الامــيــرة01 @alamyr01
عضوة مميزة
بيان حال الناس حين خروجهم من قبورهم
ألقى فضيلة الشيخ صالح بن عواد المغامسي إمام وخطيب مسجد قباء محاضرة قيمة في ملتقى كاردف بمقاطعة ويلز أثناء جولته الدعوية في بريطانيا .. وكانت بعنوان تأملات قرآنية حول آيات مختارة من سورتي الأعراف ويوسف – عليه السلام -.. ومما جاء فيها :
* بيان حال الناس حين خروجهم من قبورهم:
والناس عندما يخرجون من قبورهم يخرجون لا يدرون أول الأمر أين يذهبون ، لم لا يدرون ؟ لأنهم لم يسبق لهم أن خرجوا من قبورهم قبل هذا ، وهذا شيء بدهي يمليه العقل ، فإن الإنسان إذا أتى مكانا لأول مرة يصعب عليه أن يتصرف فيه فإذا خرجوا ذكرهم الله جل وعلا في القرآن على حالين متتابعين قال جل وعلا : (كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ ) والفراش غير منضبط لا يعرف أين يذهب ثم ينتقلون من هذه الحالة إلى قوله جل وعلا : (كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ ) لأن الجراد له قائد وهذا يكون بعد أن يخرجوا من القبور يتقدمهم إسرافيل ، وإذا تقدمهم إسرافيل تبعوه قال الله جل وعلا في طه : (يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ) فالداعي إسرافيل ويتبعه أهل المحشر، هنا يقول الله جل وعلا في الأعراف (وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ) هذا يكون بعد أن يحشر الناس لكن السؤال علميا ما الذي يوزن ؟
العلماء في هذا على أقوال عديدة منها :
1. أن الذي يوزن العمل نفسه ، والقائلون أن الذي يوزن العمل نفسه احتجوا بقوله صلى الله عليه
وسلم : " الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان " فقالوا إن هذا دلالة على أن الذي يوزن هو العمل .
2. وقال آخرون : إن الذي يوزن صحائف العمل وليس العمل نفسه واحتجوا بقول النبي صلى الله عليه
وسلم : " إن الله سيخلص رجلا من أمتي على رؤوس الخلائق ينشر له تسعة وتسعون سجلا كل سجل مد البصر ، فيقول الله جل وعلا له : " أظلمك كتبتي الحافظون ؟ قال : لا يا رب ، فيقول الله جل وعلا : " إن لك عندنا بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، فيقول : أي رب وما تنفع هذه البطاقة أمام هذه السجلات فتوضع البطاقة في كفة والسجلات في كفة ، قال عليه السلام كما عند الترمذي فطاشت السجلات ورجحت البطاقة ولا يثقل مع اسم الله شيء " .
موضع الشاهد من الحديث أن الذي يوزن صحائف الأعمال .
3. قال آخرون : إن الذي يوزن صاحب العمل نفسه واحتجوا بأن الله جل وعلا يقول : (فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً) واحتجوا بأن النبي صلى الله عليه وسلم لما صعد عبد الله بن مسعود على شجرة فتعجب الصحابة من دقة ساقيه وضحكوا قال :" أتعجبون من دقة ساقيه ،والله لهما في الميزان أثقل من جبل أحد. فقالوا هذا دليل على أن الذي يوزن صاحب العمل .
والصواب -إن شاء الله – من هذا كله أنه يوزن صاحب العمل ويوزن العمل نفسه ويوزن صحائف العمل جمعا بين الأدلة لأن الجمع إذا أمكن أولى من ترجح قول على قول .
وحول ما يثقل به ميزان العبد قال فضيلته :
ومن ما يثقل به الميزان كما دل عليه قول نبينا صلى الله عليه وسلم حُسن الخُلقالذي يتعامل به المرء مع الناس ، مع أهله مع أبويه في المقام الأول ثم مع قرابته ثم مع عامة المسلمين ثم مع عامة أهل الأرض ، والله يقول : (وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ) فالمؤمن إذا كان متحليا بحسن الخلق مع كل من حوله يعرف لكل أحد مقامه على أن العاقل يفقه على أن القرآن دل على أن الترتيب جاء منطقيا في القرآن فإن نوحا مثلا ذكر الله جل وعلا دعائه في القرآن قال : (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ) فبدأ بنفسه ولا يوجد عاقل يقدم أحدا على نفسه ، ثم ذكر الوالدين لعظيم حقهما قال : (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ) ثم قال ( وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً) فمن كان بيني وبينه أواصر وغدو ورواح مقدم على غيره ، ثم قال : (وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ) فكذلك التعامل في حسن الخلق إنما يتأتى بالترتيب ولكل أحد حق ، وأحيانا هذه الحقوق يمليها الموقف فالغربة والسفر تملي التقارب تملي التعاون تملي التكاتف بين الناس وهذا أمر لا أظن أحدا من العقلاء يجحده أو يرتاب فيه .
لباس التقوى خير ما يتحلى به العبد:
ثم قال أصدق القائلين : (وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ) لماذا ذلك خير ؟ لأن ستر العورة في الدنيا ينتهي بحياة الإنسان في الدنيا ، أما التقوى يتجمل بها المرء في الدنيا وتكون سببا في ستره يوم يقوم الأشهاد ويحشر العباد بين يدي الله جل وعلا أينا كان رداؤه في الدنيا ينتهي بوفاته لكن يبقى رداء التقوى يجمل المرء يوم القيامة ولا ريب أن الحياء من الله جل جلاله من أعظم مناقب الصالحين وأجل ما يتقرب به إلى الله تعالى الحياء منه جل وعلا .
والحياء منه واسع يعني الحديث فيه واسع لكن منه أن الإنسان يعظم ربه يستحي من خالقه يستحي من بارئه جل جلاله وتبارك اسمه فيعرف لله جل وعلا قدره والله لما نقم على أهل الإشراك قال : (وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ قُلِ اللّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ ) .
انحباس أهل الجنة في قنطرة قبل دخولهم إياها :
المؤمنون جميعا يقبلون على الجنة قبل أن يصلوا إليها يحبسون في قنطرة بين الجنة والنار ينزع ما فيهم من غل ، لم ينزع ما فيهم من غل ؟
ينزع ما فيهم من غل لأمرين :
· الأمر الأول : أن الجنة دار سلام لا يدخلها أحد فيه شيء من الغل ، وقد يكون بين الناس مهما انتصر الإنسان على رغباته على مطامعه يبقى أحيانا شيء في الصدر ولا يلزم أن يقع هذا على كل أحد لكن تبقى إحن تُسيء فهمي وأسيء فهمك فيدخل الشيطان فيدخل في قلبي شيء ويقع في قلبك شيء وأنت تريد خيرا وأنا أريد خيرا ولكنني لم أفهمك و لم تفهمني ، فقبل أن يدخلوا الجنة لا يدخلوها إلا وهم طيبون ينزع ما في صدورهم من غل .
· والأمر الثاني وهو أعظم حتى إذا دخلوا الجنة ، والجنة منازل ومراتب فيكون أحدهم أفضل من الآخر قطعا فلا يقع في قلب من كان أقل شيء من الحسد أو الغل على أخيه يشعر هو وإن كان أقل أنه أفضل من كل أهل الجنة فلا يقع في صدره شيء قال ربنا : (ونَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) .
من عرف الله يحب كل ما أحب الله ويبغض كل ما أبغض الله :
(وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاء أَصْحَابِ النَّارِ) بمعنى أن أبصارهم صرفت بغير إرادتهم لأن من عرف الله لا يمكن أن يحب أن يكون مع من لا يحب الله ، الضرورة لها أحكام التدريس له أحكام التعلم له أحكام لكن العبرة بالميل القلبي ، فالميل القلبي يحافظ عليه المرء فأحيانا الإنسان يقع في المعصية لكن أهم من هذا كله أن لا يحب المعصية ، قد يستزل العبد من الشيطان في موقف فيقع في المعصية وهذا لا يمكن أن يسلم منه أحد الناس يختلفون لكن الذي عليه الدين كله أن لا يحب الإنسان المعصية .
