علقت أنفاسي وقد ملأ قلبي حزنا بل رعبا مما سمعت ورأيت هذا المساء في برنامج 99 المشهور الذي يقدمه
المذيع الناجح صلاح الغيدان ، وكانت الحلقة تستضيف الشيخ / عبدالعزيز الجميعة..مصلح قضايا ، وبدا لي أن الحلقة
كانت حزينة جدا لكل من رآها ، ولقد تأثر الشيخ الضيف على الحلقة شديدا ، إضافة إلى المذيع صلاح الغيدان حفظه الله ، لقد سرت في
جسدي رعدة وقشعريرة من منظر تلك الفتاة الكسيرة التي تحكي الظلم الذي وقع عليها بما يستحصه
من الاشمئزاز والاحتقار ، تستجدي وتبكي وبكاؤها يقطع نياط القلب فبكى المذيع وضيفه وسالت أدمعهم على
مقلهم ، فتاة أخطأت يوما ما وهي مدركة خطأها ، وتتوسل إلى والدها أن يغفر لها ، فلم يحفل رجاؤها وتوسلها إلى والدها أي
عطف وشفقة ورحمة !! ياله من والد قاسي القلب وحش بملابس آدمي !! ، وشر مافي الأمر أن والدها حي يرزق
وأمها وأخوانها وأخواتها كذلك !! وليس من الميسور تبرير صمتهم الكريه على فلذة كبدهم ..فماذا تصنع هذه الكسيرة ؟
حقيقةأخواتي
لقد تنازعني الألم والضيق وسرت في نفسي إكتئابا أثناء رؤية هذه الفتاة على الشاشة وهي تبكي وتسرد
قصتها ومعاناتها الحزينة المبكية ، ووالله إن من حولي جالسا ذرفت دموعهم شفقة عليها وعلى حالتها الحزينة
الله قدر فشاء فكان ما أراد على هذه الفتاة التي اخطأت في حق نفسها أولا في لحظة طيش، واخطأت بحق غيرها ،
ولكنها دفعت الثمن غاليا وتم سجنها وذرفت بدل الدمع دما وندمت وأنابت وتابت.. ألا يحق لنا أن نغفر لها إذا كان رب الأرباب
يغفر ويشمل برحمته وبمغفرته كل التوابين والتائبات ؟..ماهذه القسوة البشعة من أب أو أم يرون إبنتهم تستجدي عطفهم ورحمتهم
فلا يبالون بها وبإستجدائها وتوسلها ؟..والله أكرم وأنعم منهم ...حقيقة تمثل لخاطري ماتكابده هذه الفتاة وغيرها كثيرات بسبب
الإنحراف الذي وقعن فيه في غفلة من ولاة أمورهن وبغفلة من المسؤول عن رعايتهن يوما من الأيام
إن الأقرب إلى المعقول ، والأشبه بالحقيقة أن ترق قلوب والدي هذه الفتاة وهو مانتواخاه بهما ، لأنها لم ترتكب مارتكبته
إلا بغياب التوجيه وضعف التربية واللامبالاة منهما تجاه فلذة أكبادهم.. وتركها تعوث وتتقلب في نهارات ومساءات
لاقيمة لها في أتون القنوات ومراتع المنتديات الصالحة والطالحة في عالم الشبكة الغدارة من غير رقابة أو توجيه !! ،
فكم من مجرم ومجرمة تتربص بضحيتها لتنال منها في بغتة من الأمر على نية تعارف أخوي حتى تهتدي
إلى طريق مظلم يحبسها في المنتصف في شباك مجرم تجرد من الإنسانية ، وتجرد من الصلاح والتقوى ،
فاغتنم فرصته ليطير صوابها بمعسول الكلام وأجمله
فظنت به خيرا وأفضت له بكل صغيرة وكبيرة ..فانساقت وراءه مستسلمة إلى النهاية المحتومة
بين أتون الإدمان ومن ثم السقوط في أوحال الرذيلة ، فكان ماكان ، وانتهت الحكاية بين قضبان السجون
كما هي فتاتنا التي رأيناها هذا المساء في برنامج 99
أخواتي
قد اقتنعت وبودي لوتسمحون لي بطائفة قليلة من الأسئلة ، وأنا لا أعلل ولكنني لا أشك أن مرجع انحراف تلك الفتيات
هو الإهمال والإنصراف التام من الأب أو الزوج أو الأخ أو الأهل في المجمل عن مراقبة بناتهم وأولادهم كما ينبغي
هناك ثقة مفرطة فيهم ...أنا أقول نعم للثقة ولكن أقول : لا لعدم المبالاة ...نعم.. لا للسهر مع الأصحاب وفي القهاوي
وآخر من يعلم عن أبناءنا نحن ...نحن لانريد أن يأتينا خبرهم فجأة من هيئة أو شرطة أو إصلاحية لاسمح الله
أيها الأب أيها الأخ أيها الغيور أيتها الأسرة الكريمة أنا لا أسيء الظن بكم وبأولادكم ..إنكم تسمعون الحوادث البارزة
التي لاتزال طبقة ترويها عن طبقة ، وناس يتلقفونها من ناس إلى ناس ، حوادث محزنة لها علاقة بالعرض والشرف كثيرا ..
