
العربية هي أدق وأثرى لغة في التعبير و ترجمة المشاعر...
وهي كالبحر سعة وعمقاً ..
ودرر معانيها تعرف كيف تلتقطه الأيدي الماهرة
من محيطها الواسع العميق ..
وتؤلف من نسق المعاني الرؤيا الإبداعية ..
التي تحول الحروف المجردة إلى لوحات تمور بالحياة ..
لن تجد لغة أخرى في الكون تشرح أدق تفاصيل النفس
وتلمس قاع القلب ، وتنطق تجليات الكون كهذه اللغة
لأنها باختصار ( لغة القرآن ) أكرمها الله تعالى
فكان القرآن بلسانٍ عربيٍّ مبين .
⭐️⭐️
والسؤال المطروح :
ماموقف الدين من إهمال لغة القرآن
وعدم التركيز عليها
خاصة بعد هيمنة اللغة الانجليزية السهلة؟
يقول ابن تيمية وفي قوله الرد: :
إن اللغة العربية من الدين ، ومعرفتها فرضٌ واجبٌ .
فإنّ فهم الكتاب والسنة فرضٌ ،
ولا يُفهمُ إلا باللغة العربية ،
وما لا يتمُّ الواجب إلا به ، فهو واجب
⭐️⭐️
هي لسان العرب :
كل نبي بعثه الله تعالى لقوم فإنما دعاهم بلسانهم
وقدجاء ذكر اللسان في القرآن مبيناً مقتضى الحكمة الإلهية ..
التي أوجبت أن يبعث كل رسول بتبليغ الرسالة بلسان قومه..
قال تعالى :
( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ) ابراهيم ٤
والنص القرآني الذي هو مرجع الباحثين في مجالات العربية
لم يذكر لفظ ( لغة عربية ) إطلاقاًفي التعريف عنه
ولكن ذكر لسان عربي ؛
ليبين أنه أساس التواصل في الدعوة الإسلامية
قال تعالى :
( بلسان عربي مبين ) الشعراء ١٩٥
:
هل اللغة أعم أم اللسان ؟
..............⚡️...............
كل لغة في العالم لها قواعدها الخاصة..
رغم تعدد الألسنة داخلها ..
و اللغة العربية تختلف نطقا وتحاورا بين الناطقين بها
من اهل الشام والناطقين بها من أهل الجزيرة..
والناطقين بها من أهل مصر ، أو المغرب العربي
وحتى في البلد الواحد قد يختلف اللسان رغم توحد اللغة
فاللغة أعم ..فهي الوعاء الذي يضمّ جميع الألسن
وعلى هذا فإنه لا يمكن لرسول ..
أن يلمّ بكل مترادفات ( لغة قومه) ..
ولكن من المؤكد أنه يستطيع أن يفعل ذلك
مع (لسان قومه)
:
وهذا ما حدث مع القرآن الذي نزل بلسان قريش..
فهذا يعني أن يأخذ كل ما في هذا اللسان ..
حتى إختلافه في بعض القواعد عن قواعد اللغة الأم
وطالما أنه لا يوجد من يدعي أنه يعرف كل الألسن
داخل اللغة الواحدة ،
فإن القرآن تأتي ألفاظه منضبطة على قولة
(لسان) وليست (لغة).
⭐️⭐️
لكن اللسان يبقى منسوبا إلى لغته الأم
طالما حكمته قواعدها..
مع الوضع في الإعتبار أن حكم هذه القواعد ليس جامدا
ولكنه مرناً يسمح للسان باستخدام قواعد أخرى.
⭐️⭐️
ذكر اللسان في القرآن :
........ ........ .........
ورد لفظ اللسان في القرآن الكريم بمعاني مختلفة :
فقد جاء بمعنى الصدوق ..على نحو قوله تعالى :
:
(ووهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان صدق عليا)
مريم / 50
وقوله سبحانه وتعالى :
( واجعل لي لسان صدق في الاخرين ) الشعراء84
⭐️⭐️
و قد يأتي بمعنى العضو الذي في الجسم..
وهو وسيلة الإنسان للتخاطب على نحو قوله تعالى :
(لا تحرك به لسانك لتعجل به ) القيامة 16 ..
وقوله سبحانه وتعالى :
(ولسانا وشفتين ) البلد 9.
⭐️⭐️
وقد يأتي بمعنى القدرة في التعبير عن النفس
بإستخدام مفردات اللغة
على نحو قوله تعالى :
(واحلل عقدة من لساني ) طه27 ،
(وأخي هارون هو افصح مني لساناً فارسله معي
ردءاً يصدقني إني أخاف أن يكذبون" القصص 34.
⭐️⭐️
وقد يأتي بمعنى اللغة التي يتحدث بها قوم ما
في زمن ومكان ما ، على نحو قوله تعالى :
( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم
فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء
وهو العزيز الحكيم )ابراهيم4
:
وقوله سبحانه وتعالى :
(فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين
وتنذر به قوماً لدّا )مريم97
:
أما الآية التي تميّز القرآن الكريم ..
فهو قوله سبحانه وتعالى :
(بلسان عربي مبين" الشعراء 195 ⭐️⭐️
وقد كانت أصوات اللسان العربي موجودة ..
في المجتمع الذي زامن نزول القرآن
ولو كان الجميع يتكلم بلسان عربي مبين؛ لكان هو والخطاب القرآني واحد ...
ولايوجد تميز في النص القرآني.
⭐️⭐️
ذكر في أحد الكتب التاريخية القول :
( ولم يمضِ على فتح الأندلس أكثر من خمسين سنة ...
حتى اضطر رجال الكنيسة أن يُترجموا صلواتهم إلى العربية..
حتى تكون مفهومة لدى النصارى ..
وذلك يدل على القوة التي كانت تتمتع بها لغة القرآن ،
التي عمِّرت أكثرَ من عشرين قرنًا
وهو ما لم يُكتب في التاريخ للغة أخرى غيرها )..
وكم عزَّ أقوامٌ بعزِّ لغات!!
⭐️⭐️
قيل :
قال الشافعي :
( ما جَهلَ الناسُ ، ولا اختلفوا إلا لتركهم لسان العرب ،
وميلهم إلى لسان أرسطو طاليس ) .
:
وقال الثعالبي:
اللغة العربية خير اللغات والألسنة ،
والإقبال على تفهمها من الديانة ،
ولو لم يكن للإحاطة بخصائصها ..
والوقوف على مجاريها وتصاريفها والتبحّر في
جلائلها وصغائرها،
إلا قوة اليقين في معرفة الإعجاز القرآني ،
وزيادة البصيرة في اثبات النبوة ،
الذي هو عمدة الأمر كله ،
لكفى بهما فضلاً يحسن أثره ويطيب في الدارين ثمره .
:
إنها لغة القرآن الكريم ولسانه العربي المبين ..
تكاد أن تصبح غريبة في ديارها ..
فماذا نحن صانعــــــــــون ؟!!
اللغة العربية.. لغة القرآن ..لغة الجمال
ومن المؤسف إهمالها
والتفاخر بالكلام والقراءة بلغة أجنبية ...
والحل الأمثل أن تحث المؤسسات التربوية على أهميتها ولاننسى دور الأهل في توجيه الأبناء ..
جزاك الله خيراً فيض على هذا الطرح والفائدة