..بعض خطب الشيخ صالح بن عثيمين يرحمة الله في رمضان..

ملتقى الإيمان

تعظيم شهر رمضان بالصيام فيه والإكثار من الطاعات واجتناب المحظورات

بسم الله الرحمن الرحيم

لحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيرا.
أما بعد

أيها الناس فلقد أظلكم شهر كريم وموسم عظيم أعطيت فيه هذه الأمة خمس خصال لم تعطهن أمة من الأمم قبلهم خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك وخلوف فم الصائم هي الرائحة الكريهة التي تخرج من المعدة عند خلوها من الطعام هذه الرائحة أطيب عند الله من ريح المسك وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا ويزين الله كل يوم جنته فيقول يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤنة والأذى ويصيروا إليك وتصفد فيه مردة الشياطين فلا يخلصون إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره ويغفر لهم في أخر ليلة منه إنه شهر رمضان من صامه إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه ومن قامه إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه فيه تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النيران روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله عز وجل: (كل عمل بن أدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) والصوم جنة يعني وقاية من الإثم والنار فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك للصائم فرحتان يفرحهما فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه أما فرحه عند فطره فيفرح بنعمتين أولاهما نعمة الله عليه بالصيام وقد أضل عنه كثير من الناس والثانية نعمة الله عليه بإباحة الأكل والشرب والنكاح وما كان ممنوعاً منه في الصيام وأما فرحه عند لقاء ربه فيفرح بما يجده من النعيم المقيم في دار السلام ) وفي صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن في الجنة باب يقال له الريان يدخل منه الصائمون لا يدخله غيرهم فإذا دخلوا أغلق ولم يفتح لغيرهم ) اللهم إنا نسألك أن تجعلنا من الداخلين فيه، اللهم اجعلنا من الداخلين فيه، اللهم اجعلنا من الداخلين فيه، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا ترد دعوتهم الصائم حتى يفطر والإمام العادل ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام وتفتح لها أبواب السماء ويقول الرب وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين ) عباد الله اغتنموا شهر رمضان بكثرة العبادة وكثرة الصلاة والقراءة والإحسان إلى الخلق بالمال والبدن والعفو عنهم فإن الله يحب المحسنين ويعفو عن العافين واستكثروا فيه من أربع خصال اثنتان ترضون بهما ربكم واثنتان لا غنى لكم عنهما فأما اللتان ترضون بهما ربكم فشاهدة أن لا إله إلا الله والاستغفار وأما اللتان لا غنى لكما عنهما فتسألون الله الجنة وتستعيذون به من النار عباد الله احفظوا صيامكم عن النواقص والنواقض احفظوه عن اللغو والرفث وقول الزور كل قول محرم وعمل الزور كل عمل محرم فمن لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ومن لم يحفظ صيامه عن ما حرم الله فيوشك أن لا يكون له من صيامه إلا الجوع والظمأ اجتنبوا الكذب والفحش والغش والخيانة اجتنبوا الغيبة والنميمة اجتنبوا الأغاني المحرمة واللهو المحرم فعلاً وسماعا فإن كل هذه من منقصات الصيام قوموا بما أوجب الله عليكم من الصلاة في أوقاتها وأداءها مع الجماعة قوموا بالنصيحة للمؤمنين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإن الحكمة من الصيام التقوى يقول الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) اجتهدوا أيها المسلمين في قراءة القرآن فإنه كلام الله عز وجل لكم الشرف في تلاوته والأجر ولكم بالعمل به الحياة الطيبة وطيب الذكر ولكم بكل حرف منه عشر حسنات وإذا مررتم بآية السجدة فاسجدوا في أية ساعة من ليل أو نهار كبروا عند السجود وقولوا في السجود سبحان ربي الأعلى وادعوا بما شئتم إن تيسر لكم معرفة ما ورد في ذلك فادعوا به وإلا فادعوا بأي دعاء مناسب ثم قوموا من السجود بلا تكبير ولا سلام إلا إذا سجدتم في الصلاة فلابد من التكبير عند السجود وعند النهوض أما بعد أيها المسلمون فاحرصوا على تلاوة كتاب الله واسمعوا إلى قول الله عز وجل: (الر* كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) (اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ)) الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ) اللهم ارزقنا اغتنام الأوقات بالأعمال الصالحة اللهم احفظنا عن الأعمال السيئة اللهم وفقنا لما تحبه وترضاه يا رب العالمين اللهم حقق لنا ما نرجوه من المصالح في الدنيا والآخرة اللهم لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب والحمد لله رب العالمين وأصلى وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .


..يـــــتـــــبـــــع..
5
481

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

تـــــــــــالا
..تـــــابــــــع..

أحكام الصيام والقيام ـ في شهر رمضان


بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما .
أما بعد

فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى وأعلموا أن الله خلقكم لعبادته كما قال الله عز وجل: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ) (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ)وقد بين الله لكم طريق عبادته ومن عليكم بمواسم الخير تتكرر عليكم وتتوالى بما فيها من الفضائل والمكارم وعظيم الأجور فعظموا رحمكم الله هذه المواسم وأقدروها حق قدرها بفعل الطاعات والقربات واجتناب المعاصي والموبقات فإن الله لم يجعل هذه المواسم إلا لتكفير سيئاتكم وزيادة حسناتكم ورفعة درجاتكم أيها الناس إن من المواسم العظيمة التي ينبغي للإنسان أن ينتهز فرصها بطاعة الله ذلكم الشهر الكريم شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن شهر الخير والبركات والرحمة هذا الشهر جعله الله تعالى ميداناً للتسابق إلى الخيرات فإنه شهر تضاعف فيه الحسنات وتعظم فيه السيئات جعل الله صيام نهاره فريضة وقيام ليله تطوعا لتكميل فرائضكم من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه ومن قامه إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه ومن أتى فيه بعمرة كان كمن أتى حجه فيه تفتح أبواب الجنة وتكثر الطاعات من أهل الإيمان وتغلق أبواب النار فتقل المعاصي من أهل الخير و تغل فيه الشياطين فلا يخلصون إلى أهل الإيمان بمثل ما يخلصون إليهم في غيره أيها الناس صوموا لرؤية هلال رمضان ولا تقدموا عليه بصوم يوم أو يومين لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا تقدموا رمضان بصوم يوم أو يومين) إلا إذا كان على الإنسان قضاء من رمضان الماضي فليقضه أو كان له عادة بصوم فليصمه فإذا كان للإنسان عادة أن يصوم يوم الاثنين وصادف أن يكون قبل رمضان بيوم أو يومين فلا حرج عليه أن يصومه وكذلك من كان يصوم من الشهر ثلاثة أيام فلم يتيسر له أن يصومها إلا في أخر شعبان فلا حرج عليه في ذلك ولا تصوموا يوم الشك وهو يوم الثلاثين من شعبان إذا كان في ليلته ما يمنع رؤية الهلال من غيم أو قتر ففي صحيح البخاري من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تصوموا حتى تروه فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين ) ومن حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، (فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين) وقال عمار بن ياسر رضي الله عنه: ( من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبي القاسم صلى الله عليه وسلم) ومن رأى الهلال يقيناً فليخبر به ولاة الأمور ولا يكتمه وإذا أعلن في الإذاعة السعودية ثبوت رمضان فصوموا وإذا أعلن فيها ثبوت شوال فأفطروا لأن الإعلان من جهة ولاة الأمور حكم بذلك جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره أنه رأى الهلال فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (أتشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ) قال نعم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (فأذن في الناس يا بلال أن يصوموا غداً ) وصوم رمضان أحد أركان الإسلام فرضه الله على عباده فمن أنكر فرضيته وقال إني مخير بين الصوم وعدم الصوم فهو كافر مرتد لأنه مكذب لله ورسوله وإجماع المسلمين قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) وقال الله عز وجل: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) فالصوم واجب على كل مسلم بالغ عاقل قادر مقيم ذكراً كان أم أنثى غير الحائض والنفساء فلا يجب الصوم على كافر فلو أسلم في أثناء رمضان لم يلزمه قضاء ما مضى ولو أسلم في أثناء اليوم من رمضان أمسك بقية اليوم ولم يلزمه قضاءه ولا يجب الصوم على صغير لم