بـعـد الــرحــيــل

بعد الرحيل
عندما يعلو صوت الرقم تصم المسامع كل المسامع عن أنة مغبون
عندما يعلو صوت الرقم تطمس العيون كل العيون عن دمعة محزون
عندما يعلو صوت الرقم تشل الضمائر كل الضمائر عن إحقاق حق
عندما يعلو صوت الرقم تدهس الأعناق كل الأعناق
وعندما يجلجل الرحيل يشل الرقم وتتطاول الأعناق وتشده الإبصار ويتعالى الطنين بالمسامع
عند الرحيل تتقرح الجفون وتتهشم القلوب ويكسر الرقم !!
فرغم الأرقام ورغم تزايد الأنين إلا أن المرء يعجز عن التعامل مع الرحيل الأبدي
فرغم إيماننا بالقضاء والقدر إلا أننا نضعف أمام الارتحال الأبدي
فمعنا ارتحال إنسان اقترن به قلبك تآخى مع روحك
معناه أن جزءاً منك بتر شيءً منك فقد فلا تجد غير منديلك الممزق لتجفف دمك المنهمر من جفنيك
وأدمعك المنسكبة من نبضك
هنا يتعالى الأنين ويزداد الحنين إلى ذاك الراحل عن مرامينا
تقف على إطلال الأمس الراحل فلا تجد إلا تجاعيد الزمان نزحت على معالمه المؤنسة
تقترب أكثر تعبث بصندوقه القديم فتجد أحرفاً خطتها أنامله وقصةً تنتظر نهايته !
سعتها ستداهمك مرارة الرحيل وستختنق بعبرة الأنين
ولن يبقى شيء إلا طنين الرقم وضوضاء الصمت .