يقولون «تزوجت وتهنت»، للدلالة على المرأة التي وجدت نصفها الآخر الذي يحبها ويحترمها ويقدرها، لكن مهلاً.. فهذا ليس بالحل الأكيد، على الأقل في أيامنا هذه،
لأنه حتى في أعز أوقات الارتباط وفي أكثر العلاقات الزوجية متانة، تعصف الرياح بالشريكين لتقويض ما بينهما من عشرة وألفة ومودة، والنتيجة إما الاستسلام أو الدفاع المستميت. فقبل أن تستعدي وشريكك لخوض المعركة، اطلعي على مجموعة الإشارات التي تنبهك بقدوم العواصف، والتي يسميها أهل العلم «حواجز التنبيه»، وينصحون بعدم اختراقها للحفاظ على شعلة وئامكما وتناغمكما.
«معظم المتزوجين يقعون في الحب ويسعون جهدهم لتكوين علاقة مثالية تضرب بها الأمثال، لكن الذي لا يدركونه ان المشاكل واقعة لا محالة»..
تقول خبيرة العلاقات الأسرية أنجيلا باتيل:
«هناك المشاكل الكبيرة والصغيرة، والأزواج الأذكياء يحصنون أنفسهم جيداً ضد المشاكل المعروفة، لكن الذي لا يخطر على بالهم أن هناك مشاكل روتينية صغيرة وتافهة ترمي بسمومها بينهم من دون أن يدركوا مخاطرها».
توافهها أهم
يؤكد على كلام باتيل، كمال حسين، باحث في علم النفس، قائلاً:
ـ ان معظم الأبحاث حول الخلافات الزوجية تشير الى أن المشاكل الصغيرة من أهم مسبباتها، وهذه المشاكل قد تبدأ من «عدم مسح الحذاء قبل دخول البيت» و«ترك الجوارب على الارض قرب الغسالة» الى «تغيير قناة التلفزيون». كلها مشاكل تبدو تافهة، لكن تكرارها بشكل يومي يؤدي الى المناوشات فالغضب ثم الانفجار.
اكتشفيه قبل وقوعه
من هنا يتفق الخبراء على ضرورة إلمام الزوجين بكل التفاصيل الصغيرة التي تقف حاجزاً بينهما وتنغص عيشتهما داخل المنزل، ويطلق عليها اسم «حواجز التنبيه لعلاقة مريحة»، من خلالها، كونها المبادرة الأولى دائماً، تمتحن الزوجة سلوكها وشريكها وتصرفاتهما وتقارنها بنصائح الخبراء لتكتشف المشكل قبل وقوعه، أو تحله قبل أن يكبر.
والحواجز هي:
حاجز التناقضات:
ـ مهما واجهت من تناقضات في شخصية كل منكما، فلا تجعليها تؤثر في مشاعركما. التناقضات طبيعية في علم النفس، لكي يكمل احدكما الآخر. المهم انك تحبين زوجك وهو يحبك، وعليك أن تحافظي على هذا الوميض كيلا يتأثر بما يحصل، فتعتمدي عليه لإحلال الوفاق. الأفضل ان تتفاهمي معه حول تناقضاتكما، وتتفقا على خطة معينة لإزاحة أي هموم عن صدريكما.
حاجز التخفي:
ـ يعتبر من أكثر الحواجز المدمرة بين الزوجين، فلا تتخفي وراء أقنعة تعود عليك بالتوتر والاكتئاب. أنت وهو واحد، ولذلك عليك ان تتصرفي على سجيتك.
لا تتبعي وصفة والدتك او جدتك، بل وصفة العصر: الانطلاق والتحرر من الخجل أمامه. استغلي مشاعرك بدل ان تكتميها واعملي على تنميتها بدل ان تتحدثي عنها.
ابحثي عن وسائل تغذين بها مشاعركما وتتقربين بواسطتها من زوجك، من دون خوف ولا وجل، لأن ذلك سيسعده ويريحه ويطمئن قلبه. فهو في هذا المجال، بحاجة الى تعليماتك وليس أوامره.
حاجز الوظيفة:
ـ من الحقائق الموجعة هذه الأيام ان زوجك يمضي في عمله وقتاً أكبر بكثير مما يمضيه معك، ولو كنت ايضاً من الموظفات لمرت ربما أيام لا ترين فيها زوجك أكثر من 3 ساعات.
وهذا الوضع إن استمر سيجعلكما صديقين أكثر من زوجين، ويفتح أمام كل منكما مجال الانفتاح على زملاء العمل الذين تقضون معهم كامل اليوم.
