كانت الكلمات متحفزة في خاطري منذ وقت ليس بالقصير ، الأشجان كذلك كانت تتسابق للكتابة من قبل العدوان على عراق الرشيد ..منذ أشهر عندما ذهبتُ وتجولت في سوق المتنبي ودخلت المدرسة المستنصرية وعانقت نخيل السيّاب ، تأخرت القوافي عن الظهور ، بعضها اليوم أكمل سنوات وهو يبحث في صدري عن مخرج ليسكبَ على الأوراق حنينه والبعض الآخر اختلطت فيه الحروف بين بداية العدوان وليس انتهاءً بالليل الأسود الذي بسط حرابه الحمراء على بغداد ،سطورٌ سوداء تحمل كلماتنا ، وتاريخٌ يكاد يتوقف نبضه عن الخفقان وهو يهزأ بنا بعد أن عاف مواويل العتاب .كنت أتمنى أن لا يغلب على سطوري الوجع الذي لابد منه ، والتعب الذي لم يستطع رغم شحوب أرض الرافدين من أن يُحاصر أحلام أمة لا تزال على موعد مع الصبح ..
أولُ النزف :
أوَّاهُ ، "ليلى في العراقِ مريضةٌ" يا صاحبي كلَّ العراقِ عليلُ
أوَّاهُ، ليلى تستجيرُ بأهلِها يا إخوتي خذلَ الفراتَ النِّيلُ
الحلمُ في بغدادَ ماتَ محاصراً والفجرُ في أحضانها مقتولُ
لو أنهَُّ يفيق !!!
ماذا كان سيقول الشاعر " علي بن الجهم " لو استيقظ من رقاده ورأى ما نراه اليوم في بغداد ؟ ربما انحبست القصائد على لسانه ، وأصابت قوافيه الحيرة والدهشة ؟؟ ربما غَّير بعض مفردات قصيدته الشهيرة التي تفيض رقة وغزلاُ ، لتصف الحال بزفراتٍ متواصلة وآهات لا تتقطع. ..اليوم أعتذر من شاعرنا العزيز كي أصف الحال مُختَصراً في حروفه مُطوَّلاً في حُتوفِه!!
عيونُ " الرَّدى " بين الرّصافةِ والجِسرِ …جلبنَ " العِدا " من حيثُ أدري ولا أدري
نعم ..فالرَّدى الذي جاء مزنَّراً بالحقد الأسود ، والأعداء الذين لوَّنوا قصائد " المربد " بالدم والوجع ، جلبوا معهم أشباح الوَهن إلى أمتنا وغرسوا في صدرها رهبة الخوف من النيازك؟!
يا دجلة الخير :
فجأة وبدون مقدمات تذكر أدباؤنا وشعراؤنا بغداد !!!
ملؤا صفحات الجرائد بالعويل !! غمروا المنتديات بالحديث عن أرض الرافدين ..مهد الحضارة ومنبت الشعر ومهوى الشعراء ..
طرقوا الباب على المتنبي ، وتذاكروا سيرة النقائض بين الفرزدق وجرير..حتى أغرقوا " السيَّاب " في أمواج الخليج الذي كان يناديه ، وصارت " غابتا النخيل ساعة السحر " غابتين من صواريخ مغروسة في كل شبر من أرض العراق الجريح ..ونسمع السيّاب ينادي :
صوتٌ تفجّرَ في قرارةِ نفسيَ الثَّكلى: عراقْ
كالمَدِّ يصعَدُ، كالسَّحابةِ ، كالدُّموعِ إلى العيونْ
الرِّيحُ تصرخُ بي: عِراقْ
والموجُ يعولُ بي: عِراقٌ، عِراقٌ، ليسَ سِوى عِراقْ!
