
العلم في االصغر كالنقش في الحجر
يتعلم الطفل خلال سنواته الأولى في الحضانة والمدرسة معنى الروتين وقواعد السلوك الضرورية في الحياة، وغالباً ما يكون روتين وعادات الحضانة غير صارم، مما يجعله متجاوباً معك. فالطفل في هذه المرحلة المبكرة من العمر يكون ليناً، ويستوعب كل ما يتلقّاه ويختزن في ذاكرته كل الأمور الجيدة والسيئة، والتي تظهر في ما بعد في تصرفاته وفي سلوكه الإجتماعي.
التقرب منه أفضل الطرائق
إن تقربك من طفلك ومخاطبته بشكل إيجابي هما أنجح الوسائل التي تجعل منه مطيعاً، وهذا يتطلب منك اقتناعاً تاماً بفائدتهما ومحاولة مستمرة في تطبيقهما في مختلف الظروف.
لا تحاولي توبيخه أمام الغرباء
فقبل أن تطلبي من طفلك القيام بأمر ما عليك ملاحظة ما يقوم به ومن ثم إرشاده إلى ما عليه القيام به لاحقاً.
"أحسنت، لقد أنهيت طعامك، والآن تناول تفاحة لذيذة" هذا الأمر سيعزز ثقته بنفسه، ويجعله يفخر بما قام به، مما يدفعه إلى القيام بالعمل التالي برحابة صدر.
وانتبهي، الاقتراب من طفلك أمر ضروري عندما تطلبين من أمراً، فعوضاً من مناداته من الغرفة الثانية كي يتناول الغداء توجهي إليه مباشرة، ورافقيه إلى غرفة الطعام.
السلوك الفوضوي يتطلب ترويضاً
لا يؤدي عزل الطفل ومنعه من الأشياء التي يحبها في بعض الأحيان عزل الطفل ومنعه من الأشياء التي يحبها في بعض الأحيان إلى جعله مطيعاً، بل يمكنك ترويض سلوك طفلك الفوضوي بمتابعة كل ما يقوم به. فمثلاً، إذا كان يقفز عن الكنبة يمكنك أن ترشديه إلى مكان آخر يمكنه أن يقفز منه.
قد يقوم طفلك بإحراجك ومضايقتك أمام الآخرين وعند الأصدقاء فترتبكين من تصرفاته الفوضوية التي تزعجك وتزعج من حولك، وعندما تطلبين منه أن يهدأ لا يبالي لطلباتك.
يختزن الطفل في ذاكرته كل الأمور الجيدة والسيئة
لذا، من الأفضل أن تحضري طفلك مسبقاً قبل الذهاب إلى زيارة الأصدقاء والعائلة.
وفي حال عدم قدرتك على التحكم بتصرفاته، عليك ابعاده عن المكان فوراً، ولا تحاولي توبيخه أمام الغرباء، فهذا يزيده عناداً، بل انتظري اللحظة التي يهدأ فيها، وحدّثيه بلهجةٍ هادئة وصارمةٍ في الوقت نفسه، مبينة له مساوئ تصرفاته، وكيف أن الآخرين سينفرون منه فور رؤيته، وبذلك تكونين قد منحته فرصة لتقويم نفسه.
قد تطلبين من طفلك القيام بأمور عامة في بعض الأحيان ومساعدتك، كتوضيب غرفته مثلاً أو ترتيب أعراضه، فلا يستطيع تحديد مالذي يجب القيام به، ما يشعره بالارتباك وعدم القدرة على تنفيذ المهمة.
لذا، من المهم جداً أن تكوني واضحة في ما تطلبينه، مثلاً، بدلاً من أن تطلبي منه توضيب غرفته، عليك أن تحددي له مالذي يجب توضيبه، كان تقولي له: "وضّب سريرك "أو" رتب خزانتك".
لكي تساعدي طفلك على التخلص من هذا الرفض الدائم اتبعي الخطوات التالية:
إذا كان طفلك متطلباً جداً لا تقولي كلمة "لا" أبداً! واستبدليها بأقوال أخرى مثل:
في يوم آخر
نعم، ولكن في المرة المقبلة
بعد قليل. هكذا مع مراعة تحقيق طلبه فيما بعد.
- لا تأمريه او تنهيه عن فعل ما، بل حذريه بقول مثل: "انتبه... سوف تتأذى".
- إذا أردته أن يأكل، لا تسألأيه عن رغبته في الأكل، لأنه في أغلب الأحيان سيجيب "لا"، بل خيريه بين أكل هذه الموزة أو هذه التفاحة.
- من الصعب على الطفل أن يتقبل الأوامر القاطعة مثل:
تعال كل
ادخل إلى المنزل الآن
اذهب إلى الفراش
ولكنه يتقبل كل هذه الأوامر بصدر رحب إذ قلتها بأسلوب لطيف مثل:
سوف أعد حتى العشرة لتأتي وتتناول طعام الغداء.
أكمل لعبتك هذه لمدة خمس دقائق وسوف تدخل لعدها إلى المنزل.
عندما يصل عقرب ساعة الحائط إلى الرقم 8 سوف تذهب إلى الفراش.
لكي تشجعي ولدك على الذهاب إلى غرفته، ضعي فيدك على ظهره بحنان ورافقيه باتجاه الغرفة وانت تحدثينه عن الأشياء التي سوف تشاركينها وإياه غداً.
عندما تطلبين من طفلك تنفيذ أمر ما، أنظري غلى عينيه، فمعظم الأطفال برغم ارتفاع مستوى ذكائهم لا يستوعبون أنه أمر مهم ويجب تنفيذه إلا بعد فوات الأوان.
نقلته للفائدة ..:35:
up