
نوال جوهرة @noal_gohr
محررة
بعض البدع تمارس علينا باسم الدين !!
نعم بعض البدع تمارس علينا باسم الدين
مثل سجل حضورك اليومي باسم الله أو الاستغفار أو الصلاة على النبي صلـ الله عليه وسلم ـى
أو اسم من أسماء الله وكلا يدلوا بدلوه والله يهدي الجميع ويصلح حال المسلمين
ولذلك أضع بين يديكم كلام الشيخ همام وفقه الله
فهو فصل في كثير من الأمور
جزاه الله عنا خيرا ونفع بك
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد لفت موضوعك انتباهي
هنا الموضوع
فأردت أن أبين لك ما عساه خفي عليك ..
إنه ما من شك بأنه لايتم الإيمان إلا بمحبة المصطفى صلى الله عليه سلم ، بل لا يؤمن المؤمن حتى يكون الرسول صلى الله عليه وسلم أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين ، كما في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه . وعند البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه .
نعم .. إن محبته في قلوبنا لا تعدلها محبة غيره من البشر ؛ فبه أنقذنا الله من الضلال ، وبه شرفنا إذ كنا من أمته ، فاللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد ..
نعم.. والصلاة عليه صلى الله عليه وسلم من أفضل القربات والعبادات ، فمن صلى عليه واحدة صلى الله عليه بها عشراً ...
ومن هنا .. فإن أقوى علامات محبة النبي صلى الله عليه وسلم اتباع سنته والوقوف عند هديه ، وأن لا نتجاوز ذلك بأي أمر نستحسنه بعقولنا ..
والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مشروعة في كل وقت خصوصاً يوم الجمعة لما دل عليه الدليل، ولكن تحديد وقت معين أو هيئة معينة للصلاة عليه صلى الله عليه وسلم مما لم يرد في الشرع تحديدها مردودة وليست من السنة ..
وعليه فالصيغة الواردة في الموضوع شملها محاذير :
أولاً- تحديد وقت معين وهو وقت دخول المنتدى للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .
ثانياً- تحديد عبادة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بذاتها دون غيرها .
كل من هذين يحتاج إلى دليل لشرعيته .
فأقول : بأن البعد عن هذا أولى وأسلم ، ولو جاء الموضوع مبيناً فضل الصلاة والسلام على خير الأنام لكان فيه الخير والبر ..
على أنك يا أختي الكريمة ما أردت إلا الخير ونشر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن واجبنا أن ينصح كل منا أخاه ...
وأعتذر أختي إن شطت بي العبارة في الرد ، بارك الله فيك ، ونحن -كما أسلفت-بانتظار الجديد والمفيد منك ، كما تعودنا ذلك منك ، وفقك الله .
وبالمناسبة :
فهذا اقتراح تقدمت به إحدى الأخوات صورته : أن يقوم الأعضاء من كل أسبوع بأداء عبادة معينة . وطلبت مني المشورة فأجبتها بهذه الرسالة ، وفي الرسالة الإشارة إلى ما يتعلق بالعبادات وشرعيتها :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
أختي المباركة ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أشكرك أختي على التوضيح -بارك الله فيك- ، كما أشكر لك حماسك وبَذْلَكِ ، وأسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد وأن ينفع بك ويبلغك مرادك من الخير والبر ... اللهم آمين ..
نعم أختي . أردت الاستفسار لأجل أن أقف وإياك على شرعية هذا العمل ؛ لأنه قربة وطاعة نتقرب بها إلى الله تعالى ، فلا بد من معرفة شرعيتها من عدمه ..
إن هناك قواعد معلومة في الشرع لا أظنها تخفى على واحدة مثلك في علمها واطلاعها ، ولذا أردت أن أناقشك في هذه القواعد وتنزيلها على هذا الاقتراح ..
القاعدة الأولى تقول : (العبادة موقوفة على النص ومورده) وهذا القاعدة هي أم قواعد العبادات ، والتي يندرج تحتها كافة القواعد الخاصة بالعبادات ؛ كما ذكر الشيخ بكر أبو زيد حفظه الله وذكرها قبله غيره من العلماء .
ومعنى هذه القاعدة أن المعتبر في العبادة ورود النص بها بذاتها ، ويندرج تحت هذه القاعدة قواعد أخرى ..
منها : أن الأصل في العبادات أنها ممنوعة ومحظورة لا يجوز التعبد بها ، إلا ما جاء الدليل الشرعي من الكتاب والسنة على كونها عبادة .. والدليل على هذه القاعدة قوله تعالى : {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله} ، والمعنى أن العبادة إنما يشرعها الله تعالى ، ولا تؤخذ من أحد غيره سبحانه ، فكل عبادة استحسنها الإنسان بعقله وهواه فهي مردودة إلا ما جاء الدليل على كونها عبادة .
ويندرج تحت تلك القاعدة أيضاً أن تحديد زمن معين للعبادة أو صفة لها أو هيئة كاجتماع أو افتراق أو تحديد مكان ونحو ذلك .. كل هذا لا بد أن يأتي في الشرع ما يدل عليه بذاته ؛
فلو قال شخص لي : إذا جاء يوم الاثنين فقم الليل ، لا تفوت قيام الليل يوم الاثنين .