هذا النشيج الذي يُخيمُ على نفس الشاعر، يسكن اليوم في نفوس الكثيرين منا الآن ، وهو يصرخ بالعراق ، ويرى الأمواج تكاد تغرقه ، أمواج التتار الذين قدموا إليه تحت كلمة حقٍّ أُريد بها باطل لهذه الأمة
قبل ذلك أو بعده ، لا ضير لكن شاعر الرافدين وأحد نخيله الأدبية " محمد مهدي الجواهري يكشف عن شيء من الأوجاع والنفثات التي يبثها في حديث مغمور بالأشجان في خطاب لا يخلو من الأحزان كما قلنا في قصيدته المعروفة " يا دجلة الخير " ، دجلة اليوم يعاني تماما كما جاء في قوافيه الجريحة وأشعاره القلقة :
يا دجلة الخير: ما يُغليكِ من حنقٍ** يغلي فؤادي، وما يُشجيك يشجيني
ما إن تزال سياطُ البغي ناقعةً** في مائك الطهْر بين الحين والحينِ
ووالغاتٌ خيولُ البغي مصبحةً** على القرى آمناتٍ والدهاقينِ
يا دجلة الخير: أدري بالذي طفحت** به مجاريك مِن فوقٍ إلى دونِ
أدري على أيِّ قيثارٍ قد انفجرت** أنغامُك السُمر عن أنَّاتِ محزونِ
لا أدري هل كان سيحتفظ الشاعر بلفظة " القيثار " في هذه الأبيات لو امتد به العمر إلى هذه الأيام ، أم أنه كان سيقطع أوتار قيثارته الشعرية ، ويبكي على دجلة يشكو إليها خيول الغزاة وهي تُدَنِّسُ بحوافرها ضفاف النهر الحبيب . لكن الأمر الجميل و الموجع في آن واحد تكمنُ في أن أبيات الجواهري هذه تعكسُ في معانيها كثيراً مما يعانيه عراق دجلة ، الذي عشقه الشاعر رغم سياط البغي التي عاثت في طهره ، وخيول الغزاة التي ولغت في قراه ، وما أشبه الليلة الجريحة بالأمس الحزين!!
تسألني الآن : ماذا بعد هذه الوقفة على بوابات الصمت في بغداد الرشيد ، ونحن نرى الصمت يُلجِمُ المروءة العربية وهي تنظر في الدروب ، أعياها البحث عن معتصمٍ حقيقي .
من جديد … تنزل القوافي عن خيول الخذلان ، تقف الكلماتُ في حلوقنا ، وتخنقنا قوافي " أبي الطيب المتنبي " وهي تملأ الكون بالحقيقة الجديدة القديمة والبسيطة العميقة :
عِشْ عزيزا أو مت وأنت كريم ُ …بين طعن القنا وخفق البنود ِ
فرؤوس الرماح أذهب للغيظ…واشفى لغل صدر الحقودِ
لم يبق في دواوين القصائد في بغداد إلا أشعار مخضبة بالدم ، والمآذن على شفاهها نشيد حزين ، وتراتيل غاضبة وأحلام تائهة !!!
الشاعر الثرثار ..آه لو يجدي الكلام :
شهدت الشهور التي سبقت الاحتلال الأمريكي للعراق حركة شعبية عالمية رافضة للحرب ومنددة لذلك العدوان ، وكان من ضمن هذا النشاط الحركة الأدبية التي قادها عدد من الشعراء الأجانب !!! أقول الأجانب وليس العرب !! قصائد مناهضة للحرب وداعية "للسلم"!! قالت بعض المصادر أنها وصلت لحوالي ثلاثة عشر ألف قصيدة ..
اليوم نتساءل : هل ستخرجُ إلى العالم مواكب القصائد تطلب ضمادة جرحٍ لحضارةٍ إنسانية أم أن الذهول أصابها أيضا ، والتحقت بركب الخذلان .
الأشعار التي ملأت الصحف ، والقصائد التي تتابعت كرصاص ٍمنهمر ، وضح لنا أنها رصاصاتٌ فارغة وطائشة لا تقدر على قتل مغتصب ، أو طرق مسمار في نعشه ، إنها ثرثرة الشعراء إذن ، وثرثرة قوافي تلونت لغاتها فرد عليها الجلاد بلغة واحدة هي لغة الدم والنار . طالعتُ وقرأت شيئاُ من هذه القصائد في الصفحات الثقافية في العديد من الصحف العربية ، ثمَّ ماذا ؟؟ هل منعن قذيفة من الانطلاق أو حجبت عن الغزاة ما يصبون إليه من دمار .. إن أول تلك القصائد الثرثارة هي قصيدتي وآخرها هي كلماتي فلن تقدم هذه الكلمات شيئا ولن تؤخر ، وأنا أنظر إليها لا أدري ماذا أصابها حتى غدت عاجزة عقيمة ، وُلدت من رحم الثرثرة :
الشاعرُ الثرثارُ يا بغدادُ حاصره الحِمامْ
سنَّ السَّيوفَ منَ الكلامِ وآهِ لو يجدي الكلامْ
في معبد ِالطغيانِ بالكلماتِ كم صلَّى وصامْ
هو أول المتخاذلين بكفِّهِ زرعَ الخصامْ
ومضى يُغنِّي -بئسَ ما غنَّى - على وطنِ السَّلامْ
إنْ كنتَ تجهل ُما أقولُ ، القولُ ما قالت حذامْ
اسألْ فلسطينَ التي أحزانهُا خمسونَ عامْ
بينَ القوافلِ والقوافي تاهَ شعبي فى الزِّحامْ
ولكن :
تعاتبنا سطورنا أحيانا ، وفي أحيان أخرى تطلب منا أن نتوقف عن جلدها خاصة ونحن نسرع في كل مرة لتنميق الكلمات على صفحات الصمت !! أقول هذا وانا أدرك رغم ثرثرة الكلمات أنها للشعراء اجمل رصاصة وأغلى مدفع يستطيعون امتلاكه في زمن الحصار . ولعلَّ قصيدة الشاعر الفلسطيني " خميس" أبلغ ما تكون في هذا "الزحام" ، فالنزف المتواصل من وجدانها استدعى تدخل الشاعر كما وصف ذلك بنفسه ، عموماً سأترك الأبيات دون تعليق تركا للقارئ الكريم أن يقف على:
اليومَ عاودني الحنينُ إلى الكلامْ .
