مدرعة

مدرعة @mdraa

عضوة جديدة

بـــهدوء نــــ ح ـــــو القــــلب...رســــائل لقـــلبكـ

الملتقى العام

مـــــــن أب إلـــىإبــــــــنهـ


من اب الـــــى ابـــنـــهـ


الرسالة الأولى ..


أي بني ..

خذْ عني بعضاً مني .. فإني خبرتُ الحياةَ وعرفتها ..وتعلمتٌ منها ومن تسارعِ أيامها الكثير
فخذْ مني حديثاً من قلبي لقلبك .. واحتفظْ برسائلي لك ..فقد كتبتُ إليك رسائل
ضمنتُها وعظي إليك وخوفي عليك ..فخذْ منها ما ينجيك ..
وأطعمِ النارَ صفحاتِ يأسك .. وفي جبٍّ بلا قرارٍ ألقِ ما يعصرُ نفسك ..
وما يلهيك عن دربك الذي اخترت وسرت فيه فإنَّه دربَ الناجينَ بإذن رب العالمين

أي بني ..

هاهي الأيام أدبرت بما فاتْ ..وأقبلت بخيرٍ آتْ .. فاستقبلْ أيامَك القادمةَ بقلبٍ متَّقد العزيمة..
قوي الهمة ..واجعلْ من الصبرِ رفيقك ..فلا صبرَ أجملُ من صبرٍ على طاعةٍ ..وتجنبِ إساءة ..

واعلمْ أني معكَ ..أهديك كل يومٍ عطرَ الكلمة .. بعبيرِ المحبة .. أخطُ معك درباً وأسلكه ..
أقدم لك حرفا مداده من نور .. يهديك الأنس والسرور ..
فاقرأ الحرف ..واتعظْ بما فيه .
4
423

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

مدرعة
مدرعة
أي بني ..
هاهي أيامٌ خيٍر أقبلتْ وقد كتبتُ لك فيها مُذكرا ففضلها فضلٌ عظيم ..فاشتغلْ بما ينجيك ..
فاملأها تكبيرا وتهليلا وتسبيحا .. ..
وأول ما أوصيك به أن تقدِّر الله قدره ..فنحن في أيام تعظيم للرب جل وعلا وهو عظيم كريم في كل حال ..

اعلم يا بني ..

أن لله مهابةٌ في قلوبِ خلقِه تحبُه وتقدرُه , وعلى قدرِ محبةِ العبدٍ لربه ..يحبُه الناسُ, وعلى قدرِ خوفِه من الله سبحانه يخافه الناس, وعلى قدر تعظيمه لله وحرماته يعظِّم الناسُ حرماته.
فاختر لنفسك مكانتها ..فأنت كبير بقدر ما تطيع ربك و تجتنب نواهيه ..فإن عصيت ربك حقرت في عين نفسك وفي عين الناس .. فالمعاصي تُضعف في القلب تعظيم الرب جل جلاله ..وتضعف وقاره في قلب العبد ..
ولو تمكن في قلب العبد وقار الله وعظمته ما تجرأ على معصيته ..

أي بني ..
إن قلبي عليك مشفق ..يحبك ويرجو لك الخير ..فأقبل على الخير ..
واستعن بالله ولا تعجز ..
مدرعة
مدرعة
الرسالة الثانية ..



حين أكتب إليك بُني، فإنما أُفضي إليك من ذاتي إلى ذاتي، ومن قلبي لقلبك ..وأحسب أن لك قلبا حياً
يعي ويفهم ..
فليس يصلح إيمان العبد المؤمن، إلا بما أودع الله قلبه -وهو يعلمه- من حبِّ الخير لإخوانه ما يحبُّه لنفسه،
فالزم- يا قرة عيني- حسن الخلق وتأدب مع الخلق ..واحسب لكلامك قبل قوله حسابه ..فاللسان مِغرفة القلب ..فإن صلاح حديثك يدل على صلاح قلبك .. فإن رأيت جدالا ومراءً ..فلا تخض فيه ..فإن الجدل لا يأتي بخير ..
وادع ربك بحسن خلقك ..فقد أسر الصحابة قلوبَ العبادِ بحسنِ الأخلاق فدخلوا في الإسلام ..لأنهم علموا أنا ما هذَّب هؤلاء إلا دين الحق ..


