غالب أمره مستحضرا للحديث سندا ومتنا، ومن تكلم فيه، ورجاله وشرحه.
الأمر الثالث: إغفال مباهج الحياة، وفتنة الدنيا وزينتها، فالشيخ - أعانه الله - متزهد فيها أشد الزهد، وتورع عنها، ووجه قلبه إلى الدار الآخرة، وإلى التواضع والتذلل لله سبحانه وتعالى.
الأمر الرابع: استفاد من مركب النقص بالعينين، إذ ألح على نفسه وحطمها بالجد والمثابرة حتى أصبح من العلماء الكبار، المشار إليهم بسعة العلم، وإدراك الفهم، وقوة الاستدلال وقد أبدله الله عن نور عينيه نورا في القلب، وحبا للعلم، وسلوكا للسنة، وسيرا على المحجة، وذكاء في الفؤاد.

مشاركة هنا
مشاركة هنا
نبذة عن حياة الشيخ بن باز حسبما أملاها علي بنفسه عندما بدأت في جمع فتاواه .. فقال :


أنا عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله آل باز .
ولدت بمدينة الرياض في ذي الحجة سنة 1320هـ وكنت بصيراً في أول الدراسة ، ثم أصابني المرض في عيني عام 1346هـ فضعف بصري بسبب ذلك ، وأسأل الله أن يعوضني عنه بالبصيرة في الدنيا .. والجزاء الحسن في الآخرة ، كما وعد الله بذلك سبحانه على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، كما أسأله سبحانه أن يجعل العاقبة حميدة في الدنيا والآخرة .
وقد بدأت الدراسة منذ الصغر ، وحفظت القرآن الكريم قبل البلوغ ، ثم بدأت في تلقي العلوم الشرعية والعربية على أيدي كثير من علماء الرياض .. من أعلامهم :
1- الشيخ محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله .
2- الشيخ صالح بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب قاضي الرياض رحمهم الله .
3- الشيخ سعد بن حمد بن عتيق قاضي الرياض رحمه الله .
4- الشيخ حمد بن فارس وكيل بيت المال بالرياض رحمه الله .
5- الشيخ سعد بن وقاص البخاري من علماء مكة المكرمة رحمه الله ، أخذت عنه علم التجويد في عام 1355 هـ.
6- سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ رحمه الله مفتي عام الديار السعودية وقد لازمت حلقاته نحواً من عشر سنوات ، وتلقيت عنه جميع العلوم الشرعية ، ابتداء من عام 1347هـ إلى سنة 1357 هـ حيث رشحت للقضاء من قبل سماحته .
- جزى الله الجميع أفضل الجزاء وأحسنه ، وتغمدهم جميعاً برحمته ورضوانه .
- وقد توليت عدة أعمال هي :
1- القضاء في منطقة الخرج مدة طويلة استمرت أربعة عشر عاماً وأشهراً امتدت بين سنتي 1357هـ إلى عام 1371 هـ وقد كان التعيين في جمادى الآخرة من عام 1357هـ وبقيت إلى نهاية عام 1371هـ .
2- التدريس في المعهد العلمي بالرياض عام 1372هـ وكلية الشريعة بالرياض بعد ****ئها عام 1373هـ في علوم الفقه والتوحيد والحديث واستمر عملي على ذلك تسع سنوات انتهت في عام 1380هـ.
3- عينت في عام 1381هـ نائباً لرئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وبقيت في هذا المنصب إلى عام 1390هـ.
4- توليت رئاسة الجامعة الإسلامية في عام 1390هـ بعد وفاة رئيسها شيخنا الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله في رمضان ام 1389هـ وبقيت في هذا المنصب إلى سنة 1395هـ.
5- وفي 14/10/1395هـ صدر الأمر الملكي بتعييني في منصب الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد وبقيت في هذا المنصب إلى عام 1414هـ.
وفي 20/1/1414هـ صدر الأمر الملكي بتعييني في منصب المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء ورئيس إدارة البحوث العلمية والإفتاء .. ولا أزال إلى هذا الوقت في هذا العمل . أسأل الله العون والتوفيق والسداد .
ولي إلى جانب هذا العمل عضوية في كثير من المجالس العلمية والإسلامية من ذلك :
1- رئاسة هيئة كبار العلماء بالمملكة .
2- رئاسة اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في الهيئة المذكورة .
3- عضوية ورئاسة المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي .
4- رئاسة المجلس الأعلى العالمي للمساجد .
5- رئاسة المجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة التابع لرابطة العالم الإسلامي .
6- عضوية المجلس الأعلى للجامعة الإسلامية في المدينة المنورة .
7- عضوية الهيئة العليا للدعوة الإسلامية في المملكة .
أما مؤلفاتي فمنها:
1- الفوائد الجلية في المباحث الفرضية .
2- التحقيق والإيضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة "توضيح المناسك".
3- التحذير من البدع ويشتمل على أربع مقالات مفيدة "حكم الاحتفال بالمولد النبوي وليلة الإسراء والمعراج .. وليلة النصف من شعبان ، وتكذيب الرؤيا المزعومة ، من خادم الحجرة النبوية المسمى الشيخ أحمد .
4- رسالتان موجزتان في الزكاة والصيام .
5- العقيدة الصحيحة وما يضادها .
6- وجوب العمل بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وكفر من أنكرها .
7- الدعوة إلى الله وأخلاق الدعاة .
8 – وجوب تحكيم شرع الله ونبذ ما خالفه .
9- حكم السفور والحجاب ونكاح الشغار .
10- نقد القومية العربية .
11- الجواب المفيد في حكم التصوير .
12- الشيخ محمد بن عبد الوهاب : دعوته وسيرته .
13- ثلاث رسائل في الصلاة : 1- كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم . 2- وجوب أداء الصلاة في جماعة 3- أين يضع المصلي يديه حين الرفع من الركوع ؟
14- حكم الإسلام فيمن طعن في القرآن أو في رسول الله صلى الله عليه وسلم .
15- حاشية مفيدة على فتح الباري وصلت فيها إلى كتاب الحج .
16- رسالة الأدلة النقلية والحسية على جريان الشمس وسكون الأرض وإمكان الصعود إلى الكواكب .
17- إقامة البراهين على حكم من استغاث بغير الله أو صدق الكهنة والعرافين .
18- الجهاد في سبيل الله .
19- فتاوى تتعلق بأحكام الحج والعمرة والزيارة .
20- وجوب لزوم السنة والحذر من البدعة .
هذا وقد حرص سماحته على جمعها وغيرها من مقالات ومحاضرات وفتوى في مجموع سماحته مجموعة فتاوى ومقالات متوع .. وقد صدر منها حتى الآن 13 ثلاثة عشر مجلداً وتحت الطبع اثنان ... غفر الله له ونفع بعلمه بعد وفاته مثلما نفع بعلمه في حياته فإن هذا من العمل الذي يستمر أجره وينفع الله به .

محمد بن سعد الشويعر
الجزيرة : 28 / 1 / 1420هـ
العدد : 9724
أم العفايف
أم العفايف
جزاك الله خير أختي
رفععع