الرمادية

الرمادية @alrmady_1

عضوة جديدة

بين الحلم والحقيقة تسكب العبرات ( لا تفوتك )

الأدب النبطي والفصيح

كتب والدي عن والدته فأبكاني فهل ستبكون معي لا أدري ؟ إليكم المقال وعليكم الحكم

بين الحلم والحقيقة تسكب العبرات

--------------------------------------------------------------------------------

إن كنت كتبت في حلقات مضت في موقع أخرى عن كوكبة من النساء والألم يعتصرني والحزن يخيم عليّ عند ذكراهن إلا أن الأسى في هذه المرة أعمق ولوعة الفراق أشد كيف لا وأنا أكتب عن أغلى امرأة في حياتي ( إنها أمي ) يا لها من كلمة فُطمت عنها مبكرا ولم أرتوي من لذيذ نطقها , فقدتها وأنا في أمس الحاجة لها , فرغم مرور أكثر من ثلث قرن على فراقها إلا أن عيناي تغرق بالدمع عند ذكراها , قد لا يحس بالمأساة التي أسطرها هنا إلا من عاش مرارة الحرمان فوالله إنني عند مرور طيفها لأحس بالطفولة يوم وقت فراقها ( ابن ثمان أو تسع ) وأنني لأحس بتوقف نمو الحنان لدي فضعفي تجاه ذكراها لا يوصف ودموعي لا تكاد تتوقف , كنت أظن أنني سأنساها بعد سنوات وسأسلى كما يسلى الآخرون ولكن هاهي العقود تمر واللوعة تزداد , قد أكون نسيت كثيرا من أشباهها إلا أن خيالها ما زال عالقا في وجداني , ظننت أن بلوغ الأشد نهاية المطاف ولكنه في الحقيقة بداية الحنين إلى ذلك الصدر الحنون يا لها من ذكريات موغلة في الحزن يعجز القلم عن وصفها وتسطير مفرداتها , أذكر يوما وأنا على الفراش وكانت أمي فيما بيني وبين أخي وكعادة الصبية في التراشق فيما بينهم فأردت أن أرد صفعة أخي عليه فسددت لكمة قوية فرحت بنتائجها من الألم الذي أصاب كفي فرحت لما سمعت صوت بكاءه ولكنه كان صوتا غريبا قطعه اختلاف نبرته فنظرت إليه فإذا هو يضحك استغربت من ضحكه فكيف يضحك وهو مصفوع , عندها علمت أن الصفعة أخطأت طريقها إلى أغلى إنسانة , ناديتها أمي .. أمي .. ولكن لا مجيب حزنت لظني أن سكوتها من باب التأديب ولكن اشتد كربي وأرّقني ندمي عندما رأيتها تحاول النطق ولا تستطيع فلقد أعجم على لسانها .. انطلقت باكيا وكيف لا أبكي فلقد كنت السبب في كل ما حصل , وفي أثناء بكائي كنت أناديها وأرمقها بنظرات لعل بشارة تلوح أو حرفا ينطق , انطلقت إلى حضنها الدافئ فلا بديل لذلك الحضن خصوصا في ذلك الموقف وما ذاك إلا لإعلان ندمي وتسليم جسدي لأي عقوبة مستحقة فماذا رأيت ؟ لقد رأيت وجهها محمرا فظننت أنه من آثار اللكمة ولكن كيف يحمر الوجه بكاملة عندها علمت أن تلك الحمرة من شدة محاولة النطق الذي لم تقدر عليه , تأثرت لهذا الموقف فازداد شهيقي وندمت على فعلتي وتمنيت لو أن الأرض خسفت بي , يممت نحو الدرج هربا من هذا الموقف العصيب , لحقت بي خوفا عليّ ولطفا بي , سبقتها إلى باب الشارع ولما لم تستطع اللحاق بي ضغطت على حنجرتها المصابة فسبقني صوتها المبحوح ( عبدالللللللله ) كأعذب صوت سمعته في هذه الحياة , يا لها من أم لن أنساها ما حييت وأسأل الله اللقاء بها في الفردوس الأعلى من الجنة
قد تستغربون أنني فيما مضى لم أذكر الوالد رحمه الله أبدا وما ذاك إلا لأنه كان مريضا يمكث في المستشفى أكثر مما يمكث في البيت وعلى مدى حوالي ثلاثة عشر عاما فلقد عاشت الوالدة رحمها الله تؤدي رسالتين في نفس الوقت فهي الأم والأب فلقد كانت تكد وتكدح طلبا للرزق وسدا للحاجة , أذكرها تذهب لمزرعة الحميضية لتقوم بقطف الثمار وحصاد الأعلاف , كما كنا وإياها نجمع الجلّة لإيقاده تحت المقرصة التي كانت تستعملها لإنتاج القرصان حيث كانت ماهرة فيها ونتيجة لمساعدتنا فلقد كانت تخصص الإنتاج الأول لنا , كما كانت تعمل في الأفراح خصوصا أفراح الجيران وكنا نساعدها في بعض الأحيان إن لم نكن نعيقها من باب أننا نظن أننا نحسن صنعا , كما كانت تعمل في بعض المهام الأخرى .
