بعد أن طلبت مني المشعوذة ذلك المبلغ الكبير شعرت بنوع من التأنيب والنقص، وأحسست أنها تستغلني وتبتزني وأنها لا تختلف عن زوجي في شيء نهائيا، فهي أيضا لا تفكر سوى في ابتزازي .
وقضيت طوال الليل أفكر في الأمر، وفي الصباح قبل خروجي إلى عملي صليت استخارة، تخيلوا أني من الجهل صليت استخارة هل أكمل مع المشعوذة أم لا أكمل.
بعد الصلاه ذهبت إلى عملي، وهناك بعد الحصة الثالثة قالت لي زميلة هل لديك عمل للحصة الرابعة قلت لها لا، فقالت لي إذا ما رأيك لو نحضر المحاضرة، فسألتها أية محاضرة، فاستغربت وقالت لي: أين أنت المدرسات كلهن ينتظرن هذا اليوم وأنت ولا تدرين عن شيء، اليوم محاضرة ناعمة الهاشمي، .... فنظرت لها باستغراب: من ناعمة الهاشمي؟؟ فطالعتني هي باستغراب أكثر وقالت: لا أنت لا بد أنك تعانين من مشكلة، طوال الأسبوعين الماضيين وكل المدرسات يتحدثن عنها فكيف لم تنتبهي؟؟ صمت قليلا أفكر ثم قلت لها: بصراحة أنا تعبانة وليس لي نفس كي أحضر محاضرات أذهبي أنت وأستفيدي،
ولكنها أصرت بطريقة غريبة: هذه فرصة تغيرين حياتك، يقولون أن لديها قدرة كبيرة على التأثير على الآخرين وتغيير حياتهم، وأنها تساعد النساء على استعادت حب أزواجهم. رنت الكلمة في أذني وقلت لها: كيف؟ قالت : لا أعلم كيف، لكني سمعت عنها من المدرسات، والجميع يتحدث عنها بالخير ويقولون أنها تعمل مفعولا كالسحر.
أقنعتني وقلت في نفسي: سأحضر فإن كانت المحاضرة مناسبة سأبقى وإن كانت لا تفيدني سأخرج.
عندما دخلنا قاعة المحاضرات رأيت فتاة تجلس بالقرب من الطاولة الرئيسية وقلت لعلها سكرتيرتها، ولكن المدرسات أشعرنني أنها هي ناعمة الهاشمي، ففكرت في الخروج، وقلت كيف لواحده في هذا السن وبهذه البساطة أن تساعدني، لن أبقى، وفي هذه اللحظات بدات تتحدث، واذكر أول كلمة قالتها وهي تنظر نحوي: انتظري وسأسمح لك بالمغادرة بعد عشر دقائق من بدأ المحاضرة، .
وبعد عشر دقائق من بدأ المحاضرة تمنيت لو أن المحاضرة تستمر مدى الحياة، ففي كلامها حياة وامل ولديها أسلوب يدخلها إلى القلوب بلا استاذان، حديثها حلو، وفي كل مناسبة تطرح أمثلة قريبة من واقعنا، جعلتني في لحظات قليلة أشعر أني كنت طوال حياتي نائمة في غيبوبة لأول مرة أعرف أن هناك امرأة أسمها وله،
شعرت أن الدكتورة أمرأة شجاعة وقوية وذكية، وأن هذه الإنسانه هي الإنسانة القادرة على مساعدتي، خاصة بعد أن ذكرت لنا أمثلة وحلول غريبة ومختلفة عن كل ما نسمع ونشاهد، فارتاحت نفسي لها كثيرا وقررت أن أزورها في مكتبها وأبدأ استشاراتي معها.
وفي الليل دعيت الله أن ييسر لي لقائي بها، وصليت استخارة لأرى إن كان هذه الإستشارات تقيدني أم لا،
وفي الصباح لم أذهب إلى عملي وتوجهت مباشرة إلى مكتبها، وهناك قابلتني السكرتيرة فقلت لها: أريد أن أرى ناعمة الهاشمي، قالت لي: هل لديك موعد قلت لها لا لكن عندي أمر طارئ، فاعتذرت مني بأدب وقالت: سامحيني فالجدول مشحون جدا اليوم ولا أعتقد أنها ستجد الوقت للحديث معك، ولكني أصررت عليها وقلت لها سأنتظر حتى تنهي عملها، فقالت لي لا مانع أنتظري هناك لكن قد يستغرق عملها خمس ساعات، فقلت سأنتظر لا مانع، وأنا في الإنتظار سمعت السكرتيرة تتحدث مع أمرأة على الهاتف وتقول لها : لماذا يام فلان لا تستطيعين الحضور، .. ثم قالت لا مشكلة سأحدد لك موعدا آخر إن شاء الله.
ثم جاءتني السكرتيرة وقالت: حظك حلو يا أختي فقد اتصلت إحدى عميلاتنا قبل قليل لتعتذر عن الحضور لديها ظروف خاصة، وموعدها بعد ربع ساعة ولمدة ساعة فخذيه،
فرحت وحمدت الله، وشعرت أن هذا الحادث هو بشرى خير، وقلت لعل الله كتب حلا لمشكلتي على يديها،
وجاء دوري ودخلت إليها فتذكرتني وضحكت، فقلت لها: دكتورة لقد جأت إليك طلبا للحل، إما أن تعيدي لي زوجي خلال اسبوع، أو أذهب إلى مشعوذة ستعيده لي خلال يومين مقابل سبعين ألف درهم.