هنا الله جل وعلا يقول : (وَإِذَا صُرِفَتْ) يعني بغير إرادته (أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاء أَصْحَابِ النَّارِ قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) من أحب الله أحب كل ما يحبه الله وأبغض كل ما يحبه الله (رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)
ومن قصة الصديق يوسف -عليه السلام- ذكر الشيخ فوائد منها :
* لا توجد مرحلة تشبه الأخرى في حياة يوسف عليه السلام ، ما في حياة واحدة فمن دلال الأب إلى حسد الإخوة إلى غيابة الجب إلى قصر العزيز إلى السجن إلى قصر الملك إلى الملك نفسه إلى الموت ، تغير كل شيء حوله الذي لم يتغير شيء واحد قلب يوسف ما كان قلبه معلق بأحد غير الله ، في كل أحواله تغير الناس تغير الزمان تغير المكان لتوه يسمع من أبيه أجمل النداءات يجد من إخواته أعظم البلاء ، يبتلى بهذه المرأة ثم يسجن من غير جرم ، ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول : " لو لبثت في السجن ما لبث يوسف لأجبت الداعي " يعني من أول مرة أخرج ومع ذلك كله الذي لم يتغير قلب يوسف لما لم يتغير قلب يوسف برحمة الله استحق أن ينزل على قلب أفضل نبي نبينا صلى الله عليه وسلم سورة كاملة لا تتحدث إلا عن يوسف وتسمى باسمه ، هذا في الدنيا فكيف في الآخرة والله قال له : (وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ )، إذا تلبس ثوب تلبس بدلة تكون في الجامعة تكون في المسجد هذا كله ليس له علاقة بدخول جنة ولا بدخول نار ، الذي له علاقة بدخول جنة أو بدخول نار أين محبتك لربك في قلبك ؟ أين إجلالك لربك في قلبك ؟ هذا الذي يتعلق به الإيمان والكفر دخول الجنة ودخول النار أعاذنا الله وإياكم منه ، امرأة فرعون كانت تنام مع فرعون على فراشه وهو فرعون وتأكل من طعامه وتشرب من شرابه ويضاجعها زوجها وهي عند الله في أعلى المقامات و هو أكفر الكفرة ، لأن قلبها كان لمن ؟ ما كان إلا لله ، (رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ )، جعلها الله مثلا لأهل الإيمان والمقصود أن يسأل الإنسان ربه أن يعينه على التقوى .
* من الأخبار في قصة يوسف أن الإنسان أحيانا قد يبتلى بمن لا يعرف له قدره فهذا نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله ، قيل له صلى الله عليه وسلم من الكريم ؟ قال : " نبي الله يوسف نبي الله بن نبي الله بن نبي الله بن خليل الله" هذا النبي ابن نبي الله الذين وجدوه أول الأمر يقول الله عنهم : (وَشَرَوْهُ) يعني باعوه ، (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ) ليست كثيرة (وَكَانُواْ فِيهِ) أي في يوسف (مِنَ الزَّاهِدِينَ) والله إن وجد نبي الله بن نبي الله من لا يعرف له قدرا وباعوه بثمن بخس فأنت في الغالب في ديار الغربة قد تجد من لا يعرف قدرك ، قد تجد معلم يتكلم عليك أو يتلفظ أو جار أو غير ذلك تحمل لأن هذا أمر سيقع لا محالة ، والمقصود أيها المباركون مسألة أن الإنسان قد يعود نفسه أنه قد يجد في مكان من لا يعرف لك قدرا وأنتم تعلمون أن نبينا صلى الله عليه وسلم لما ذهب الطائف رده أهلها وسخروا . وهذا مما يعزي به الإنسان ،وموسى عليه السلام والخضر على رفيع قدرهما رفض أهل القرية أن يضيفوهما وأن يعطوهما طعاما.
* من خبر يوسف كذلك قضية الدعاء وأثره في حياة الإنسان فإن يعقوب عليه السلام جاء في الأثر كلما زاده الله بلاءا زاد يقينا بالله .
ولما فقد يعقوب عليه السلام ثلاثة من أبناءه فقد يوسف وبنيامين والأكبر الذي رفض أن يرجع قال : (عَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ )، (وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ * قَالُواْ تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ * قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) وهذا حسن ظن بالله (يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ) فرجعوا إلى يوسف كما تعلمون وكشف عن شخصيته قال : (إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ) ، وحين كشف اللثام استحيى الإخوة عفا عنهم خلع القميص وأعطاه الإخوة ، خرجت القافلة – هذا والله يا بني تذكره جيدا – خرجت القافلة من أرض مصر لما خرجت من أرض مصر تريد الشام ومعهم قميص يوسف دلالة على أنه حي وبشارة لأبيهم استأذنت ريح الصبا ربها أن تخبر يعقوب عن عودة يوسف قبل البشارة لما ؟ من كان وليا لله صالحا يجعل الله الخلق كلهم مسخرين له ، كائنات لا تعرفها ومخلوقات لا تدري عنها يجعلها الله جل وعلا جندا لك فلما صبر يعقوب هذا الصبر كله وكان عظيم الثقة بالله جاءت ريح الصبا لربها تستأذنه أن تحمل ريح يوسف إلى يعقوب قبل أن يأتي البشير ، فحملته ريح الصبا فما إن خرجت القافلة من أرض مصر إلا قال أبوهم : (إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ ) أي تتهموني بالتخريف (فَلَمَّا أَن جَاء الْبَشِيرُ) يعني وصل (أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً) ذكرهم بحسن ظنه بالله قال (قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) وأنت في ديار الغربة لا تحتاج إلى شيء أعظم من حسن ظنك بالله ، فأكثر من ذكره إذا خلوت .
