بهذه الشبة فارق الخوارج أهل السنة والجماعة و استباحوا دمائهم

الملتقى العام

الحمد ُلله ربِ العالمين ، والعاقبة للمتقين ولا عُدوْان إلآ على الظالمين كالمبتدعة والخوارج والمشركين .

وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لا شريك له ، إله الأولين والآخرين ، وقَيُّوم السماوات والأرضين .

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، وخيرته من خلقه أجمعين .

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وأصحابه ومَنْ تَبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً .

أَمَّا بَعْدُ :

فالخوارج لهم أسماء\\

يقال لهم:

((الحرورية))؛ لأنهم خرجوا بمكان يقال له حروراء،\\

ويقال لهم: ((أهل النهروان))؛ لأن علياً قاتلهم هناك، ومن أصنافهم\\

((الإباضية)) أتباع عبدالله بن أباض،\\

و((الأزارقة)): أتباع نافع بن الأزرق، \\

و((النجدات)): أصحاب نجدة الحروري.\\

\\وهم أول من كفر أهل القبلة بالذنوب بل بما يرونه هم من الذنوب، واستحلوا دماء أهل القبلة بذلك؛ فكانوا كما نعتهم النبي \\

((يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان))

وكفروا علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان ومن والاهما، وقتلوا علي بن أبي طالب مستحلين لقتله، قتله عبدالرحمن بن ملجم المرادي منهم، وكان هو وغيره من الخوارج مجتهدين في العبادة، لكن كانوا جهالاً فارقوا السنة والجماعة؛ فقال هؤلاء: ما الناس إلا مؤمن أو كافر، والمؤمن من فعل جميع الواجبات وترك جميع المحرمات؛ فمن لم يكن كذلك فهو كافر مخلد في النار.

ثم جعلوا كل من خالف قولهم كذلك؛ فقالوا:\\ إن عثمان وعلياً ونحوهما حكموا بغير ما أنزل الله وظلموا فصاروا كفاراً. !! \\

\\ ومذهب هؤلاء باطل بدلائل كثيرة من الكتاب والسنة؛ فإن الله سبحانه أمر بقطع يد السارق دون قتله، ولو كان كافراً مرتداً لوجب قتله؛ لأن النبي قال:

((من بدل دينه؛ فاقتلوه))

وقال:

((لا يحل دم امرىء مسلم إلا بإحدى ثلاث: كفر بعد إسلام، وزنا بعد إحصان، أو قتل نفس يقتل بها)) .

\\وأمر سبحانه بأن يجلد الزاني والزانية مئة جلدة، ولو كانا كافرين لأمر بقتلهما، وأمر سبحانه أن يجلد قاذف المحصنة ثمانين جلدة، ولو كان كافراً لأمر بقتله\\.


* *
// أما أهل السنة فهم لا يكفرون أحداً من أهل القبلة بمطلق المعاصي والكبائر، كما يفعله الخوارج؛!//

بل الأخوة الإيمانية ثابتة مع المعاصي، كما قال سبحانه وتعالى في آية القصاص:

{فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيءٌ فاتِّباعٌ بِالمَعْروفِ}

وقال:

{وإِنْ طائِفَتَانِ مِنَ الُمؤمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَـأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فإنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا على الأُخرَى فَقَاتِلُوا التَّي تَبْغِي حَتَّى تَفَيءَ إِلى أَمْرِ اللهِ فإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بالعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُقْسِطِين.َ إِنَّمَا المُؤمِنُونَ إِخوةٌ فَأصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُم}

// ولهذا قال علماء السنة في وصفهم ((اعتقاد أهل السنة والجماعة))

(( أنهم لا يكفرون أحداً من أهل القبلة بذنب. إشارة إلى بدعة الخوارج المكفرة بمطلق الذنوب!!،))

فأما أصل الإيمان الذي هو الإقرار بما جاءت به الرسل عن الله تصديقاً به وانقياداً له؛ فهذا أصل الإيمان الذي من لم يأت به فليس بمؤمن، ولهذا تواتر في الأحاديث:

((أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان))


**
قال الله تعالى "فأما الذين في قلوبهم زيغ" أي ضلال وخروج عن الحق إلى الباطل

"فيتبعون ما تشابه منه" أي إنما يأخذون منه بالمتشابه الذي يمكنهم أن يحرفوه إلى مقاصدهم الفاسدة وينزلوه عليها لاحتمال لفظه لما يصرفونه فأما المحكم فلا نصيب لهم فيه لأنه دافع لهم وحجة عليهم ولهذا قال الله تعالى "ابتغاء الفتنة"

أي الإضلال لأتباعهم إيهاما لهم أنهم يحتجون على بدعتهم بالقرآن وهو حجة عليهم لا لهم

وقوله تعالى "وابتغاء تأويله"

