بكاء الحنين أول خاطره من قلب الغربة

من بين أكوام الأحزان وبكاء الحنين
وحريق الشوق بلهب الغربة ..
أمسكت قلمي علني أجد فيه ما يشبهني ..
فأأنس به ويأنس بي ..
الغربة هنا مستحيلة لكن هذا المستحيل صار اليوم جزء من حياتي
وصار لابد من قوة كالجبال كي اطوي هذا المستحيل وكي اعبر الوادي ..
لكن ماذا عن حكاية الاختناق .. الغربة هنا تخنقك إلى حد اليأس ..
وحينما تصل إلى آخر مراحل اليأس معها ترمي بك كفريسة سهلة للأوهام في وادي سحيق لا مبالية ..
ذلك الوادي غريب لم أره من قبل
لانهاية له ..لا ملامح ..
كل شيء في ذلك الوادي لا يعرفني ولا اعرفه ..
ابحث فيه عن وجوه اعرفها ..عن قلوب اعشقها..
حتى الهواء في ذلك الوادي غريب عني ..
استرق السمع علني اسمع صوت كنت اعرفه ..
أتحسس التراب من حولي علي أجد فيه شيء من الأمان ..
عله يشبهني من ناحية أخرى ..
فلا أجد إلا الاختلاف الخانق يعاودني من جديد ..
يزداد الخناق والحنين يجرني بحبل قاسي أوافق على عذاب الحبل والجراح على أن أعود إلى وطني ..
لكن ذلك الحنين يخدعني ويعود بي من حيث أتيت ..
ساخراً بي ...

لا شيء لديك سوى ذلك الوادي فإما العيش فيه ..
وإما العيش فيه ..
يضحك علي بخيارين متماثلين كالحزن ونفسي ..
والكفاح وقلبي .. وكالكمال وروحي .. وكالخوف وعجزي ..

أتوسد رمال الوادي الغريبة يتملكني الخوف من مجهول قادم نحوي لا استطيع رؤيته..
لا اعرف شيء عن ملامحه ..
أجول ببصري يمنيناً ويساراً فلا أجد ما يشبهني إلا السماء ..
ارفع ببصري إلى السماء وارفع معها غربتي وهمي وأحزاني
يا رب يا رحمن إلى من تلكني وليس لي في دنياي هذه سواك ..
يا رب أسألك يسرا من بعد عسر وأمنا من بعد خوف ..........

بقلم / قلب المرسى