ما قيل حول : الجار قبل الدار
الإنسان مدني بطبعه كما يقولون فلا بد له من جار يحادثه ويأنس به ويشاركه ظروف الحياة أفراحها وأتراحها ونظرا لاختلاف طبائع الناس وسلوكهم وطريقة حياتهم فمنهم الطيب وغيره فعلى الإنسان أن يتخير الجار قبل أن يبني داره أو يستأجرها وأن المحبة بين الجيران هي سبيل إلى سعادة المجتمع وترابطه وتقوية أواصر الأخوة والمودة بينهم ولهذا قيل المثل المعروف : الجار قبل الدار ... وأن الجار ليس من جاروك في السكن فقط كما يظن البعض وإنما هناك جار في العمل وفي السوق وفي المزرعة ومقاعد الدراسة.... وقد قيل حول هذا المثل الكثير نورد لكم بعضا منها :-
في اختيار الجار قبل الدار:
قال الله تعالى:
{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ التحريم}
..قال العلماء فطلبت كون البيت عنده قبل طلبها أن يكون فى الجنة, فإن الجار قبل الدار...( تفسيرابن كثير)
وقال صلى الله عليه وسلم :
أحسن إلى جارك تكن مؤمنا ..
كما حض النبي - صلى الله عليه وسلم - على الإحسان إلى الجار وإكرامه: "... ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره". وعند مسلم: "فليحسن إلى جاره".
بل وصل الأمر إلى درجة جعل فيها الشرع محبة الخير للجيران من الإيمان، قال - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره ما يحب لنفسه".
والذي يحسن إلى جاره هو خير الناس عند الله: "خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره
وقال الشاعر :
يلومونني إن بعت بالرخص داري ... ولم يعلمو أن هناك جار ينغص
فقلت لهم كفوا الملامة فإنما .... بجيرانـــها تغلـــو الديـــار وترخص
وهذا المثل مأخوذ عن قصة لرجل كان جاراً لأبي دف البغدادي، حيث قتر حال ذلك الرجل واشتدت حاجته، وتكاثرت عليه الديون فما استطاع إلا أن يلجأ إلى بيع بيته ليسدد التزاماته وبالفعل عرض بيته للبيع مقدراً ثمنه بألف دينار، إلا أنها كانت لا تساوي أكثر من 500 دينار ولما أخبروه بذلك قال أعلم لكني أبيعها بـ500 وجوارها بـ500 أخرى، وما كان من أبي دلف حين سمع بذلك إلا أن سدد ديونه ووصله وواساه في مصيبته..
ويلفت الرجل أبو عواد أنه انتهج ذلك النهج حين أراد أن يعمر بيتاً قبل عشرين عاماً، كان الأهم لديه الجيرة الطيبة، يقول:?أنه وجيرانه تجمعهم علاقة أخوة وصداقة لا يمكنه الانفكاك عنهم ولا إبدال مسكنه بعيداً عنهم? لافتاً إلى أنه بعد زواج أبنائه جميعهم أصروا عليه الانتقال لديهم، إلا أنه آثر البقاء بين جيرانه فهم أخلة الزمن الأخير.

غريبه الدار @ghrybh_aldar
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.


أسماء
•
صادقه يااختي الجار قبل الدار والله يحفظنا ويحفظ من جاورنا انا عني عندي جيره احس لهم مثل اهلي الحمدلله وانا اعاملهم بأحسن وأطيب ويااااارب احفظنا واحفظ ديارنا بمنك وكرمك ورحمتك

زائرة
•
سلمت اناملك على الموضوع
الصفحة الأخيرة
ماشااااء الله ، كنت من الأوائل الذين شهدوا بناء بيت حـــــــــواااء وصرحه
الله يبارك فيك و يرزقك جوار الأتقياء في الدنيا وسكنى الأنبياء في الآخرة
وأزيدك ايضا :
فقد كان معروفا عند العرب في الجاهلية والإسلام انهم يحمون الذمار،
ويتفاخرون بحسن الجوار، وعلى قدر الجار يكون ثمن الدار.
كما قال الشاعر
اطلب لنفسك جيراناً تجاورهم *لا تصلح الدار حتى يصلح الجار
نعم والله إن الدار لا تصلح حتى يصلح الجار.
كان أبو الأسود الدؤلي ـ ظالم بن عمرو ـ صاحب علي من سادات التابعين وأعيانهم،
واضع علم النحو بتوجيه من علي رضي الله عنه، (من أكمل الرجال رأياً،
وأسدهم عقلاً، ويعد من الشعراء، والمحدثين، والبخلاء، والفرسان، والبُخْر، والعُرْج، والمفاليج، والنحويين)
، وصاحب ملح ونوادر، من ذلك: أنه كان له جيران بالبصرة،
كانوا يخالفونه في الاعتقاد، ويؤذونه في الجوار، ويرمونه في الليل بالحجارة،
ويقولون له: إنما يرجمك الله تعالى؛ فيقول لهم: كذبتم، لو رجمني الله لأصابني،
وأنتم ترجمونني ولا تصيبونني؛ ثم باع الدار،
فقيل له: بعتَ دارك؟! فقال: بل بعت جاري؛ فأرسلها مثلاً.
نفعنا الله بم أوردته من فضائل حسن الجوار ، ورزقنا خير الديار