بكلمة واحدة كان البلاء..وبكلمة واحدة كان الشفاء

نزهة المتفائلين

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ومن والاه باحسان الى يوم الدين ..


ما اورد بني ادم المهالك مثل اللسان فبه قد تزهق انفس وتقع بلايا..



والقضاء موكل بالنطق
والبلاء موكل بالنطق


فكما تقول يكون لك ما نطقت به..
فكم من مبتلا دخل لموضوع وجد فيه من بلايا الذنوبوبلايا الاسقام واوحى الشيطان الى اخر انك تُحس بمثله او اوهمه ببوادر ما حس به فلان وهو كما قال
ثم يكتب
الكلمه التي اتت بها بليته ..من حيث لا يدري
ومن حيث لا يحسب


أقلل كلامك واستعذ من شره
أن البلاء ببعضه مقرون
واحفظ لسانك واحتفظ من غيه
حتى يكون عليكما موزون
فزناه وليُك محكما ذا قلةِ
ان البلاغة في القليل تكون


من اسباب البلاء بالمنطق
ولتنتبه لها جيدا ولتلحظ نفسك بذلك
**الاستهزاء والسخريه بالخالق عز وجل او بشيء من شرعه او بأحد من خلقه


**التطير والتشاؤم


** تمني وقوع البلاء بالنفس


**التكبر عن الخلق او عن قبول الحق


**التعنت في السؤال او امر لم يقع


**رد الخير ورفضه


**الخوف من شيء لم يقع


**الاعجاب بالنفس
او لامر اراده الله وقدره


ولو تامل المبتلا نفسه في مثل هذه المواطن لحفظ لسانه وامسكه وقال يكفيني ما وقع من بلاء فلا يتشائم ولا يتطير
ولا يسأل عم يسوءه في وقوعه ويحمد الله على العافيه او يخاف من وقوع امر ويكثر السؤال عنه من باب قول ذلك المبتلا فيه او يشمت ( بكلمه عابره لا يلقي لها بالا ) بمبتلا وقع بذنب قد ابتلي به فيغفر الله له ويقع من ثم هو فيه ..


بل الا جدر ان يحمد الله ويساله العافيه ومن حسسه من الناس بالعافيه فليقل هو كذلك
عن ابن عباس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على رجل يعوده فقال(( لاباس طهور ان شاء الله )) فقال كلا !! بل حمى تفور على شيخ كبير كيما زيره القبور قال النبي صلى الله عليه وسلم ( فنعم أذاً )
واخرج الطبراني من رواية شرحبيل والد عبد الرحمن فذكر نحو حديث ابن عباس وفي اخره فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( اما اذا ابيت فهي كما تقول وما قضى فهو كائن ) فما امسى من الغد الا ميتا )


فلا يلفظ قلبك تعزيه او مواساه من احد وتنطق بالبلاء والموت والتعب فقضاءك في كلمتك وان كان قد قدر الله امرا فاسال الله العافيه دوما وابدا ولتمت محسن الظن بالله ناطقا بحسن ظنك به


قال تعالى على لسان يعقوب ( قال اني ليحزنني ان تذهبوا به واخاف ان يأكله الذئب وانتم عنه غافلون )
قال القاسمي رحمه الله ولقد صدقت هذه القصه المثل السائر وهو قولهم ( البلاء موكل بالمنطق ) فان يعقوب عليه السلام قال في حق يوسف ( واخاف ان يأكله الذئب ) فابتلي من ناحية القول ..


وقال ابن عثيمين رحمه الله
في قوله تعالى ( الم تر الى الملأ من بني اسرائيل من بعد موسى اذا قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله قال هل عسيتم ان كتب عليكم القتال الا تقاتلوا ..)
قال ابن عثيمين
ومن فوائد الايه أن البلاء موكل بالمنطق لانه قال لهم ( هل عسيتم ان كتب عليكم القتال الا تقاتلوا ) فكان ما توقعه نبيهم واقعا فإنهم لما كتب عليهم القتال تولوا ..


