ام بودى68
ام بودى68
احذروا البلايا والرزايا، واجتنبوا الكوارث والمصائب، فإنه لا تحل عقوبة إلا بذنب، ولا يقع بلاء إلا بمعصية، وإن أنواع المصائب كثيرة، فلئن نظرت إلى موت القلب وضعف الإيمان، لوجدته أشد الرزايا وأعظم البلايا، إذ به يقع ما يقع من تجاوز الحد وارتكاب الإثم والوقوع في الفواحش وغير ذلك، أتحدث إليكم في أمر ربما لا يكاد يبرأ منه أحد منا، إذ يقع من هذا وذاك كل بحسبه وكل في دائرته، إنه الظلم و(الظلم ظلمات يوم القيامة) (1) كما قال سيد الخلق صلى الله عليه وسلم. الظلم وضع الشيء في غير موضعه، أخذ غير الحق والعدوان على الآخرين، كم هي صوره في واقعنا، لا تنظروا إلى ما تكررونه ونكرره دائما على المستوى العام، فننظر إلى ظلم الكفرة والفجرة من أعداء الإسلام، وذلك مظنون ومتوقع، ولا تتعلقوا كذلك بظلم الكفرة المعتدين على المسلمين هنا وهناك، بل ولا حتى ظلم المعتدين والمتجاوزين للحد من أصحاب السلطة والقوة هنا وهناك، بل انظروا أكثر وأكثر إلى الظلم الذي يقع مني ومنك، ظلم تتنوع صوره، ألسنا نسمع ونعرف وكل منا عنده من بعض الوقائع والشواهد ما يعرفه من أنواع الظلم المختلفة، ظلم يقع على المستخدمين من العمال والخدم وغيرهم، فلا يعطون أجورهم، ولا يوفون حقوقهم، وهذا يتسلط بالنظام والكفالة، وذاك يعتدي بالقوة والجبروت في إساءة للمعاملة واعتداء بالظلم وغير ذلك من صور كثيرة تعرفونها وتجدون آثارها في الشكاوى والقضايا والمظالم التي تملأ أروقة الجهات الرسمية والقضائية. ألسنا تحدثنا في الجمعة التي خلت عن أنواع من الظلم تقع في داخل البيوت يتقوى بها رجل يظن نفسه صاحب سلطان قاهر على زوجة ضعيفة أو على أبناء لا حول لهم ولا قوة من سياط القول الظالم أو الاعتداء المباشر أو الإهمال التام، أو تضييع الحقوق وإمساك النفقة أو غير ذلك من صور كثيرة هنا وهناك، وإذا نظرنا إلى دائرة أوسع فكم هي الحقوق المستلبة؟ والمظالم المنتهبة فيما بين الناس؟ وليس فيما بين السلاطين والحكام والرعية فحسب، كم من هؤلاء الناس اليوم قد أخذ شيئا من حق غيره؟ وقد غمط غيره ما له من الحق؟ سواء كان حقا ماليا أو معنويا، أظن أنني لست محتاجا إلى إثبات البراهين، ولم يكن ذلك كذلك لما رأينا الشكوى العظيمة المتنامية التي نسمعها وتصم آذاننا في كل حال وآن، امرأة تشكو زوجها، ومكفول يشكو كفيله، وضعيف يشكو القوي الذي اعتدى على حقه، وجار يشكو من بغي جاره، وصور كثيرة أحداث عجيبة، حتى كأن العدل والإنصاف أصبح كما يقولون في خبر كان، أو أصبح من الندرة ما يصدق فيه حديث النبي صلى الله عليه وسلم في باب آخر في حديث حذيفة في الصحيح: (وترفع الأمانة حتى يقال في بني فلان رجل أمين) (2) حتى يكون في القوم والقبيلة واحد يوصف بالأمانة وبقيتهم نسأل الله السلامة. واليوم من يعدل وينصف من نفسه، ويعطي الحق كما أعطى سيد الخلق صلى الله عليه سلم، يوم كان ينادي في الناس ويدعوهم، ويقول من كان له حق فليطلب حقه مني، وهو بأبي وأمي عليه الصلاة والسلام لم يأخذ حق أحد مطلقا، أما رأيتم وقرأتم تلك القصة في يوم بدر، يوم قال: (استوي يا سواد) وطعنه بعصا في بطنه ليسوي الصف، فقال: "أوجعتني يا رسول الله" فقال المصطفى صلى الله عليه وسلم لتوه وفوراً ومباشرة وفي اللحظة ذاتها، كاشفا عن بطنه: (اقتص لنفسك يا سواد) فيهوي سواد إلى بطن النبي صلى الله عليه وسلم ويقبله (ما حملك على هذا) قال رأيت ما قد حضرنا فيه فأردت أن يكون آخر العهد أن يمس جسدي جسدك. ألسنا نعرف كيف عهد النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع النهي التام عن الظلم والبغي، وأنه يضع كل ظلم تحت قدميه، وأنه يبدأ بنفسه وآل بيته عليه الصلاة والسلام. لو فكر كل واحد منا الآن واستعاد في ذهنه معاملاته مع الغير أحسب أنه سيستطيع تسجيل قائمة غير قليلة من مواطن ظلمه وعدوانه على غيره. ولعلي هنا أنتقل بكم إلى العلة التي تدفع الظالم إلى ظلمه، لما يظلم الناس؟ أول هذه الأسباب: وجود القدرة والقوة مع استضعاف الطرف المقابل، ألست ترى الزوج والرجل يظلك زوج أو يعتدي عليها ضربا بغير حق؟ لما؟ لأن عنده قوة ويستضعف الطرف الآخر. أمر ثاني وهو مهم: الأمن من العقوبة، لو علم أنه سيجد المظلوم من ينصره وسيقام على الظالم ما يردعه فإن الأمر سيكون على غير ذلك، "من أمن العقوبة أساء الأدب" وهذا الذي تطال به الأيدي في كل جانب من الجوانب. وأمر ثالث وهو الأخطر والأدهى والأمر: نسيان العقوبة الأخروية، نسيان أن بعد الدنيا آخرة، وأن الدواوين الثلاثة سوف تكشف ومنها الديوان الذي لا يترك الله منه شيء أبداً، وهو ديوان ما بينك وبين الناس، ومالهم من حقوق عندك، والنبي صلى الله عليه وسلم يخبرنا ويبين لنا وينبهنا عندما يستعيذ في دعائه صلى الله عليه وسلم فيكون مما يستعيذ منه دعوة المظلوم (3) كما ورد في سنن الترمذي بسند حسن. لعلنا نقف مع هذا الظلم لننظر إلى جوانب كثيرة نحتاج أن نتدبرها ونتأملها، ما هي صفة الظلم؟ وماذا سيلحق بك إن كنت ظالما ولو بشيء قليل أو يسير؟ أول شيء أن الظلم تعدٍ على حدود الله عز وجل { وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } [البقرة : 229] فما من صورة ظلم إلا وهي تعد على حدود الله، فانظر وارقب نفسك. والظلم صفة الكافرين { وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ } [البقرة : 254] فكل ظالم فيه شبه من أهل الكفر بقدر ظلمه نسأل الله السلامة. والظلم سمة الجاحدين { وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ } [العنكبوت : 49] فهل تريد لنفسك هذه الأوصاف متعديا على حدود الله؟ أو كافراً بنعمة الله؟ أو جاحداً لآيات الله أو قدرة الله؟ ثم انظروا إلى ما ينتظر كل ظالم في دنياه قبل أخراه، عقوبات شتى، هي المصائب التي بدأت القول بأن نحذر منها، وأن نسعى إلى اجتنابها، فإن الظلم مرتعه وخيم، وعاقبته عظيمة وأليمة، فالله جل وعلا يبين لنا صورة الظالمين وما يحل بهم من كرب وهوان عند سكرات الموت: { وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ } [الأنعام : 93] هذه صورة تلحق بكل ظالم وإن كان الظلم هو الكفر في أصل معناه. وانظر كذلك إلى حرمان الفلاح { إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ } [الأنعام : 21]، والآية مطلقة في معناها، وكل ظلم بحسبه وبحسب مقداره وبحسب الضرر الذي يتولد عنه في دنيا الناس. وانظر كذلك إلى حرمان النعم فإن من أعظم أسبابها وقوع الظلم والله جل وعلا قال: { فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ } [النساء : 160]. وبقدر ظلمك تحرم من النعم، وليس بالضرورة نعم المال والجاه، فقد تحرم نعمة الطمأنينة فتضل خائفاً، أو نعمة الصحة فتبقى مريضاً، أو نعمة الراحة فتبقى قلقاً، صوراً كثيرة نراها في أعين وسير الظلمة مما يدلنا على حرمانهم من نعم الله عز وجل العظيمة التي يحتاجون إليها. وانظر كذلك إلى صورة أخرى فيها عبرة لكل معتبر وهي أن الظلم عاقبته منتهية وحبله قصير، ويده منكسرة، لأنه لا يبلغ شأوه إلا وعليه ما عليه من العقوبات، { فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } [الأنعام : 45] هل رأيتم أظلم من فرعون وأطغى منه؟ أين حاله وكيف انتهى مصيره؟ وهكذا غيره وغيره. ومن ذلك استحقاق العقوبة العاجلة { أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ } [الأعراف : 165] الذين ظلموا هم الذين تعجل لهم العقوبة، وقصص القرآن في ذلك كثيرة، ففي قصة نوح { وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ } [هود : 37] سيحيق بهم العذاب، سيحل بهم البلاء {فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلَاء سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ } [الزمر : 51] كل أحد يظلم سيلحقه وستلحقه عقوبة عاجلة غير آجلة في جملة الأحوال في صور مختلفة. وأما الأخروية وما أدراك ما الأخروية، ومن ذا الذي يستطيع أن يفكر مجرد التفكير في القدرة على تحمل أو تقبل العقوبة الأخروية بين يدي الله جل وعلا العذاب الأليم الشديد، اقتطاع حق المظلوم من الظالم كما قال صلى الله عليه وسلم: (حتى تقاد الشاة الجماء من الشاة القرناء) (4) الشاة التي ليس لها قرون يؤخذ لها حقها من الشاة ذات القرون التي نطحتها وظلمتها، فكيف بنا معاشر بني آدم ومعاشر المسلمين المكلفين بكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. واستمع إلى التهديد والوعيد العظيم المهول الذي تنخلع له القلوب المؤمنة وترتعد منه الفرائص المسلمة { وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ ، مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء } [إبراهيم : 42] من شدة الخوف والهلع والجزع، من الذي يجزي هذا التهديد والوعيد، رب الأرباب ملك الملوك، جبار السماوات والأرض. واستمع إلى قوله سبحانه وتعالى في مثل هذا الأمر { وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِن سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } [الزمر : 47] ظالم يظلم ليأخذ حق هذا وهذا، ويملأ خزائنه من حقوق الناس، يوم القيامة لو أن له الدنيا وما فيها ومثلها معها لافتدى به من عذابه يوم القيامة، فلما لا تفتدي نفسك اليوم قبل الغد؟ ولما لا تسمع ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كانت له عند أخيه مظلمة فليتحلل منه قبل أن لا يكون تحلل، وإنما يؤخذ من حسناته فإذا فنيت أخذ من سيئاته فطرحت عليه) (5) . وهكذا نجد الصور الكثيرة، والمعاني العظيمة الخطيرة التي ينبغي لنا أن نقرأها بقلوبنا، أن نتمعنها ونتدبر في معانيها بعقولنا، أن ننظر إلى مواضع العبرة في واقعنا، أما رأينا ظلمة كيف انتهت بهم حالهم إلى انقلاب السحر على الساحر فصاروا مسجونين أو مقتولين أو غير ذلك، أما رأينا أصحاب سلطان وقهر وقوة وجبروت وقد صارت حالهم إلى ذلة وضعف وهوان، أما في هذا عبرة لمعتبر، أما في هذا ردع لمتذكر حتى نجنب أنفسنا ذلك، نداء لكل من وقع في الظلم أو مارسه، { وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } [آل عمران : 135] اليوم قبل الغد، الحياة قبل الموت، القوة والقدرة قبل الضعف والعجز، احذر فإن الأمر جد خطير، وإن البلاء يوشك أن يحل وأن يحيط، والعقوبة لن تكون خاصة {وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } [الأنفال : 25] كثيرة هي البلايا التي حلت بنا بسبب الظلم الذي فشا فيما بيننا، والسكوت عن هذا الظلم وعدم نصرة المظلوم {فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ } [هود : 116] عندما خرست الألسن، عندما لم يؤخذ بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم التي ذكرها البراء بن عازب في الصحيح (أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع -وذكر منها- نصرة المظلوم) (6) وعندما تحدثوا في الجلوس في الطرقات قال: (وإن من حقها إعانة المظلوم) (7) وعندما تحدث النبي صلى الله عليه وسلم إلينا قال: (انصر أخاك ظالما أو مظلوما، قيل يا رسول الله عرفنا نصرته مظلوما فكيف ننصره ظالما قال تردعه عن ظلمه فتلك نصرته) (8) . أين الذين يردعون عن الظلم، سواء كانوا من أصحاب السلطان أو من أصحاب العلم أو حتى من الأصدقاء والأحباء، فكم نعرف من صديق نرى منه ظلما لأهله أو لجاره أو لغير ذلك، ثم نغض الطرف ونمسك اللسان ولا نقوم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى فشت المظالم وكثرت وظهرت صورها وارتفعت أصواتها وضج المجتمع من كثرة الشكوى منها. وليست مرة أخرى تعني أحدا غيرنا، فنحن جميعا بقدر أو بآخر، بصورة أو بأخرى بكثير أو بقليل قد نمارس شيئا من الظلم على غيرنا، أو من نتسلط عليه ونقدر على ظلمه. { وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً } [النساء : 64] ارجع أيها الظالم إلى ربك واستغفر لذنبك، واندم على عدوانك علّ الله عز وجل أن يمحو ذنبك، وانتبه إلى النداء الذي يعم كل أحد ويخصك أيها الظالم، {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ } [الشعراء : 227] وتأملوا قوله جل وعلا {وَسَكَنتُمْ فِي مَسَـاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ } [إبراهيم : 45] كل الذي نراه في دنيانا يظهر لنا آثار من ظلموا من قبلنا {فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا } [النمل : 52] أي بسبب ظلمهم أفلا نراها فنعتبر؟ أفلا نقرأ عنها فندكر؟ أفلا يمنعنا ذلك مع ما جاء في آيات الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننتهي عن الظلم فلا يكون في البيوت ولا يكون في الأسواق ولا يكون بين الأصحاب فضلا عن أن يكون من الحكام أو غيرهم من أصحاب السلطة والقوة والقهر، وذلك صوره كثيرة وهو الظلم العام الأشد خطراً والأوسع ضرراً والأكثر فيما تترتب عليه العقوبة الدنيوية قبل الأخروية، { وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ } [هود : 113] وكم نركن إلى ظالمين وكم نجد الظالم وعنده أعوان يعينونه على ظلمه وينتفعون منه ويركنون إليه ويعتمدون عليه، فهل ترون ظالما واحدا يستطيع أن يصنع كل ذلك البغي والقهر والظلم؟ كلا، لولا أن له أعوان. ومما يذكر في ذلك عن الإمام أحمد عندما كان في سجنه أو كان يسجن، وكان سجانه يخشى أن يكون من أولئك - أي من الذين ركنوا إلى الظلمة- قال: لا أنت من الظلمة، لست من الذين ركنوا إلى الظلمة أنت من الظلمة أنفسهم. وهذه دوائر كثيرة ينبغي أن ننتبه لها ونحذر منها { فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا أُتْرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ } [هود : 116] وهكذا ينبغي أن ننتبه وأن نحذر فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول في وصيته: (واتقي دعوة المظلوم فإنه ليس بينه وبين الله حجاب) (9) تنام عيناك والمظلوم منتبه == يدعو عليك وعين الله لم تنم سهام الليل لا تخطئ أبواب السماء لها تفتح، والله ينتصر لها ولو بعد حين، فاحذر كما قال الله جل وعلا: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ } [هود : 102] وكما قال سيد الخلق صلى الله عليه وسلم: (إن الله ليمهل للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته) (10) اللهم أعذنا من الظلم وأهله واجعلنا من العادلين المقسطين، أقول هذا القول واستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم . الخطبة الثانية وإن أعظم التقوى الترفع والتورع عن حقوق الناس، والعدل والإنصاف معهم، وعدم ظلمهم والاعتداء عليهم، فإن ذلك مغبته عاجلة وآجلة، وإن الإنسان لينظر إلى صور ظلم عام فيجد فيها ما يجد من الآثار التي لا بد من ذكرها والتنبيه عليها والتنبيه على خطرها، فإن من أنواع الظلم ما يعم الناس وذلك مما يكون بيدي أهل السلطة أو أهل العلم أو أهل القضاء، لأن أولئك ينفذ أمرهم في الناس ويشيع بينهم، ومن هنا نرى ذلك كما قال الله عز وجل: { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا } [البقرة : 114] وهذه صور لبعض من يمنعون الخير ويظلمون الناس ويعتدون على شرائع وشعائر الإسلام، كما نعلم ونعرف عن سن قوانين تمنع المرأة المسلمة أن تتحجب، ليس في بلاد الكافرين بل في بلاد المسلمين، وكما نعرف صوراً من القوانين التي تخالف شرع الله عز وجل ويتسلط بها على رقاب الخلق والرعية، فلئن كان ظلمي قد يخص زوجتي أو ابن من أبنائي أو قلة ممن يعملون معي فإن ظلم هذا يعم، ومن هنا كان قول النبي صلى الله عليه وسلم دائماً، يركز على الإمام العادل، لأنه صاحب قوة وقدرة، يستطيع أن ينفذ ظلمه في الناس، ولكنه ينسى قدرة الله عز وجل عليه، ولو أردنا الأمثلة لفاض بنا الحديث والمقام، وحسبنا أن نذكر أنفسنا بالفاروق العادل رضي الله عنه، كيف أقام العدل في نفسه وكيف كان دقيقاً حتى قال: "لو عثرت بغلة في العراق لخشيت أن يسألني الله عنها لما لم أسوي لها الطريق؟" أين حكام المسلمين وسلاطينهم من هذا؟ أين هم قبل ذلك من قدوتهم العظمى رسولنا صلى الله عليه وسلم؟ ولو أفضنا في ذلك لرأينا صورا كثيرة { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ } [البقرة : 140] يتحول بها الحكم القضائي بشهادة باطلة وظلم وتآمر من حق إلى باطل، وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنكم لتختصمون إلي وإن أحدكم يكون ألحن بحجته من صاحبه فأقضي له بنحو مما أسمع فمن قضيت له بغير حقه فإنما أقتطع له قطعة من النار فليأخذ أو ليدع) (11) (من ظلم قيد شبر -أي بغير حق- من الأرض طوقه من سبع أرضين) (12) (الذي يأخذ بعيرا يأتي وهو يحمله وله رغاء، والذي يأخذ بقرة أو ثور يأتي وهو يحمله وله خوار، والذي..) (13) هكذا كل أحد بظلمه، (والغادر يرفع له لواء يوم القيامة يفضح على رؤوس الأشهاد بين الخلائق) (14) ، وذلك كله نعرفه وثابت عندنا بآيات مقروءة وأحاديث مروية، فأين القلوب الحية؟ وأين الذي يعتبر بالواقع المشهود الذي يراه بأم عينه فضلا عما يكون في هذه الآيات { فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ } [الأنعام : 144] وذلك متوجه إلى أهل العلم عندما يظلمون الناس فلا يبنون لهم الحق، إما بكتمانه وإما بتغييره وتزييفه، وإما بتبديله وتغييره، فيقع الناس في ظلام عظيم وفتنة عمياء كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم (فيتخذ الناس رؤساء جهالا فيستفتوا فيفتوا بغير علم فيضلوا ويُضلوا) (15) . وصور ذلك كثيرة غير أني أعيدكم أخيرا إلى الصور التي تخصني وتخصكم، إلى ممارساتنا اليومية إلى معاملاتنا الدائمة في بيوتنا وفي أعمالنا، ابرؤوا من الظلم وامتنعوا عنه، علّ الله عز وجل أن ينجينا من كل هذه البلايا والرزايا وأن يصرف عنا الكوارث والمصائب، فإن الله سبحانه وتعالى قال: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ } [الروم : 41] والظلم من أعظم ما يقع به البلاء وتحل به الرزايا. فنسأل الله عز وجل أن يجعل في قلوبنا خشيته وتمنعنا عن الظلم ونسأله سبحانه وتعالى أن يردنا إلى دينه رداً جميلاً
احذروا البلايا والرزايا، واجتنبوا الكوارث والمصائب، فإنه لا تحل عقوبة إلا بذنب، ولا يقع بلاء إلا...