فذهلت الدكتورة وقالت: ألا تخافين الله، كيف تلجئين لمشعوذة او لهذه الدرجة هانت عليك نفسك تدخلين جهنم والعياذ بالله لإرضاء زوجك، ..... ثم قالت: لا أستطيع إعادة زوجك لك في اسبوع، لكني أعدك ان أساعدك لتتحسن علاقتكما خلال الثلاثة اشهر القادمة.
تضايقت وبدى علي الهم فلاحظت ذلك وقالت: أحكي لي حكايتك ثم سنرى ماذا نستطيع أن نعمل لحلها. وبدأت أحكي لها.
سألتني الدكتورة: هل تعرفين شيء عن السحر؟؟ قلت لها لا: قالت السحر ضعيف جدا أضعف بكثير من الإرادة، والساحر يستغل في الإنسان إرادته فيوجهها كيفما شاء، والسحر أنواع سحر يتجدد كل اسبوع وسحر كل شهر وسحر كل سنه، ماعملته لك الساحرة كان سحر الأسبوع، وهو لا يستمر سوى اسبوع واحد ثم يزول مفعوله، وربما تزيد بعد الأسبوع من ضيق مشكلتك لكي تستغلك أكثر، فالكثير من السحرة والساحرات يعقدن حياة الإنسان الذي يلجا لهم لكي يدمن على الذهاب لهم،
والسحر الذي ستعمله لك لن يحل مشكلتك فعلا، ولكنها ستوهمك لفترة أو ستربطه لك في البيت لفترة محددة ثم سيعود إلى ماكان عليه من جديد بعد ذهاب مفعول السحر، ولا يوجد سحر أبدي أبدا، ولا أعتقد أنها ستهتم لكي تجدد لك السحر كل مرة على حسابها.
ثم مالذي يضمن لك أن لا تتلاعب بك، وتستغلك مدى الحياة، ثم إن كانت قادرة على تغيير الأقدار فلماذا لا تجلب لها بيتا أجمل مما هي فيه، ولماذا لا تحصل على المال بدون تعب،
ثم حدثتني عن الهالات السبعة للإنسان والتي تم أكتشافها حديثا وكيف أن كل أنسان تحيط بجسده سبع هالات كل هالة تقوى وتصبح قادرة على صد الجن والسحرة كلما قرأنا آية الكرسي،
أي أنه عندما نقرأ أية الكرسي سبع مرات تصبح هذه الهالات السبعة قوية جدا فيصعب على الجن اختراقها وقد يحترق في حالة اختراق هالة مؤمن تحصن بقراءة المعوذات او آية الكرسي، وشرحت لي الكثير عن تأثير الجن على الإنسان، وكيف أن الجن والسحرة ضعفاء جدا فقد باؤا بلعنة الله لهم، ولذلك فهم يحسدوننا لأننا لا زلنا نحيا تحت رحمة الله.
بدأنا نتحدث أنا والدكتورة عن كل أموري وقالت لي، لقد تنازلت كثيرا في حياتك فلماذا؟؟
صمت وكنت يومها مجرد فتاة تعض شفتيها كلما شعرت بالحيرة،
قالت لي:
إن ماضي والدتك يجعلك تشعرين بالعار وأنك أقل من النساء الأخريات،
وسلطة والدتك على والدتك جعلتك تتمادين في التعاطي مع زوجك لكي لا يشعر هو الآخر بالضعف معك.
أنت تعتقدين أنك لا شيء، ولذلك ارتكبت الحرام معه، وحينما فعلت ذلك وجاءت ردة فعل الناس والمجتمع انهارت نفسيتك أكثر وضاع ما تبقى لديك من الشخصية، وحينما بدأ يعايرك بما حدث بينك وبينه قبل الزواج، اصبحت أكثر اذلالا،
ونسيت في الأولى أن الله لا يأخذ نفس بذنب نفس أخرى، وأنه لا علاقة لك بما فعلت والدتك،
ونسيتي في الأخيرة أن الله فرض عقابا واحدا على الزاني والزانية ولم يفرق بينهما، يعني أنه في مقامك وإن عايرك عايريه وقولي له كنت فتاة ضعيفة وأنت استغللت ضعفي وعند ربي قد تكون أنت اكبر ذنبا مني فالله ذكر في كتابه الزاني والزانية في نفس المنزلة، يعني أنت مثلي،
ثم قالت لي، لأن والدتك لم تهبك الحب الكافي في طفولتك كنت جائعة للحب، تبحثين بحثا شديدا عن الحنان وكنت مستعدة لشراء الحب بالمال أو بالذل والتنازلات، لأنك تريدين الشعور بالحب بأي ثمن، فأنت لم تتذوقي طعم حب الأم الصافي الذي يشيع في النفس القوة ويعطي الطفل في سنوات عمره الأولى الثقة بالنفس،
بعد ذلك قالت لي: حاولت أيضا أن تصنعي أسرة لكي تعوضي نفسك الأجواء الأسرية التي أفتقدتها في مقابل الكثير أيضا من التنازلات، وكل هذه اخطاء الحب كنت ستحصلين عليه وأنت بكامل شموخك دون تنازل أو ذل، لأن الحب الذي كنت تحاولين شراؤه ليس إلا وهم، فهو كان يعلم عن نقطة ضعفك ويصب في أذنيك كلام حلوا لكي يأخذ منك المال لأنه يعلم أنك مستعدة للتنازل عن أي شيء في مقابل المال.