والايات في ذلك كثيره
والقصص والواقع في ذلك كثيرا ..
وكم من مبتلا نطق بالخير فكان فرجه في كلمه بعثت املا وانارت طريقا وسارت مسار الليل والنهار فاضاءة دروبا واحيت نفوسا ..
وتلقفتها قلوبا .. تلقف الظامي لقطرة الماء
واتى بها فرجا لمبتلا وعلّقت قلبه بالله لتعلم ان الكلمه الطيبه والفأل الحسن ما يحبه الله سبحانه ويحب ان يراه من عباده
فليكن هذا ديدنك ايها المبتلا
ولاتزد بلاءك بلاء
فيجدد السحر وتجدد العين وتثبط بذلك العباد ..
ولا يركب الشيطان كلماتك فتكون في قلوب المساكين سهاما انفذ ولموت الامل اقرب
ولا تتشائم وتتطير وانت لاتشعر وانت لاتدري وتعوّد نفسك على ذلك
قال ابن القيم رحمه الله
( قد يجعل الله سبحانه تطير العبد وتشاؤمه سببا لحلول المكروه به كما يجعل الثقة والتوكل عليه وافراده بالخوف والرجاء من اعظم اسباب التي تدفع بها الشر والمتطير به وسر هذه الطيره إنما تتضمن الشرك بالله تعالى والخوف من غيره وعدم التوكل عليه والثقة به كان صاحبها غرضا لسهام الشر والبلاء فتسرع نفوذها فيه لانه لم يتدرع من التوحيد والتوكل بجنه واقيه وكل من خاف شيئا غير الله سلط عليه كما ان من احب غير الله عذب به ومن رجا مع الله غيره خٌذل به من جهته
وهذه امور تجربتها تكفي عن ادلتها والنفس لا بد ان تتطير ولكن المؤمن القوي الايمان يدفع موجب تطيره بالتوكل على الله ...)
انتهى مفتاح دار السعاده


عن انس رضى الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا عدوى ولا طيره ويعجبني الفأل قال قيل وما الفأل قال ( الكلمه الطيبه )


فلتكن الكلمه طيبه تجري على لسانك كما تجري على لسان الواثق بالله وما عنده ..
ولتذكر انها مما يحب الله


فلا تقل الا بخير ولا تنطق الا به
ولو كنت مبتلا ..
فلا تزيد على نفسك من البلاء ..





تلوت المريضه امام أمها .. تشكو اوجاعها ..
وتطلق اهاتها المتعبه من صدر سخين ..
دنت الام بكل حب وحنان ..
تمسح جبين ابنتها وتكفكف الام دموعها
قالت
ليت الألم بيني وبينك أبنتي أحمله عنك واقتسمه بيني وبينك




وكله من رحمة الام وحنانها



فابتليت ببلاء بينها وبين ابنتها
وقدرها كان في كلمتها
فليت
قالت
ربي العافيه احب لي ولابنتي
ويعافيها الله ويعافي ابنتها ..
!!!

لقب شخصا بالكاهن .. فاصبح كاهنا كما زعم






في ايام الدراسه في المرحله الثانويه كان معنا زميلٌ عزيز لا تعجبه مادة علم النفس وكان يلقب معلم هذه الماده بـ ( الكاهن ) على الرغم من ان معلم من افضل المعلمين خُلقا وأدبا وتعاملا وإالماما بمادته إلا أن هذه الصفات لم تشفع عند صاحينا !!

بسبب كرهه للماده نفسها فإذا ما راى المعلم قال جاء الكاهن أو ذهب الكاهن وهكذا ..
مرت الدراسه وتخرج صاحبنا من الثانويه بتقدير جيد جدا
ثم قدم اوراقه للدراسه بالجامعه ويقدر الله سبحانه الا يقبل هذا الزميل الا في تخصص ( علم النفس ) الذي كان يعيبه فأكمل الدراسه على مضض وتخرج كاهنا كما زعم ..
وقد تعجبت من تقدير الله سبحانه له لكن علمت أن
البلاء موكلُ بالنطق !!من كتاب البلاء موكل بالنطق



ولربما قيل عنه من طلابه كما قال لمعلمه يوما ما

أحفظ لسانك وأحتفظ من غيه
حتى يكون كأنه مسجون





من أسباب البلاء الخوف من شيء لم يقع




كثيرا من المرضى يقع تحت وطأت المرض للخوف من بلاء لم يقع فيكون ايضا هو تحت تخوف الاطباء أن لم يكونوا قد بالفعل جعلوه يرسم بباله مرضا قد يقع






كانت أحدى الاخوات تعاني من أوجاع شديده ,,

وبعد تخوف الاطباء باصابتها بالسرطان وأوقعوها في شراك أحتمال هذا الداء
وكان خادم السحر يتوعد بذلك كثيرا
والكل يقول ويخمن وويضرب الاخماس والاسداس
وكل يوم تحليل
حتى أستقر الخوف في قلب المبتلاه من حدوث هذا الداء
حتى كادت تنطق به
فقلت لها
أسألي العافيه منه ..
وقولي حسبي الله لما أخاف وأخذر وأن نزل ما أراد الله فأصبري
وأما ألان فبما أن هذا لم يؤكد فأسألي العافيه من الله
حتى أتت اللحظه التي أكد ألاطباء أنه ليس بسرطان وأنما هو كيس دهني
فوقع خادم السحر بغيضه يأكل نفسه غيضا وحنقا
وود لو كان ,,
ويفعل الله مايريد





حتى وأن كنت مبتلى أسأل الله العافيه

الفأل الطيب والكلمه الطيبه سبب في الفرج


وهي من احسان الظن بالله وقوة الامل والرجاء فيه
قال الله تعالى على لسان يعقوب عليه السلام ( عسى الله ان يأتيني بهم جميعا )

