بمناسبة اليوم العالمي للطفولة.. تربويون وإعلاميون يؤكدون ل«الجزيرة»:
إيقاف الاستغلال والعنف ضد الأطفال ضمان لمستقبل وطننا
رفحاء - منيف خضير
بمناسبة احتفال المملكة مؤخرا باليوم العالمي للطفولة، استضافت «الجزيرة» عدداً من المهتمين بالشأن الديني والأمني والتربوي والإعلامي الخاص بالأطفال العرب. وذلك من خلال هذا التحقيق الذي نسلط الضوء فيه على واقع الطفل العربي والتحديات التي يواجهها مقارنة بأقرانه أطفال العالم المتحضر، وعن السبل التي تكفل واقعاً أفضل لكل أطفال العرب فإلى البداية:
الطفولة في العالم العربي
بداية تحدث الأستاذ عبد الله بن عايش العنزي (وكيل ثانوية الهباس) عن وضع الطفولة في العالم العربي قائلاُ: عرفت الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل أن الطفل كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشرة ما لم يبلغ سن الرشد قبل ذلك بموجب القانون المنطبق عليه، وعن وضع الطفولة في العالم العربي والمشاكل التي تواجهها أنقل ما قالت الدكتورة عبلة إبراهيم الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الطفل: إنه وضع مأساوي يدمي القلب، والدول تتفاوت في ظروفها وامكاناتها، ففي داخل البلد الواحد تجد الاختلافات فبعض الدول متأخرة اقتصاديا وبعضها تواجه حروبا واحتلالا، ففيها الكثير من عمالة الأطفال والشوارع، وذلك عكس الدول الخليجية التي نجد أن مشاكل الأطفال فيها قليلة وهذه المشاكل تنصب في الإدمان على المخدرات، والعادة في دول الخليج أن الدور الأسري للمرأة أما الرجل فهو للعمل، وهذا خطأ كبير، وكذلك النمط الاستهلاكي التفاخري للأسرة الخليجية، وهناك قضية العنف ضد الطفل والايذاء والضرب موجودة ولكنها مستترة وهي قليلة نسبياً، وثقافة العنف المنتشرة في العالم العربي لا تأتي من مشاهدة الأفلام فقط بل زادت الأخبار عن العنف في القنوات العربية حيث تعرض صور لقتل الأطفال في فلسطين وغيرها والعنف في الحروب، كما أنه لا يوجد تطوير في التعليم في العالم العربي بالشكل المطلوب.
حقوق الطفل العربي
الملازم أول حسن بن سالم الضوي (الأمن العام) تحدث عن حقوق الطفل العربي الأمنية فقال: إذا كانت الطفولة أغلى وأسمى القيم الإنسانية فمن حقنا أن نرفع صوت أطفال العالم العربي وأن نطالب الحكومات والمؤسسات بإيلاء قضايا الأطفال الاهتمام واتخاذ كل التدابير التشريعية والإدارية والاجتماعية والتربوية والثقافية التي تكفل رعاية حقوقهم.ونحن نقرأ ما أصدرته اليونيسيف والجامعة العربية (عام 2005) من تقارير أفادت بأن عشرة ملايين طفل عربي خارج المدرسة علماً أنه حسب التزايد السكاني سيصبح في عام 2015 نصف سكان العالم العربي أطفالا، نتساءل: ما هي الخطط الحالية والمستقبلية لحماية الأطفال من مخاطر الحروب والفلتان الأمني والعصابات والعنف والاهم ترك مقاعد الدراسة واستبدالها بالشوارع.وأضاف الضوي قائلاً: وأشار التقرير ذاته إلى أن (11.5) مليون طفل عربي لم يلتحقوا بالمدارس منهم 57% إناث... بالإضافة إلى ذلك لم تنجح الدول العربية الموقعة على اتفاقية حقوق الطفل في الوفاء بالتزام قطعته على نفسها في مؤتمر القمة الأول للطفولة عام1990 حول شمولية التعليم الإلزامي المجاني الابتدائي بحلول عام 2000م.