ولهذا بدأت معي أول درس في قوة الشخصية وكتبت في مفكرتي كلمة أسالت دموعي، وهي (( لن يحبك انسان في هذه الدنيا أكثر من حبك لنفسك)) ثم أضافت عبارة أخرى: (( ولن يشعرك أحد بالأمان ما لم تستمديه من ربك))
تأملت هذه الكلمات كثيرا خاصة بعد أن شرحت لي الدرس الأول في قوة الشخصية، وعلمتني كيف أتخلص من قيود الماضي، كيف أعيد برمجة ذاتي وأحول كل المأسي التي مررت بها إلى مفاخر، قالت لي: إن المرأة التي عاشت ظروفك ومع هذا تمكنت من الحصول على الشهادة والزواج فهي بطله، وأنت بطلة وأنا أحترمك)) هذه الكلمات عززت ثقتي في نفسي، وجعلتني أنتقل من مشاعر الخجل من ذاتي إلى مشاعر التقدير لنفسي،
ثم طلبت مني أن اتسامح مع ذاتي والماضي وقالت: إن الله يغفر للإنسان، أفلا تغفرين انت لنفسك، ما فات فات، ومن اليوم عدي نفسك أن لا تعودي للماضي أبدا، فأنت انسانه جديدة، .........
والله يا بنات كلام كثير دخل في قلبي وغسله من الداخل وكنت في كل جلسة أبكي كأني لم أبكي منذ سنوات أحسست أني كنت طوال تلك الفترة أكره نفسي دون أن أشعر، وكنت لا أحب أن أفهمها أو أسعدها.
قلت لها ماذا أفعل حينما يعايرني، قالت أولا تأكدي أن ليس من حق أنسان في هذه الدنيا أن يحاسبك على مامضى، إن الأمر متعلق بالله، هو فقط يحسابك، فقولي له: لقد تبت إلى ربي، وسامحت نفسي، وأشعر اني اليوم طاهرة نقية ولا أقبل أن تذكرني بما ليس بي، فأنا طاهرة رغما عنك، وإن كان ذنبا لا يغتفر فهذا يعني أنك معي فالله جعلنا متساوين في العقاب ولم بدأ عقاب أشد وأنت بدات، وأنا ضحيتك لا أكثر، وكل ليلة أدعوا الله أن يغفر لك ما فعلته بي لأني أرى أنك مذنبا أكثر مني،
سألتها هل أواجهه بزواجه، قالت: لا، إياك في حالتك هذه لا يصلح، فإن واجهته قدمت للأخرى خدمة عظيمة، فهو يخشى من انكشاف أمره، وهذه يجعله غير قادر على المساواة بينكما في المبيت، في حالة واجهته سيصبح كل شيء واضح ولن يكون هناك ما يخشى منه، وبالتالي سيقول لك هذا الأمر الواقع وعليك أن تقبلي به أو تذهبي بيت أهلك، كما يقول لك دائما، وهذا ليس في صالحك، ولا يناسبك الزعل منه الآن أتركيه كما هو فنحن بحاجة إلى وجوده معك لكي نعمل على الخطط بشكل جيد.
وكانت الخطوة الثانية،
قالت: استعيدي بطاقتك المصرفية منه،
قلت : لا لا أستطيع يادكتورة أخاف من ردة فعله، أخاف أن يعاملني معاملة سيئة أنا خائفة،
قالت: بل ستفعلين وأنا أووكد لك أنه لن يفعل شيء فهو جبان.
قلت: ولكن يادكتورة في إحدى المرات حينما طلبتها منه نظر لي بإحتقار وقال تشوفين الموت وما تشوفينها،
فقالت: أفعلي ما أطلبه منك بالحرف الواحد، فهذه النوعية من الرجال مجرد مفرقعات في الهواء لا خوف منهم، قومي اليوم بسحب البطاقة من جيبه، وأذهبي مباشرة لتغيير الرقم السري، ثم خبيئيهافي مكان أمين خارج البيت،
وحينما يكتشف اختفاءها سيسألك عنها قولي له، طلبها عمي مني، فإن قال لك لماذا؟؟ قولي له لكي يطمأن علي ......................... إلخ.