صورٌ تزاحمُ بعضَها ،
وتقولُ لي : زِنِّي كما أحببتَ ،
واكتبني بقلبٍ مُستهامْ .
دعني أكونُ خفيفةً مثل الندى
ورقيقةً مثل السلامْ
لا تنتظرْ ..
فلقد أتيتُ لكي أريحكَ ،
غير أن الوقتَ يقتلني
لذا أنتَ المُلامْ
إنْ جئتُ باهتةً إليكَ ،
وبعضُ ألواني ، على ما لا يُرامْ
عِرني اهتمامكَ ،
لا تدعني هكذا دون اهتمامْ
لا أستطيعُ الصبر أكثرَ ،
لا تؤجلني ،
وخذني الآن للذكرى
لتعرف بعد عامٍ كيف كنا قبل عامْ
وبأن بغدادَ التي كانت هنا
ظلت هنا ،
ولسوف تبقى ها هنا
وعلى الدوامْ
من هنا علينا التفريق بين قصائد يحكمها جنرال اليأس وبين أشعار جنّدت نفسها للأمة ، لبث الأمل وروح الإيمان فيها رغم كل ما يصيبها من نوائب وينزل عليها من كوارث . من هنا نستطيع أن نتحسس مشاعر فاروق جويدة وهو يصرخ :
أطفالُ بغداد الحزينةِ يَسألونْ
عَنْ أَيِّ ذَنْبٍ يُقتلونْ
يَترَنَّحونَ على شظايا الجوع
يقتسمونَ خُبْزَ الموتِ.. ثُمَّ يُودِّعونْشبَحُ' الهنودِ الحُمْرِ' يَظهفي صقيعِ بلادنا
ويصيحُ فينا الطامعونْ...مِنْ كُلِّ صَوْبٍ قادمونْ
مِنْ كُلِّ جِنْسٍ يزحفونْ
وهو في خضم هذا الخطر الدّاهم يصف حال الأمة بدروبها المخضبة بالتضحيات يصف حال الفئة المتخاذلة لتكتمل الصورة ويرتسم المشهد الجريح في القلوب :
تَبدو شوارُعنا بلونِ الدَّمِّ
والكُهَّانُ في خمرِ النَّدامةِ غارقونْ
تبدو قلوبُ النَّاسِ أشباحاً
ويغدو الحلمُ طيفاً عاجزاً
بين المهانةِ.. والظنُّون
وبعد :
الليل الذي ازداد سواداً بسقوط بغداد ، صرخات القصائد متواصلة لكن في بعضها رؤية بعيدة ومعاني عميقة في قوالب شعرية ، من هذه الصرخات التي تشق ليل العروبة تنبه من الخطر وتدعو لليقظة قصيدة الشاعر الليبي عبد المولى البغدادي :
أَزِفَ السَّبْقُ يا خيولَ السِّباقِ مَنْ عَليهِ الرِّهانُ بعدَ العراقِ ؟؟
مَنْ عليهِ الرِّهانُ يا لجمَ الماسِ ومستودعَ الكنوزِ العِتاقِ
أَزِفَ السَّبْقُ والمنافِذُ سُدَّتْ واستعدَّتْ رقابُنا للسِّباقِ
وَدَنَتْ ساعةُ اللَّحاقِ ببغدادَ فماذا يكونُ بعدَ اللَّحاقِ؟؟
وقبل الوداع يكون النداء والخوف من الرثاء القادم إذا ظلت الأمة في غفلتها :
نحنُ لا أنتَ يا عراقَ الضَّحايا لم نزَلْ رغمَ بُعدِنا في اشتياقِ
لوْ تهاوى العراقُ لم يبقَ دَمعٌ أوْ دمٌ فى العُروقِ غيرَ مُراقِ
لوْ تهاوى العراقُ كمْ مِنْ عراقٍ سوفَ يهوي كذابلِ الأوراقِ
والله لو جاءت قصائدُ شعرائنا بهذا الصدق ، وهذا الإدراك لخطورة رسالته ، لتوقفنا عن القول بأن كثيراً من قصائدنا هي ثرثرة شعراء لا أكثر .