كوني حريصة ولا تتحدثي مع أحد عن مشاكلك اليومية ولا مشاكل أسرتك، لأنك ستنجرفين وتفشين أسرارك مع زوجك، خاصة الحميمة، كما تفعل كثير من النساء، بحجة التسلية والمزاح.
عليك ايضاً ان تبقي خط التواصل مع زوجك مفتوحاً:
هاتفيه بين وقت وآخر لتطلعيه على بعض المستجدات وتسأليه عن مستجداته.
اخرجي معه في وقت الغداء للتعويض عن قلة لقاءاتكما في المساء، وخططي لقضاء إجازة نهاية الأسبوع بمفردكما وليس مع الأهل.
حاجز الأخريات:
ـ تنظرين الى الصديقات في اجتماعاتكما معاً وتحسدين الأولى على زوجها الذي يشتري لها فساتينها الأنيقة، والثانية على خروجها للعمل وتفوقها، والثالثة على أثاث بيتها المستورد، والرابعة على الطريقة التي تتحدث فيها عن زوجها الحنون الرقيق الذي يستجيب لكل طلباتها ويساعدها في أعمال المنزل، فتقلقين لشعورك انهن أفضل منك وأن هناك نقصا ما في حياتك مع زوجك، لكن قبل ان تنقادي لمشاعرك المدمرة تلك، وتثيري المشاكل مع شريكك، فكري جيداً بكل ما تراه عيناك.. فما يدريك ان الأخريات يعشن حياة أفضل منك؟
البيوت أسرار ولا أحد يعرف ماذا يحصل خلف الأبواب المغلقة. فكثيرات يعشن للمظاهر والاستعراض، ثم إن كن سعيدات على بعض الجبهات، فربما أنت أسعد على جبهات أخرى؟، لا تتأثري بالموضوع ولا توليه اهتماماً أكثر مما يستحق، وتجاهله أفضل الحلول.
حاجز سوابقه:
فلا تشغلي بالك بعلاقاته السابقة ولا تتطوعي حتى بالاستفسار عنها، لأن ذلك سيزعجه. أما إن كان زوجك ممن يستعرضون بطولاتهم السابقة، فلا تسمحي له بالتمادي أو الكشف عن أسماء، لأنكما تنبشان في سيرة الناس وهذا لا يصح وغير مقبول من جهة، ومن جهة ثانية ستفتحان باباً يثير مشاعركما وآلامكما ويعيدكما الى ماض ولى، وقد يحثك للتحدث عن نفسك أيضاً، ولكي لا تثيري الشك في نفسه، تضطرين للكذب، وذلك في حد ذاته مشكلة.
حاجز الفتور:
ـ من خلال الانهماكات اليومية وبعد فترة من الروتين، يفرض التباعد نفسه بين المتزوجين والمتأثر الأول المرأة. لا تغرقي في الهموم وتعتبري أن زوجك لم يعد يحبك او تفجري معه موضوعا لن تخرجي منه بنتيجة. فالرجال لا يحبون ابداً التحدث عن مشاعرهم مع النساء، وان فتحت المرأة باب النقاش، أشعرته بالتقصير والذنب وعذبت قلبها وآذت مشاعرها. لا تلومي زوجك أبداً، فهو مثلك يريد قربك، لكن المجال قليل. القي باللوم على ضيق الوقت او مشاكل العمل او قلة المادة وربما التقلبات الهورمونية، وركزي على بعض الأمسيات التي تهتمين فيها بنفسك وتطلبين من زوجك ان يعزل نفسه لبعض الوقت عن مشاكل المال والعمل، وان لم تستطيعا فالحل هو عطلة نهاية الأسبوع، وكذلك إجازات الأعياد والمناسبات الخاصة والصيف. اجعليها هاجسك وخططي جيداً للاستفادة منها وشحن طاقاتك وحيويتك مع شريك عمرك.
حاجز الوهم:
ـ لا تكوني مريضة الوهم وتجعلي من التوتر بينكما والفتور العاطفي والانشغال الوظيفي فجوة ستقضي على حياتك مع زوجك، لا تتسرعي في الحكم على علاقتكما ولا تتركي للوسوسة والتهيؤات ان تسيطر عليك. كوني واقعية واستغلي أفكارك لمحاربة المشاكل الروتينية التي قد تنخر علاقتك مع زوجك.
حواجز عليك اختراقها:
ـ اطلبي منه ان يلبي احتياجاتك العاطفية.
ـ اشعريه بغيرتك عليه واستثيري غيرته عليك بين وقت وآخر.
ـ اشعريه انه الأقوى وانك تحتاجين الى حمايته دائما.
منقوول للفائده...
قلبٌ أدمته الجراح @klb_admth_algrah
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
درة البحرين_947
•
تسلمين على النقل المفيد:26: :26:
الصفحة الأخيرة