وذهبت البيت وفعلت كما طلبت مني، بالضبط وسالني عندما اكتشف أنها غير موجودة بغضب (( حقير)): أين البطاقة؟؟
طلبها عمي،
لماذا؟؟
لا أعرف لكنه قال أنه حلم حلما غير مريح عني وأنه يريد أن يطمأن علي، وأقترح أن يمسك بطاقتي ويستثمر لي راتبي ويصبح كل مالي تحت عينيه،
ونحن كيف نعيش؟؟
سألته فقال لي زوجك لديه راتبا جيدا يفتح بيتين وهو قادر على الصرف عليك؟
اتصلي فيه وقوليله نحن في غنى عن خدماتك وخليه يرجع البطاقة وإذا مارجعها اليوم بصير شي ما يرك..؟؟
فتباكيت وقلت له، عمي اكتشف أمر المديونية وقرر رفع قضية عليك وبالعافية أقنعته أن يسامحك، وقال بأنه أيضا سيفصلك من شغلك إذا تماديت، وسيطلقني منك وسيسحب منا الشقة، وأنا أحبك وما أريد مشاكل بينك وبين عمي،
بدى عليه الضيق والقهر، وخرج من المنزل وصفق الباب بقوة وعنف خلفه حتى وقع المفتاح على الأرض.
اتصلت بالدكتورة وقلت لها:
والله يا دكتورة كان قلبي يرتجف من شدة الخوف وأنا أقول له هذا الكلام، وخايفة من ردة فعله،
قالت لي: لا تخافي منه فهو فأر لا يقوى سوى على الصراخ، وسيعود بعد قليل ليصب في أذنيك كلاما معسولا لكي تعيدي له البطاقة ولكن لا تتأثري وكوني قوية.
وسبحان الله كما قالت: عاد من الخارج وجلس قربي وكنت أتناول العشاء وحيدة ككل ليلة، فقال لي: وين الولد، قلت له نائم، قال: ما رأيك لو نخرج فالجو جميل في الخارج،
وخرجنا، وطوال الطريق كان يتكلم عن رغبته في بناء بيت جميل لنا، وعن رغبته في مستقبل مميز لحياتنا، وأهمية التعاون المادي بين الزوجين، و..............................
يعني صدقت الدكتورة فيما قالت،
فقلت له: والله يا حبيبي كم أتمنى أن أساعدك لكن ما باليد حيلة فعمي رافض تماما أي نقاش في الأمر، وأصر أنه في حالة تحدثت معه عن المال فسوف يطلقني منك، وقال لي الرجل يعطي زوجته لا يأخذ منها،
قال بغضب: وعمك ما دخله بحياتنا، ليس من حقه أن يسيطر على مالك أذهبي واشتكيه فهو يريد أن يستولي عليه.
قلت له: ماذا تقول أنا أشتكي عمي الذي رباني وصرف علي بدون حساب، أنا أفعل هذا بعمي،
فقال: نعم لأنه لا يستحي وياخذ مالك،
فقلت له بغضب: أنت لا تستحي لانك تجادل أمرأة ضعيفة في مالها، أين الرجولة والنخوة ما ذا تريد في راتبي لم يتبقى منه شيء كله أقساط بنكية كله ديون ما تريد منه............ ثم تذكرت كلام الدكتورة: لا تفقدي أعصابك فسكت.
قال: تطولين السانك على زوجك،
قلت له: أعتذر منك لكني تعيسة أشعر أنك لا تحبني فقط تريد المال، أنا أريدك أنت.
وبدأنا في النقاش كلام مني وكلام منه، ثم أعادني إلى البيت ودخل معي، ولم يخرج تلك الليلة، ونام إلى جواري وهو يتقلب في فراشه، وكأنه مهموم، وأخيرا أقترب مني وأحتضنني بشدة كالطفل، وبصراحة تفاجأت كثيرا.
وفي المقابلة قلت للدكتور: بصراحة يا دكتورة أنا لا أفهم ما دخل زواجه بالمال، ولماذا ركزت على أن أسحب مالي منه، إنه مسكين ويثير شفقتي،
قالت: بل أنت المسكينة التي تثيرين الشفقة، فالمال هو الذي دفعه للزواج، امسكي مالك عنه لكي يتذكر مستواه المادي جيدا، فيعود ادراجه، ولأن الأخرى حينما ستيأس من قدرته على الصرف عليها سترمي به خارجا، دعيه يعود لها مفلسا وسنرى هل تستمر معه أم لا، فهذا النوع من النساء لا تريد الرجل المفلس وليست مستعدة لتضحي لأجله كما فعلت أنت، ستتخلى عنه في أسرع وقت،
قلت: ربما تحبه يا دكتورة وستصبر،
قالت: ما رأيك هل تراهنيني، قلت لها: رهان حلال، قالت: نعم انت تدفعين، قلت لها: مئة قالت: بل طاسة حلويات من باتشي، قلت لها: تم.
وسألتها: دكتورة ماذا أفعل براتبي فهو سينزل هذا الشهر فماذا أفعل به؟؟
ضحكت بطريقة غريبة وقالت: ماذا بكم يابنات الإمارات، لماذا لا تشعرون بقيمة المال، إن كل فلس من المال هو نتاج تعبك وخروجك من منزلك، ووقتك الثمين ادخريه وحوليه لودائع يوما ما ستدر عليك دخلا يغنيك عن العمل.