وتبقى بغداد رغم كل الأوجاع :
بغدادُ ثكلى لا يُكفكفُ دمعَها ...إلا لهيبٌ مَقدِسيٌّ عاتي
يهوي ب"أمريكا" إلى ذلِّ الرَّدى...والنَّخلُ يبقى شامخَ الرّاياتِْ
000000000000000000
بقلم : سمير عطيه

آهات @ahat_3
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

آهات
•
عيوشه
ويداك يالغالية
واضافتك أحلى واجمل0000000000000000
أوَّاه يا بغداد -د. عبد الرحمن بن صالح العشماوي
أبـكــي ، ومـــاذا تـنـفَـعالـعَـبَـراتُ
وجمـيـعُ أهـلــي بالـقـذائـف مـاتــوا؟
مـاتـوا،وجـيــشُ المعتديـن،قـلـوبُـهـم
صـخـرٌ ، فـــلا نـبْــضٌ ولا خَـلَََـجـاتُ
تـحـت الـرُّكـام ، أَنيـنُـهـم وصُـراخُـهـم
كــم مـزَّقــتْ وجـدانــيَ iالـصَّـرخـاتُ
أبـكـي ، وأشـــلاءُ الأحـبّــةِ خـيّـبَـتْ
ظــنَّ الـرَّجـاءِ ، وزاغَـــت الـنـظـراتُ
يالـيـلـة الـقَـصْــف الرَّهيب،تـحـطَّـمـتْ
فـيــكِ الـمـبـادئُ ، واسـتـبـدَّ غُـــزَاةُ
وحـشـيـةٌ ، لــــو أَنَّ هــولاكــو رأى
لتـصـعّـدت مـــن قـلـبـه الـزَّفــراتُ
بتْـنـا عـلـى لَـهَـب المـواجـع والأســى
والمعـتـدونَ عـلــى الأســـرَّةِ بـاتــوا
أطـفـالُـهـم يستـمـتـعـون بـأمـنـهـم
وصغـارُنـا فـــوقَ الـرَّصـيـفِ عُـــراةُ
فَــزَعُ الصِّـغـار يـزيـد مــن إحساسـنـا
بـالـظـلـم ، إنَّ الظـالـمـيـنَ قُــســاَةُ
مــاذا يفـيـد الـدَّمْـعُ ، والــدَّمُ هَـهُـنـاَ
يجـري،ودِجْـلَـةُ يشـتـكـي وفُــــراتُ؟!
مــاذا ، وبـغـدادُ المـفـاخـر أصـبـحـتْ
عطْـشَـى ، تُلـمِّـظ قلـبـهـا الـحـسـراتُ؟
بغـدادُ ، يـا بـغـدادُ مــا التَـفَـتَ الـمـدى
إلا وعــنــدكِ تُــــورق الـلَّـفـتــاتُ
بـغــدادُ ماابـتـسـمـتْ رؤى تـاريـخـنـا
إلاً وعــنــدكِ تُــشــرق الـبَـسَـمـاتُ
صــوت الـمـآذِن فـيـكِ يرفعـنـا iiإلـــى
قـمــم تشـيِّـدهـا لـنــا الـصَّـلــواتُ
أوَّاه يـــا بـغــدادَ أَقـفــرتِ الـرُّبــى
ورمَــى شـمــوخَ الـرَّافـديـن جُـنــاةُ
لغـةُ الحـضـارةِ أصبـحـتْ فــي عصـرنـا
قَصْـفـاً ، تـمـوت عـلـى صــداه لُـغـات
لـغـةُ تـصــوغ الـقـاذفـاتُ حـروفَـهـا
وبعـنْـفـهـا تـتــحــدَّث الـعَــرَبــاتُ
أو هـكـذا ،تـلـقـى الـعـدالـةُ حَتْـفَـهـا
فـــي عصرنـا،وتُـكـحَّـمُ الـشَّـهَــواتُ!
