اسم الله العزيز .. كثيرا ما يرد في نهاية الآيات وهو العزيز الحكيم،
الإيمان بالله بوجوده لا يكفي، يجب أن تؤمن بوجوده
ويجب أن تؤمن بوحدانيته، وحدانيته في ذاته وفي صفاته وفي أفعاله
ويجب أن تؤمن بكماله ومن الإيمان بكماله
أن تتعرف إلى أسمائه الحسنى وصفاته الفضلى ..
إذاً أن يجول فكرك أو أن تستمع إلى حديث عن أسماء الله الحسنى هذا جزء أساسي جداً من الإيمان
فأنت مثلاً إذا تعرفت إلى إنسان رأيته أمامك موجودا فهل عرفته ؟
سألته عن اسمه قال لك اسمه. هل عرفته ؟ لا تعرفه إلا إذا وقفت على شمائله وعلى صفاته وعلى أخلاقه وعلى علمه وعلى ذكائه وعلى منجزاته، فلا تكون معرفة الله صحيحة ولا تامة إلا إذا عرفت أسماءَه،
هذه المقدمة أسوقها من أجل أن تتأكدوا من قول النبي عليه الصلاة والسلام:
((عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي الله عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ الله تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلا وَاحِدًا مَن أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنه ))
(( لا إله إلا الله الواحد القهار , رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار .))
من دعاء النبى صلى الله عليه وسلم إذا تضور ( تقلب أو تلوى من شدة الألم) من الليل
دلالة الإسم على أوصاف الله :
**********************
الإسم يدل على ذات الله وعلى صفة العزة , قال تعالى : ( من كان يريد العزة فلله العزة جميعا) فاطر : 10 ,
وإسم الله العزيز يدل باللزوم على الحياة والقيومية والعلم والسيادة والحكمة والصمدية والكبرياء والعظمة والقدسية .
الدعاء بإسم الله العزيز دعاء عبادة:
**************************
أثر الإسم فى سلوك العبد هو مظهر العزة التى يشعر بها المسلم فى توحيده لربه وعبوديته وحبه وكل عمل يزيده من قربه , ويقينه أن العزة فى إتباع أمره , وانه جعل لنبيه صلى الله عليه وسلم وأتباعه وحزبه العزة , ولا يرضى بديلا عن عزة الإسلام وأهله حتى لو كانت لأهله وعشيرته وقومه.
سُئل الإمام الحسن البصري: بِمَ نِلت هذا المقام ؟ قبل الإجابة أقول لكم هذه الكلمة من القلب: لا يمكن أن تعرف الله وأن تطيعه، ثم تكون ذليلا لأحد أبداً، لا يمكن لأن الله عز وجل يقول:
﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ (8)
فلنبحر مع هذا المقطع للداعية .. نبيل العوضي
أنت مع العزيز وتذل بعد ذلك - لا - لن يكون هذا أبداً، ألا تقرأ في الدعاء يوميا كل صلاة صبح: سبحانك إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت ؟
قال الله عز وجل: ﴿ فَـلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً ﴾
أي مهما أردت العزة بغير الله فأنت ذليل، إذا أردت العزة وأن تكون عزيزا عن غير طريق طاعة الله،
عن غير طريق الاستقامة على أمره، عن غير طريق إعزاز أمر الله، فأنت ذليل.
وقد ورد اسم (العزيز)
مقروناً باسم (الحكيم) في سبعة وأربعين موضعاً من كتاب الله عز وجل.
* عزيز رحيم: فهو عزيز لكن برحمة ولله المثل الأعلى، قد يكون الإنسان عزيزاً جداً فيصبح قاسياً غليظاً، لكن الله سبحانه عزيز رحيم.
·* عزيز حكيم: فهو عزيز بحكمة ولله المثل الأعلى، فقد يكون الإنسان عزيزاً فتؤدي به عزته إلى التهور أحياناً، فيتصرف بعنف ويفسد. الله سبحانه عزيز حكيم، فكل تصرفاته حكمة.
* عزيز عليم، وقوي عزيز: لأن هذه العزة منه سبحانه قائمة على علم وعلى قوة، "....وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ " (الحج: 40)، " كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ "
كيف نحيا باسم العزيز:
1. خطط كيف تخرج من الذل، لا تقبل الذل أبداً . يقول النبي: ((من تضعضع لغني لغِناه فقد ذهب بثلثا دينه))، ((اطلبوا الحاجات بعزة أنفس فإن الأمور تجري بالمقادير)) الأمة ذليلة! خطط كيف تخرجها من ذلها بدون عنف، بل برحمة وبحكمة.
2. عزز الناس. يقول النبي: ((من أُذِلّ عنده مؤمن وهو قادر أن يعزه ولم يفعل، أذله الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة))، فما بالك بمن لا يعزز الإسلام!
3. تذلل للعزيز: اذهب له بذلك يمدّك بعزه، فالله يحب من يذهب إليه بالتذلل. يقول النبي: ((رأيت جبريل يوم أسري بي كالِحلس البالي من خشية الله)). يقول أحد العلماء: طرقت الأبواب إلى الله فوجدتها ملأى، فطرقت باب التذلل إلى الله فلم أجد إلا القليل من الناس.
"....وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ...."
هذه الآية تكفيك. ما الذي يخرجك عن هؤلاء الثلاثة؟! إن رفضت العزة فقدت معية الله والرسول،
ولن تكون من المؤمنين!!
" مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا...."
لو عشت بهذه الآية لكفاك، فمن يبتغي العزة لن يجدها إلا عند الله، كما أن الشمس مصدر النور للأرض،
. لو بحثت عن العزة عند غيره فلن تجدها، لا يمكن، لا في سلطة ولا معصية
"....أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا " فمصدر العزة في الكون الله العزيز.
وَهوَ المُذِلُ لِمَنْ يعادي شَرعَهُ *** وَهو المُعِزُّ لكلِ مَنْ والاه