يبلغ لكن إن كان لا يشق عليه أمر به ليعتاده فقد كان الصحابة رضي الله عنهم يصومون أولادهم الصغار حتى إن الصبي ليبكي من الجوع فيعطونه لعبةً يتلهى بها إلى الغروب ويحصل بلوغ الصغير إن كان ذكراً بواحد من أمور ثلاثة أن يتم له خمس عشرة سنة أو تنبت عانته أو ينزل منياً بشهوة باحتلام أو غيره وتزيد الأنثى بأمر رابع وهو الحيض فمتى حصل للصغير واحد من هذه الأمور فقد بلغ ولزمته فرائض الله وغيرها من أحكام التكليف إذا كان عاقلاً وهنا نقف لننبهكم على أن بعض النساء تبلغ بالحيض وهي صغيرة فقد تحيض لإحدى عشر سنة ولكنها لا تصوم إما لجهلها أو لجهل أهلها وعلى هذا فيجب البحث عن هذا الأمر ونشره بين الناس حتى يعرف لأن السؤال عنه كثير فإن بعض النساء تحيض وهي في الحادية عشرة أو في الثانية عشرة وتظن هي أو أهلها أنه لا يجب عليها الصوم حتى تبلغ خمس عشرة سنة وهذا خطأ فمتى حاضت ولو لتسع سنين وجب عليها الصوم لأنها صارت مكلفة ولا يجب الصوم على من لا عقل له كالمجنون والمعتوه ونحوهما وعلى هذا المُهذري لا يلزمه الصوم ولا الإطعام عنه ولا الطهارة ولا الصلاة لأنه فاقد للتميز فهو بمنزلة الطفل ولا يجب الصوم على من يعجز عنه عجزاً دائماً كالكبير والمريض مرضاً لا يرجى برؤه ولكنه يطعم بدلاً عن الصيام عن كل يوم مسكين بعدد أيام الشهر لكل مسكين خمس صاع من البر أي أن الصاع المعروف عندنا هنا يكفي لخمسة فقراء عن خمسة أيام والأحسن أن يجعل مع الطعام شيئاً يأدمه من لحم أو دهن ويجزئ عن البر الرز بل هو خير منه في بعض الأحوال وأما المريض بمرض يرجى برؤه فإن كان الصوم لا يشق عليه ولا يضره وجب عليه أن يصوم لأنه لا عذر له وإن كان الصوم يشق عليه ولا يضره فإنه يفطر ويكره له أن يصوم وإن كان الصوم يضره فإنه يحرم عليه أن يصوم ومتى برء من مرضه قضى ما أفطر فإن مات قبل برؤه فلا شيء عليه والمرأة الحامل التي يشق عليها الصوم لضعفها أو ثقل حملها يجوز لها أن تفطر ثم تقضى إن تيسر لها القضاء قبل وضع الحمل أو بعده إذا طهرت من النفاس والمرضع التي يشق عليها الصوم من أجل الرضاع أو ينقص لبنها بالصوم نقصاً يخل بتغذية الولد تفطر ثم تقضي في أيام لا مشقة فيها ولا نقص على الولد وأما المسافر فإن قصد بسفره التحيل على الفطر فالفطر حرامٌ عليه ويجب عليه الصوم حتى في سفره لأن هذا سفر لا تستباح به الرخص وإن لم يقصد بسفره التحيل على الفطر فهو مخير إنشاء صام وإنشاء أفطر وقضا عدد الأيام التي أفطر والأفضل له فعل الأسهل عليه فإن تساوى عنده الصوم والفطر فالصوم أفضل لأنه فعل النبي صلى الله عليه وسلم ولأنه أسرع في إبراء ذمته ولأنه أخف من القضاء غالباً فإن كان الصوم يشق عليه بسبب السفر كره له أن يصوم وإن عظمت المشقة واشتدت حرم أن يصوم لأن النبي صلى الله عليه وسلم خرج عام الفتح إلى مكة في رمضان فقيل له إن الناس قد شق عليهم الصيام وإنما ينظرون فيما فعلت فدعا صلى الله عليه وسلم بقدح من ماء بعد العصر فرفعه حتى نظر الناس إليه ثم شرب والناس ينظرون فقيل له بعد ذلك إن بعض الناس قد صام فقال: (أولئك العصاة أولئك العصاة) أيها المسلمون أتدرون متى كان سفر النبي صلى الله عليه وسلم هذا إنه كان سفره في فتح مكة وقد فتحها النبي صلى الله عليه وسلم في أثناء الشهر قيل في اليوم العشرين من الشهر وبقي مفطراً في مكة عشرة أيام بقية الشهرلم يصم صلى الله عليه وسلم وبهذا نعرف أن ما يتكلفه بعض الناس إذا ذهبوا للعمرة تجد الصوم يشق عليهم في مكة ومع ذلك يصومون وهذا خلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم فوالله ما هم أشد حباً للطاعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا هم أكمل هدي من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك لم يصم في مكة في العشر الأواخر في رمضان بل ترك الصوم لأن الفطر كان في ذلك الوقت أيسر له وعلى هذا فإذا وصل الإنسان إلى مكة وهو معتمر وكان يشق عليه أن يؤدي العمرة وهو صائم قلنا له أفطر ولو في أثناء اليوم وأدي