مــاذا يفـيـد الـدَّمْــعُ يـــا بـغـدادَنـا
وخَـطــاكِ فــــي درب الـرَّدىعـثــرات
مــاذا يفـيـد الـدَّمْـعُ يـــا محـبـوبـةً
تـبـكـي عـلــى أشـلائـهـا الـحُـرُمـاتُ
مـــاذا ، وألـــفُ قـذَيـفـةٍ وقـذيـفـةٍ
فــي عَـرْضـهـا تتـنـافـسُ الـقـنـواتُ؟
مـــاذا ، وأبـنــاء الـعُـروبـةِ نـظْــرةٌ
وهَـجَـتْ،وعـقـلٌ تــائــهٌ وسُــكــاتُ؟
أبـنـاءَ أمتـنـا الـكـرامَ ، إلـــى مـتــى
يقـضـي عـلـى عَــزْمِ الأبــي سُـبـاَتِ؟
الأمـــرُ أَكْـبَــرُ ،والحقـيـقـةُ مُــــرَّةٌ
وبـنــو الـعـروبـةِ فُـرْقَــةٌ وشَـتــات
وعـلـى ثـغــور البائـسـيـن تـســاؤُلٌ
مُـــرُّ الـمَــذاقِ ، تُمـيـتُـه البَـغَـتـاتُ
أيــن الجـيـوشُ اليَعْرُبـيَّـةُ،هـل قَـضَــتْ
نَـحْـبــاً،فــلا جـــنــــدٌ ولا أَدَواتُ؟!
هــذا الـتـسـاؤل ، لا جـــواب لمـثـلـه
فـبـمـثـلـه تـتـلـعْـثَـمُ الـكـلـمــاتُ
لــو كــان للـعَـرَبِ الـكــرام كـرامــةٌ
مــا سـرّبَـتْ سُـفُـنَ الـعــدوِّ قَـنـاَتُـه
الأمــر أكـبـرُ يـــا رجـــالُ، وإِنَّـمــا
ذهـبـتْ بـوعــي الأُمَّـــة الـصَّـدَمـاتُ
الأمــرُ أمــرُ الكـفـر أعـلــن حـربَــه
فـمـتـى تَـهُــزُّ الغافـلـيـن عِـظَــاتُ؟!
كـفــرٌ وإســـلامٌ ، ولـيــلُ حـضــارةٍ
غـربـيَّـةٍ، تَـشْـقَـى بـهــا الظُّـلُـمـاتُ
يــا مــاردَ الـغــرب الـــذي لـعـبـتْ
كــأس الـغُــرور ، وسـيّـرتْـه طُـغــاةُ
نــزواتُ قـومٍ،قــادت الأعـمــى إلـــى
لـهــبٍ ، كـذلــك تَـقْـتُـلُ الــنَّــزَواتُ
أبـنــاءَ أمـتـنـا الـكـرَامَ،إلـىَ مَــتــى
تَـمـتَـدُّ فـيـكـم هـــذه الـسَّـكَـراتُ ii؟!
مــاذا أقـــول لكـم؟،ولـيـس أمـامـنـا
إلا دخـــانُ الــغــدر والـهَـجَـمـاتُ ؟!
هـــذا الـعــراقُ مـضــرَّجٌ بـدمـائـه
قــد سُـــوِّدَتْ بـجـراحـه الصَّـفـحـاتُ
وهـنـاكَ فــي الأقـصَـى يَــدٌ مصبـوغـةٌ
بـــدمٍ ، وجـيــشٌ غـاصــبٌ وبُـغــاةُ
مـــاذا أقـــول لـكــم؟ ودُور إِبـائـكـم
لا ســاحــةٌ فـيـهــا ولا شُــرُفــاتُ؟
مــاذا أقـــول لـكـم؟وبَـرْقُ سيـوفـكـم
يخـبـو، فــلا خَـيْــلٌ ولاَ صَـهَــواتٌ ii؟
قـصَّـتْ ضفائـرَهـا الـمــروءَةُ iiحيـنـمـا
جـمــد الإبـــاءُ ومـاتــت الـنَّـخَـواتُ
بـكـت الفضيـلـةُ قـبـل أنْ نبـكـي لـهـا
أسـفـاً ، وأدْمـــتْ قلـبَـهـا الـشَّـهَـواتُ
عُــذراً ، إذا أقسـمْـتُ أنَّ الـرِّيــحَ قـــد
هَـبَّــتْ بـمــا لا تـفـهـم الـنَّـعَــراتُ
لـــن يـدفَــعَ الطُّـغـيـانَ إلا ديـنُـنــا
وعزيـمـةٌ تُـرْعــى بـهــا الـحُـرُمـات
إنــي لأُبـصـر فـجـر نَـصْــرٍ حـاســمٍ
سـتـزفُّــه الأنــفــالُ والـحــجْــرات
ويداك يالغالية
واضافتك أحلى واجمل0000000000000000