لأول مرة أفكر أن للمال قيمة، وأن من حقي أن أدخر لمستقبلي
والله يا بنات أني تعلمت منها الكثير
وتغيرت حياتي وشخصيتي فسبحان الله
بعد أن طلبت مني المشعوذة ذلك المبلغ الكبير شعرت بنوع من التأنيب والنقص، وأحسست أنها تستغلني...
وقضيت طوال الليل أفكر في الأمر، وفي الصباح قبل خروجي إلى عملي صليت استخارة، تخيلوا أني من الجهل صليت استخارة هل أكمل مع المشعوذة أم لا أكمل.
بعد الصلاه ذهبت إلى عملي، وهناك بعد الحصة الثالثة قالت لي زميلة هل لديك عمل للحصة الرابعة قلت لها لا، فقالت لي إذا ما رأيك لو نحضر المحاضرة، فسألتها أية محاضرة، فاستغربت وقالت لي: أين أنت المدرسات كلهن ينتظرن هذا اليوم وأنت ولا تدرين عن شيء، اليوم محاضرة ناعمة الهاشمي، .... فنظرت لها باستغراب: من ناعمة الهاشمي؟؟ فطالعتني هي باستغراب أكثر وقالت: لا أنت لا بد أنك تعانين من مشكلة، طوال الأسبوعين الماضيين وكل المدرسات يتحدثن عنها فكيف لم تنتبهي؟؟ صمت قليلا أفكر ثم قلت لها: بصراحة أنا تعبانة وليس لي نفس كي أحضر محاضرات أذهبي أنت وأستفيدي،
ولكنها أصرت بطريقة غريبة: هذه فرصة تغيرين حياتك، يقولون أن لديها قدرة كبيرة على التأثير على الآخرين وتغيير حياتهم، وأنها تساعد النساء على استعادت حب أزواجهم. رنت الكلمة في أذني وقلت لها: كيف؟ قالت : لا أعلم كيف، لكني سمعت عنها من المدرسات، والجميع يتحدث عنها بالخير ويقولون أنها تعمل مفعولا كالسحر.
أقنعتني وقلت في نفسي: سأحضر فإن كانت المحاضرة مناسبة سأبقى وإن كانت لا تفيدني سأخرج.
عندما دخلنا قاعة المحاضرات رأيت فتاة تجلس بالقرب من الطاولة الرئيسية وقلت لعلها سكرتيرتها، ولكن المدرسات أشعرنني أنها هي ناعمة الهاشمي، ففكرت في الخروج، وقلت كيف لواحده في هذا السن وبهذه البساطة أن تساعدني، لن أبقى، وفي هذه اللحظات بدات تتحدث، واذكر أول كلمة قالتها وهي تنظر نحوي: انتظري وسأسمح لك بالمغادرة بعد عشر دقائق من بدأ المحاضرة، .
وبعد عشر دقائق من بدأ المحاضرة تمنيت لو أن المحاضرة تستمر مدى الحياة، ففي كلامها حياة وامل ولديها أسلوب يدخلها إلى القلوب بلا استاذان، حديثها حلو، وفي كل مناسبة تطرح أمثلة قريبة من واقعنا، جعلتني في لحظات قليلة أشعر أني كنت طوال حياتي نائمة في غيبوبة لأول مرة أعرف أن هناك امرأة أسمها وله،
شعرت أن الدكتورة أمرأة شجاعة وقوية وذكية، وأن هذه الإنسانه هي الإنسانة القادرة على مساعدتي، خاصة بعد أن ذكرت لنا أمثلة وحلول غريبة ومختلفة عن كل ما نسمع ونشاهد، فارتاحت نفسي لها كثيرا وقررت أن أزورها في مكتبها وأبدأ استشاراتي معها.
وفي الليل دعيت الله أن ييسر لي لقائي بها، وصليت استخارة لأرى إن كان هذه الإستشارات تقيدني أم لا،
وفي الصباح لم أذهب إلى عملي وتوجهت مباشرة إلى مكتبها، وهناك قابلتني السكرتيرة فقلت لها: أريد أن أرى ناعمة الهاشمي، قالت لي: هل لديك موعد قلت لها لا لكن عندي أمر طارئ، فاعتذرت مني بأدب وقالت: سامحيني فالجدول مشحون جدا اليوم ولا أعتقد أنها ستجد الوقت للحديث معك، ولكني أصررت عليها وقلت لها سأنتظر حتى تنهي عملها، فقالت لي لا مانع أنتظري هناك لكن قد يستغرق عملها خمس ساعات، فقلت سأنتظر لا مانع، وأنا في الإنتظار سمعت السكرتيرة تتحدث مع أمرأة على الهاتف وتقول لها : لماذا يام فلان لا تستطيعين الحضور، .. ثم قالت لا مشكلة سأحدد لك موعدا آخر إن شاء الله.
ثم جاءتني السكرتيرة وقالت: حظك حلو يا أختي فقد اتصلت إحدى عميلاتنا قبل قليل لتعتذر عن الحضور لديها ظروف خاصة، وموعدها بعد ربع ساعة ولمدة ساعة فخذيه،
فرحت وحمدت الله، وشعرت أن هذا الحادث هو بشرى خير، وقلت لعل الله كتب حلا لمشكلتي على يديها،
وجاء دوري ودخلت إليها فتذكرتني وضحكت، فقلت لها: دكتورة لقد جأت إليك طلبا للحل، إما أن تعيدي لي زوجي خلال اسبوع، أو أذهب إلى مشعوذة ستعيده لي خلال يومين مقابل سبعين ألف درهم.