أمن الطفل العربي
ويرى الملازم الضوي أن الوضع الأمني للطفل العربي ينذر بالخطر ويستطرد قائلاً:
عندما نقرأ تقريرا لجمعية حقوق الطفل أن أكثر من20 مليون طفل تم استغلالهم من قبل قراصنة الأطفال وبيعهم كما تباع الحيوانات، وأن نحو 246 مليون طفل تم استغلالهم في أعمال السحر والشعوذة كما في تقرير لمنظمة العمل الدولية وضع الطفل العربي في تدهور عندما نرى تراخي الإعلام العربي وتقاعسه عن تأدية دوره تجاه الأطفال لم نسمع عن تسليط الضوء على الاتجار بالأطفال والإساءة إليهم وإجبارهم على أعمال تنافي الآداب كالظهور في أفلام إباحية واستغلالهم في مجال الأعضاء البشرية وتجارة المخدرات وعصابات المافيا والتسول الذي وصل إلى حد تشويه الطفل كي يفطر القلوب ويأخذ ما في الجيوب.
تحقيق أمن الطفل
الباحث السعودي طالب بن فداع الشريم (ماجستير علوم عسكرية) يتساءل: كيف نحقق الأمن للطفل العربي؟
ويقول في هذا الصدد: نقصد بأمن الطفل هنا الأمن الاجتماعي والأمن الغذائي والأمن النفسي والأمن البدني، ولن يتوافر للطفل العيش وحسن النمو البدني والعقلي والنفسي, وهو يعيش في مجتمع فاقد الأمن، فأمنه مرتبط بأمن المجتمع كله.
فالطفل العربي على مر عقود، يعيش تحت وطأة صراعات وقتل ودمار لطفولته على أرضنا العربية. إن تقدم الأمم ومستقبلها مرهون، بمستقبل أطفالها، ومستقبلهم بالتخطيط والسياسات والبرامج والإنفاق الواعي بوسائل الحماية والتعليم.
دور رجل الأمن
يذكر الباحث السعودي طالب الشريم أنه يجدر برجل الأمن العربي أن يقوم بما أؤتمن عليه وأن يعي أنه مسئول أمام الله بالحفاظ على حماية الطفل، فكثيراً ما طالعتنا الصحف بوقائع أمنية تعكس الإهمال والوضع المتردي للطفل في المجتمع العربي، فالأجهزة الأمنية والمؤسسات العربية مطالبة بجهود أكبر لتحقيق السبل التي تكفل للطفل العربي أمنه النفسي والغذائي والاجتماعي. وأساليب منع ومناهضة ظاهرة العنف ضد الأطفال بكل صوره، العنف بالمنزل والمدرسة والشارع والعنف في مؤسسات الأحداث، واستغلال الأطفال في الدعارة، والاتجار في الأطفال، وعلى تلك الأجهزة تطوير آليات المراقبة والإبلاغ، وسبل تجنب الأطفال الحصول على الكحول والأسلحة النارية والمخدرات.
الأطفال على الإنترنت
الأستاذ فيصل بن فهد الحريري (مشرف موقع انترنت) يتحدث عن الإنترنت وعالم الأطفال قائلاً:لم يعد هناك أي خلاف حول أهمية الانترنت، وأن له فوائد جمة في مختلف الحقول ولمختلف الأعمار. ولذلك فإن معرفة استخدام شبكة الانترنت وتكنولوجيا المعلومات بات أمرا ضروريا من الجميع سواء مجتمع الكبار أو الصغار.
ثمة حقيقة، هي أنه يغيب عن بال البعض أن شبكة الانترنت بها الكثير من المواقع العربية الموجهة للطفولة، وما علينا سوى تركيز جهودنا على ضرورة الاستفادة من هذه المواقع، بتعليم أطفالنا، وتنمية مهاراتهم المختلفة من خلال الدخول إليها وتشجيعهم للدخول إليها والمساهمة في تطويرها خاصة تلك المواقع التي تسمح للطفل بالمشاركة من خلال كتابة قصة أو قصيدة أو رسمة أو تقديم معلومة...إلخ.
المواقع العربية على الإنترنت بين الواقع والمأمول
وفي بحث له بعنوان (دور الإنترنت في تعزيز برامج الطفولة في العالم العربي) ذكر الأستاذ فيصل الحريري أن مواقع الأطفال العربية قليلة وأن المواقع العربية الموجهة للطفل تمثل نسبة ضئيلة جداً لا تتعدى1% من إجمالي عدد المواقع العربية حيث أمكن رصد20موقعا فقط يمكن اعتبارها مواقع موجهة للأطفال من حيث المضمون والجمهور المستهدف.