أما شجاعتها فحدث و لا حرج ولعلها من أهم ما تميزت به لظروف مرض زوجها ولصغر أولادها ولعلي أذكر موقفين للدلالة على هذه الصفة أما الموقف الأول فكانت رحمها الله تجلس مع عدد من النساء في فناء منزل قريبة لنا وكان في ذلك الفناء شبك للحمام مما حدى بأحد الطيور الرجارحة للهجوم على الشبك فسقط من شدة الارتطام عندها هرب جميع النساء أما هي فقد اتجهت للطير وأمسكت به وأتت به لوالدي لتعرف هل هو من الطيور الحلال للاستفادة من لحمه فأفادها بأنه نسر لا يجوز أكله وصعدنا به إلى سطح منزلنا الطيني لإطلاقه فاختبأت خلف والدتي بينما اختبأ أخي خلف والدي لكبر حجم ذلك النسر الذي اهتز سطح المنزل بسبب قفزاته استعدادا للتحليق ،
أما الموقف الثاني : فكان والدي منوما في المستشفى وأحسسنا أنا وأخي بصوت أسفل المنزل حيث الظلام الدامس حاولت طمأنتنا فلم تفلح الجهود بل تفاقم الوضع فأطلقنا صفارات الإنذار خوفا وبكاء فما كان منها رحمه الله إلا أن استجابت لتلك الضغوط فأخذت إحدى العصي الغليظة وبدأت تجوب أركان المنزل أمام ناظرينا ونحن خلفها حتى اقتنعنا بكلامها رحمه الله وكأنها أعلنت لنا زوال الخوف والخطر .
مرضت رحمها الله فنومت في المستشفى وبقينا عند والدي وجدتي فاقدة البصر التي تحتاج لرعاية هي الأخرى ، فانعكس الدور لوالدي فأصبح رحمه الله هو الأم والأب في نفس الوقت ، كنا نفرح لزيارتها لما نحصل عليه من مأكولات أو مشروبات لا يمكن الحصول عليها في المنزل في ذلك الوقت خصوصا الفاكهة والعصائر بل كانت تخبئ لنا ما يخصص لها من إعاشة المستشفى أو ما يهدى لها من مأكولات أو مشروبات مع ندرتها حتى تسعدنا بتلك المشروبات بينما هي تعاني مرارة الألم وغصص البلاء بل قد تكون بحاجة لتلك المأكولات ، كما كانت رحمها الله تسأل عن نتائجنا رغم مرضها فبشرتها بنجاحي حيث كنت في الصف الرابع الابتدائي أما أخواي فلم تعلم بنتائجهم مع أنها كانت تهتم بهم أكثر لأنهم أعلى مني في الصف والمرحلة ومن العجيب أنهم رسبوا في الدور الأول .
لم تستمر هذه الحال بل تفاقم المرض ودنت المنية ففقدت أغلى مخلوقة ، لم أقدّر هذا الفقد في بدايته لأنني أُوهمت أنها سافرت لمكة لتحضر لنا الهدايا لكن الوقت طال و نظرات الجميع المزعجة وعطفهم اللا معهود وهمسات الأطفال أوحت بشيء آخر ، فعلمت إن ما رأيت محمولا على الأكتاف منذ مدة إنها أمي يا له من منظر لا يمكن أنساه ما حييت ويا له من موقف لا يمكن أن يمر خياله بدون نثر العبرات مهما كانت الظروف ،
قام والدي رحمه الله بدورها في مرضها كما ذكرت وبعد وفاتها رحمه الله لمدة سنتين ولشدة حاجته للزواج شاورنا فشجعناه وإن كانت العاطفة تأبى ذلك وفي ليلة زواجه وبعد رجوعه من مدينة زوجته الجديدة لم نستطع الرجوع للبيت تلك الليلة بل طلبنا من أصدقائنا التحدي للسهر في تلك الليلة حتى الفجر فالليلة ليلة إجازة فقبلوا التحدي وفرحنا به ولم يعلموا ظروف هذا التحدي إلا أن والدي رحمه الله لم يهنأ بتلك الليلة فبحث عنا وأقنعنا ومع مرور الوقت تأقلمنا
رحم الله والديّ ووالديكم وجميع المسلمين .





