شرينه

شرينه @shrynh

عضوة نشيطة

بعض المراجع الجامعية شكل بلا مضمون

الطالبات والمعلمات

بسم الله الرحمن الرحيم

تحقيق: كلثم المندوس

“موجود شكلاً وغائب مضموناً”.. “كبير الحجم وثقيل الوزن بلا فائدة”.. “لا يرضي طموح الطلبة”.. “وجوده من عدمه”.. تعليقات ذكرها طلبة الجامعات والكليات حول الكتاب الجامعي الذي بات استخدامه باهتاً بحيث لا يواكب التطورات التي طرأت على المجتمعات حديثاً وفيما تتجدد المعلومات والاحصاءات الأكاديمية يومياً لا تزال الجامعات تعلم طلبتها مناهج قديمة لم تعد ترضي الطموح وسط سرعة التغيير..

تقول الطالبة سلمى علي “تخصص نظم معلومات”: علم بدون كتاب لا نفع منه، و لكن هناك استثناءات تعتمد على شرح المعلم وبالتالي يصبح الكتاب الجامعي بالنسبة للطالب مجرد مرجع لتوثيق البيانات عند الاستذكار، وفي الحقيقة اشعر انه ليس مهما لكل المساقات، فخلال سنواتي الثلاث في الجامعة لم اعتمد على أي كتاب إنما كنت اعتمد على الملاحظات التي أدونها أثناء الشرح أو على العرض التقديمي.

وتضيف: معظم الطالبات لا يستخدمن الكتب ويعتمدن على الشرح فالكتاب اصبح مهملا نظرا لعدم توافر المضمون بالشكل الذي نطمح إليه إلا نادرا وأحيانا نكلف بقراءة عدة فصول لا علاقة لها بالشرح أو الدرس بتاتا.

وترى الطالبة رشا الهايري “تخصص علوم إدارية”، ان الكتاب موجود شكلا ولكن بلا مضمون يواكب التغيرات التي طرأت على مجتمعاتنا حديثا، وتقول: كوني طالبة في مجال المال والأعمال فإنني احتاج إلى تعلم واكتساب كل ما يستحدثه المجال وهذا لا يتوافر في كتاب الطالب الجامعي الذي ينقصه التطوير فقد اصبح باهتا لا يستفاد منه إلا بحدود ضيقة كبعض النقاط الأساسية نظرا لما يحتويه من كثرة الحشو الذي لا يفي بأي غرض. وتضيف: لقد استبدل الكتاب حاليا بالكتاب الإلكتروني وهو ما يتصل بتكنولوجيا المعلومات فيسهل على الطالب الرجوع إليه حينما يشاء، فنحن في عصر يعتمد كليا على التكنولوجيا فلابد من مواكبته واستبدال الكتاب الاعتيادي ببدائل أخرى كالملخصات وبعض الوسائل التوضيحية التي تعتمد على التكنولوجيا الحديثة.

أما الطالبة شمسة الاوغاني، فترى أن الكتب لا تستخدم بشكل رئيسي في الدراسة الجامعية وتقول: من خلال سنوات الدراسة الماضية لم استخدم الكتاب الجامعي إلا كاسم حيث احتفظ به عندما استلمه ولا أعود إليه ثانية في أي حال من الأحوال خاصة أن مصادر البحث متوافرة بشكل كبير كالانترنت والمكتبة الجامعية التي تتضمن معلومات افضل من تلك الموجودة في الكتب المتداولة. واعتقد أن السبب الذي يدفع بعض الطلبة إلى الاستغناء عنه يعود إلى افتقاره العديد من المقومات التي تجعله مرجعا لهم حيث انه يستخدم لغة صعبة كأنه يحاكي علماء أو متخصصين في هذا المجال وليس لمستوى طالب بدأ لتوه في غمار تخصصه. وتشير: من منطلق البحث العلمي الذي تهدف إليه بعض الجامعات فإن الكتاب الجامعي فقد قيمته نظرا لتنوع مصادر البحث التي تفي بأغراض البحث العلمي دون الحاجة إلى الرجوع للكتاب.

وتؤيدها الرأي الطالبة هند عيسى “تخصص نظم معلومات” وتقول: فعلا الكتاب الجامعي غير مطلوب بشكل ضروري هذه الأيام في الدراسة الجامعية وربما وجوده الشكلي بدأ يتناقص أيضا، ففي بعض المساقات يتم تسليمنا كتبا ذات وزن وقد تنتهي السنة دون أن نقرأ منها صفحة، وإذا ما نظرنا إلى الكتاب نجد انه يختلف عن المنهج الذي ندرسه.

وتؤكد: للكتاب الجامعي سلبيات عدة وأهمها انه يعتمد على الأنظمة القديمة و لا يتماشى مع سرعة التطور التكنولوجي، كما انه يسرد المعلومات لمستوى معين من الطلبة ولا يراعي الفروقات الشخصية لذا نلجأ إلى شرح الأستاذ الذي يفهم مدى قدرة كل طالب على استيعاب الموضوع. وتضيف: في الدراسة الجامعية يجب على الطالب أن يبحث عن المعلومات بنفسه دون الاعتماد على الكتاب وفي ذلك تشجيع على البحث العلمي والتعلم الذاتي خاصة أن دور الجامعة هو تهيئة الطالب لجو العمل حيث لن يتوافر فيه كتب أو مناهج.