الإعلام والطفولة
الأستاذ حمود الطريف (إعلامي في صحيفة اليوم) يتحدث عن دور الإعلام فيقول: للإعلام دور مهم في مساعدة ومساندة الطفل العربي على تخطي بعض أزماته لا سيما أن الطفل في مرحلة الطفولة لا يدرك ولا يعي ما يدور حوله اليوم فمن المفترض علينا التخطيط المستقبلي وقراءة المستقبل قراءة جيدة يتم من خلالها المحافظة على الطفل وتربيته التربية الإعلامية التي من خلالها يعرف كيف يتعامل ويستفيد من مخرجات القنوات الإعلامية وعلينا كذلك رعايته الرعاية الصحية والتعليمية وحمايته من الاستغلال والعنف عن طريق الاهتمام به والإحساس بقيمته كطفل حيث إن الطفل اليوم بات يتعرض للعنف أحيانا ويستغل في بعض من الأمور فالإعلام له دوره نظرا لكونه يلعب دورا مهما في حياة الأمم.
الإعلامي الأستاذ مطيران بن علي النمس (محرر في صحيفة الوطن) يتحدث عن أهمية الإعلام ودوره في تنشئة الطفل فيتحدث عن أفلام الكارتون وأثرها في الطفل حيث يتشكل إعلام الطفل بوجه عام من الرسوم المتحركة وأفلام الكرتون والعرائس والأشكال الفنية الأخرى ذات المضامين والمحتويات التي يقصد بها الأطفال وفئات الشباب وتعد هذه الفنون رافدا أساسيا من روافد تربية الطفل وتنشئته اجتماعيا ونفسيا وعقليا وتطوير ملكاته وتهذيبها وغرس القيم المستهدفة من وراء عملية التنشئة وتنمية مهاراته الذهنية كما أنها تعطي للطفل فرصة الاستمتاع بطفولته وتفتح مواهبه ونسج علاقاته بالعالم من حوله وتؤثر مسلسلات وأفلام الكرتون والرسوم المتحركة وغيرها تأثيرا بالغا في وجدان الطفل إلى الحد الذي يحقق فيها ذاته لأن الصورة المتحركة المصحوبة بالصوت في المراحل المبكرة للطفل تتجاوب مع الوعي الحسي والحركي لديه وتسهم في تشكيل وعيه وتصوره المستقبلي للأشياء فتكون بمثابة الرصيد الثقافي والوجداني والشعوري وتؤثر كثيرا هذا الأفلام المستوردة والمدبلجة على الطفل المسلم وتلقنه عادات وأفكارا غريبة عن البيئة والثقافة العربية الإسلامية مما يحدث لديه صراعا بين الرفض والقبول ويحدث التناقض بين ما يشاهده وبين تعليمات وتوجيهات الأسرة ومتطلبات البيئة والمجتمع ولا بد من المحافظة على الطفل المسلم من خلال التفكير في صناعة إعلام يناسب ميوله ويدرس حاجاته وفق التعاليم الاسلامية.
فوارق
مدير مدارس جيل المستقبل الأهلية الابتدائية برفحاء الأستاذ عيد بن قيران يشخص واقع التربية والتعليم وأثرها في بناء الطفل العربي ويقول: تخيل عزيزي القارئ لهذه الصفحات أن الأطفال في العالم توفر لهم الحكومات المناخ والبيئة المناسبة التي تجعلهم يرغبون في القراءة والكتابة فما بالكم لو علمتم أن الطفل الأمريكي نصيبه من الكتب في العام 13260 كتاباً تؤلف لهم ليقرأوها وهي متوافرة في المكتبات الأمريكية وعلى الشبكة العنكبوتية.