الشوق لـك والله يـا يـوه والله
شوق (ن) يولّعني وهم (ن) دفيني

ذاك الحنان اللي تذكـرت نشـواه
عجزت عن نسيان ذاك الحنينـي

صحيح ما عشت السعـاده بليـاه
وباقي العمر بين الاوادم سجينـي

لبيه يـا يمّـه جميلـه بمعنـاه
حرصت أرددهـا لعلـك تجينـي

يمه أرددهـا ويـا زيـن طريـاه
أحلى حروف (ن) سطرتها يميني

يا زين نهيك إن سمعنا وخزيـاه
ولا مع التشجيع حلمـي يقينـي

حلم (ن) تخيلته وما احلى حلاياه
وترا الحقايق موجعـه بالأنينـي

حارت حروف الشعر تحصر مزاياه
ميزة غلايه ناصعه في الجبينـي

لا جا المطر يا يوه قمـت أتمنـاه
نعيد ذكرى عالقـه فـي ذهينـي

دورت لك صوره ورحت المرايـاه
وجدي أشوفك في المرايه قمينـي

درت البيوت الغابره فـي زوايـاه
هقيت شوف الزول في بيت طيني

دمعي على خدي تحـدر بممشـاه
إذا ذكرت الوالده فـي الحسينـي(*)

ولا المدينه(*) عشت فيها انـا ويـاه
أحلى سنين العمر ذيـك السنينـي

والله يـا يمّـه خيالـك ذكرنـاه
وريحك تنشقته على ثوب صينـي

البيت عقب الغاليه حيـل عفنـاه
بيت بلا عمـدان مـا يستكينـي

حطوك في قبـر وحنـا نصينـاه
طاحت دموعي كنهـا مـا تبينـي

عقبك تزوج والدي مـن قرايـاه
والنوم ذاك الليـل عيـا يجينـي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) أسماء أحياء قديمة في مدينة شقراء
8
624

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

عاشفة الضباب
عاشفة الضباب
عذرا أيها الفرح


هنا تناثر الدمع،،
فمن يستجمع قواهـ أمام هذه المشاعر الصادقة،

اختي الرمادية،
رحم الله جدتك وجمعكم بها في مستقر رحمته.
فتلك الدار الباقية..
sooooma
sooooma
هنا تناثر الدمع،، فمن يستجمع قواهـ أمام هذه المشاعر الصادقة، اختي الرمادية، رحم الله جدتك وجمعكم بها في مستقر رحمته. فتلك الدار الباقية..
هنا تناثر الدمع،، فمن يستجمع قواهـ أمام هذه المشاعر الصادقة، اختي الرمادية، رحم الله جدتك...
تسلم يمينك
آنسة ابداع
آنسة ابداع
سأعود لإكمال القراءة

أحجز مكاناً لي هنا..
الرمادية
الرمادية
ولك الشكر أختي الكريمة عاشقة الضباب