* بينَ الـ " الأمـل " و الـ " ألـم "

الملتقى العام

-

بين الأمل والألم، هكذا حدثتنا الحياة وهكذا رسخت الحياة مبادئها وعلمتنا أن الأمور دائما لا تدوم على حال، فدائما بعد كل ظُلمة نور، وبعد كُل شدة رخاء، وبعد كل عناء راحة ..
نضيق كثيراً لأن شيء ما كُنا نُريده لم يرى النور ولم يأتي ونضيق أكثر حينما نخطط للحصول على شهادة أو وظيفة وغيرها لكن حال القدر بيننا وبينها ..
الحياة هي هكذا لكن العاقل من إستطاع أن يحكم مشاعرة بقول الباري الكريم عز والله " لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً " !!

آية تُريحك، تُطمإن قلبك، تُطبطب على كتفيّك، بأن كل الأشياء التي نحن نبحث عنها نُريدها كيفما كانت نتشوق كثيراً للحصول عليها أن فلتت من أيدينا فهُناك شيء ما أجمل منها وأخير منها ينتظرنا .. فلما الكدر والضيق حينما لا نُحقق ما نصبوا اليه ؟

الأمل والألم مُعادة صعبة في هذه الحياة، لكن الأمل والتفاؤل منهج رباني ومحمدي على المُسلم الأنصياع له، مُشكلة البعض أحياناً أن يأخذ القرآن والسنة بمنطلق التحريم والتحليل فقط وينسى ما فيها من ركائز الحياة وقواعد الحياة الأساسية والرئيسية .. الإسلام دين عظيم شرع لنا أمور كثيرة تُساعدنا على فهم والتعامل مع هذه الحياة.

التفاؤل سمة المؤمن، سمة قوي الإيمان " أنا عند ظنِّ عبدي بي ، فلْيظنَّ بي ما شاء " ما هو أعظم من هذا الحديث القدسي؟ الله سبحانه وتعالى يُبين أن الإنسان له ما أكنه بداخل صدره، له ما فكر به، فلما ننحني الى ركن التشاؤم والحزن حينما نبلتي بأمر ما؟ خُذ الحياة بأمل تصورها بفأل حسّن، أنت تخسر نفسك قبل أن تخسر الحياة حينما تأخذ الحياة بسوداويه عارمة .. الم تر كيف هي أطياف الشمس تبدأ بالبزوغ بعد شدة سواد الليل؟ " إن مع العسر سرا، إن مع العسر يسرا " ما أعظمك يا الله !!

خُذ الأمور بتفاؤل عميق حتى وإن ظهر لك أن الأمور قد سائت فأنت عبدُ ضعيف الى الله، زمام الأمور ليست بيدك أنت تعمل فقط والله يُقدر الأمور كيفما شاء بحكمته وعدلة .. كم من مهموم بألامة صبحة قد لاح ونعم بحياته مُجدداً وفاق من متاعبه ؟ " اليس الصبح بقريب " آية ترسل لك ولمن همُه أمر ما بأن: مهما سائت وكربت الأحوال فلها ميعاد مع الفرج، ومهما تفاقمت الأمور فلها وعد وقضاء مع الزوال، ومع شدة ظُلمة الألم وضيقته له وقت للفرج والنسيان.

أنفض غبار الـ آهات من جسدك، قم بعد سقوطك، تنفس بعمق وقُل " يا الله " فهي كلمة مُفرجة للضيق كاشفه للكربات .. إستغفر ربك، فالأستغفار نداء المؤمن لربة، سبح ربك ، فالتسبيح سحابة مطر وهي كالصيحات من المسلم لربة إستنجاداً بأن الأمور قد سائت كثيراً، الا تعلم بدعاء سيدنا يونس وهو بأصعب الظروف ويحاكي الموت وهو في بطن الحُوت، إستنجد بربة بـ " لا اله الا أنت سبحانك أني كُنت من الظالمين "، فبقدرة العزيز الجبار العظيم أخرجة من الضيق والكرب، فحافظ عليها.

خذ الأمور بتفاؤل، دع الأيام تجري كيفما تشاء، دع الأقدار تأتي كيفما أراد لها الرب، أنت عليك فقط بالتفاؤل وأن تظُن خير بربك، عليك فقط أن لا تسمح للتشاؤم والسلبية أن تُسيطر عليك لأن معك وعد من الله حق، بقولة تعالى " الا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ " ،، وأيضا بالحديث " واعلمْ أنَّ النصْرَ مع الصَّبْرِ ، وأن الفَرَجَ مَعَ الكُرْبِ "
فلما نُضيع أوقاتنا بالحُزن والتشاؤم؟ أنفض غبار الحُزن وإنطلق مؤمن بوعد الله متوكل على العزيز الحكيم.

أخيراً : أكثر من الأستغفار وذكر الله وتسبيحه، فبهم راحة عجيبة، وطمأنينة عظيمة، وفرج للكرب والهم والحزن عاجلة .. خذ الحياة بتفاؤل وأمل ليس إقتداء بحديث علماء النفس وغيرهم، لا .. بل لأن الهدى الرباني وشريعة الإسلام هي أولاً أمرتنا بذلك !!
3
323

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

فووووفو...
فووووفو...
الله يجزاك خير كلام راااااائع
مشكوووووووووووره
وينك يانوره
وينك يانوره
الله يجزاك خير
بلوغ المرام.
بلوغ المرام.
الله يجزاك خير
الله يجزاك خير
بسم الله الرحمن الرحيم ان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا ولسوف يعطيك ربك فترضى الم يجدك يتيما

فاوى ووجدك ضالا فهدى ووجدك عائلا فاغنى فاذا فرغت فانصب والى ربك فارغب صدق الله العظيم

بسم الله الرحمن الرحيم والعصر ان الانسان لفي خسر الا لذين امنو وتواصو بالحق وتواصو بالصبر صدق الله العظيم

كلما قرات هذه الايتين ازداد فيني اليقيين بالامل برحمة الله وان مااصابني من مصيبة الا على الله فرجها