أوَّاه يا بغداد -د. عبد الرحمن بن صالح العشماوي
أبـكــي ، ومـــاذا تـنـفَـعالـعَـبَـراتُ
وجمـيـعُ أهـلــي بالـقـذائـف مـاتــوا؟
مـاتـوا،وجـيــشُ المعتديـن،قـلـوبُـهـم
صـخـرٌ ، فـــلا نـبْــضٌ ولا خَـلَََـجـاتُ
تـحـت الـرُّكـام ، أَنيـنُـهـم وصُـراخُـهـم
كــم مـزَّقــتْ وجـدانــيَ iالـصَّـرخـاتُ
أبـكـي ، وأشـــلاءُ الأحـبّــةِ خـيّـبَـتْ
ظــنَّ الـرَّجـاءِ ، وزاغَـــت الـنـظـراتُ
يالـيـلـة الـقَـصْــف الرَّهيب،تـحـطَّـمـتْ
فـيــكِ الـمـبـادئُ ، واسـتـبـدَّ غُـــزَاةُ
وحـشـيـةٌ ، لــــو أَنَّ هــولاكــو رأى
لتـصـعّـدت مـــن قـلـبـه الـزَّفــراتُ
بتْـنـا عـلـى لَـهَـب المـواجـع والأســى
والمعـتـدونَ عـلــى الأســـرَّةِ بـاتــوا
أطـفـالُـهـم يستـمـتـعـون بـأمـنـهـم
وصغـارُنـا فـــوقَ الـرَّصـيـفِ عُـــراةُ
فَــزَعُ الصِّـغـار يـزيـد مــن إحساسـنـا
بـالـظـلـم ، إنَّ الظـالـمـيـنَ قُــســاَةُ
مــاذا يفـيـد الـدَّمْـعُ ، والــدَّمُ هَـهُـنـاَ
يجـري،ودِجْـلَـةُ يشـتـكـي وفُــــراتُ؟!
مــاذا ، وبـغـدادُ المـفـاخـر أصـبـحـتْ
عطْـشَـى ، تُلـمِّـظ قلـبـهـا الـحـسـراتُ؟
بغـدادُ ، يـا بـغـدادُ مــا التَـفَـتَ الـمـدى
إلا وعــنــدكِ تُــــورق الـلَّـفـتــاتُ
بـغــدادُ ماابـتـسـمـتْ رؤى تـاريـخـنـا
إلاً وعــنــدكِ تُــشــرق الـبَـسَـمـاتُ
صــوت الـمـآذِن فـيـكِ يرفعـنـا iiإلـــى
قـمــم تشـيِّـدهـا لـنــا الـصَّـلــواتُ
أوَّاه يـــا بـغــدادَ أَقـفــرتِ الـرُّبــى
ورمَــى شـمــوخَ الـرَّافـديـن جُـنــاةُ
لغـةُ الحـضـارةِ أصبـحـتْ فــي عصـرنـا
قَصْـفـاً ، تـمـوت عـلـى صــداه لُـغـات
لـغـةُ تـصــوغ الـقـاذفـاتُ حـروفَـهـا
وبعـنْـفـهـا تـتــحــدَّث الـعَــرَبــاتُ
أو هـكـذا ،تـلـقـى الـعـدالـةُ حَتْـفَـهـا
فـــي عصرنـا،وتُـكـحَّـمُ الـشَّـهَــواتُ!
مــاذا يفـيـد الـدَّمْــعُ يـــا بـغـدادَنـا
وخَـطــاكِ فــــي درب الـرَّدىعـثــرات
مــاذا يفـيـد الـدَّمْـعُ يـــا محـبـوبـةً
تـبـكـي عـلــى أشـلائـهـا الـحُـرُمـاتُ
مـــاذا ، وألـــفُ قـذَيـفـةٍ وقـذيـفـةٍ
فــي عَـرْضـهـا تتـنـافـسُ الـقـنـواتُ؟
مـــاذا ، وأبـنــاء الـعُـروبـةِ نـظْــرةٌ
وهَـجَـتْ،وعـقـلٌ تــائــهٌ وسُــكــاتُ؟
أبـنـاءَ أمتـنـا الـكـرامَ ، إلـــى مـتــى
يقـضـي عـلـى عَــزْمِ الأبــي سُـبـاَتِ؟
الأمـــرُ أَكْـبَــرُ ،والحقـيـقـةُ مُــــرَّةٌ
وبـنــو الـعـروبـةِ فُـرْقَــةٌ وشَـتــات
وعـلـى ثـغــور البائـسـيـن تـســاؤُلٌ
مُـــرُّ الـمَــذاقِ ، تُمـيـتُـه البَـغَـتـاتُ
أيــن الجـيـوشُ اليَعْرُبـيَّـةُ،هـل قَـضَــتْ
نَـحْـبــاً،فــلا جـــنــــدٌ ولا أَدَواتُ؟!