الظلم ظلمات في الاخرة، ونزع للبركات في الدنيا
الحمد الله الذي حرم الظلم على نفسه وجعله بيننا محرما كما جاء في الحديث القدسي: "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرماً، فلا تظالموا"؛ وصلى الله وسلم وبارك على نبي الرحمة القائل محذرا من دعوة المظلوم: "واتقوا دعوة المظلوم فإنها ليست بينها وبين الله حجاب".

وبعد..

فإن الظلم عاقبته وخيمة، ولا يصدر إلاَ من النفوس اللئيمة، وآثاره متعدية خطيرة في الدنيا والآخرة؛ وإذا تفشى الظلم في مجتمع من المجتمعات كان سببا لنزع البركات، وتقليل الخيرات، وانتشار الأمراض والأوجاع والآفات.

والظلم قبيح من كل الناس ولكن قبحه اشد وعاقبته أضر إذا صدر من ولاة الأمر نحو رعاياهم، حيث يصعب رفعه عنهم وإزالته منهم، لما للحكام من السطوة والأعوان، ولأن من أهم حقوق الرعية على الرعاة دفع الظلم عنهم، وحماية الضعفاء من جور الأقوياء، ولهذا قال أبو بكر رضي الله عنه عندما ولي الخلافة: "الضعيف منكم قوي عندي حتى آخذ الحق له، والقوي منكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه"، أوكما قال.

وظلم ولاة الأمر يُجَرِّئ اتباعهم وأعوانهم على الظلم ويدفعهم إليه دفعا لما لهم من المكانة والحظوة واستقلال النفوذ.

إذا كان رب البيت للدف ضارباً فشيمة أهل البيت كلهم الرقص

لقد انتبه بعض الحكام الكفار لخطورة الظلم فخافوه وهابوه، لآثاره الظاهرة ومضاره الواضحة في الدنيا قبل الآخرة، من نزع البركات وقلب النعم نقمات، بمجرد إضمار السوء وإبطان المكر، قبل إعلانه والإفصاح عنه.

روى المنذري في الترغيب والترهيب، والبيهقي في شعب الإيمان، عن ابن عباس رضي الله عنهما: "أن ملكاً من الملوك خرج من بلده يسير في مملكته مستخفٍ من الناس، فنزل على رجل له بقرة، فراحت عليه تلك الليلة البقرة، فحلبت مقدار ثلاثين بقرة، فعجب الملك من ذلك، وحدث نفسه بأخذها؛ فلما كان من الغد غدت البقرة إلى مرعاها ثم راحت فحلبت نصف ذلك؛ فدعا الملك صاحبها وقال له: أخبرني عن بقرتك لِمَ نقص حلابها؟ ألم يكن مرعاها اليوم مرعاها بالأمس؟ قال: بلى، ولكن أرى الملك أضمر لبعض رعيته سوءاً فنقص لبنها، فإن الملك إذا ظلم، أوهمَّ بظلم ذهبت البركة؛ قال: فعاهد الله الملك ربه أن لا يأخذها و لا يظلم أحدا؛ قال: فغدت ورعت ثم راحت فحلب حلابها في اليوم الأول؛ فاعتبر الملك بذلك وعدل؛ وقال: إن الملك إذا ظلم أوهمَّ بظلم ذهبت البركة، لا جرم لأعدلنّ ولأكونن على أفضل الحالات".

وذكره ابن الجوزي رحمه الله في كتاب "مواعظ الملوك والسلاطين" على غير هذا الوجه، قال: "خرج كسرى في بعض الأيام للصيد، فانقطع عن أصحابه وأظلته سحابة، فأمطرت مطرا شديداً حال بينه وبين جنده، فمضى لا يدري إلى أين يذهب، فانتهى إلى كوخ فيه عجوز، فنزل عندها، وأدخلت العجوز فرسه، فأقبلت ابنتها ببقرة قد رعتها فاحتلبتها، ورأى كسرى لبنها كثيراً، فقال: ينبغي أن نجعل على كل بقرة خراجاً، فهذا حلاب كثير؛ ثم قامت البنت في آخر الليل لتحلبها فوجدتها لا لبن فيها فنادت: يا أماه قد أضمر الملك لرعيته سوءاً؛ قالت أمها: وكيف ذلك؟ قالت: إن البقرة ما تبز بقطرة من لبن؛ فقالت لها أمها: اسكتي، فإن عليك ليلا؛ فأضمر كسرى في نفسه العدل والرجوع عن ذلك العزم، فلما كان آخر الليل قالت لها أمها: قومي احلبي؛ فقامت فوجدت البقرة حافلا، فقالت: يا أماه قد والله ذهب ما في نفس الملك من السوء؛ فلما ارتفع النهار جاء أصحاب كسرى فركب، وأمر بحمل العجوز وابنتها إليه، فأحسن إليهما ، وقال : كيف علمتما ذلك ؟ فقالت العجوز: أنا بهذا المكان منذ كذا و كذا، ما عمل فينا بعدل إلا أخصبت أرضنا، واتسع عيشنا، وما عمل فينا بجور إلا ضاق عيشنا وانقطعت موارد النفع عنا".

وذكر الطرطوشي في كتابه "سراج الملوك": "أنه كان بصعيد مصر نخلة تحمل عشرة أرادب تمراً، ولم يكن في ذلك الزمان نخلة تحمل نصف ذلك، فغصبها السلطان، فلم تحمل في ذلك العام ولا تمرة واحدة".

وذكر ابن خلكان في ترجمة جلال الدولة ملك شاه السلجوقي، أن واعظاً دخل عليه، فكان من جملة ما وعظه به أن بعض الأكاسرة اجتاز منفردا عن عسكره، على باب بستان فتقدم إلى الباب، وطلب ماء ليشربه، فخرجت له صبية بإناء فيه ماء قصب السكر والثلج، فشربه فاستطابه، فقال لها: هذا كيف يعمل؟ فقالت إن القصب يزكو عندنا حتى نعصره بأيدينا فيخرج منه هذا الماء؛ فقال: ارجعي واعصري شيئا آخر؛ وكانت الصبية غير عارفة به، فلما ولت قال في نفسه: الصواب أن أعوضهم غير هذا المكان وأصطفيه لنفسي؛ فما كان بأسرع من خروجها باكية، وقالت إن نية السلطان قد تغيرت؛ قال: ومن أين علمت ذلك؟ قالت: كنت آخذ من هذا بغير تعب، والآن قد اجتهدت في عصره فلم استطع؛ فرجع عن تلك النية، ثم قال لها: ارجعي الآن فإنك تبلغين الغرض؛ وعقد في نفسه أن لا يفعل ما نواه، فذهبت ثم جاءت ومعها ما شاءت من ماء القصب، وهي مستبشرة.

قال وكان ملك شاه من أحسن الملوك سيرة، حتى لقب بالملك العادل، وكان قد أبطل المكوس1 والخفارات في جميع البلاد فكثر الأمن في زمانه".

آثار العدل من ولاة الأمر الإيجابية من بسط الأمن، والبركة في الأرزاق والأقوات والأوقات من ناحية، وآثاره السلبية من نزع للبركات، ومحق في الأقوات والثمرات والأوقات من ناحية أخرى، ظاهرة مشاهدة جلية، كما دلت على ذلك الأخبار السابقة والآثار السالفة

إذا انتبه بعض الملوك الكفار لأهمية العدل وخطورة الظلم لبعض المشاهدات، فحري بالحكام المسلمين أن يعوا ذلك ويفهموه للأخبار الصحيحة الصريحة التي وردت عن صاحب الشريعة، والسيرة المضيئة التي سلكها الخلفاء الراشدون والأئمة المهديون من هذه الأمة في عصور الإسلام المختلفة، حيث كان العدل رائدهم والإنصاف مقصدهم.

