بـنـت صـلالـة

بـنـت صـلالـة @bint_salalah

العضوية الراقية

بين الأبوة المادية والأبوة الروحية كلنا أخوة ( فعالية كلنا أخوة )

الملتقى العام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شدتني هذه الأيام موضوعات متكررة في المجلس العام تدور حول الحقوق المكفولة لكل دولة في تنظيم أمورها الخاصة في جميع مناحي الحياة فيها وهذا حق لا ينكره عاقل منصف إذا تم بشكل متدرج عادل ومتعطف ...لكن اعتصرني الألم وأنا أرى من خلال الردود أن بعض الناس أصبحوا أشتات متناكرين تحت سيطرة القوانين والعصبيات وحب الأثرة ويتجاهلون المنطق الحق والعاطفة السليمة التي تدعوهم للتعطف والتلطف بين بعضهم البعض كأخوة مهما حدث بينهم... فلكل حق فيما يقول وهو يطالب بتوطين التنظيم بالعدل المقيم لتمهد هذه الخطوات مجتمع متكافل بمواطنيه ومقيميه تسوده المحبة والإخاء ويمتد به الأمان والرخاء ... ووقع نظري صدفة على موضوع فعالية جميلة لم أنتبه لها من قبل فأحببت ترجمت ذلك الألم وكتابة موضوع يحمل فكرة تربط بين تلك الموضوعات وتلك الفعالية الرائعة من باب أننا كلنا أخوة هنا وإذا نشب نزاع أو حدث خلاف كبير يضر بهذه العلاقة فيجب تطبيق قوانين الإخاء وتنفيذ حكمها بالتذكير والإصلاح والتوفيق بين أخواننا ما استطعنا كما أمرنا الله سبحانه وتعالى : {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }الحجرات10

كلنا يعلم يا أخوات أن التعارف والتلاطف أساس العلاقات بين البشر لكن قد تطرأ بعض المشكلات كزحام البشر على موارد الرزق واختلافهم على فهم الحق وتحديد الخير فيثور النزاع الذي يمنع هذا التعارف الأخوي الواجب من المضي في مجراه الطبيعي ليمد الحياة بأثاره الصالحة... والواجب يا أخواتي رغم كل هذه الأحداث السيئة التي قد حدثت وتحدث وستحدث في أمور كثيرة بيننا أن نتفهمها بتجرد من العصبية ولا ننسى معها الحكمة المنشودة من خلق الناس وتعمير الأرض بجهودهم المتناسقة وبتعاونهم مهما اختلفت أوطانهم فهذا ما تقوم عليه المجتمعات الناجحة وتؤكده ...فكيف لا يتعاون ويتفهم بعضهم بعضاً من تربطهم رابطة الأبوة المادية التي تربط البشر جميعاً والمنتهية إلى آدم عليه السلام وتؤكدها رابطة الأبوة الروحية التي ترجع لتعاليم الإسلام السمحة المخلصة ...فتؤلف بينهم تحت رايتها في مشارق الأرض وغربها وجعلت منهم على اختلاف أمكنتهم وأزمنتهم وحدة راسخة الإخاء وسامقة البناء لا تنال منها العواصف الهوجاء مهما خلفت آثارها فيعودون بعدها ليكونوا كالأغصان التي انبقثت من دوحة واحدة غناء ...

فروح الإسلام الحي بين المسلمين تخاطب مشاعرهم الأخوية الرقيقة التي يكنوها لبعض فيحيا المسلم الحق بأخوانه ويحيا لهم بأخوة عادلة لأنه يعلم أن الحياة ليست له وحده وأنها لا تصلح به وحده... فيراعي الناس ويحب لهم تماماً ما يحب لنفسه فإذا ذكر حقه عليهم ومصلحته عندهم تذكر حقوقهم عليه ومصالحهم عنده فلا يتزيد ويظلم بل يعدل وينعم... ويكره مضرتهم بغير تطبيق الحق ويشاركهم الألم ويحس معهم بالحزن فيواسيهم ويفرح بفرحهم ويهنيهم ... فلن تجعله حظوظ الدنيا المختلفة بينه وبين أخوانه عدو لهم ! بل أخ رحيم يحب النفع والخير لهم ويفرح به ويسأل الله البركة لهم وأن يرزقه من فضله مثلهم... و إذا شارك في وصوله إليهم وساهم في فرحهم يفرح أكثر لأنه يعلم أنه تقرب لله بهذا النفع وهذه المحبة والنصرة بالأخوة الإسلامية التي قررت وربطت الأوضاع الصحيحة بين الناس وربهم بالأوضاع والتعامل الحسن بين الناس أجمعين...