العمرة براحة وقد وسع الله عليك فلا تشق على نفسك أيها المسلمون إنه لا فرق في المسافر بين أن يكون سفره عارضاً لحاجة أو مستمراً في غالب الأحيان مثل أصحاب سيارات الأجرة التكاسي أو غيرها من السيارات الكبيرة فإنهم متى خرجوا من بلدهم فهم مسافرون يجوز لهم ما يجوز للمسافرين الآخرين من الفطر في رمضان وقصر الصلاة الرباعية إلى ركعتين والجمع بين الظهر والعصر أو بين المغرب والعشاء عند الحاجة والفطر لهم أفضل من الصيام إذا كان الفطر أسهل لهم ويقضونه في أيام الشتاء لأن أصحاب هذه السيارات لهم بلد ينتمون إليها وأهل فيها يأوون إليهم فمتى كانوا في بلدهم فهم مقيمون وإذا خرجوا منها فهم مسافرون لهم ما للمسافرين وعليهم ما على المسافرين ومن سافر في أثناء اليوم في رمضان وهو صائم فالأفضل أن يتم صومه فإن وجد مشقة فليفطر ثم يقضيه بعد ذلك ولا يتقيد السفر بزمن فمتى خرج من بلده مسافراً فهو على سفر حتى يرجع إلى بلده ولو أقام مدةً طويلة إلا أن يقصد بتطويل مدة الإقامة التحيل على الفطر فإنه يحرم عليه الفطر ويلزمه الصوم لأن فرائض الله لا تسقط بالتحيل عليها ولا يجب الصوم على الحائض والنفساء ولا يصح منهما إلا أن تطهرا قبل الفجر ولو بلحظة فيجب عليهما الصيام ويصح منهما وإن لم تغتسلا إلا بعد طلوع الفجر ويلزمهما قضاء ما افطرتاه من الأيام أيها المسلمون هذه جملة من أحكام الصوم وإذا كان الناس في رمضان يصومون ويقومون فإن من المهم أن تبين أحكام القيام في هذا الشهر المبارك فلقد رغب النبي صلى الله عليه وسلم في قيام هذا الشهر وقال: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) وإن صلاة التراويح من قيام رمضان فأقيموها وأحسنوها وقوموا مع إمامكم حتى ينصرف فإن من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة تامة وإن كان نائماً على فراشه وإن على الأئمة أن يتقوا الله عز وجل في هذه التراويح فيراعوا من خلفهم ويحسنوا الصلاة لهم فيقيموها بتأني وطمأنينة ولا يسرعوا فيها فيحرموا أنفسهم ومن ورائهم الخير أو ينقروها نقر الغراب لا يطمئنون في ركوعها ولا سجودها ولا قيامها ولا قعودها إن على الأئمة أن لا يكون هم الواحد منهم أن يخرج قبل الناس أو أن يكثر عدد التسليمات دون إحسان الصلاة فإن الله يقول: ( لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) ولم يقل أيكم أسرع نهاية أو أكثر عملاً بلا إحسان وقد كان نبيكم صلى الله عليه وسلم وهو احرص الناس على الخير والأسوة الحسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر كان لا يزيد على إحدى عشر ركعة لا في رمضان ولا في غيره ولكنه يطيل ذلك وفي صحيح مسلم عن بن عباس رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلى من الليل ثلاثة عشر ركعة فمن صلى التراويح إحدى عشر ركعة أو ثلاث عشرة ركعة فلا حرج عليه وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قام بأصحابه في رمضان ثم ترك ذلك خشية أن تفرض على الناس فيعجزوا عنها وصح عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه أمر أبي بن كعب وتميم الداري أن يقوما في الناس بإحدى عشرة ركعة فهذا العدد الذي قام به النبي صلى الله عليه وسلم وواظب عليه واتبعه فيه الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو أفضل عدد تصلى به التراويح ولكن ينبغي أن يطيل الإنسان فيها حتى يتمكن الناس من الدعاء ولو زاد الإنسان على هذا العدد رغبة في الزيادة لا رغبة عن السنة لم ينكر عليه لورود ذلك عن بعض السلف وإنما المنكر الإسراع الفاحش الذي يفعله بعض الأئمة فيفوتوا الخير على نفسه وعلى من خلفه اللهم إنا نسألك أن توفقنا جميعاً لاغتنام الأوقات بالطاعات وأن تحمينا من فعل المنكر والسيئات، اللهم أهدنا صراطك المستقيم وجنبنا صراط أصحاب الجحيم،اللهم اجعلنا ممن يصوم رمضان ويقومه إيماناً بك واحتساباً لثوابك إنك جواد كريم والحمد لله رب العالمين وأصلى وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