لم يقف عظيم الخطب والمصاب بقلب نبي الله ان ييأس من فرج بلاء مر عليه دهرا وزمنا ليس باليسير

ولم يؤمل فقط بانفراج البلاء الذي وقع قريبا من ابنه الذي عاد اخوته من دونه
بل كام وسع الرجاء ان يطلب فرجا لبلاء قديم يذكر حزنه به
فقال ( عسى الله ان يأتيني بهم جميعا )
بيوسف واخيه
ولم ينطق الا بوسع الرجاء من الله ( أنه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون )
ليعلم قوة ايمانه ووسع رجاءه من الله ان يعوضه خيرا
فنطق بكلمة يحبها الله دليلة الفأل الطيب ووسع الرجاء





( عسى الله ان يأتيني بهم جميعا )

فأتاه الله بأبنيه ولو مر ما مر من عظيم البلاء

فأنه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون

لا تياس مهما بلغ البلاء وليسع قلبك كل ما يحب الله

فان عظم البلاء فلا يعظم عند الله
وليكن ذلك ديدنك من نطق الفأل الطيب والحسن
وللراقي لا تعظم في المبتلاء بلاءه ولترفع بعين المبتلا الى عظمة الله سبحانه الذي لا يعطجزه شيء


الكلمه الطيبه والفأل الطيب وقول الخير مما يغيظ عدو الله فأغظه به


من الفأ الطيب

ان تقول
بأذن الله اني في تحسن
أنا في خير
ستفرج بأذن الله
لا يخيبني الله
لا يخيب فيه الرجاء
سيعوضني الله
سأشفى بأذن الله
سأرى خيرا من الله
وما شابهها من كلمات فعوّد نفسك عليها ولتكن على لسانك
فهي حبيب الى الله واحب الى قلوب عباد الله
ومن هذه عادته فانه حبيب عند ربه وعباده .



مشعل نور في دياجير الظلام وسراديب الهموم والحزن



( عسى ربكم ان يهلك عدوكم )



لا تظهر حقيقة هذه الكلمات القويه الا في احلك الظروف واصعب المواقف

وكم من مبتلى مر من عند قصة موسى عليه السلام ولم يقف عند هذه الكلمه التي هي من الفأل الطيب الذي لم ينطق به الا قلبا مليئا بالثقة بالله تعالى


قال الله تعالى ( قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ * قَالُواْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ)

امرا معتادا ان تسمع هذا الكلام من الناصح والمرشد والراقي والمعافى

لكن الاجمل والاروع ان يكون منك ايها المبتلى ان تقولها بثقه وتنبأ برجاء عظيم يستقر بصدرك

عسى ربي ان يهلك عدوي

كان من شأن قوم موسى ان شكوا الاذى من قبل ومن بعد وما حل بهم فما كان الا عظيم الرجاء من نبيهم عليه الصلاة والسلام الا ان يقول

( عسى ربكم ان يهلك عدوكم )

وزاد عليها
( ويستخلفكم في الارض )


ليكون الامتحان بعد ذلك بالعافيه والنصر

( فينظر كيف تعملون )

فقلها ايها المبتلى

لتعرف قدر عدوك وانما امره هو بيد ربه


عسى ربي ان يهلك عدوكم جميعا


ويهلك كل ساحرة وساحر


ختاما


النطق بالبلاء والكلام به هو سببا من اسباب البلاء ..

والا البلاء هو بتقدير الله سبحانه وتعالى ..


ولكن من منطلق الفأل الطيب وقول كلمة الطيبه كان هنا اشاره لمثل هذا الامر

حتى يفطن المرء ما يريده الشيطان في كثير من المبتلين وما تجري على السنتهم من كلمات يفرح بها الشيطان ويحكم بها القبضه على المبتلى


وأسأل الله ان يهدينا سواء السبيل وان يعافينا ويعفو عنا ..

أقلل كلامك وأستعذ من شره
إن البلاء ببعضه مقرون
واحفظ لسانك واحتفظ من غيه
حتى يكون كأنه مسجون
وكّل فؤداك باللسان وقل له
إن الكلام عليكما موزون
فزناه وليك محكما ذا قلة
ان البلاغة في القليل تكون



منقول

اللهم ارفع عني البلاء واشفني شفاءاً لا يغادر سقماَ وارفع درجتي في الدنيا والاخرة ولكل من دعت لي


57
8K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الغـــــــلا كلــة
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك



جزاك الله خير اختي
KEFKM
KEFKM
جميل جدا جعل الله مانقلتي لنا في ميزان حسناتك وجعله الله سببا في رفع البلاء عنك وشفائك شفاء تاما عاجلا ورفع الله به درجتك واعلى مكانتك في الدارين اللهم آميـــــــــــــن
شقاء فرحة
شقاء فرحة
كلام جميل كالبلسم
سؤال مات في صدري
ج ـزاك ربي الفردوس الأع ـلى من الـ ج ـنه
ام فيصل88
ام فيصل88
جزاك الله خيرا