أي تحريفه على ما يريدون وقال مقاتل بن حيان والسدي يبتغون أن يعلموا ما يكون وما عواقب الأشياء من القرآن

وقد قال الإمام أحمد حدثنا إسماعيل حدثنا يعقوب عن عبدالله بن أبي مليكة عن عائشة رضي الله عنها قالت:

قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم "هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات" إلى قوله "أولوا الألباب" فقال "إذا رأيتم الذين يجادلون فيه فهم الذين عنى الله فاحذروهم"

وروى ابن مردويه من طريق أخرى عن القاسم عن عائشة به وقال الإمام أحمد

حدثنا أبو كامل حدثنا حماد عن أبي غالب قال:سمعت أبا أمامة يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم

في قوله تعالى "فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه"

قال "هم الخوارج"

وفي قوله تعالى "يوم تبيض وجوه وتسود وجوه"

قال:"هم الخوارج"

فإن أول بدعة وقعت في الإسلام فتنة الخوارج وكان مبدؤهم بسبب الدنيا وحب المال

حين قسم النبي صلى الله عليه وسلم غنائم حنين فكأنهم رأوا في عقولهم الفاسدة

أنه لم يعدل في القسمة ففاجأوه بهذه المقالة فقال قائلهم:وهو ذو الخويصرة بقر الله خاصرته اعدل فإنك لم تعدل

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم

"لقد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل أيأمنني على أهل الأرض ولا تأمنوني" فلما قفا الرجل استأذن عمر بن الخطاب وفي رواية خالد بن الوليد في قتله فقال "دعه فإنه يخرج من ضئضئ هذا أي من جنسه قوم يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وقراءته مع قراءتهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميّة فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم"

ثم كان ظهورهم أيام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقتلهم بالنهروان ثم تشعبت منهم شعوب وقبائل وآراء وأهواء ومقالات ونحل كثيرة منتشرة ثم انبعثت القدرية ثم المعتزلة ثم الجهمية وغير ذلك من البدع التي أخبر عنها الصادق المصدوق

صلى الله عليه وسلم في قوله "وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كـلها في النار إلا واحدة" قالوا وما هم يا رسول الله؟ قال "من كان على ما أنا عليه وأصحابي"

أخرجه الحاكـم في مستدركه بهذه الزيادة.

وقال الحافظ أبو يعلى:

حدثنا أبو موسى حدثنا عمرو بن عاصم حدثنا المعتمر عن أبيه عن قتادة عن الحسن بن جندب بن عبدالله أنه بلغه عن حذيفة أو سمعه منه يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ذكر

"إن في أمتي قوما يقرؤن القرآن ينثرونه نثر الدقل يتأولونه على غير تأويله" لم يخرجوه.

قال ابن مردويه:

حدثنا محمد بن إبراهيم حدثنا أحمد بن عمرو حدثنا هشام بن عمار حدثنا ابن أبي حاتم عن أبيه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن ابن العاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

"إن القرآن لم ينزل ليكذب بعضه بعضا فما عرفتم منه فاعملوا به وما تشابه منه فآمنوا به ". وقال عبدالرزاق أنبأنا معمر عن ابن طاووس عن أبيه قال:كان ابن عباس يقرأ:

وما يعلم تأويله إلا الله ويقول الراسخون آمنا به.

وقال الإمام أحمد حدثنا معمر عن الزهري عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال

:سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما يتدارؤن فقال

"إنما هلك من كان قبلكم بهذا ضربوا كتاب الله بعضه ببعض وإنما أنزل كتاب الله ليصدق بعضه بعضا فلا تكذبوا بعضه ببعض فما علمتم منه فقولوا به.

وما جهلتم فكلوه إلى عالمه"

وهم الراسخون في العلم من العلماء االكبار .

قال ابن المنذر في تفسيره:

حدثنا محمد بن عبدالله بن عبدالحكم:حدثنا ابن وهب أخبرني نافع بن يزيد قال:

يقال الراسخون في العلم المتواضعون لله المتذللون لله في مرضاته لا يتعاظمون على من فوقهم ولا يحقرون من دونهم. ثم قال تعالى عنهم مخبرا أنهم دعوا ربهم قائلين "ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا".
1
512

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

FeRiel
FeRiel
اعود بالله الهده الدرجه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي بقتلهم ؟؟؟ و الكل يجتمع على بغض اهل السنه ؟؟؟ونحن اهل السنة لا نكن عداءا لاحد و نتسامح حتى مع من اعتدى علينا:29: تم ادا ظهر من يبين للامه يتهم و يسب ويقتل و يشرد..................يا رب احفظ المسلمين في كل مكان و ردنا الى دينك مردا جميلا جزاكي الله خيرا علة الموضوع اختي سوسن...