..يـــتـــبـــع..
تـــــــــــالا
..تـــــابـــــع..

نبذه من أحكام صيام رمضان ـ أفضلية صلاة المرأة للتراويح في بيتها



إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيرا. أما بعد أيها الناس اتقوا الله تعالى واشكروه على ما أنعم به عليكم من مواسم الخيرات وما حباكم به من الفضائل والكرامات وعظموا تلك المواسم وأقدروها قدرها بفعل الطاعات والقربات واجتناب المعاصي والموبقات فإن تلك المواسم ما جعلت إلا لتكفير سيئاتكم وزيادة حسناتكم ورفعة درجاتكم فاحمدوا الله على هذه النعمة وقوموا بما يلزم لها من الشكر عباد الله لقد استقبلتم شهراً كريما وموسماً رابحاً عظيماً لمن وفقه الله فيه للعمل الصالح استقبلتم شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن شهراً تضاعف فيه الحسنات وتعظم فيه السيئات أوله رحمه وأوسطه مغفرة وأخره عتق من النار جعل الله صيام نهاره فريضةٌ جعل الله صيام نهاره فريضة من أركان إسلامكم وقيام ليله تطوعاً لتكميل فرائضكم من صامه إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه ومن قامه إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه ومن أتى فيه بعمرة كان كمن أتى حجه فيه تفتح أبواب فيه تفتح أبواب الجنة وتكثر الطاعات من أهل الإيمان وتغلق أبواب النار فتقل المعاصي من أهل الإيمان وتغل الشياطين فلا يخلصون إلى أهل الإيمان بمثل ما يخلصون إليهم في غيره أيها الناس صوموا لرؤية هلال رمضان ولا تقدموا عليه بصوم يوم أو يومين لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك إلا من كان عليه قضاء من رمضان الماضي فليقضه ولو قبل رمضان بيوم أو يومين أو من كانت له عادة بصوم فليصمه مثل من له عادة بصوم يوم الاثنين أو الخميس فيصادف قبل الشهر بيوم أو يومين فله أن يصوم ذلك أو كان له عادة بصيام الأيام البيض ففاتته فليس عليه بأس بصيامها قبل رمضان بيوم أو يومين ولا تصوموا يوم الشك وهو يوم الثلاثين من شعبان إذا كان في ليلته ما يمنع رؤية الهلال من غيم أو قتر أو غيرهما ففي صحيح البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تصوموا حتى تروه فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين) ومن حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين ) وقال عمار بن ياسر وقال عمار بن ياسر رضي الله عنه من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبى القاسم صلى الله عليه وسلم وإذا سمعتم الخبر من الإذاعة فإن الخبر من الإذاعة موثوق به لأنه لا يمكن أن يعلن من هذا الطريق إلا بأمر متيقن فإذا سمعتم الخبر في إذاعتكم فصوموا أو أفطروا صوموا إن كان ذلك لدخول رمضان وأفطروا إن كان ذلك لدخول شوال وصوم رمضان أحد أركان الإسلام فرضه الله على عباده فمن أنكر فرضيته فهو كافر لأنه مكذب لله ورسوله وإجماع المسلمين قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) وقال سبحانه: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت الحرام) فالصوم واجب على كل مسلم بالغ عاقل قادر مقيم ذكراً كان أم أنثى إلا الحائض والنفساء فلا يجب الصوم على كافر فلو أسلم في أثناء رمضان لم يلزمه قضاء ما مضى منه ولو أسلم في أثناء يوم من رمضان أمسك بقية اليوم ولم يلزمه قضاءه ولا يجب الصوم على صغير لم يبلغ لكن إن كان لا يشق عليه أمر به ليعتاده فقد كان الصحابة رضي الله عنهم وهم القدوة لآخر هذه الأمة كانوا يصومون أولادهم حتى إن الصبي ليبكي من الجوع فيعطونه لعبةً يتلهى بها إلى الغروب ويحصل بلوغ الصغير إن كان ذكراً بواحد من أمور ثلاثة أن يتم له خمس عشرة سنة أو تنبت عانته أو ينزل منياً باحتلام أو غيره لشهوة وتزيد الأنثى بأمر رابع وهو الحيض فمتى حصل للصغير واحد من هذه الأمور فقد بلغ ولزمته فرائض الله وغيرها من أحكام التكليف إذا كان عاقلاً وهنا أمرٌ ينبغي أن تتفطنوا له لتفطنوا له بناتكم فإن بعض البنات يحضن وهن صغار فيستحين أن يبلغن أهلهن وتجد البنت أما أن تترك الصوم وإما أن تصوم أيام الحيض وإذا