أخوتنا الإسلامية نعمة مضاعفة جعلت المسلمين روح واحدة حلت في أجساد متعددة ينبغي أن تكون في ترابطها الأخوي كأنها جسد واحد كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام : ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) أخرجه البخاري ... هي نعمة تعاون ومحبة وتناصر وتجانس روحي يسمو فوق تناصر العصبيات والماديات حيث قال الله سبحانه وتعالى : {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }آل عمران103

ولنصون هذه الأخوة يجب أن نستشعر ونتذكر أن الأبوة المادية التي مرجعها آدم عليه السلام لفّت أعقابه كلهم وأكدت التكافؤ في الدم والتساوي في الحق والأبوة الروحية للإسلام أكدت أن لا امتياز ولا تفاضل بين الناس إلا بالتقوى وبعملهم الصالح وما اختلافهم إلا ليتعارفوا ويتآخوا ...ونعم كل امريء فينا مجبول على حب وطنه وقومه أكثر وخير الناس خيرهم لأهله والمدافع عن عشيرته وقومه دون أن يعينهم على ظلم ولا عصبية فيأثم ...فلا يجوز لأحد أن يستخدم هذه المحبة والأنساب وكل ما أعطاه الله من نعم وجاه في الاستعلاء والازدهاء على أخوانه أو ظلمهم ولا أن تكون سبباً لنسيان ربه وخلقه وتعاليم دينه فوحده الشعور بحقيقة الشراكة في أب واحد والموالاة على دين واحد تحفزنا لنصرة أخواننا معنوياً ومادياً في كل مكان وتقول لنا بصدق اليقين : بين الأبوة المادية والأبوة الروحية كلنا أخوة ...

وفقنا الله وإياكن لكل خير ...

43
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

غالتيدا
غالتيدا
الله يوفقك
وجزآك الله خير الجزآء
health diet
health diet
فعلا كل كلامك صحيح كل فرد ينظر لمصلحته ويعتقد بأنه صاحب حق ومظلوم ونادر من البشر من يقول الحق لو على نفسه .الله يرزق الجميع من واسع فضله وبارك الله فيك أختي بنت صلاله دائما مواضيعك مميزه.
صبح الرشاش
صبح الرشاش
الله يوفقك ويجزاك كل خير ويجعل كل حرف بموازين أعمالك
كل اللي ذكرتيه رائع وهو الأصل في التعامل ولافرق بين أجنبي ولاعربي
إلا بالتقوى والغرض الأهم من وجودنا بهذه الحياه الدين ، والدين المعامله
يستحق التقييم :)
بـنـت صـلالـة
غالتيدا ... وفقنا الله وإياك وجزانا الخير كله أسعدني عزيزتي مرورك الإيجابي بالدعاء الكريم ...:)

health diet ... رزقنا الله وإياك من واسع فضله سرني مرورك وردك الرائع عزيزتي... وفعلاً الإنصاف عزيز تحت تأثير الاختلاف المؤدي أحياناً للخلاف والغضب لكن لو تحكمنا في أنفسنا وعرفناها جيداً لأنصفناها وأنصفنا غيرنا وقدناها بدلاً من أن تقودنا ولاستطعنا أن نحافظ على صفائنا الروحي من الكدر ولتمكنا من النظر في الأمور بعقل مفكر وقلب مستبصر ... أسأل الله أن يوفقنا وإياكِ لكل خيروجزاكِ الله خيراً على كرمك بالثناء والمرور الجميل...:)

صبح الرشاش ... وفقنا الله وإياكِ ورزقنا الإخلاص لوجهه سبحانه وجزانا وإياكِ بكرمه ورحمته فوق عدل ميزانه ...مرورك استعذبته جداً وكلماتك وحركاتك جذبتني حتى أحببتك في الله وتقييمك من فضلك علي لأن الكرام مثلك يتواصلون في تقييمهم للغير ونظرتهم إليهم بالثقة وبحسن الظن والتعامل الحسن ...ونعم المطلوب منا في معاملتنا تجاه أخواننا في الإسلام أن يكون حظهم منا إن لم ننفعهم ألا نضرهم وإن لم نسرهم ألا نغمهم وإن لم نمدحهم ألا نذمهم ...جزاكِ الله خيراً على مرورك العذب وتقييمك المحب وحقق جميع آمالك يا رب ...:)

:heart: الله يسعدكن ويوفقكن جميعاً :39: :26:
القــــرآن في قلبي
أخوتنا الإسلامية نعمة مضاعفة جعلت المسلمين روح واحدة حلت في أجساد متعددة ينبغي أن تكون في ترابطها الأخوي كأنها جسد واحد كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام : ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) أخرجه



نعم صادق حبيبتي بنت صلاله
كلام خط بماء الذهب تسلم ايديك
و ربي يسعدك دنيا واخره
ويجعل مشاركتك القيمه في ميزان حسناتك
كلام درر اسال الله ان ينفع به
وان يرزقك باالجنه ووالديك