ارجو ان تنال اعجابكم
بقايا انثى
أتذكر ذلك اليوم .. كان موعد سفره بحجة العمل ..
أعددت له كل ما يحتاجه خلال ذلك الأسبوع الذي سيغيب فيه
كنت انتظر لحظة وداعه وأغلق بابي كي أصفو وحيدة
وجاءت هذه اللحظة وودعته وكنت في قمة سعادتي
ياإلهي
لم أصدق إني بقيت وحدي
أشتقت لأيامي التي كنت أعيشها قبل الزواج
شعرت بأني أصبحت حرة من جديد
تخلصت من قيودي كزوجة لأيام قليلة
بدأت أخطط كيف أقضي تلك الأيام وأعيد ماضي البعيد
وعشت ذاك الأسبوع متنقلة بين زيارة صديقاتي وأهلي
تغمرني السعادة بأني حرة طليقة أمارس حياتي كما يحلو لي
ذهبت مع صديقاتي أفخم المطاعم وتفسحنا في الحدائق والمنتزهات
وذهبنا إلى السينما لمشاهدة أفلام كوميدية ممتعة
تنوعت فسحاتي مابين السباحة والحفلات وغيرها
أستغليت كل ساعة مرت بذاك الاسبوع وكأني لآخر مرة ساعيش هذه اللحظات الجميلة
وأنتهى الأسبوع
نسيت زوجي ..ولم أنتبه إلى أنه لم يتصل بي طوال تلك الفترة ولم يطمئنني على وصوله
الآن فقط تذكرت ذلك
أخذتني أحلامي الجميلة لعالم العزوبية الذي تمنيت العودة إليه ولو لساعات قليلة
وأنستني نفسي وحالتي وزوجي
بدأ القلق يطرق باب قلبي وتزداد نبضاته
وها أنا ذا وبعد أن حققت حلمي ..أعود لبيتي وكلي شوق لحياتي التي أبتعدت عنها لفترة
وكنت أنتظربفارغ الصبر إتصال زوجي الذي طال كثيرا
وكيف له ألا يهتم بتبليغي وصوله بالسلامة
كيف لم يأبه لذلك والتمست له كل الأعذار وانا على أمل عودته بعد مضي الاسبوع
بدأت استرجع ذكرياتي معه من بداية حياتنا الزوجية
كان حبه صامتا باردا خاليا من دفء المشاعر
لم يستطع ان يحتويني ولم اشعر معه بالامان
أحب مني جسدي وتجاهل روحي واحلامي
أفقدني احساسي بأنوثتي وفقدت مع هذا الاحساس ثقتي بنفسي
لم يستطع ان يتملك قلبي
عاملته بجفاء وبخلت عليه بعواطفي
حرمته من أجمل كلمات الحب
لم أبادله حبه وماشعرت معه بالحب يوما
ورضيت بقدري وحياتي
أخترت ركنا هادئا في إحدى زوايا غرفتي الخاصة
وانزويت فيه لأعيش حياتي متقوقعة بعيدة عن العالم المحيط بي
نسيت نفسي واهملتها كثيرا
وتعودت على هذا الوضع
والآن ورغم كل شئ
اشتقت اليه وتمنيت عودة الماضي كي اصحح كل أخطائي
واعوضه عن كل دقيقة مرت بحياتنا بكل مشاعر الحب والحنان التي حرمته منها
وابدأ حياة زوجية حقيقية سعيدة
كنت استعد للحظة عودته ولقائه بالأحضان
والشوق يحرق جسدي وروحي
والايام تمر ولم اعلم عنه شيئا
كنت كل يوم أتزين وأنتظر لحظة يطرق الباب وارتجف بمجرد تذكر هذه اللحظة
الى ان حان الموعد وسمعت طرقات على بابي
ركضت مسرعة رغم ان رجفة اقدامي تبطئ حركتي
فتحت الباب وكانت المفاجأة
كان الطارق اخي ..نظرت اليه متسائلة عن سبب مجيئه الي
ولكنه كان محني الراس وهو يبلغني بخبر طلاقي ورسالة من زوجي يقول فيها بانه قد وجد ضالته مع من هي احق مني به
لم اشعر بنفسي لحظتها
دخلت غرفتي واغلقت بابي
وعدت ادراجي لقوقعتي خائبة يجرني جسد لا يحمل من اشلائه اكثر من
بقايا انثى
* * *
اتمنى ان تنال اعجابكم
وبانتظار تعليقاتكم برحابة صدر
دمتم بكل ود ومحبة