تركت الصوم فإن عليها قضاؤه وإذا تركت الصوم فإن عليها قضاؤه وإذا صامت أيام الحيض فإن عليها أن تعيد هذا الصوم المهم أن تنبهوا أهلكم التي تخفى على كثير من النساء تجد البنت تحيض لعشر سنوات مثلا وتبقى لا تصوم حتى يتم لها خمس عشرة سنة وهذا خطأ لأن البنت إذا حاضت ولو عشرة سنوات فهي بالغة تلزمها أحكام الإسلام ولا يجب الصوم على من لا عقل له كالمجنون والمعتوه ونحوهما وعلى هذا فالكبير المُهذري لا يلزمه الصوم ولا الإطعام عنه ولا تلزمه الطهارة ولا الصلاة ولا غيرها من فرائض الإسلام غير الزكاة لأنه فاقد للتميز فهو بمنزلة الطفل قبل أن يميز ولا يجب الصوم على من يعجز عنه عجزاً دائماً كالكبير والمريض مرضاً لا يرجى برؤه ولكن يطعم بدلاً عن الصيام عن كل يوم مسكين بعدد أيام الشهر لكل مسكين خمس صاع من البر أو من الرز أي أن الصاع يكفي لخمسة فقراء عن خمسة أيام والأحسن أن يُجعل أن يجعل مع الطعام شيئاً يأدمه من لحم أو دهن وأما المريض بمرض يرجى برؤه فإن كان الصوم لا يشق عليه ولا يضره وجب عليه أن يصوم لأنه لا عذر له وإن كان الصوم يشق عليه ولا يضره فإنه يفطر ويكره له أن يصوم وإن كان الصوم يضره فإنه يحرم عليه أن يصوم ويجب عليه أن يفطر وإذا برء من مرضه قضى ما أفطر فإن مات قبل برؤه فلا شيء عليه والمرأة الحامل التي يشق عليها الصوم لضعفها أو ثقل حملها يجوز لها أن تفطر ثم تقضى إن تيسر لها القضاء قبل وضع الحمل أو بعده إذا طهرت من النفاس والمرضع التي يشق عليها الصوم من أجل الرضاع أو ينقص لبنها من أجل الصوم نقصاً يخل بتغذية الولد تفطر ثم تقضي في أيام لا مشقة فيها ولا نقص في لبنها وأما المسافر فإن قصد بسفره التحيل على الفطر فالفطر حرامٌ عليه وسفره حرام عليه ويجب عليه أن يصوم ولو في سفره لأن هذا السفر سفر محرم والتحيل والتحيل على إسقاط الواجبات لا يسقطها كما أن التحيل على المحرمات لا يحلها وإن لم يقصد بسفره التحيل على الفطر فإنه مخير بين أن يصوم وبين أن يفطر ويقضي عدد الأيام التي أفطر والأفضل له فعل الأسهل عليه فإن تساوى الصوم والفطر فالصوم أفضل لأنه فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأنه أسرع في إبراء ذمته ولأنه أخف في القضاء غالباً فإن كان الصوم يشق عليه بسبب السفر كره له أن يصوم وإن عظمت المشقة بحيث لا تحتمل حرم أن يصوم لأن النبي صلى الله عليه وسلم خرج عام الفتح إلى مكة في رمضان فقيل له فصام فقيل له إن الناس قد شق عليهم الصيام وإنما ينظرون فيما فعلت فدعا صلى الله عليه وسلم بقدح من ماء بعد العصر فرفعه حتى نظر الناس إليه ثم شرب والناس ينظرون فقيل له بعد ذلك إن بعض الناس قد صام فقال: (أولئك العصاة أولئك العصاة ) ولا فرق في المسافر بين أن يكون سفره عارضاً لحاجة أو مستمراً في غالب الأحيان مثل أصحاب سيارات الأجرة التكاسي أو غيرها من السيارات الكبيرة فإنهم متى خرجوا من بلادهم فهم مسافرون يجوز لهم ما يجوز للمسافرين الآخرين من الفطر في رمضان وقصر الصلاة الرباعية إلى ركعتين والجمع بين الظهر والعصر أو بين المغرب والعشاء عند الحاجة والفطر لهم أفضل من الصيام إذا كان الفطر أسهل لهم ويقضونه في أيام الشتاء وذلك لأن أصحاب هذه السيارات لهم بلد ينتمون إليها وأهلٌ فيها يأوون إليهم فمتى كانوا في بلدهم فهم مقيمون وإذا خرجوا منها فهم مسافرون لهم ما للمسافرين وعليهم ما على المسافرين ومن سافر في أثناء اليوم في رمضان وهو صائم فالأفضل أن يتم صومه فإن كان فيه مشقة فليفطر ثم يقضيه بعد ذلك ولا يتقيد السفر بزمن فمن خرج من بلده مسافراً فهو على سفر حتى يرجع إلى بلده ولو أقام مدةً طويلةً في البلد التي سافر إليها إلا أن يقصد بتطويل مدة الإقامة التحيل على الفطر فإنه يحرم عليه الفطر ويلزمه الصوم لأن فرائض الله تعالى لا تسقط بالتحيل عليها وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أقام في مكة عام الفتح تسعة عشر يوماً وكان قد قدم في رمضان فأفطر ولم يصم ولم يصم بقية الشهر كما صح ذلك عنه في صحيح البخاري من حديث بن عباس