أما العرب وما يقدمونه لأطفالهم فإن نصيب الطفل العربي من الكتب التي تجتهد الشعوب العربية لتقديمها لأطفالها هي 322 كتاباً فقط أما الدراسات التي تدرس واقع الطفل العربي في يومه فليست أكثر تفاؤلا وإعطاء الجديد للطفل العربي والسبب أن البيئة المناسبة غير متوافرة للطفل العربي فخذ واقع الطفل العربي وبالأرقام: تقول إحصائية اليونسكو أن متوسط قراءة الطفل العربي لا يتجاوز 6 دقائق في السنة خارج المنهج الدراسي أما الحقيقة المتعبة المقلقة لنا وهي أن الارتباط قوي حسب الدراسات بين مستوى التحصيل وجنوح الأحداث هذا إن علمنا أن 42 بالمائة من المجتمع هم أطفال وعلى ذلك فن الإجرام والانحلال ليس غريبا في حال أطفالنا10ملايين طفل في العالم العربي مستغلين ويعملون ويكدحون مما يسبب طمرا لإبداعاتهم واخذ ابسط حقوقهم وقد أجري عدد من الدراسات التي دلت على أن وضع الأطفال العرب في غاية السوء تخيلوا 15% من أطفال مصر يعملون ويكدحون فأين هو يوم الطفل العربي وكيف سيعيشه.
إن من أبرز مشكلات الطفولة التعليمية التي تجتاح الأطفال العرب هي التسرب والهروب من المدرسة وانخفاض التحصيل والتأخر الدراسي هذا ناهيك عما يحدث من مشكلات سلوكية.
الكتاب الجميل يربي طفلاً إيجابياً
يتفق وكيل ثانوية الهباس الأستاذ عبدالله بن عايش العنزي حول أهمية القراءة للطفل حيث يقول:هناك تصور شائع بأن الطفل لا يحتاج إلى الكتاب إلا بعد دخوله المدرسة، وتعلمه القراءة بمعناها المتعارف عليه في عالم الكبار، وهذا الاعتقاد خاطئ حيث إن الطفل الذي نتركه بدون كتاب حتى المرحلة الابتدائية لن تكون هناك ألفة بينه وبين الكتاب، ولن يكون بينهما الحب الكافي، خاصة إذا كان الكتاب المدرسي غير جذاب؛ ولذا ستكون هناك صعوبات في علاقة هذا الطفل بالكتاب، ومن ثم بالتعليم والتعلم. قد تتساءل: هل للقراءة تلك الأهمية؟ لولا هذه الأهمية لما أقسم الله بالقلم والحرف.يقول الأستاذ يعقوب الشاروني كاتب الأطفال المصري: أصبح العالم ينظر إلى القراءة بنفس الأهمية التي ينظر بها للكلام والمشي، والذي يقرأ ويفهم ما يقرأ في سرعة يمكنه أن ينجز من الأعمال أضعاف ما ينهي القارئ العادي.
جهود المملكة نحو الطفل
وعن جهود المملكة في مجال الطفولة يضيف الأستاذ عيد العنزي: أما من حيث الجهد الرسمي فقد بدا الاهتمام بالطفولة في المملكة من أعلي الهرم القيادي حيث تم تغيير مسمى اللجنة الوطنية السعودية للطفولة إلى اللجنة الوطنية للطفولة ومنحت صلاحيات متعددة وهذا الاهتمام ترجم مؤخرا بموافقة مجلس الوزراء على انضمام المملكة إلى (عهد حقوق الطفل في الإسلام) الصادر عن منظمة المؤتمر الإسلامي إضافة إلى أن الأمانة العامة للجنة الوطنية للطفولة التابعة لوزارة التربية والتعليم أصدرت حديثاً سلسلة (مطبوعات الطفولة) توزعت على 8 كتيبات اهتمت بالتعريف بالنواحي الصحية للأطفال وكيفية تحقيق البيئة الصحية لهم، كما تقام فعاليات المؤتمر الدولي الثالث لصحة الطفل الذي تنظمه جمعية الأطفال بالمملكة بمحافظة جدة واحتفاءً على هامشه ب(يوم الطفل السعودي) ويناقش حقوق الطفل في الإسلام وحقوق الطفل في الهيئات العالمية والعنف الأسري والوضع الراهن للأطفال وتعزيز صحة الطفل.
