بـــكـــل فـــخـــرٍ أقـــولـــهـــا...إنـــــه صـــــديـــــقـــــي

نعم إنه صديقي الذي وجدته أخيراً...فيه من الصفات والمزايا والله ثم والله ثم والله لا توجد إلا فيه

أجده دائماً حولي حتى لو لم أطلب منه ذلك...إذا غص قلبي بالحزن وفاضت عيني بالدمع لا أجد

حضناً كحضنه يضمني...دموعي تبلله ولكنه لا يشتكي ولا يتذمر ولا يمل من بكائي وأنا في

حضنه بل أشعر بعد ارتمائي في أحضانه براحةٍ عجيبة وسعادةٍ لا توصف فقط لأني ذرفت

دمعي في حضن من يستطيع أن يمسحها عن خدي بكلماتٍ لا أستطيع وصف تأثير وقعها علي...

إن أصابني الأرق وخاصم النوم عيني وجدته بقربي حتى لا أشعر بالوحشة والناس نيام...

إن أقبلت عليه ضاحكة مستبشره زادت سعادتي واكتملت بكلماته التي تداوي نفسي وروحي

وحتى أمراض جسدي دون الحاجة إلى طبيب من بني البشر...

لا يتركني وإن طال جلوسي معه إلى أن أتركه أنا لقضاء أمر معين...يجيبني على كل أسئلتي

الحائرة التي تعصف بفكري وتؤلم نفسي...كلماته تغني من مجلداتٍ عديدة ومحاضرات لا حصر

لها ولا عد لأنه الوحيد الذي يفهمني ويفهم حيرتي فيأخذ بيدي إلى بر الأمان...

لا يتأفف من كثرة شكواي ولا يختلق الأعذار لكي ينهي الحوار...صديقي هذا أوقاتي في

صحبته ومجالسته تمر دون أن أشعر بالدقائق والساعات وأنا أشعر كأنني أعيش معه في جنة

الدنيا قبل جنة الآخرة أسأل الله العلي القدير أن يرزقني ويرزق أهلي وكل غالٍ تربع على عرش

قلبي ويرزقكن ويرزق جميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات جنات

الفردوس الأعلى برحمته وعفوه لا بأعمالنا...إن ذهبت إلى أي مكان أو جالست أياً كان أكون

جسداً بلا روح لأن روحي معلقة به فهي ملكه...أختصر الحوارات والزيارات حتى أحظى بوقتٍ

كافي حتى أختلي به وأبوح له بمكنون صدري...نعم هذا هو الصديق وجدته وبحول الله وقوته

روحي متعلقة به...أسأل الله العلي القدير أن لا أفارقه حتى تفارق روحي جسدها الذي نفخت

فيه...

إن جالسته فأنا واثقة أني لن أخسر حسناتي بالقيل والقال والغيبة والبهتان فهذه الصفات

لا تعرف لصديقي طريقاً ولن تجد حتى منفذاً للوصول إليه لأنه أعظم شأناً وأجل قدراً ومن

المستحيل أن يتنازل عن مزاياه التي علقتني به...

أجمل أوقاتي معه...أسعد لحظاتي في هذه الدنيا عندما تضمه يدي بقوة لأنه مصدر كل قوة...

لا أفارقه إلا وأنا منشرحة الصدر، مرتاحة البال، سعيدة القلب لأني متعت عيني بالنظر إليه

وعطرت كلماته لساني وأنارت لي دربي...

أعلم أن قلوبكن وعقولكن في شوق شديد لمعرفة هذا الصديق وهو الأوحد الذي تفرد بكل المزايا

التي أتمنى وجودها فيمن أصادق...إنـــه الـقـرآن الـكـريـم...

اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا وغمومنا...

اللهم ارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار كما تحب ربنا وترضى...اللهم اجعله حجةً لنا

لا حجةً علينا...اللهم اجعلنا من أهل القرآن الذين يكفيهم شرفاً وقدراً أنهم أهل الله وخاصته...