هــذا الـتـسـاؤل ، لا جـــواب لمـثـلـه
فـبـمـثـلـه تـتـلـعْـثَـمُ الـكـلـمــاتُ
لــو كــان للـعَـرَبِ الـكــرام كـرامــةٌ
مــا سـرّبَـتْ سُـفُـنَ الـعــدوِّ قَـنـاَتُـه
الأمــر أكـبـرُ يـــا رجـــالُ، وإِنَّـمــا
ذهـبـتْ بـوعــي الأُمَّـــة الـصَّـدَمـاتُ
الأمــرُ أمــرُ الكـفـر أعـلــن حـربَــه
فـمـتـى تَـهُــزُّ الغافـلـيـن عِـظَــاتُ؟!
كـفــرٌ وإســـلامٌ ، ولـيــلُ حـضــارةٍ
غـربـيَّـةٍ، تَـشْـقَـى بـهــا الظُّـلُـمـاتُ
يــا مــاردَ الـغــرب الـــذي لـعـبـتْ
كــأس الـغُــرور ، وسـيّـرتْـه طُـغــاةُ
نــزواتُ قـومٍ،قــادت الأعـمــى إلـــى
لـهــبٍ ، كـذلــك تَـقْـتُـلُ الــنَّــزَواتُ
أبـنــاءَ أمـتـنـا الـكـرَامَ،إلـىَ مَــتــى
تَـمـتَـدُّ فـيـكـم هـــذه الـسَّـكَـراتُ ii؟!
مــاذا أقـــول لكـم؟،ولـيـس أمـامـنـا
إلا دخـــانُ الــغــدر والـهَـجَـمـاتُ ؟!
هـــذا الـعــراقُ مـضــرَّجٌ بـدمـائـه
قــد سُـــوِّدَتْ بـجـراحـه الصَّـفـحـاتُ
وهـنـاكَ فــي الأقـصَـى يَــدٌ مصبـوغـةٌ
بـــدمٍ ، وجـيــشٌ غـاصــبٌ وبُـغــاةُ
مـــاذا أقـــول لـكــم؟ ودُور إِبـائـكـم
لا ســاحــةٌ فـيـهــا ولا شُــرُفــاتُ؟
مــاذا أقـــول لـكـم؟وبَـرْقُ سيـوفـكـم
يخـبـو، فــلا خَـيْــلٌ ولاَ صَـهَــواتٌ ii؟
قـصَّـتْ ضفائـرَهـا الـمــروءَةُ iiحيـنـمـا
جـمــد الإبـــاءُ ومـاتــت الـنَّـخَـواتُ
بـكـت الفضيـلـةُ قـبـل أنْ نبـكـي لـهـا
أسـفـاً ، وأدْمـــتْ قلـبَـهـا الـشَّـهَـواتُ
عُــذراً ، إذا أقسـمْـتُ أنَّ الـرِّيــحَ قـــد
هَـبَّــتْ بـمــا لا تـفـهـم الـنَّـعَــراتُ
لـــن يـدفَــعَ الطُّـغـيـانَ إلا ديـنُـنــا
وعزيـمـةٌ تُـرْعــى بـهــا الـحُـرُمـات
إنــي لأُبـصـر فـجـر نَـصْــرٍ حـاســمٍ
سـتـزفُّــه الأنــفــالُ والـحــجْــرات

آهات
•
انــهــضــي بـــغـــداد
شعـر: معـروف رفيـق محمـود
(1)
انهـضـي بـغـدادُ واللهُ معـيـن
لملمي جرحَك مـن هـول السنيـن
واغسلي وجهَـك كالصبـح المبيـن
واستفيقـي وخـذي نـورَ اليقيـن
(2)
أنـت يـا بغـدادُ علْـمُ ُ وحضـاره
أنـت إسـلامُ ُ لـه ألـفُ مـنـاره
أنتِ ناقـوس لـه شكـلُ الطهـاره
أنت وجهُ ُ عربيُ ُ لم يزلْ حلوَ العبارة
(3)
بضعةُ ُ لـو نهبـتَ فالجـلّ طاهـرْ
ربما الصدمةُ، والكبتُ، وحرمانُ لقاهر
ربمـا الفقـرُ بـدا والفقـرُ كـافـر
شرفُ ُ أنتِ ومجـدُ ُ فـي السرائـر
(4)
يرسل الجوري فـي بغـدادَ عطـرَه
والمهـا تأتـي لتضميـد الأســرّه
أودع التاريخُ فـي الموصـل سـرّه
ونخيـلُ ُ عاشـقُ ُ يرسـل تَـمْـره
(5)