فذهلت الدكتورة وقالت: ألا تخافين الله، كيف تلجئين لمشعوذة او لهذه الدرجة هانت عليك نفسك تدخلين جهنم والعياذ بالله لإرضاء زوجك، ..... ثم قالت: لا أستطيع إعادة زوجك لك في اسبوع، لكني أعدك ان أساعدك لتتحسن علاقتكما خلال الثلاثة اشهر القادمة.
تضايقت وبدى علي الهم فلاحظت ذلك وقالت: أحكي لي حكايتك ثم سنرى ماذا نستطيع أن نعمل لحلها. وبدأت أحكي لها.
سألتني الدكتورة: هل تعرفين شيء عن السحر؟؟ قلت لها لا: قالت السحر ضعيف جدا أضعف بكثير من الإرادة، والساحر يستغل في الإنسان إرادته فيوجهها كيفما شاء، والسحر أنواع سحر يتجدد كل اسبوع وسحر كل شهر وسحر كل سنه، ماعملته لك الساحرة كان سحر الأسبوع، وهو لا يستمر سوى اسبوع واحد ثم يزول مفعوله، وربما تزيد بعد الأسبوع من ضيق مشكلتك لكي تستغلك أكثر، فالكثير من السحرة والساحرات يعقدن حياة الإنسان الذي يلجا لهم لكي يدمن على الذهاب لهم،
والسحر الذي ستعمله لك لن يحل مشكلتك فعلا، ولكنها ستوهمك لفترة أو ستربطه لك في البيت لفترة محددة ثم سيعود إلى ماكان عليه من جديد بعد ذهاب مفعول السحر، ولا يوجد سحر أبدي أبدا، ولا أعتقد أنها ستهتم لكي تجدد لك السحر كل مرة على حسابها.
ثم مالذي يضمن لك أن لا تتلاعب بك، وتستغلك مدى الحياة، ثم إن كانت قادرة على تغيير الأقدار فلماذا لا تجلب لها بيتا أجمل مما هي فيه، ولماذا لا تحصل على المال بدون تعب،
ثم حدثتني عن الهالات السبعة للإنسان والتي تم أكتشافها حديثا وكيف أن كل أنسان تحيط بجسده سبع هالات كل هالة تقوى وتصبح قادرة على صد الجن والسحرة كلما قرأنا آية الكرسي،
أي أنه عندما نقرأ أية الكرسي سبع مرات تصبح هذه الهالات السبعة قوية جدا فيصعب على الجن اختراقها وقد يحترق في حالة اختراق هالة مؤمن تحصن بقراءة المعوذات او آية الكرسي، وشرحت لي الكثير عن تأثير الجن على الإنسان، وكيف أن الجن والسحرة ضعفاء جدا فقد باؤا بلعنة الله لهم، ولذلك فهم يحسدوننا لأننا لا زلنا نحيا تحت رحمة الله.
بدأنا نتحدث أنا والدكتورة عن كل أموري وقالت لي، لقد تنازلت كثيرا في حياتك فلماذا؟؟
صمت وكنت يومها مجرد فتاة تعض شفتيها كلما شعرت بالحيرة،
قالت لي:
إن ماضي والدتك يجعلك تشعرين بالعار وأنك أقل من النساء الأخريات،
وسلطة والدتك على والدتك جعلتك تتمادين في التعاطي مع زوجك لكي لا يشعر هو الآخر بالضعف معك.
أنت تعتقدين أنك لا شيء، ولذلك ارتكبت الحرام معه، وحينما فعلت ذلك وجاءت ردة فعل الناس والمجتمع انهارت نفسيتك أكثر وضاع ما تبقى لديك من الشخصية، وحينما بدأ يعايرك بما حدث بينك وبينه قبل الزواج، اصبحت أكثر اذلالا،
ونسيت في الأولى أن الله لا يأخذ نفس بذنب نفس أخرى، وأنه لا علاقة لك بما فعلت والدتك،
ونسيتي في الأخيرة أن الله فرض عقابا واحدا على الزاني والزانية ولم يفرق بينهما، يعني أنه في مقامك وإن عايرك عايريه وقولي له كنت فتاة ضعيفة وأنت استغللت ضعفي وعند ربي قد تكون أنت اكبر ذنبا مني فالله ذكر في كتابه الزاني والزانية في نفس المنزلة، يعني أنت مثلي،
ثم قالت لي، لأن والدتك لم تهبك الحب الكافي في طفولتك كنت جائعة للحب، تبحثين بحثا شديدا عن الحنان وكنت مستعدة لشراء الحب بالمال أو بالذل والتنازلات، لأنك تريدين الشعور بالحب بأي ثمن، فأنت لم تتذوقي طعم حب الأم الصافي الذي يشيع في النفس القوة ويعطي الطفل في سنوات عمره الأولى الثقة بالنفس،
بعد ذلك قالت لي: حاولت أيضا أن تصنعي أسرة لكي تعوضي نفسك الأجواء الأسرية التي أفتقدتها في مقابل الكثير أيضا من التنازلات، وكل هذه اخطاء الحب كنت ستحصلين عليه وأنت بكامل شموخك دون تنازل أو ذل، لأن الحب الذي كنت تحاولين شراؤه ليس إلا وهم، فهو كان يعلم عن نقطة ضعفك ويصب في أذنيك كلام حلوا لكي يأخذ منك المال لأنه يعلم أنك مستعدة للتنازل عن أي شيء في مقابل المال.