فسأسأله : هل جاء في الشرع تحديد هذا اليوم بذاته بالقيام ؟ ؛ إن جاء الدليل الدال على ذلك فسمعاً وطاعة ، وإلا فهذه بدعة في الدين ؛ لأن التحديد ليس لي ولا لك إنما هو لله تعالى ثم لرسوله المبلغ عن الله تعالى وحيه ومراده .
والدليل على هذه القاعدة قوله صلى الله عليه وسلم كما في حديث عائشة : ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)) وفي حديث أبي هريرة : ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)) أي مردود على من جاء به .
ولقد كان ابن مسعود رضي الله عنه في الكوفة فأخبر بأن جماعة قد تحلقوا في المسجد ولهم رئيس يقول لهم : سبحوا مائة .. فيسبحون مائة .. يقول : كبروا مائة .. فيكبرون .. فجاءهم ابن مسعود رضي الله عنه وزجرهم وحصبهم بالحصباء وقال لهم : إما أنكم قد فقتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، أو أنكم مبتدعة ..
ومن خلال هذه القواعد المعلومة عندنا من الشرع بأدلتها من الكتاب والسنة والتي أجمع عليها علماء الملة رحمهم الله نستطيع أن ننظر في أي أمر نستحسنه بعقولنا ونحكم عليه تلك القواعد ونرى شرعيته من عدمها .
إن ما تفضلتِ به أختي المباركة في اقتراحك اشتمل على محاذير : تحديد العبادة المعينة بأسبوع ويلزم الكل بها بقدر الاستطاعة ... أي كأننا جعلنا هذه العبادة حتماً لازماً على كل أحد في هذا المنتدى ، ونحاسب من فرط ونسأله إن كان جاء بها أولا .... وأنت تعلمين بأن قيام الليل -مثلاً- ليس بواجب ، وبأن الناس يتفاوتون في الطاعات ، وكل شخص تناسبه عبادة معينة تلائم حاله ، ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يُسأل أي العمل أفضل ؟ فيقول مرة : ((جهاد في سبيل الله )) ثم ((الحج المبرور )) ، ويقول تارة : ((الصلاة على وقتها)) ..
فكان صلى الله عليه وسلم يجيب السائل بحسب حاله و ما يلائمه من العبادة .
فالتحديد والإيجاب لا بد له من دليل شرعي ، وليس عندنا دليل شرعي ..
نعم نحن نحرص على الخير وبذله ، ولكن في المقابل ينبغي علينا أن نحرص على تحري الصواب في العبادة ؛ فالله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً له تعالى صواباً على سنة النبي صلى الله عليه وسلم .
نعم .. لو كان الموضوع التعريف بالعبادات ، نبدأ الموضوع مثلاً بقولنا : هذا موضوع فتحناه لنتواصى بالحق ونتعاون على البر والتقوى ، ونأمل من كل من دخل الموضوع أن ينبهنا على عبادة من العبادات التي غفلنا عنها أو فرطنا فيها ، مع ذكر الدليل عليها من الكتاب أو السنة ...
هكذا .. دون إلزام لأحد ، ودون تقييد بمدة .. ثم كل من دخل يكتب ويُذِّكَّر نفسه والآخرين
أو تقومين وفقك الله بعمل بحث عن العبادات المنسية كقيام الليل والسواك وصلاة الضحى ونحو ذلك ، وتعرفيننا بها عن طريق حلقات تنزلينها ، وتحثيننا على لزومها بذكر فضائلها وثوابها .. وهكذا ..
نعم أختي .. إن الفرق ما بين الأمرين هو الإلزام والتحديد بمدة والمظاهرة الجماعية على العبادة ، وهذا لم يأتِ به الشرع ..
آمل أختي أن أكون قد أوصلت لكم الفكرة كاملة واضحة .. وأعتذر لك أختي الكريمة على ما سببته لك من إزعاج وما أشغلت به وقتك ، كما أعتذر عن طول هذه الرسالة ، ولكن المقام يقتضي الطول ...
أسأل الله تعالى أن يبارك لك في عمرك وعلمك وعملك وأن ينفع بك .. كما أسألك المزيد من البذل وإن كنت على يقين بأنك ما شاء الله عليك لن تبخلي ولكني أحثك وأشد على يدك ، ونحن ننتظر منك إبداعاتك القيمة ، سدد الله خطاك على طريق الخير ...
أخوك
همام
1
458
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
جزاكِ الله خيرا وبارك الله فيك ..
وتسلم يمناكِ ...
رزقك الله الإخلاص في القول والعمل
اللهم اغفر لنا خطيئتنا وإسرافنا في أمرنا
وما أنت أعلم به منا
اللهم اغفر لنا جدنا وهزلنا
وخطأنا وعمدنا وكل ذلك عندنا
اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا
وما أسررنا وما أعلنا
أنت المقدم وأنت المؤخر
وأنت علي كل شيء قدير
وبارك الله فيكِ
ونفع بكِ المسمين والمسلمات ووفقكِ لخدمة الدين ..