تقع ووقعت على بنات حمايل وأشراف الحمايل ولكن ستر الله غالب ...ألم يأن الآوان أن تفيقوا ؟
بيوتات عريقة جدا تورطت فجأة بإدمان فتاة أو إدمان فتى ..ولربما انتهكت أعراضهم لهذا السبب ..وأنتم غافلون ؟
لايخالجني الشك بأنكم ونعم الأب والأم والأخ والأخت ولكن الحيطة والحذر واجب
فلذا من الأحزم لكم أن تتفقدوا بناتكم في غرفهن ، فالآن هي ليست وحدها بل تصاحب العالم برمته بين يديها
ولن يعوزكم كلام كثير تقولونه لها أو له ؟ إنها مجرد كليمات وعظية عابرة ، لأنكم لاتستطيعون أن تتكهنوا بما يجري في رؤوسهن أو رؤوسهم.
وهذا لاينحصر في البنات بل الأولاد أيضا لكن البنت أشد وطأة. لأنكم أخيرا لاتعرفون ماذا يتوقع منهم او ماذا يدور في عقولهم !! ،
فإن لهم وثبات غير مأمونة في هذا الجانب
وخاصة أنهم مابرحوا صبية مراهقين ، وهنا رأيت أنه من الأحزم والأحوط أن نراقبهم جيدا
ولانستخف بالأمر مخافة أن يسترسلوا في أمورا لاتحمد عقباها !! ه
أن حب الإستطلاع ومايخالف الآداب يدفع أبناؤنا إلى طلب هذا الأمر ..وهنا مكمن الخطر !!..ولذا فالذي أفكر فيه الآن
بعدما شاهدت برنامج 99 هذا اليوم، وأريد من كل أم وأب وأخ وأخت أن يعينوا أخواتهم وبناتهم
على الإطلاع على القصص والموضوعات
والبرامج التي تسلط الضوء على تلك الأحداث المؤلمة التي وقعت لهؤلاء النسوة أو لهؤلاء الفتية لكي تتحرك عقولهم
وتتفتح حتى يدركوا ويستوعبوا مايدورحولهم ومايصلح لهم ومالا يصلح
وبإيجازأخواتي
أقول لكم لكي أبريء ذمتي أمام الله بتلك الكلمات ، التي والله إني أكتبها من قلبي وروحي
بعد مشاهداتي لمعاناة هذه الفتاة المؤلمة على شاشة التلفاز
فرج الله عنها وسخر لها قلب عطوف ودود وحب والدها ووالدتها وأهلها عندما يشاهدونها..
أنكم لكم واجب وحق التدخل والمراقبة إذا وجدتم أن الضرورة تقتضي ذلك
لابد ان نحسن تعليم أولادنا وبناتنا ..ولابد لنا أن ندرك أن هناك أشياء كثيرة جدا
يجد أولادنا وبناتنا عسرا في فهمها وإدراك مخاطرها
فلابد أن نكون صريحين معهم وفي دقائق الأمور ولا نعلق على شماعة الثقة ، وإلا لانلوم إلا انفسنا حينئذ
والله من وراء القصد
بصل اخضر @bsl_akhdr
محررة فضية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الليلة كانت الحلقة هي مو يوم الإثنين
متى تنعاد يا قلبي ...ومتى مواعيدها الحلقات كلها المباشرة والإعادات
متى تنعاد يا قلبي ...ومتى مواعيدها الحلقات كلها المباشرة والإعادات
الصفحة الأخيرة
وأفضل الدعاء الحمد لله