وتلفت حنان خميس إلى أن الكتاب الجامعي موجود شكلا في جميع المساقات التي تدرسها ولكن المضمون غير معمم على جميعها، فالكتاب على كبر حجمه وثقل وزنه لا يحتوي على المعلومة التي يوصلها لنا شرح الأستاذ أي ما نفع الكتاب إذا كان الملخص يعطي اكثر بكثير؟ فوجوده اصبح كعدمه. واعتقد أن الكتاب فقد قيمته لسببين هما التطور الهائل في التكنولوجيا فالأفضل هو استخدام الانترنت لمواكبة السرعة في تغيير وتجديد المعلومة بدلا من الدراسة من كتب قديمة، فكتاب من ثلاث سنوات يعتبر قديما نظرا لتغير الأرقام والإحصاءات والحقائق التي في تغير مستمر، أما السبب الآخر فيعود إلى كفاءة الهيئة التدريسية في توصيل المعلومة بشكل مبسط وواضح.

وتقول فوزية عيسى، خريجة كلية الإعلام والاتصال الجماهيري: في الحقيقة لا اذكر عدد الكتب التي درستها طوال سنوات الدراسة الجامعية أو أشكالها، فقد كان الأستاذ يلخص الدرس باختصار في كلمتين فالطالب يبحث عن السهل والواضح، فطالب اليوم ليس لديه وقت لفتح الكتاب واكتشاف معلومة فيه بنفسه إنما يبحث عن المعلومة الجاهزة من عند الأستاذ.

ويؤكد علي راشد، خريج كلية العلوم والآداب، كانت توزع علينا الكتب في بداية كل عام دراسي لنبدأ الدرس الأول من ثم تختفي ولا نتذكرها إلا في فترة الامتحانات لتضليل المعلومات المهمة. ويضيف: الكتب الجامعية المستوردة من دول الغرب غالبا ما يكون فيها تنوع من حيث المضمون والافكار المطروحة وأنا شخصيا اعود لقراءتها في العطلات حيث لا اجدها تفيد المناهج الدراسية انما لزيادة المعلومات.

ويرفض الطالب عبدالله الجناحي، تخصص محاسبة، وجود الكتاب ويفضل شرح الاستاذ ويقول: تعتبر الكتب التي توزع علينا في الجامعة صعبة فهي تطبع في الغرب والبلدان الاجنبية فلا تناسب مستوياتنا، واذا اعتمدنا عليه كمرجع اساسي في الدراسة لجاءت النتيجة سلبية. فلولا شرح الاستاذ لما نجحنا، فهو يستخدم الاسلوب الواضح والبسيط ويعطينا معلومات قد لا نجدها في الكتب. ولكن اعتقد ان الكتب هذه قد تفيدنا في المستقبل العملي اي بعد ان نكتسب خبرة عملية.

ويرى الطالب خالد الزعابي، تخصص اعلام، ان هناك اختلافا كبيرا بين ما يقدم من شرح في المحاضرات وبين مضمون الكتاب، ويؤكد: احرص على التواجد باستمرار في قاعات الدراسة لأنني اتتبع شرح الاستاذ حيث يوضح لنا الدرس مع الامثلة التي توضح المعلومة بشكل اصح ويعتمد على مصادر متنوعة في جلب المعلومة، فالكتاب الجامعي الذي يوزع علينا اصبح مهملا ولا يفي بالغرض الدراسي ولا اعتبره مرجعا للدراسة او الفهم لانه يحتوي على معلومات معقدة.

من جانب آخر علقت الدكتورة اعتدال عثمال “أستاذة”: اعتقد ان مشكلة الكتاب الجامعي تعد نموذجا دالا على التحديات الكثيرة التي تواجه نظمنا التعليمية وضرورة تطويرها بحيث تلبي طموح الهيئة التدريسية والطلبة لمواكبة احداث نظم التعليم في العالم من ناحية وتلبية احتياجات البلاد لتخريج طلبة يتمتعون بكفاءات مهنية عالية من ناحية اخرى.

فالكتاب الجامعي يواجه تحديا كبيرا في عصر التطور التكنولوجي المذهل ولعل في هذا التحدي يكمن الحل والمقصود هنا ضرورة تنبه القائمين على تصميم وطبع مثل هذه الوسائل التعليمية الاساسية وتطوير الكتاب الجامعي شكلا ومضمونا بحيث يحتفظ بقيمة علمية مرتفعة وبشكل جذاب في الوقت نفسه.

واضافت: قد تتطلب المهمة درجة عالية من الابداع العلمي والفني في آن واحد بحيث يقدم الكتاب الجامعي تجربة تعليمية لا يمكن الاستغناء عنها او استبدالها بالحاسوب او شبكة الانترنت. فإذا احسن تأليفه واخراجه الفني سيظل مرشدا للطالب خلال مرحلته الدراسية. واعتقد ان الكلمة المكتوبة تختلف عن الكلمة المرئية عبر شاشة الحاسوب، فالمرئية ثروة معلوماتية هائلة متاحة لمن يملك الجهاز المناسب المتصل بشبكة الانترنت وهي رصيد كبير لمن يحسن استخدامه، اما المكتوبة تظل محفوظة بين دفتي الكتاب.

جريدة الخليج
1
630

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

إشراق 55
إشراق 55
أختي شرينه
مشاركة قيمة جزاك الله خيراً . :24: