TODART @todart
عضوة نشيطة
بنات الابتدائي.. مضى زمن البراءة!
مع تكرار مشاهداتي لبنات الابتدائي وجلوسي معهن أدركت أننا بصدد ظاهرة تستحق الرصد والدراسة، وكانت الفتاة الأخيرة ذات الاثني عشر عاما والتي ما أن بدأتُ محادثتها حتى شعرت أنني أحدث فتاة في العشرين من عمرها!!
ليس هذا شأنا خاصا بها، ولكنه أمر تكرر مع فتيات عديدات في نفس سنها، والبداية كانت عند إحساسها بالحب نحو مدرسها الشاب، ليس الإعجاب أو التقدير، ولكنه على حد وصفها -وأنا هنا أنقل كلماتها-: "إذا ابتسم ابتسمت الدنيا، وإذا تجاهلني اسودت الدنيا ولم يصبح لها طعم... إنني ألمّح له ولكنه يؤكد على طبيعة العلاقة كمدرس وتلميذة، وإذا اهتم بزميلة أو تحدث معها أغير بشدة"!!.
نضج المشاعر
كان هذا الملمح يشبه إعجاب التلميذة بأستاذها، وبدا الأمر فيه نوع من المبالغة، هكذا حدثتني نفسي، فإذا بها تنتقل إلى الحديث عن المدرس الآخر الذي يعطيها الدرس في البيت وتجلس بجواره فيقترب منها حتى يلامسها، وعندما سألتها ولماذا لم توقفيه عند حده وتبلغي أهلك؟ قالت: الصراحة.. أنني أكون "مبسوطة" بهذه اللمسات، ولذا فإنني أسكت حتى وصل الأمر أن جاء في إحدى الرحلات وجلس بجانبي ووضع يده على فخذي.. ولذا فإني لم أخبر "ماما" لأنني في الحقيقة متساهلة ولأنني أشعر بميل لذلك!.
وكانت اللقطة الثالثة عن سؤالها عما تفعله في المشاهد التي تراها على الإنترنت وترغب في محوها ولكنها لا تستطيع رغبة منها في إعادة رؤيتها مرة أخرى!!.
ولأنها ليست المرة الأولى التي أواجه فيها هذه الصورة، فقد انتهيت إلى أننا بصدد أمر يستحق الوقوف عنده، خاصة أن الأمر مرتبط بشيء آخر، وهو أن سن البلوغ بالنسبة للبنات قد أصبح مبكرا عن الماضي، فبينما كان متوسط سن بلوغ بنات المدن ما بين 13 - 14 سنة فإننا الآن نلحظ أن متوسط سن البلوغ أصبح ما بين 10 - 11 سنة، وهي ظاهرة تبدو مرتبطة إلى حد كبير بالأغذية والأطعمة التي أصبحت تعامل هرمونيا لزيادة إنتاجها أو حجمها، سواء أكانت طيورا أو لحوما أو خضروات، وهذه الهرمونات هي هرمونات الأنوثة التي أصبحت تضخ -إن صح التعبير- بكميات كبيرة في أجسام أطفالنا فتؤدي إلى هذا البلوغ المبكر، مع زيادة أيضا في نسبة البنات التي تظهر عليهن علامات الأنوثة بشكل واضح، والذي أوضحت إحدى الأمهات الطبيبات أنه بالرغم من هذا البلوغ فإن نسبة عدم انتظام الدورة الشهرية في ازدياد، مع ملاحظة أن تأخر الحمل أيضا في ازدياد، فإننا نكون بصدد ظاهرة بيولوجية.
مراهقة زمان.. والآن
نحن هنا نتحدث عن الظواهر النفسية الناتجة عن هذا الأمر، ويجب أن نؤكد أن البلوغ البيولوجي ليس المسئول الوحيد عنها؛ لأن المسئول الحقيقي عنها هو ما يتعرض له المجتمع من قصف إعلامي عبر القنوات الفضائية والإنترنت والصحف والمجلات، تم فيه كسر كل الحواجز وتجاوز كل الأعراف دون تفريق بين ما يحتاج فعلا إلى التعديل وما يحتاج إلى المحافظة عليه، فأصبح كل شيء متاحا، بل وأكثر من المتاح، فالعلاقات المفتوحة والحديث الصريح عن الجنس، مع الحالة العامة من سيولة لكل المبادئ والقيم وتغييب لدور الأسرة المفككة أصلا وضياع دور المدرسة التربوي، والتي أصبحت ملتقى خطيرا يتبادل فيه الطلاب خبراتهم الفاسدة، مع هجوم متعمد على الدين.
كل ذلك جعل هؤلاء البنات في مهب الريح، تتحرك مشاعرهن بصورة لم يشرحها لهن أحد، ولم يوضح لهن الحدود، لتستمر الظاهرة، ومع مرور الوقت نجلس إلى بنات الثانوي فإذا بنا نتحدث إلى فتاة قد أعيتها التجارب وأثقلتها الذكريات من كثرة ما مر بها...!!! فالعلاقات المتعددة والمتكررة والتي تصل إلى العلاقات الجنسية الكاملة وأحاديث الهجر والخيانة والألم والتفكير في الانتحار بسبب هذه الحياة التي لم تلاقين فيها إلا الخداع...!!
ليس قصدي من المقال هو إثارة الفزع أو رسم صورة سوداوية ولكنها دعوة للأمهات والآباء أن ينتبهوا أن المراهقة القديمة قد ولت، وأن هناك بلوغا نفسيا مبكرا لبناتهم، ولذا فإننا نتحدث عن حدود جديدة للطفولة التي أصبحت تنتهي مبكرا لتبدأ مراهقة إذا لم ننتبه لها فإننا سنفيق على واقع قد تكوّن وأصبح مستقرا يستمد قيمه من أغاني الفيديو كليب وأفلام العشق والهوى ومواقع الإنترنت الإباحية!!.
المصدر
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1181062442684&pagename=Zone-Arabic-AdamEve%2FAEALayout
الإشراف
3
533
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
ولازم الاهل ينتبهون لبناتهم وعيالهم زمن الطفوله واغتيل