أي بني..
لا تركن إلى ما أوتيت من قوة في البيان ..وفصاحة في اللسان .. فإن لم يقدْك بيانُك لحق فلا خير فيه ..وإن لم تعنْك فصاحتُك لتقول الطيَّبَ من القول فما رجحتْ ولا علت ..
واعلم أن للناس احترامهم كما لك ..وأنك كما تعاملهم يعاملونك ..فلزم حسن الخلق تسعد ..

بُني ..
..كن سيد نفسك قبل أن تطلب سيادة بين الناس ، ومالك لسانك وبنانك قبل أن تسعى لسعة صدر الناس ، فإن ملكت القدرة على نفسك طوّعت إليك الناس فسمعوك .. وناقشوك ..
وإياك أن تخسر نفسك ،إذ يمكنك أن تعوض مالا مهدورا ، أو صديقا معرضا ، لكنك لن تعوض سقوطك أمام نفسك.. فارتفع بها ..
مدرعة
مدرعة
الرسالة الثالثة ..

أي بُني ..
*خُذ عني ما علَّمَتْني الأيام، ولا تبخل عن نفسك أن تُصْغي إلى كلماتي، فتصيب بها خيراً يدني إليك البعيد، ويسهِّل عليك الشديد، ، والله سبحانه من قبلُ ومن بعدُ إليه الأمر كلُّه، وهو الفعَّال لما يريد.*


بُني ..لقد عركتني الأيام وعلمتني .. فخذ من تجربتي ما يغنيك عن فشل المحاولة .. واعلم أنا للشباب حماسا ..واغترارا بقوة ..وأن للكبار تجربة وحنكة ..فلا ينسيك الحماس الحق ..فالدين لا يؤخذ بالحماس بل بما قال الله وقال رسوله ..
والحلم سيد الأخلاق ..

أي بُني..
كن مع ما تؤمن به مقتنعا ..فإن بدا لك الخير في غيره فاتبعه ولا تكابر ،
لا تشغل لسانك بالكذب وقول الباطل ..ولا تناظل من أجل أمر لا تعرفه ..
ولا تبحر دون أن تدري مارتفاع الموج وإلى أين سيصل بك المد ..


وإياك من العجلة في الإجابة والتمسك برأي قابل للتغيير أو موقف قابل للتجاوز ،
ولتكن واثقا من موقع قدمك قبل أن تبدأ خطوتك .. ووثق لكل خطوة تخطوها ..
فإن كنت بتجارب الآخرين منتفعا فتجاربك أحرى أن تنتفع..

بنُي ..قلب والدك يسعك ..فتعال لأضمك إلي ..
مدرعة
مدرعة
الرسالة الرابعة ..


يا بُني

*للنقاش أسلوب يجب ألا يغيب عنك فقوامه الأدب في الحديث , والرقة في تناوله , واستجلاب تجاوب المحدّث ,
بدلا من تنفيره . يجب أن لا يكون فيه رائحة الاستعلاء, أو الجزم إذا كنت في موقع المتعلّم, ولا الاستخفاف بموقع المتحدث , و لا الاستهانة بما يبديه , مهما بدا لك فيه من ضعف . وضع في ذهنك أن كل رأي محترم , لأن مصدره العقل , والعقل في الرأس , وهذا تكريم من الله له بأن جعله في قمّة جسم الإنسان , ولم يضعه في قدمه . و أعلم أنه بالنسبة لصاحبه رأي سديد , و إذا بدا لك أخرقا , فعليك بالمعالجة الحسنة له , حتى يبدو خرقه لصاحبه , وكم من رأي كان صاحبه معتداً به فلمّا بُصر رجع وقد يخجل منه مستقبلاً .


و لا تنسَ يا بنٌي أن كثيراً من خيرة الصحابة قبل أن يسلموا كانوا يرون غير
ما يرى الرسول عليه الصلاة والسلام ولكنهم غيّروا رأيهم بعد أن تدبروا الحجج والبراهين التي بُسطت لهم بالحسنى .

بعض المجادلين - يا بُني - لا يعرفون أصول الجدل , وقبل أن يكمّل المتحدّث حديثه , يقولون له: "أنت غلطان" أو "رأيك هذا سخيف" وهذا يجعل المجادل تأخذه العزّة بالإثم , فيقفل عقله مثلهم , ويلجأ إلى العاطفة , وما يمكن أن تمدّه به من كلمات سبّ وجرح , ويتجنب الجميع الطّريق الممهّد , ويسلكون الطريق الوعر , الذي لا يوصل إلا إلى الخطل والخلل..*

بٌني أن استطعت أن تجتنب الجدل فافعل .

م ن ق و ل