عطاء

عطاء @aataaa_1

عضوة شرف في عالم حواء

** بوح قلم يتأرجح**

الأدب النبطي والفصيح

صوّب نظره نحو تلك الثريا الرائعة التي كانت تتدلى من

سقف الحجرة ..لا يعرف ما الذي دعاه لذلك وقد أوشك أن يستسلم لكتائب النوم الغازية ..نسائم

باردة تحمل مرسال الشتاء الحزين في طياتها,أقبلت على خجل فاقتحمت عليه سكونه ..

أخذت أقداح الثريا تميد بها يمنة ويسرة بحركة لطيفة لا تكاد ترى..فالهواء الزائر في تلك

الساعة..سره أن يعبث بسكونها..وقرر أن يقضي معها ليلته الباردة..


أخذ صاحبنا ينظر إليها ملياً ..كأنها تذكره بشيء

أو ذكرته بشيء!!

لقد حركت تلك النسائم العابثة بثريّته الجميلة في نفسه

شيئاً لا يستطيع أن يدركه ,لكنه واصل النظر والتحديق بها..

حاول أن يطرد تلك الخواطر الطيّارة التي بدأت تحلق

في سماء عقله ويخلد للنوم..

أدار ظهره وحاول أن يمحو تلك الصورة من

نفسه..ولكن هيهات..فسكون ليله قد تمزق وأنّى له

أن يخلد للنوم أو يرتاح ..

فكلما هبت رياح ساكنة حركت الثريا ,تحرك قلبه

معها فكأنما زحزح من مكانه..

وبعد طول عناء وحرب ضروس مع ذاكرة مرهقة أعياها خريف العمر أن تواصل البحث

والتقليب..

استسلم جفناه المرهقان إلى عذوبة تلك النسائم فأسلم نفسه لنوم عميق.. لكن الصورة تلك

مازالت تتأرجح في مخيلته كلما هب عليها نسيم بارد..


لعل تلك الثريا كانت تذكره بنفسه....

أتراه يتأرجح في حياته وفي خطاه كتلك الثريا..

أتراه ينتظر في سيره هبوب ريح الخير كي يظفر بنفسه

ويخلص إليها دون منازع..

أم أنّ تلك النسائم ذكرته بحال العبد في دنياه ..وأنّ أدنى

شيء يزلزل ثباته ويضعف مقاومته..

ترى هل لامست تلك الحركة شغاف قلبٍ ساكن

في بلاد الغفلة..لا يؤثر عنها سواها!!

نسائم الشتاء الباردة أعادت له ذكرى تلك الأيام التي

انصرمت وولت وانقضت وودعت على حياء وهي

ترجو العاملين ألا يفسدوا زروعهم ..ولا يتلفوا ثمارهم

وأن يبذروا بذرهم في زمن البذر..

لقد هاجت رياح الذكرى فأقلقت الفؤاد فأنى له أن

يذوق غمض جفن..وإن نام سيصحو على تلك الصورة المتأرجحة التي اختصرت له سير قلبه

في حياته..
5
807

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

تساقط
تساقط
آه يا عطاء ...
ما أروعَ ما كتبته ...
فعلاً ...
خلق الإنسانُ ضعيفاً ...
يهزه أدنى شيء ...
يغفل كثيراً ...

عطاء ...
كلماتكِ أثارت قلمي وعقلي ...
ولكنه لم يستطع التعليق ...
وعقلي حائر ...

عوفيتِ وجزيتِ خيراً ....
كلماتٌ في الصميم ...

:26:
العهد
العهد
أم لعلها ذكرته بحال أمته..
التي ما زالت تتأرجح كما تتأرجح الثريا ...
تبحث عن قائد يقودها من جديد..

سلمت يمينك يا عطاء..
بحور 217
بحور 217
فهل يدرك أن قلبه يتأرجح فيجنبه مزالق السقوط والانحدار ..

وهل يعي أن تلك النسائم رسائل من بدائع خلق الله في الكون

غفلنا عن أكثرها ... وهزنا بعضها

وهل نتأكد من ثبات القلب على وجهته مع كل حركة بنسمات الحياة ؟؟؟

ما أروع التأرجحات إن كانت وسيلتنا إلى التأمل فالثبات





عطاء

:24:

وكفى
الوائلي
الوائلي
هب النسيم عليلاً حول مصباحي
..................... فأرسل الصوت في قلبي وفي ساحي
أقض مسمعه نومي فبحت له
.................... بما حوى القلب من حزني وأفراحي
وجال في الفكر ماضٍ بات يحضرني
.................... من نسمة خفقت فاهتز مصباحـــي


بورك في عطائك
المحتار
المحتار
الكل في حياته ثريا وثريات
الكل لديه طموح
الكل يمني نفسه بأشياء وأشياء
الكل يحلم ويخطط

إنسان ليست له ثريا هو إنسان غير مبال وغير طموح

فهنيئا لمن يمني نفسه بأمر من أمور آخرته كجهاد وبذل وعطاء !!!
وهنيئا لمن يمني نفسه بأمر من أمور دنياه تنفعه في دنياه وآخرته كابن صالح أو زوج صالح أو زوجة صالحة أو مال صالح أو منصب صالح

هناك من يتحقق له طموحه ويصل إلى مبتغاه وتصبح ثريته في متناول يديه
وهناك من لا يتحقق له ذلك لأن الله تعالى قد لا يكون كتبها له أو أنه لا يستحق تلك الثريا !!

ولكن هل نلوم النفس البشرية إذا لم تتمكن من تحقيق مناها ومبتغاها والأمر ليس بيدها؟