حقوق الطفل في الإسلام
الشيخ زيد بن فالح الربع (رئيس مركز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالعويقيلة منطقة الحدود الشمالية) تحدث عن الطفل في الإسلام حقوقه وواجباته فقال: للطفل في الإسلام مكانة عظيمة لم ولن نجد أوفى ولا أكمل منها في غيره وسأذكر شيئاً من هذه الحقوق على سبيل الإيجاز والاختصار:
* اختيار الزوجة الصالحة التي يكون لحسن اختيارها أثر كبير وجميل في تربية أولادها وأخلاقهم.
* من حق الطفل على والده أن يحسن تسميته، ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يغير من كان اسمه قبيحاً أو يدل على معنى سيئ أو متشائما كما بدل اسم حزن إلى سهل.
* رعايته وتلبية احتياجاته الجسدية والنفسية كالطعام والشراب واللباس وما يحتاجه من النفقة.. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أفضل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه على عياله) وقال عليه الصلاة والسلام: (إذا أنفق الرجل على أهله نفقة يحتسبها فهي له صدقة).
* من حق الطفل أن يغمره والداه بمشاعر الحب والحنان والرحمة والرحمة خلق إسلامي أصيل كان من أبرز خلائق الرسول الكريم وشمائله الرفيعة كما حدثنا أنس إذ قال: (ما رأيت أحداً أرحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من أقواله التربوية الخالدة: (ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا).
* وكذلك تأديبه وحسن توجيهه برفق ولين قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}، وقال صلى الله عليه وسلم: (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع).
ولما رأى صلى الله عليه وسلم طفلاً تطيش يده في الصحفة قال: يا بني سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك. فيجب على الوالد تعليم ولده وإرشاده إلى الخير ومكارم الأخلاق، وقال صلى الله عليه وسلم:
(كلكم راع ومسئول عن رعيته فالأب راع في بيته ومسئول عن رعيته والأم راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها...).
لاعبه سبعاً وأدبه سبعاً
وصاحبه سبعاً
* من حقوق الأطفال ملاعبتهم وإدخال السرور عليهم وإشباع هذه الحاجة النفسية عندهم، ومن ذلك أن غلاماً لأنس بن مالك اسمه عمير كان له نغر وهو الطائر الصغير يلعب به فمات النغر فحزن عليه الصبي فذهب إليه نبي الرحمة صلى الله علية وسلم يزوره ويواسيه ويمازحه فقال له: (يا أبا عمير ما فعل النغير) وكان صلى الله عليه وسلم يلاعب الحسن والحسين وكان من حبه للأطفال إذا قدم من سفر يتلقى بصبيان أهل بيته.
* وقد أوجب الإسلام على الوالدين العدل بين أولادهما فقال عليه الصلاة والسلام: (اتقوا الله واعدلوا في أولادكم).
* من حقهم خلال التربية مراعاة الفروق الفردية والمراحل العمرية ويوضح ذلك أحد السلف بقوله عن الطفل: (لاعبه سبعاً وأدبه سبعاً وصاحبة سبعاً)، فالطفل في السبع سنين الأولى من عمره يحتاج إلى الملاعبة والممازحة وإشباع هذه الحاجة النفسية وفي السبع السنين الثانية فإن مداركه نمت وهذا يكون مناسباً لأن نوجهه ونؤدبه ونأمره بالصلاة ومحاسن الأخلاق وبر الوالدين واحترام الكبير وتوقيره ورحمة الصغير وغير ذلك إلى أن يبلغ أربع عشرة سنة وتبدأ مرحلة المراهقة التي ستكون فيها تغييرات بدنية فسيولوجية وكذلك تقلبات نفسية ومن أبرز ما في المراهق أنه يريد أن يشعر الآخرين بأنه قد كبر وأصبح رجلاً وأن يعاملوه على أنه كبير لا طفلا صغيرا ولهذا فإن من أحسن ما يكون في التعامل معه في هذه المرحلة أن نصاحبه ونقترب منه، وأن نفسح له مجالاً ونوعاً من الحرية المنضبطة ورقابة توجيهية ورعاية أبوية أخوية في آن واحد مبنية على النقاش والحوار والإقناع.

ذكرى البيعة @thkr_albyaa
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

rose_81
•
موضوع رائع، الله يجزيكي الخير ..


الصفحة الأخيرة