"البلوتوث".. تقنية لم تعد جديدة.. لكنها تتجدد بأخبار تتداولها الإعلاميات بشتى وسائلها.. فقد بهرت بخفتها عقول الأبناء، واستطاعت بخدماتها الدخول إلى عوالم متعددة سرية ومعلنة.... فعالم الصوتيات.. وعالم المرئيات.. وعالم من الألعاب والكلمات.
اكتسحت الخصوصيات.. فأثرت أصوات سخط واعتراض.. ومن الجانب الآخر.. باتت هواية تمارس.. يقضي الأبناء فيها من اليوم أوقات لا يستهان بها.
فما ملامح تلك التقنية؟ إن كانت سلبياتها قد برزت، فلماذا؟ ومن السبب وراء ذلك؟ ثم هل لها إيجابيات تفيد أبناء المجتمع؟
هذا ما سنعرضه في الأسطر القادمة.
- ما هو البلوتوث؟
صحيفة دنيا الوطن/ البلوتوث: هو معيار تم تطويره من قبل مجموعة من شركات الإلكترونيات للسماح لأي جهازين إلكترونيين- حاسوبات ونقالات ولوحات المفاتيح- بالقيام بعملية اتصال لوحدهما بدون أسلاك أو كابلات أو أي تدخل من قِبل المستخدم.
تمت تسمية التقنية ببلوتوث على اسم موحد الدانمرك والنرويج الملك الذي سُمي ببلوتوث ( أي صاحب الناب الأزرق ) وهو "هيرالد بلوتوث" .. الذي يعتبر أول من أدخل النصرانية إلى شمال أوروبا.
ولعل سائل يسأل: لماذا تمت تسمية التقنية على أحد ملوك الدانمارك والنرويج؟ لأن أغلب الشركات المؤسسة لتقنية البلوتوث هي من الدول الاسكندنافية.. نوكيا من فنلندا، وأريكسون من السويد.. فهم يعلنون احترامهم للملك الذي وحد جزءا من اسكندنافيا.
الاستخدام السييء للبلوتوث
كثيرة هي الجرائم التي حركتها أيدي الأبناء ومهدتها، ثم عممتها ونفذتها تلك التقنية التي لابد أن نشير إلى أنها ذات حدين.. من أحسن استخدامها أفادته، ووفرت عليه الوقت والجهد كحال الكثيرين من التقنيات الحديثة.. أما من أساء استخدامها.. فهنا تكمن الكوارث التي تنعكس سلبا على المجتمع.. فتتكاثر التنديدات.. وتسن القوانين التي يتمرد عليها الكثيرون.. لذلك.. كان من الضروري أن يدخل (البلوتوث) دائرة الاتهام.
صور من الاستخدام السييء للبلوتوث
1- صور جنسية.. في كل مكان
حيث يتم تناقل الصور الجنسية ومقاطع الفيديو الإباحية عن طريق البلوتوث بين الأبناء في الديوانيات والمنازل.. والأماكن العامة دون رقيب أو حسيب.. بل إنك أنت ذاتك إن نسيت أمر بلوتوث في وضع (التشغيل) فإنك ستستقبل أي صورة أو مقطع أو رسالة من هنا وهناك دون أن يظهر لك الرقم، أو تعرف من صاحبها، وقد حدثتنا إحدى الأخوات عن موقف مر بها في إحدى محاضرات الجامعة: فتاة محجبة ترسل لزميلتها صورتها دون حجاب فرآها زميلهم واستقبلها عن طريق البلوتوث .. وغيره الكثير من استقبل الصورة أيضاً.. وبذلك.. تعمم الصورة بين القريب والغريب، ومن يدري ماذا سيفعل بها.
2- في الحفلات والأعراس
انتهك حاجز السرية.. الذي يتمثل في (تعميم صور الأعراس التي أثارت قلق الكثير من الآباء والأبناء، وقد تسببت هذه الأفعال في جرائم أخلاقية يعاقب عليها القانون).
3- فتاة بلوتوث
لعلك – عزيزي المربي- سمعت عن أول حادثة اغتصاب في المملكة تم تداول وقائعها الفظيعة عبر تقنية البلوتوث بما عرف وقتئذ في وسائل الإعلام بقضية "فتاة البلوتوث" أو " الباندا" مما استدعى إصدار تشريع سريع يمنع دخول جميع الهواتف النقالة المزودة بكاميرا إلى أراضي المملكة العربية السعودية.
4- الغش بين الطلبة
أوردت صحيفة الاقتصاد السعودية أنه تم ضبط أربع حالات غش في مدرسة ثانوية للبنات بمدينة الخبر استخدمت فيها تقنية البلوتوث بمهارة فائقة بين الطالبات بالإضافة إلى حالتين استخدمتا جهاز المسجل في الهواتف النقالة، وبذلك.. ينضم البلوتوث إلى أساليب الغش الحديثة، خفة وسهولة وحيلة مقننة.. يجب أخذها بعين الاعتبار.
5- الفيروسات والتخريب
لم تقتصر الفيروسات على التنقل بين الصفحات الإلكترونية في عالم الإنترنت.. بل تكاثرت لتخرج من أجهزة الحاسوب إلى الهواتف النقالة.. لتنشر بينها عن طريق البلوتوث.. تمسح الملفات المخزنة على الهاتف، أو تصيب أوامره بالشلل، فيصدر أوامر تلقائية.. ليضطر صاحبه (لفرمتته) أو يتلف .. فيخسره.
كل ذلك غيض من فيض من مضار البلوتوث .... لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة ما موقف الشريعة الإسلامية الغراء من هذه التكنولوجيا المذهلة؟ وهل يمكن تطويعها للاستفادة منها ؟ وما طريقة ذلك؟
العدد (77) ابريل 2005 ـ ص: 44
عطر زكي @aatr_zky
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
bahiasma
•
الله يعطيك العافية حبيبتي مششششششششششششششششششكورة
الصفحة الأخيرة