أنـتِ يـا متحـفَ آلاف السنـيـن
لن تهونـي رغـمَ حقـدِ الحاقديـن
أنت خيرُُ لـم يـزلْ فـي الرافديـن
أنـت حـبُّ ُ وائتـلافُ ُ لا يلـيـن
(6)
الأغانـي لـم تـزل للأصفهـانـي
هـي فـي بغـداد كانـت كالأمانـي
هي فـنّ قـد غـزا قبـل زمانـي
في عهـود عرفـتْ حلـو الأغانـي
نشيد... ابي أنت يا شعب العراق
http://www.geocities.com/fahdmnm2002/ERAQ.REL.rm
شعـر: معـروف رفيـق محمـود
(1)
انهـضـي بـغـدادُ واللهُ معـيـن
لملمي جرحَك مـن هـول السنيـن
واغسلي وجهَـك كالصبـح المبيـن
واستفيقـي وخـذي نـورَ اليقيـن
(2)
أنـت يـا بغـدادُ علْـمُ ُ وحضـاره
أنـت إسـلامُ ُ لـه ألـفُ مـنـاره
أنتِ ناقـوس لـه شكـلُ الطهـاره
أنت وجهُ ُ عربيُ ُ لم يزلْ حلوَ العبارة
(3)
بضعةُ ُ لـو نهبـتَ فالجـلّ طاهـرْ
ربما الصدمةُ، والكبتُ، وحرمانُ لقاهر
ربمـا الفقـرُ بـدا والفقـرُ كـافـر
شرفُ ُ أنتِ ومجـدُ ُ فـي السرائـر
(4)
يرسل الجوري فـي بغـدادَ عطـرَه
والمهـا تأتـي لتضميـد الأســرّه
أودع التاريخُ فـي الموصـل سـرّه
ونخيـلُ ُ عاشـقُ ُ يرسـل تَـمْـره
(5)
أنـتِ يـا متحـفَ آلاف السنـيـن
لن تهونـي رغـمَ حقـدِ الحاقديـن
أنت خيرُُ لـم يـزلْ فـي الرافديـن
أنـت حـبُّ ُ وائتـلافُ ُ لا يلـيـن
(6)
الأغانـي لـم تـزل للأصفهـانـي
هـي فـي بغـداد كانـت كالأمانـي
هي فـنّ قـد غـزا قبـل زمانـي
في عهـود عرفـتْ حلـو الأغانـي
نشيد... ابي أنت يا شعب العراق
http://www.geocities.com/fahdmnm2002/ERAQ.REL.rm

سلمت لنا اناملك يااحلى آهات عشتي عزيزة وغالية:24:
الله يعطيك العافية على الكلام احلو والنشيد الاحلى :26:
تذكر قبل ان تغفوا على أي وسادة ..... أينام الليل من ذبحوا بلاده؟؟؟؟؟
الله يعطيك العافية على الكلام احلو والنشيد الاحلى :26:
تذكر قبل ان تغفوا على أي وسادة ..... أينام الليل من ذبحوا بلاده؟؟؟؟؟

آهات
•
بان00 ( أطلع وبان عليك الأمان)
ليش دائما متخفية 0:27:
عيوشة راحت تنام وانت سهرانة!
نامي وكل ليل وبعدة نهار00 وما بعد الضيق الا الفرج00
شرفني ردك واسعدني تشريفك:26: :24:
ليش دائما متخفية 0:27:
عيوشة راحت تنام وانت سهرانة!
نامي وكل ليل وبعدة نهار00 وما بعد الضيق الا الفرج00
شرفني ردك واسعدني تشريفك:26: :24:
الصفحة الأخيرة
اه يا بغداد يا حبيبتي
احلى ما كتب
نحنُ لا أنتَ يا عراقَ الضَّحايا لم نزَلْ رغمَ بُعدِنا في اشتياقِ
لوْ تهاوى العراقُ لم يبقَ دَمعٌ أوْ دمٌ فى العُروقِ غيرَ مُراقِ
لوْ تهاوى العراقُ كمْ مِنْ عراقٍ سوفَ يهوي كذابلِ الأوراقِ
الى متى؟
بغداد .......... وهل خلق الله مثلك في الدنيا اجمعها