ولهذا بدأت معي أول درس في قوة الشخصية وكتبت في مفكرتي كلمة أسالت دموعي، وهي (( لن يحبك انسان في هذه الدنيا أكثر من حبك لنفسك)) ثم أضافت عبارة أخرى: (( ولن يشعرك أحد بالأمان ما لم تستمديه من ربك))
تأملت هذه الكلمات كثيرا خاصة بعد أن شرحت لي الدرس الأول في قوة الشخصية، وعلمتني كيف أتخلص من قيود الماضي، كيف أعيد برمجة ذاتي وأحول كل المأسي التي مررت بها إلى مفاخر، قالت لي: إن المرأة التي عاشت ظروفك ومع هذا تمكنت من الحصول على الشهادة والزواج فهي بطله، وأنت بطلة وأنا أحترمك)) هذه الكلمات عززت ثقتي في نفسي، وجعلتني أنتقل من مشاعر الخجل من ذاتي إلى مشاعر التقدير لنفسي،
ثم طلبت مني أن اتسامح مع ذاتي والماضي وقالت: إن الله يغفر للإنسان، أفلا تغفرين انت لنفسك، ما فات فات، ومن اليوم عدي نفسك أن لا تعودي للماضي أبدا، فأنت انسانه جديدة، .........
والله يا بنات كلام كثير دخل في قلبي وغسله من الداخل وكنت في كل جلسة أبكي كأني لم أبكي منذ سنوات أحسست أني كنت طوال تلك الفترة أكره نفسي دون أن أشعر، وكنت لا أحب أن أفهمها أو أسعدها.
قلت لها ماذا أفعل حينما يعايرني، قالت أولا تأكدي أن ليس من حق أنسان في هذه الدنيا أن يحاسبك على مامضى، إن الأمر متعلق بالله، هو فقط يحسابك، فقولي له: لقد تبت إلى ربي، وسامحت نفسي، وأشعر اني اليوم طاهرة نقية ولا أقبل أن تذكرني بما ليس بي، فأنا طاهرة رغما عنك، وإن كان ذنبا لا يغتفر فهذا يعني أنك معي فالله جعلنا متساوين في العقاب ولم بدأ عقاب أشد وأنت بدات، وأنا ضحيتك لا أكثر، وكل ليلة أدعوا الله أن يغفر لك ما فعلته بي لأني أرى أنك مذنبا أكثر مني،
سألتها هل أواجهه بزواجه، قالت: لا، إياك في حالتك هذه لا يصلح، فإن واجهته قدمت للأخرى خدمة عظيمة، فهو يخشى من انكشاف أمره، وهذه يجعله غير قادر على المساواة بينكما في المبيت، في حالة واجهته سيصبح كل شيء واضح ولن يكون هناك ما يخشى منه، وبالتالي سيقول لك هذا الأمر الواقع وعليك أن تقبلي به أو تذهبي بيت أهلك، كما يقول لك دائما، وهذا ليس في صالحك، ولا يناسبك الزعل منه الآن أتركيه كما هو فنحن بحاجة إلى وجوده معك لكي نعمل على الخطط بشكل جيد.
وكانت الخطوة الثانية،
قالت: استعيدي بطاقتك المصرفية منه،
قلت : لا لا أستطيع يادكتورة أخاف من ردة فعله، أخاف أن يعاملني معاملة سيئة أنا خائفة،
قالت: بل ستفعلين وأنا أووكد لك أنه لن يفعل شيء فهو جبان.
قلت: ولكن يادكتورة في إحدى المرات حينما طلبتها منه نظر لي بإحتقار وقال تشوفين الموت وما تشوفينها،
فقالت: أفعلي ما أطلبه منك بالحرف الواحد، فهذه النوعية من الرجال مجرد مفرقعات في الهواء لا خوف منهم، قومي اليوم بسحب البطاقة من جيبه، وأذهبي مباشرة لتغيير الرقم السري، ثم خبيئيهافي مكان أمين خارج البيت،
وحينما يكتشف اختفاءها سيسألك عنها قولي له، طلبها عمي مني، فإن قال لك لماذا؟؟ قولي له لكي يطمأن علي ......................... إلخ.