رضي الله عنهما ولا يجب الصوم على الحائض والنفساء ولا يصح منهما إلا أن تطهرا قبل الفجر ولو بلحظة فيجب عليهما الصيام ويصح منهما وإن لم تغتسلا إلا بعد طلوع الفجر ويلزمهما قضاء ما أفطرتاه من الأيام أيها المسلمون هذه نبذ من أحكام الصوم وقد رغب رسول الله صلى الله عليه وسلم في قيام شهر رمضان وقال: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) وإن صلاة التراويح من قيام رمضان فأقيموها وأحسنوها وقوموا مع الإمام حتى يفرغ من صلاته فإن من قام مع الإمام حتى يفرغ من صلاته كتب له قيام ليلة تامة وإن كان نائماً على فراشه وإن على وإن على الأئمة أن يتقوا الله عز وجل في هذه التراويح فيراعوا من خلفهم ويحسنوا الصلاة لهم فيقيمونها بتأني وطمأنينة ولا يسرعوا فيها فيحرموا أنفسهم ومن ورائهم الخير ولا ينقروها نقر الغراب لا يطمئنون في ركوعها وسجودها وقعودها وقيامها إن على الأئمة أن لا يكون هم الواحد منهم أن لا يخرج قبل الناس أو أن يكثر عدد التسليمات دون إحسان الصلاة فإن الله عز وجل يقول: (ليبلوكم أيكم أحسن عملا) ولم يقل أيكم أسرع نهاية ولم يقل أيكم أكثر عملا وقد كان نبي الله محمد رسوله صلى الله عليه وسلم وهو أحرص الناس على الخير وهو الأسوة الحسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر كان صلى الله عليه وسلم لا يزيد على إحدى عشرة ركعة لا فقد سئلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كيف كانت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان فقالت: (كان لا يزيد في رمضان ولا في غير على إحدى عشرة ركعة) وفي صحيح مسلم عن أبن عباس رضي الله عنهما قال: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ثلاثة عشر ركعة ) فمن أقام التراويح بإحدى عشرة ركعة فقد أحسن ومن أقامها بثلاثة عشرة ركعة فقد أحسن لأن الكل صح عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قام بأصحابه في رمضان ثم ترك ذلك خشية أن تفرض على الناس فيعجزوا عنها وصح عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه أمر أبي بن كعب وتميم الداري أن يقوما في الناس بإحدى عشرة ركعة فهذا العدد الذي قام به النبي صلى الله عليه وسلم وواظب عليه وأتبعه فيه الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو أفضل عدد تصلى به التراويح ولو زاد الإنسان رغبة في الزيادة لا رغبة عن السنة بعد فإن ذلك لا بأس به لورود هذا عن بعض السلف رحمهم الله وإنما ينكر وإنما ينكر الإسراع الفاحش الذي يفعله بعض الأئمة فيفوتوا الخير عليه وعلى من خلفه مع إنه إمام مؤتمن على الصلاة مؤتمن على من خلفه فليتق الله فيهم وليعلم أنه مسئول عنهم يوم القيامة إذا ترك ما ينبغي أن يفعل في الصلاة من الطمأنينة والأذكار والقراءة أيها المسلمون استقبلوا هذا الشهر الكريم شهر رمضان استقبلوه بالعزيمة الصادقة على الخير وأكثروا فيه من الطاعات واجتناب المعاصي وإياكم والإسراف في المأكل والمشرب فإن بعض الناس يتخذون من الليل زمناً للإسراف في الأكل والشرب وهذا خطأ لأن الله عز وجل قال: (َكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)وفقني الله وإياكم لاغتنام الأوقات بالطاعات ورحمنا من فعل المنكر والسيئات وهدانا صراطه المستقيم وجنبنا صراط أصحاب الجحيم وجعلنا ممن يصوم رمضان ويقومه إيماناً بالله واحتساباً لثواب الله إنه جواد كريم والحمد لله رب العالمين وأصلى وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . الحمد لله على إحسانه وأشكره على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي أرسله الله تعالى وأيده بالآيات والبرهان صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليماً كثيرا أما بعد أيها الناس اتقوا الله تعالى وأعلموا أن التقوى هي أن يتقي الإنسان وقاية من عذاب الله ولا يقي من عذاب الله إلا امتثال أمره واجتناب نهيه فاحرصوا رحمكم الله احرصوا على فعل ما أمركم الله به واجتناب ما نهاكم الله عنه سواء ما يتعلق بعبادة الله أو بمعاملة