((الْقَارِعَةُ)).
القيامة تقرع القلوب بأهوالها وتهز العالم بصوتها، وتذهل الناس، وتدهش العقول، فهي أعظم خطب وأشد كرب.
((مَا الْقَارِعَةُ)).
ما أعظمها من حدث، وما أخطرها من كربة، وما أشد هولها، وما أعظم وقوعها، فهي فوق الوصف.
((وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ)).
وأي شيء أعلمك بها؟
فأنت لا تدري بما فيها من أحوال فظيعة، وصور مريعة، وأحداث مخيفة، ومواقف مذهلة.
((يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ)).
يوم القيامة يكون الناس في كثرتهم وخوفهم وفزعهم وتفرقهم كالفراش المنتشر الذي يسقط في النار طاشت الأفكار، وحارت الأنظار.
((وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ)).
وتصبح الجبال فيه كالصوف الذي ينثر باليد، فيصير في الهواء كالهباء؛ لأن الجبال تدك وتنسف وتزول من أماكنها.
((فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ)).
فأما من ثقل ميزانه بالحسنات، ورجح بالصالحات، ومالت كفته بفعل الخيرات فهنيئاً له وطوبى وقرة عين.
((فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ)).
فهو في حالة طيبة في جنان النعيم، في مقعد صدق ومقام آمن، ومجلس سلام ومحل أنس، وسرور ونور وحبور.
((وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ)).
وأما من خف ميزان حسناته، وطاشت كفته لقلة خيراته ورجحت به السيئات فبعد له، وويل له مما ينتظره.
((فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ)).
فحظه عاثر، وسعيه خاسر، ومأواه جنهم، ومثواه النار لما أدركه من البوار بسبب عصيانه للملك الجبار، وسميت هاوية؛ لأنها تهوي بصاحبها إلى قعرها.
((وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ)).
وما أعلمك ما هذه الهاوية، إن صاحبها يهوي على وجهه إلى قعرها البعيد، ليجد العذاب الشديد من الأغلال والحديد، والزقوم والصديد.
((نَارٌ حَامِيَةٌ)).
إنها نار موقدة، وجحيم مؤصدة، وسعير محرقة لا يفتر لهبها، ولا تخمد شعلتها، ولا يطفأ وقودها. سورة الزلزله (إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا)).
إذا اضطربت الأرض اضطراباً شديداً، ورجت رجاً عظيماً، وأصابها زلزال يهز أعلاها وأسفلها، ويغير معالمها.
((وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا)).
وأخرجت ما في جوفها، ورمت بما في بطنها من موتى وكنوز، ودفعت بها إلى ظهرها استعداداً ليوم الفصل.
((وَقَالَ الإِنسَانُ مَا لَهَا)).
حار الإنسان وأصابه ذهول واعترته دهشة وسأل مذهولاً، فالأرض ماذا دهاها، ماذا أصابها، ما لها؟
((يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا)).
يوم الفصل تخبر الأرض بكل ما عمل على ظهرها من حسنة وسيئة، وصلاح وفساد، وحق وباطل؛ لتكون شاهدة على كل أحد.
((بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا)).
حينها يأمرها الله أن تخبر بكل شيء عمل عليها، ولا تكتم خبراً، ولا تجحد أمراً، فتقر بكل عمل صغير وكبير.
((يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ)).
حينها يعود الناس إلى فصل القضاء أنواعاً مختلفين، ليشاهدوا نتائج أعمالهم من حسنات وسيئات وبر وفجور.
((فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه)).
فمن يعمل وزن نملة صغيرة من الخير يجد ثوابه عند ربه، فلا يحتقر فاعل الخير القليل فإنه كثير مع النية والصدق حتى البسمة صدقة.
((وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه)).
ومن يعمل وزن نملة صغيرة من الشر يجد عقابه عند ربه فلا يحتقر عامل فعل السوء ولو قل، فرب عثرة من كلمة، ولا صغيرة مع الإصرار.

اميره بيتي @amyrh_byty
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

رجااوي قطر
•
جزاج الله خير الغلا



سيدة قلب زوجها :
جزااااااااااك الله خيررررررجزااااااااااك الله خيرررررر
الله يرحمنا برحمته
استغفرالله واتوب اليه
استغفرالله واتوب اليه

الصفحة الأخيرة