بناتي .. كيف أربيهن

الأمومة والطفل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. تحية طيبة وبعد ...

يطيب لي أن أشكر جميع القائمين على إصدار مجلة " النور " والتي أفادتنا كثيراً وفتحت أذهاننا لما هو جديد ومفيد .
بارك الله في جهودكم ، وجعل ما تقومون به في ميزان أعمالكم ، وأبلغكم بما بذلتم الجنان ، وأوصلكم به إلى رضا الرحمن .

أما بعد

أبعث إليكم برسالتي هذه محدثةً نفسي أن المسلم ضعيف بنفسه ، قوي بإخوانه ، فعندما تعترضني أي مشكلة فأول ما أفكر فيه أن أبعث إلى مرشدتي " النور " حفظها الله من كل مكروه .
عزيزي المسؤول عن زاوية " أرشدوني " أبعث إليك برسالتي هذه وأرجو أن ترشدني إلى الطريق الصحيح .

لقد قرأت موضوعاً في مجلة " الأسرة " العدد 44 في زاوية ( أوراق خاصة ) وكان الموضوع عن ( مشكلتي : طموحي الزائد ) ولما قرأته أحسست كأنه يحكي بعض واقعي ، وخصوصاً عندما ذكر الدكتور الصغيّر ( المشرف على الزاوية ) أن مرد ما ذكره الأخ في رسالته راجع إلى الخطأ الذي يرتكبه بعض الآباء والأمهات ، هداهم الله ، في تربيتهم لأبنائهم ، حيث إنهم يمدحون الآخرين ويذمون أبناءهم ، فنجدهم يقولون أحياناً : أنتم لستم كأولاد فلان أو فلانة ، هؤلاء متفوقون ، هؤلاء أذكياء ، هؤلاء يعرفون كل شيء ، ويستطيعون تدبير أمورهم بحكمة ، أما أنتم فلا . مع أننا ننبهكم ونعلمكم ولكن لا جدوى ! .
ولأنني عشت مرارة هذا الوضع ؛ فأنا لا أريد أن تعيش بنياتي ما عشته ، فأنا لدي بنات ، ولأني أدركت خطأ الوالدين سامحهم الله في تربيتهم وحسن نيتهم في ما يقولون ، فإنني أرى نفسي تفرط أحياناً مع بنياتي عندما أغضب منهن فأقول لهن : أنتن غير نظاميات ، غير مرتبات ، سأعاقبكن ، سأحرمكن من المصروف ، سأضربكن . أنا لا أدري كيف أتعامل معكن !؟
أقول هذا وأنا غضبانة ، ولكني لا أنفذ ما أقول إلا نادراً ، وعندما تهدأ أعصابي وأذكر وضعي السابق أرحم بنياتي ، وأحاول تطييب خاطرهن ، مع المحافظة على اتزاني وثباتي على موقفي منهن ، ولكني أذكرهن أنني آمل منهن أن تعرف كل واحدة ما يجب أن تعمله .

ولكني في تصرفي هذا ؛ أخشى أن يكنَّ مذبذبات :
مرة سأعاقبكن ، وعندما أذكر وضعي أرحمهن وأحاول تغيير الموضوع . فهل هذا تصرف سليم أم لا ؟

أ . هـ ع .

**

أشكرك أولاً على ثقتك بمجلة " النور " ، وثنائك عليها ، ورضاك عن باب " أرشدوني " ، وحرصك على الكتابة إليه بمشكلتك .
وأخفف من قلقلك بإخبارك أن ما تقومين به تقوم به أمهات كثيرا ، وقليلات جداً هن اللواتي لا يقارن بين أطفالهن وأطفال الجيران أو الأقارب أو الأصدقاء ، بل يقع في هذا كثير من الآباء أيضاً .
لكن هذا الأسلوب ، على كل حال ، يبقي غير صحيح تربوياً ، وينبغي أن يبتعد عنه الآباء والأمهات جميعاً .

أختي الفاضلة
1 ـ في الملاحظة التي كتبتها في آخر رسالتك ذكرت أعمار بناتك ، وأنهن جميعاً دون العاشرة من العمر ، أي أنهن صغيرات ، يحتجن مزيداً من الحلم ، وسعة الصدر ، والحب ، والعطف .

2 ـ هذا الحلم عليهن لا ينفي الحزم معهن ، الحزم الرفيق الليّن ، الذي لا يرافقه ضرب ، فقد استدل العلماء على أنه ما دام الطفل لا يُضرب من أجل تركه الصلاة إلا بعد بلوغه العاشرة فلا يضرب على غير ذلك إذا كان دون العاشرة .

3 ـ ابتعدي عن الأحكام المطلقة من مثل قولك لبناتك : " أنتن غير نظاميات ، غير مرتبات " ،
بل قولي لابنتك : " إذا تكررت هذه الفوضى منك فستكونين غير مرتبة ، وأنا لا أريدك أن تكوني غير مرتبة ، لا أريد أن يقول الناس إن بنتي فلانة غير مرتبة " .
وإذا كانت قد رتبت أشياءها في مرة ماضية فذكّريها بها ، وشجعيها على تكرارها بقولك " أريدك أن ترتبي لعبك وتعيديها إلى الخزانة كما فعلت في المرة الماضية عندما ... " .

4 ـ العقاب بالحرمان جيد ، على أن لا يبالغ فيه مع هُنَّ في مثل سن بناتك ، وحتى يكون العقاب بالحرمان مجدياً يجب أن تنفذيه ، لا كما تفعلين مع بناتك ، لأنهن سيتعودن منك تهديدك ، ولا يحسبن له حساباً ، مع تكراره دون تنفيذ .
ويراعى أن لا يكون الحرمان من أساسيات ، كطعام أو شراب ، إنما يكون حرماناً من الخروج في نزهة اعتدن عليها ، أو في شراء لعبة رغبن في شرائها .

5 ـ المقارنة بتفضيل بنات الآخرين على بناتك لها أثر نفسي محبط لهن ، ولا تفيد تربوياً ، والأفضل منها أن توجهي عقولهن ونفوسهن إلى الله تعالى في ما تربينهن عليه ، من مثل قولك " إن الله نظيف يحب النظافة " ،
" إن الله يحب الصادقين "
" ألا تريدين أن يحبك الله .. ينبغي أن تطيعيني وتفعلي ما أطلبه منك " .. وهكذا .

6 ـ حكاية القصص عن بنات مرتبات ، غير مهملات ، يشجعهن ويساعدك على حثهن على أن يكنَّ مثل بطلة القصة " فلانة " التي كانت مرتبة .. أو مطيعة .. أو نظيفة .. وهكذا .

وفقك الله وسددك ، ولا شك في أنك مستبشرة بحديثه صلى الله عليه وسلم : " ما من مسلم تدرك عنده ابنتان فيحسن صحبتهما إلا أدخلتاه الجنة " رواه البخاري ، فكيف وعندك أربع بنات ! .
104
9K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

اكتم الونة
اكتم الونة
جزاك الله خير الجزاء
حزن في سجن أنيق
مشكوووووووورة

جزاك الله خير
سعودية اصلية
سعودية اصلية
مشكوووووووورة
بناتي شمعة حياتي
يعطيكالعافيه

والله البنت مسؤولية
نجوووووحة
نجوووووحة
الله يعطيك العافيه
شكرا