عباد الله وكونوا على الحق أعوانا وأخوانا وجنودا لتكونوا خير أمة أخرجت للناس فإن الله يقول في كتابه: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) ويقول جل وعلا: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) واحرصوا أيها الأخوة على حماية نسائكم من الخروج ليلاً في رمضان أو في غيره لأن تجولهن في الأسواق فيه خطر عظيم عليهن وعلى غيرهن فإن ذلك يحصل به من الفتنة ما ينتشر به الشر والفساد وأنتم أيها الرجال مسئولون عن النساء لأن الله تعالى قال في كتابه الذي تقرءونه صباحاً ومساء قال: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّه) وأخبرهن بأن صلاتهن في بيوتهن أفضل من صلاتهن في المساجد كما جاء ذلك في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فصلاة المرأة في بيتها في جماعة من النساء من أهل البيت أو من الجيران خير من أن تخرج إلى المساجد مع الرجال لأن ذلك أستر لها وأحفظ وأصون لكرامتها فبادروا رحمكم الله بتوجيه نسائكم إلى هذا الأمر لعلهن يتقين الخروج في الليل إلى الأسواق أيها الأخوة لقد جاءنا من إدارة الأوقاف هنا في عنيزة الحث على التزام المؤذنين في المؤذنين لصلاة العشاء أن لا يؤذنوا بعد ساعتين من الغروب أي في الساعة الثانية بالتوقيت الغروبي اعتماداً على ما ورد من إدارة البحوث العلمية والدعوة والإرشاد التي يرأسها سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز وعلى هذا فينبغي للمؤذنين أن يتقيدوا بذلك وأن لا يؤذن أحد منهم قبل الساعة الثانية بالتوقيت الغروبي أو بعد أو بعد مضي ساعتين من الغروب من التوقيت الزوالي لأجل أن يتفق الناس على ذلك وهذا الذي جاء من إدارات رئاسة من رئاسة إدارات البحوث العلمية والذي حث عليه مدير فرع الأوقاف هنا هذا هو الأفضل من الناحية الشرعية لأن صلاة العشاء كلما تأخرت كانت أفضل حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات يوم على أصحابه وقد مضى جزء كبير من الليل إن هذا لوقتها لولا أن أشق على أمتي ولا يرتاب أحد أن في امتداد الوقت ما بين صلاة المغرب إلى أذان العشاء فيه أن فيه راحة للناس وسعة من أجل الوضوء والعشاء لمن تعشى في هذا الوقت ولهذا فأحث أخواني المؤذنين أن يلتزموا بهذا امتثالاً للأمر الموجه من إدارة الأوقاف هنا والمبني على ما جاء من رئاسة إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد وأسال الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا جميعاً مطيعين لله مطيعين لأولي الأمر منا إنه جواد كريم وأعلموا أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة ومن شذ ،شذ في النار وأعلموا أن الله أمركم بأمر بدأه بنفسه حيث قال جل من قائل عليما: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) اللهم صلى وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد، اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهراً وباطنا، اللهم توفنا على ملته، اللهم احشرنا في زمرته من حوضه، اللهم أدخلنا في شفاعته، اللهم اسقنا، اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، اللهم أرضى عن خلفائه الراشدين وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وأرضى عنا معهم بمنك وكرمك يا رب العالمين، اللهم أنا نسألك أن تنصر كل من جاهد في سبيلك اللهم كل من جاهد في سبيلك بالعلم والبيان أو بالسيف والسنان اللهم إنا نسألك بعد أن كتب النصر لإخواننا في أفغانستان نسألك اللهم أن تؤيدهم وأن تقويهم وأن تجمع كلمتهم على الحق وأن تجعلهم متبعين للكتاب والسنة مخالفين لما خالفهم من البدعة إنك على كل شيء قدير، ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين أمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم، عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الإيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .

..تــــمـــــت..
تـــــــــــالا
up
LaDy LoVe
LaDy LoVe
جزاااااااااااك الله خير اختي