لا شك أن الزوج هو حلم يراود كل فتاه, لكن ترى كيف تتعاملين مع هذا الحلم؟
أختاه..
تتفقين معي بالطبع أنه : كم تبلغ سعاده الإنسان حين يلحظ في عيون الناس ومن كلامهم
نظرات وعبارات الإعجاب , ولكن هذا الأمر عند الفتاه أعظم وأبلغ ذاك أن رأس مالها جمالها.
لكن هذه الرغبه كثيرا ما توقع الانسان في السقوط وخصوصا الفتاه , إذ أن هذه الر غبه
في نيل الإعجاب , ولفت الانتباه وحب الظهور لديها أكبر حقيقه لا يستطيع أحد إنكارها.
لكن ترى ماذا يكون رد فعل الشباب وخصوصا ذئاب العفه والطهر منهم عند مجرد ملاحظه هذه الرغبه لديك؟؟!!
يأتي الذئاب منهم في صوره (( الحمل الوديع )) الشاب المهذب المؤدب يرقق الكلمات وينتقي العبارات في أسلوب جذاب , ويصطنع موقفا أو حدثا أو مبررا للحديث, يختبر به مقدار هذه الرغبه لديك , وأنت مسكينه قد ينطلي عليك الموقف دون وعي أو إدراك لأبعاده وآثاره.
فتتعاملين مع الموقف ببراءه ,, بل اقصد بغفله , فتسقطين .
أو لعل ذلك قد صادف فعلا رغبه داخلك فتمكنت من قلبك فركبت هواك فكانت البدايه
بدايه السقوط!!
أجل لأن هذه هي حصاد بذرته الشيطانيه التي غرسها وسقاها الهوى ,
وهي محطه الوصول الأخير في قطار الخيبه والندامه , التي هي العلاقه بين الشاب والفتاه .
يستغل هذا الذئب الموقف فيشعل على نار هادئه هذه الرغبه لديك فتنقادي في تحقيق خطته الشيطانيه المدروسه خطوه خطوه دون شعور أو وعي , فيزيدها توهجا واشتعالا,
, إن كانت هذه الرغبه متولده منك دافعها الهوى لمسايره هذا الموقف المصطنع منه ,
أو يوقدها هذا الذئب فتشتعل تلك الرغبه بعد أن كانت خامده , وهذا أيضا سببه أنت ,
ولكن في ظل الغفله , فتشتعل تلك الرغبه وتزيد مع الأوقات وهجا .
فإذا بك تتخلين عن حيائك وعفتك شيئا فشيئا,, وما كنت ترينه بالأمس فعلا يستحيل أن تجرئي عليه صار اليوم فعلا له مبرارته , وفي الغد يصير أمرا مباحا لا يحتمل حتى الكلام حوله.
قد أحكم خطته الشيطانيه عليك وأنت مسكينه لا تدرين أنه الذئب وأنك فريسته, وأنه مهما طال الزمان فإنه حتما ولا بد سيفترسك لأنك صرت بين أنيابه ولا يعرف الذئب إلا الخيانه والغدر.
يفعل هذا , ويكيد ويمكر بمن ظاهرهن العفاف والعزله , فما بالك بمن لاحظ عليها توفر تلك الرغبه (( في نيل الإعجاب ولفت الأنظار )) لديها أصلا ,
كمن اعتادت الكلام مع الشباب والضحك معهم أو الخروج في الشارع متبرجه , أو الظهور على الرجال سافره بلا حجاب يسترها .
يرصد هذا اللعين بعين ذئب مواطن الإفتراس ليبحث عن فريسته , فما إن يجدها مهيئه للافتراس حتي يقبل عليها يحمد لها جميل توفر الجهد والوقت والمغامره في التحايل والمكر ليدخل عليها بحيله يحتال بها عليها .
فتحت له الباب , ولكن لا تدري كيف ؟؟!!!
ولم يخاطب لسانها لسانه , ولم توجه إليه إي نظره!!
عذرا أختاه ......
تذكرين اليوم الذي خرجت فيه إلى الشارع أو الكليه وقد ارتديت ثوبا أعجبك تبدين فيه جميله ملفته للنظر.. لكنه لا يصلح أن يراك به أحد غير محارمك (( كأسرتك ))
لكن لحظه هوى ارتديتينه وخرجت تسيرين به وتشعرين بنفسك تضربين بقدميك من الزهو والإعجاب, سعيده بإعحاب الناس بك ولفتك لإنتباههم وأنظارهم , فإذا به قد لحظك وهو يرقب
مواضع احتمال وجود فريسه .
تذكرين اليوم الذي كنت تقفين فيه مع زميلاتك وارتفع صوتك بالضحك , وسطهن وأنتن على مقربه من الشباب, فعلم ذلك الخائن الغادر أن الباب مفتوح حتى ولم يخاطب لسانك لسانه ,
توفرين عليه الحيل والخطط الشيطانيه التي يحتالها ليدخل من بابها إليك يختبر رغبتك.
بمثل هاتين الحادثتين يكون في الحقيقه إعلان ودعوه عامه لكل الذئاب الجائعه اللاهثه لدخول حظيره عفتك وطهرك و حياءك , ينتهكون حرمتها ويفسدون ويعبثون بكرامتها بكل سهوله ويسر,, دون عناء أو تعب أو حتى إعمال تفكير في إعداد خطه للهجوم بالتحايل والمكر.
وإذا كان أصل الرغبه في الميل إلى لفت الأنظار وحب الإعجاب عند الفتاه طبيعه في تركيبه نفسيتها, فدعوتنا ليست دعوه اصطدام بين الفتاه وطبيعتها أو نفسيتها , فهذا لا يقوله عاقل
لكن يجب أن تهذب تلك الرغبه فلا تترك على عواهنها دافعه للفساد.
فهذه الرغبه ليست وسيله العاقلات في الزواج بفتى الاحلام أو حتى البحث عنه ,
فالعاقله : إمرأه رفعت من شأنها وكيانها فتعاملت مع نفسها أنها جوهره تحتاج إلى صيانه
ومحافظه وليست كأي سلعه وضيعه تعرض للبيع .
وإنما هي جوهره ثمينه مصونه محفوظه في داخل صدفه حيائها وعفتها وحجابها لوقت بإذن الله تعالى فيه فتعرض على رجل يعرف قدرها ويصون حياتها.
فلهذا رأت أن هذه الرغبه تحتاج إلى تهذيب حتى لا تخسر الربح ويتلف رأس المال فتخسر فتى الأحلام ويزهد في جمالها .
بقلم : حسين إبراهيم الدسوقي
المصدر : كتاب المؤمنات
اختيار ونقل موفق ومهم جدا ..