بين الشتاء والصيف ( خاطرة اتمنى أن تنال إعجابكم)

- هيا معي يا حبيبي لنمش بين الشجيرات الوارفة التي غطت الوجود بالسحر الأخضر، تعال بنا نتفيأ ونجلس تحت ظل وريقات أغصانها الحانية المتدلية ، وننعش روحينا بنسيم هوائها البادر والعليل، ونقعد فوق أوراقها المتساقطة التي امتزجت مع العشب الكثيف الذي لطالما عانقه المطر ورواه بماء ه العذب الزلال فكونا بذلك بساط من حرير... ونذكر أيامنا الخوالي الماضيات وعذوبة امسياتنا ودفء لقائنا من بعد فرقى ورحيل.
و لنتأمل معاً جمال الجبال ونتنقل بين منحدراتها المتعرجة التي أكسبتها تعريات الطبيعة ذلك الجمال الساحر .


- ضع يدك في يدي لتشعرها بحنانك ودفء عواطفك ... لا تتركني ..... فها هو الكون كله يغنى لنا لحن الحب والحنان بصفاء القلوب الطاهرة المليئة بالحب كقلبينا الرقيقين الطاهرين، ونشوة الدنيا وعبق الحياة ، كحياتنا العذبة المليئة بالتفائل والإيمان.. والزهور العطرة الزكية تفوح لنا أحلى شذى قد كلفت نسميات الصباح لتنشره لنا في كل مدى .


- هاهي النحلة بدأت صباحها الجميل بدأب ونشاط وحيوية تبحث عن الرحيق وتناغم بصوتها العذب الرفاق ، أنظر إليها وتأمل جيداً فيها ... وهي ترقص طرباً معانقةً للزهور العبقة لتمتص منها أحلى رحيق... رحيق الحيــــاة و الأمل .... فلنأخذ منها معنى المرح .. ولنُمتع نفسينا بسماع صوت خرير المياه التي إستيقضت باكرا وأخذت تنحدر من سفوح الجبال عازفةً بصوتهـــــا الشجي الجميل سنفونياتها الأبدية !!!! تهدي به الكون أجمل أغنية لتلد بها نبع الوجود.... هيا لنرتشف منه قطرة من حياة قد ذرفتها دموع المطر فلنحتسيها في كؤوس من محبة ....و أمل


- هلم معي يارفيقي لنغني لحن الخلود مع نسيمات الألق .... نستنشق تعابيـــــــــر الصباح المشرق ونتسابق بمرح الطفولة وبراءة الأطفال ....قبل ان تختفي نسمات الشتاء الباردة وتنزوي بين احضان الوداع مندثرة مع الغبار بــــلا رجوع .... فهاهي الآن تحتضر وتكفنها وطوي آخر صفحاتها حــــــرارة الصيف المحرقة كحرارة قلبينا الصغيرين من شدة البعد والفـــــــــــــراق.


- ها هو الصيف قد أتي يقود بذياله كل أذى .... يكتم انفاس الخميلة بحرارته الثقيلة ... والجو يبدو كئيب غير مستاغ .... وحراة الشمس تلتهم كل عشبة انبتها المطر .... فأمسى أديم الأرض باكياً ينعي كسائه الأخضر الذي أهداه إياه كرم الشتاء .... وهاهي أزهار النرجس والبنفسج تحتظر ، والذبول أصبح تاجها الذي كان بالأمس غاية في الحسن والجمال .. وسرى سم الجفاف في عروقها وأقسى عيدانها .. فلم تعد تزف إلى الطيور شذاها ، ولم تقوى على التحمل فتنساق إلى الموت برضوخ العاجز والذليل ، عندها تحتار النحلة في غذائها ، ومن أين تحصل على الرحيق الحلو ... فتبكي فتسقي بدموعها السهل والمنحدر ... هنا يكسي الدنا رعب الخراب ، ويدب في الأرض الفراغ فلا يبقى سوى الجفاف ورياح السموم العاتية تلفح كل الوجوه والأجساد .... فالحر للصيف يا حبيبتي أغلى صديق ... فهاهي النحلة قد بدأت هجرتها للبحث عن الرحيق .... في تعب وضيق .......فلنعد إلى منزلنا قبل ان تنشوي وجوهنا من ذاك الحريق ...

<br><font size=1 color="#800000" face="tahoma"></font>