ولم يكن عدلهم هذا قاصراً على المسلمين، بل شمل أهل الذمة والمعاهدين و نحوهم، بينما نجد اليوم بعض الحكام المسلمين ينالون من بعض إخوانهم المسلمين ما لم ينله منهم الكفار المعاندون، بل إن بعض المسلمين حرموا من أوطانهم وأولادهم ولم يجدوا مأوى لهم إلا في ديار الكفار.

فكل المسلم على المسلم حرام، دمه، وعرضه، وماله، ولا ينبغي للحكام ولا لغيرهم أن ينالوا من ذلك شيئا إلا بحق الإسلام.

عن ابن عمر رضي الله عنه يرفعه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم :"لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً"2؛ وعن عائشة كذلك ترفعه: "من ظلم قيد شبر من الأرض طوّقه من سبع أرضين"3؛ وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله ليملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته ، ثم قرأ: "وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد."4

فاحذر أخي المسلم، حاكما كنت أو محكوماً، من الظلم، والغش، والتعدي على حقوق الآخرين؛ وأعلم أنه لن تزول قدماك يوم القيامة حتى يقتص منك، فإن دعتك قدرتك اليوم وسطوتك على ظلم الآخرين فتذكر قدرة الله عليك يوم القيامة، واعلم أن أخطر أنواع الظلم بعد الإشراك بالله ظلم العلماء والأولياء، فقد أعلن الله حربه على من عاداهم: "من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب"5.

بالعدل قامت السموات والأرض، وبالعدل يصلح الراعي والرعية، وبالعدل تسعد البشرية وتأمن الرعية.

روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يوم من إمام عادل أفضل من مطر أربعين صباحا أحوج ما تكون الأرض إليه"6.

وكتب عامل لعمر بن عبد العزيز: "إن مدينتنا قد احتاجت إلى مرمَة، فكتب إليه عمر: حصن مدينتك بالعدل ، ونق طرقها من المظالم".

وقال كعب الأحبار لعمر بن الخطاب رضي الله عنهما: "ويل لسلطان الأرض من سلطان السماء"، فقال عمر: "إلا من حاسب نفسه"؛ فقال كعب: "والذي نفسي بيده إنها لكذلك: إلاَ من حاسب نفسه ، ما بينهما حرف"، يعني في التوراة.

ومن الأمثال السائدة في السلطان: إذا رغب الملك عن العدل رغبت الرعية عن الطاعة؛ لا صلاح للخاصة مع فساد العامة؛ لا نظام للدهماء مع دولة الغوغاء؛ الملك يبقى على الكفر ولا يبقى على الظلم.

وقال مجاهد: المعلم إذا لم يعدل بين الصبيان كتب من الظلمة.

والله أسأل أن يجنبنا وجميع إخواننا المسلمين الظلم، وأن يوفقنا للعدل والإنصاف، في الشدة والرخاء، والرضا والغضب، وأن يصلح الرعاة والرعية، وأن يؤمن المسلمين في أوطانهم، وأن لا يسلط عليهم عدواً من غير أنفسهم، وأن يقيهم شر أنفسهم، و صلى الله وسلم وبارك على محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً؛ والسلام.
اميرةالجوري666
فوضت امري الى ****


مشكورة اختي وجزاك **** خير

صديقة الطيف الحالم


مشكورة اختي و**** يعطيكم على قد نيتكم وجزاكم **** خير




ام بودى68




جزاك **** خير علي المحاظرة لمفيدة والمتنوعة
اميرةالجوري666
ارفعو الموضوع وكل وحدة تقول قصتها مع الظلم وش سوت وكيف تتفاهم مع ناس زي كذا



وهذا الموضوع مهم وكثير من الناس يتجاهلونة وحسبي **** ونعم الوكيل
حياتي مجرد ذكريـات
h
اميرةالجوري666
ليش ماتفاعلتو