أصبح بيع الكسرة في الشوارع أو في الأسواق من الأشياء الجديدة في المجتمع السوداني فصناعة الكسرة كانت تتم داخل المنزل إلا أن خروج المرأة للعمل وهروب بعض النساء من إعمال المنزلية الشاقة وراء انتشار ظاهرة بيع الكسرة في الأسواق وفي جولة لرائد عن صناعة الكسرة كان لنا الحوار التالي مع بائعة الكسرة أمونة جبريل محمد . قالت بدأت قبل عشرة سنوات وقد جئنا إلى الخرطوم من مدينة الأبيض ونحن في الأصل مزارعون نعمل في الزراعة منذ فترة طويلة إلا إن تذبذب الإمطار وعدم جني محاصيل تكفينا لموسم الصيف هو السبب في هجرتنا إلى الخرطوم حيث يعمل زوجي في البناء ونسكن في المنازل غير مكتملة كخفراء لحراستها .وذكرت أن من أسباب التي دفعت بها إلى بيع الكسرة مساعدة زوجها في تربية أبنائهم الستة الذين يدرسون في المراحل المختلفة .وإضافة أن زوجها يعمل يومين أو أسبوع ثم بقية الشهر بغير عمل حتى أن أصحاب المنازل يوقفون مرتب الحراسة في حالة عدم وجود مواد بناء تحتاج إلى حراسة فأنا أساهم في دفع رسوم المدارس واشتري الاحتياجات اليومية من لحم وخضروات وغيرها
وعن نوعية الذرة الذي تصنع منه الكسرة . قالت : الذرة المستخدمة هي طابت المقشورة بالإضافة إلى دقيق سيقا مما يعطينا كسرة بلون أبيض وذكرت إن الناس في كردفان يتناولون الكسرة بلون أحمر لأنهم يصنعونها الفتريتة وأنواع أخرى من الذرة مثل قدم الحمام والدخن وودأحمد وغيرها ويستخدم الناس أنواع الذرة المختلفة لأن الكسرة الغذاء الرئيسي هناك .
وأضافت أن صناعة الكسرة تكون بتخمير كمية قليلة من الذرة ثم في الصباح عند الاستعداد للعواسة تضاف الكمية الكبيرة ونستخدم (القرقريبة )المصنوعة من السعف لأن الأطباء حذروا من استخدام كروت الشحن في العواسة لأن البلاستيك يسبب السرطان .
وعن مدى الإقبال على شراء الكسرة قالت الإقبال كبير خاصة في فترة الظهيرة ولأن أغلبية النساء لا يحبذون العواسة .