وذهبت البيت وفعلت كما طلبت مني، بالضبط وسالني عندما اكتشف أنها غير موجودة بغضب (( حقير)): أين البطاقة؟؟
طلبها عمي،
لماذا؟؟
لا أعرف لكنه قال أنه حلم حلما غير مريح عني وأنه يريد أن يطمأن علي، وأقترح أن يمسك بطاقتي ويستثمر لي راتبي ويصبح كل مالي تحت عينيه،
ونحن كيف نعيش؟؟
سألته فقال لي زوجك لديه راتبا جيدا يفتح بيتين وهو قادر على الصرف عليك؟
اتصلي فيه وقوليله نحن في غنى عن خدماتك وخليه يرجع البطاقة وإذا مارجعها اليوم بصير شي ما يرك..؟؟
فتباكيت وقلت له، عمي اكتشف أمر المديونية وقرر رفع قضية عليك وبالعافية أقنعته أن يسامحك، وقال بأنه أيضا سيفصلك من شغلك إذا تماديت، وسيطلقني منك وسيسحب منا الشقة، وأنا أحبك وما أريد مشاكل بينك وبين عمي،
بدى عليه الضيق والقهر، وخرج من المنزل وصفق الباب بقوة وعنف خلفه حتى وقع المفتاح على الأرض.
اتصلت بالدكتورة وقلت لها:
والله يا دكتورة كان قلبي يرتجف من شدة الخوف وأنا أقول له هذا الكلام، وخايفة من ردة فعله،
قالت لي: لا تخافي منه فهو فأر لا يقوى سوى على الصراخ، وسيعود بعد قليل ليصب في أذنيك كلاما معسولا لكي تعيدي له البطاقة ولكن لا تتأثري وكوني قوية.
وسبحان الله كما قالت: عاد من الخارج وجلس قربي وكنت أتناول العشاء وحيدة ككل ليلة، فقال لي: وين الولد، قلت له نائم، قال: ما رأيك لو نخرج فالجو جميل في الخارج،
وخرجنا، وطوال الطريق كان يتكلم عن رغبته في بناء بيت جميل لنا، وعن رغبته في مستقبل مميز لحياتنا، وأهمية التعاون المادي بين الزوجين، و..............................
يعني صدقت الدكتورة فيما قالت،
فقلت له: والله يا حبيبي كم أتمنى أن أساعدك لكن ما باليد حيلة فعمي رافض تماما أي نقاش في الأمر، وأصر أنه في حالة تحدثت معه عن المال فسوف يطلقني منك، وقال لي الرجل يعطي زوجته لا يأخذ منها،
قال بغضب: وعمك ما دخله بحياتنا، ليس من حقه أن يسيطر على مالك أذهبي واشتكيه فهو يريد أن يستولي عليه.
قلت له: ماذا تقول أنا أشتكي عمي الذي رباني وصرف علي بدون حساب، أنا أفعل هذا بعمي،
فقال: نعم لأنه لا يستحي وياخذ مالك،
فقلت له بغضب: أنت لا تستحي لانك تجادل أمرأة ضعيفة في مالها، أين الرجولة والنخوة ما ذا تريد في راتبي لم يتبقى منه شيء كله أقساط بنكية كله ديون ما تريد منه............ ثم تذكرت كلام الدكتورة: لا تفقدي أعصابك فسكت.
قال: تطولين السانك على زوجك،
قلت له: أعتذر منك لكني تعيسة أشعر أنك لا تحبني فقط تريد المال، أنا أريدك أنت.
وبدأنا في النقاش كلام مني وكلام منه، ثم أعادني إلى البيت ودخل معي، ولم يخرج تلك الليلة، ونام إلى جواري وهو يتقلب في فراشه، وكأنه مهموم، وأخيرا أقترب مني وأحتضنني بشدة كالطفل، وبصراحة تفاجأت كثيرا.
وفي المقابلة قلت للدكتور: بصراحة يا دكتورة أنا لا أفهم ما دخل زواجه بالمال، ولماذا ركزت على أن أسحب مالي منه، إنه مسكين ويثير شفقتي،
قالت: بل أنت المسكينة التي تثيرين الشفقة، فالمال هو الذي دفعه للزواج، امسكي مالك عنه لكي يتذكر مستواه المادي جيدا، فيعود ادراجه، ولأن الأخرى حينما ستيأس من قدرته على الصرف عليها سترمي به خارجا، دعيه يعود لها مفلسا وسنرى هل تستمر معه أم لا، فهذا النوع من النساء لا تريد الرجل المفلس وليست مستعدة لتضحي لأجله كما فعلت أنت، ستتخلى عنه في أسرع وقت،
قلت: ربما تحبه يا دكتورة وستصبر،
قالت: ما رأيك هل تراهنيني، قلت لها: رهان حلال، قالت: نعم انت تدفعين، قلت لها: مئة قالت: بل طاسة حلويات من باتشي، قلت لها: تم.
وسألتها: دكتورة ماذا أفعل براتبي فهو سينزل هذا الشهر فماذا أفعل به؟؟
ضحكت بطريقة غريبة وقالت: ماذا بكم يابنات الإمارات، لماذا لا تشعرون بقيمة المال، إن كل فلس من المال هو نتاج تعبك وخروجك من منزلك، ووقتك الثمين ادخريه وحوليه لودائع يوما ما ستدر عليك دخلا يغنيك عن العمل.
لأول مرة أفكر أن للمال قيمة، وأن من حقي أن أدخر لمستقبلي
والله يا بنات أني تعلمت منها الكثير
وتغيرت حياتي وشخصيتي فسبحان الله