بين السابعة والرابعة عشر احتار دليل الأمريكان !!
سحر فؤاد أحمد
في غياب الأسس الربانية للعلاقات الزوجية تتحول تلك العلاقات إلى روابط مادية تعصف بها الأنواء ، ويتخبط الناس في البحث عن وشائج تحمي تلك العلاقات من مثل هذه الأنواء التي لا تخلو منها الحياة ، وفي هذا نرى عجبا : تارة يخبروننا أن الأزواج الصلع أكثر سعادة ، وأخرى أن الزوجات القصيرات أكثر سعادة ، وثالثة أن السنة الرابعة هي أخطر سنوات الزواج ، وآخرون يحركونها إلى السابعة !! وفي كل هذا لا يعدمون الدليل بالأرقام والإحصاءات التي تدعم مزاعمهم ليس أكثر !!
آخر التقليعات في هذا الصدد تلك الدراسة التي أجرتها جامعة ولاية بنسلفانيا الأمريكية على عينة مكونة من 4000 زوج وزوجة من الأمريكيين لمدة عشرين عاما لمعرفة أسباب استمرار الزواج من عدمه ، إذ توصل الباحثون الأمريكيون إلى أن الفترة التي ينبغي أن يجتازها المتزوجون كمؤشر على احتمال بقاء الزوجين معا هي 14 عاما وليست سبعة أعوام كما ذكر من قبل !! وقد تضمنت الدراسة تجارب العديد من الأزواج والزوجات المشهورين .
ويرجع مصطلح (أزمة الأعوام السبعة) إلى الفيلم الذي عرض في عام 1955 ويحمل الاسم نفسه للممثلة مارلين مونرو ، غير أن البحوث الجديدة ترجح أن فترة السبعة أعوام لا تكفي لقياس ما إذا كان الزواج سيستمر أو لا .
تقول الأخصائية النفسية (سوزان فان سكويوك) : بمرور 14عاما يستطيع الزوجان الانضمام معا كوحدة قوية أو تشكيل جبهة واحدة لمقاومة الضغوط الخارجية ، وتضيف : انه عندما لا يبذل الزوجان مجهوداً لتسوية خلافاتهما فإنهما يبتعدان تدريجيا عن بعضهما ، وهو ما لا يكون ملحوظا في المراحل الأولى من الزواج ولكن إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه لمدة عشرة أعوام فإن الزوجين يصلان إلى مرحلة قد لا يعرفان فيها بعضهما، وما يفترض أن يجده أي من الزوجين لدى الآخر فإنهما يبحثان عنه في مكان آخر !!
تقول (أنا ريبرن) المعالجة والمحللة النفسية : يمكن تفسير سبب تضاعف فترة السبعة أعوام بأن الناس اصبحوا يتأخرون في الزواج وينتظرون لفترة أطول قبل أن ينجبوا أطفالا !! وتضيف : بعد مضي 14 عاما يكون الزوجان قد عاشا مع بعضهما حياة طويلة يزول - على الأرجح - بعدها ما تسميه السحر بينهما أو انجذاب وافتتان أحدهما بالآخر.
والى جانب قياس متوسط عمر الزواج لدى 201 من الأزواج والزوجات الذين انفصلوا خلال فترة الدراسة تعرف الباحثون على الأسباب التي تساهم في استمرار الزواج أو تتسبب في هدمه ، ووضعوا عدة تصنيفات لهذه الأسباب منها ما يسمى (المكافآت) وتتألف من 11 عاملا إيجابيا يساهم في استمرار الزواج ، منها الحب والصداقة والتواصل والاحترام المتبادل ونوعية العلاقة الحميمة بينهما . وهذه العوامل حددها 28% من أفراد العينة .
أما التصنيف الثاني فيسمى «الحواجز» ويتألف من ستة عوامل تمنع الزوجين من الانفصال ولكن لا تقربهما من بعض بالضرورة ومنها : الأطفال والحاجة المادية والالتزام لمؤسسة الزواج ، وهذه الحواجز حددها 14% من الأزواج والزوجات في عينة الدراسة. في حين حدد 1% من أفراد العينة سببا آخر يحول دون انفصال الزوجين وهو عدم وجود بديل آخر أو خيار ثان.
ووجد الباحثون أن الأزواج والزوجات الذين يؤمنون أن حواجز معينة كالأطفال والمال هي أهم الأمور التي تحافظ على استمرارية زواجهم هم الأكثر عرضة للطلاق من أولئك الذين استمروا معا من اجل المكافآت كالحب مثلا، حيث ذكرت الدراسة انه بالمقارنة مع الأشخاص الذين تحدثوا عن المكافآت فقط فان الأشخاص الذين أشاروا إلى الحواجز فقط هم اكثر عرضة للطلاق بمعدل يصل إلى 7,1 مرة.
كما أشار مؤلفو الدراسة إلى أن الأشخاص السعداء في زواجهم يميلون للنظر إلى زواجهم كنوع من المكافأة أو الأمر المجزي في حين أن الأزواج والزوجات التعيسين في زواجهم لا ينظرون إلا إلى الحواجز الموجودة في زواجهم.
ويرى الخبراء أن نتائج هذه الدراسة لا تتطابق مع الاعتقاد السائد بان عوامل معينة كالأطفال والاهتمامات الاقتصادية المشتركة تساهم في استقرار الزواج.
من ناحية أخرى أظهرت إحصائيات الطلاق التي أعلن عنها في بريطانيا مؤخراً أن أربعا من كل عشر زيجات تنتهي بالطلاق في إنجلترا وويلز وهو المعدل الأعلى منذ سبعة أعوام . وتشير التقارير إلى أن متوسط عمر الزيجات التي فشلت بلغ 11,1 عاما وهو ما لا يختلف كثيرا عن عدد السنوات التي حددتها الدراسة الأمريكية !!
وأخيرا نود أن ننوه إلى أن المزاد ما زال مفتوحا ، فمن الرابعة.. إلى السابعة.. إلى الرابعة عشر ... والبقية تأتي فمن يزيد ؟؟!!

شمعة مضيئة @shmaa_mdyy_1
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️