السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
العلم بصفات الله سبحانه وتعالى يكون من خلال العلم بمعاني أسمائه ولا يتحقق هذا العلم إلا من خلال معرفة هذه الصفات في الخلق والناس، فإذا علمنا أن الله سبحانه وتعالى هو الخلاق فإن هذا المعنى لا تتضح إلا بالعلم بمخلوقات الله وإذا علمنا أن الله هو الرحمن الرحيم فإن المعرفة الحقيقية بمعاني رحمة الله لا تتأتى إلا بمعرفة آثار هذه الرحمة في الخلق والناس والدنيا والآخرة، وهكذا إذا علمنا أن الله شديد العقاب، يؤاخذ بالذنب، ويعاقب به فلن نعلم حقيقة هذه الصفة إلا إذا عرفنا آثارها في الخلق والناس.
الله سبحانه وتعالى هو الرب الرحمن الرحيم، الحليم الكريم المنان، الرءوف، السميع العليم، الغفور الودود، ذو المن والإحسان، والذي وسع كل شيء رحمة وعلماً.
وهو نفسه سبحانه الملك القهار الغالب، الجبار المتكبر الذي يؤاخذ بالذنب، شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو العزيز الحكيم.
وإذا قرأت القرآن الكريم وجدت أن الله سبحانه وتعالى لا يذكر رحمته إلا وذكر صفات عذابه ونقمته.
وأنه يذكر عباده دائماً أنه الرحمن الرحيم، وأن عذابه هو العذاب الأليم.
قال تعالى: {نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم، وأن عذابي هو العذاب الأليم}.
طمطومه @tmtomh
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
لما علم المؤمنين أن ربهم يؤاخذ بالذنب، ويعاقب العقاب الأليم خافوه أشد الخوف، وباتوا ليلهم وظلوا نهارهم على وجل عظيم وخوف كبير.
وحق لهم ذلك فإن الله سبحانه وتعالى {هو أهل التقوى وأهل المغفرة}.
وتحذير الله عباده من عقوبته لا يختص بالكافرين، بل والمؤمنين لو خالفوا أمره كما قال تبارك وتعالى مخاطباً عباده المؤمنين أن يعصوه ويوالوا أعداءه من الكافرين {لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير* قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ويعلم ما في السموات وما في الأرض والله على كل شيء قدير* يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضراً وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً ويحذركم الله نفسه والله رءوف بالعباد}..
ومعنى {يحذركم الله نفسه} أي يحذركم من نفسه من عقابه وسخطه إذا خالفتم أمره سبحانه وتعالى.
منقول