وقد ختم الشيخ – حفظه الله – كلمته بوصايا أبوية لأبنائه في بلاد الغربة :
· إن كانت والدتك حية موجودة فاحرص كل الحرص على أن تدخل السرور عليها ، والله من أجل القربات وأعظم أسباب التوفيق إدخال السرور على الوالدين وعلى الوالدة على وجه الخصوص فإن أردت بهذا وجه الله قصدت به وجه الله لا لشيء آخر لأن الله وصاك بها ، فإدخال السرور على الوالدة من لأعظم أسباب التوفيق ، ومن أعظم ما سيعينك برحمة الله في غربتك .
أدخل عليها السرور بمكالمة هاتفية تسرها بها ، توخى أوقات تعلم أنها تحب أن تسمع صوتك فيها ، جاء رجل لابن عباس واخبره أنه قتل قال : " يا بن عم رسل الله هل لي من توبة ؟ " قال : " يا هذا أمك حية ؟ قال : لا ، قال : يا بن أخي أكثر من الاستغفار والعمل لصالح " ، فلما خرج ابن عباس تبعه عطاء بن يسار تلميذه قال : " يا بن عم رسول الله أراك سألته عن أمه " قال : " والله لا أعلم عملا صالحا أحب وأقرب إلى الله من بر الوالدة " .
· الثاني لا يمر عليك يوم لا تقلب فيه بصرك في المصحف ، ولو أن تقرأ جزء آية لكن هذا له أثر في حياة القلب خاصة مما يراه الإنسان من مناظر .
· الأمر الثالث : أن تكون عظيم الحياء من الله ، أن تصبح يوم ولم تقم لله ولو ثلاث ركعات ، الله يقول : (وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ) ألان الله المفاصل منا حتى نسجد له ،والله من عرف الله حقا لا توجد لذة أعظم من لذة السجود لله مهما كانت الذنوب في النهار ثقلت قلت كثرت عظمت حالت دراسة أفلحت لم تفلح ضيق أستاذ أخطأ طالب زل فلان قام عمرو جلس زيد أيا كان هذه في ظلمة الليل قم وأنت تريد ما عند الله ثم استقبل القبلة وصل ثلاث ركعات باختيارك لا يجبرك عليها أحد تجعلها ذخرا لك في الدنيا وتجعلها ذخرا في القبر وذخرا لك يوم تلقى الله ، الله يقول : (وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً )، وأنتم لستم الذين يخبرون بلذات دخلتم الغرب ورأيتم أهله وديارهم شيئا عيانا لا تحدثون عن مجهول ومع ذلك -عصمنا الله وإياكم من اللذة الحرام – حتى اللذات المباحة والله لا توجد لذات أعظم من لذة السجود لله جل وعلا ،
و عبد ساجد يقول في سجوده : " سبحان ربي الأعلى" ينزه الخالق وهو يعلم يقينا أن الله غني عنه لكنه يتوسل لله بهذا السجود أن يقربه منه فإذا قربك الله منه وأحبك فكل أحد في حياتك ييسره الله لك ويختاره الله لك وخيرة الله لعبده خير من خيرة العبد لنفسه .
بعد ذلك استمع الشيخ إلى أسئلة الحضور .. نفع الله بالشيخ وبارك له في علمه وعمله وعمره .. وحفظ الله أبناء المسلمين في بلاد الغربة وعصمهم من الفتن ما ظهر منها وما بطن .
آآآآآمين .
15
938
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
بارك الله فيكن خواتي الغاليات
وجزاكم الله خير الجزاء
على الردود الطيبه
جعلها الله في موازين حسناتكم
يارب
وجزاكم الله خير الجزاء
على الردود الطيبه
جعلها الله في موازين حسناتكم
يارب
الصفحة الأخيرة
الله يجـــــــــزاك كل خير