فيضٌ وعِطرْ

فيضٌ وعِطرْ @fyd_oaatr

فريق الإدارة والمحتوى

( بين ذكريات عامنا الهجري المنصرم ، وأمنيات عامنا الحالي )

الأدب النبطي والفصيح



زورقٌ مكدودٌ ! يوشك بحر الفناء أن يبتلعه ، في ليلٍ غامت مشاهده ولفه الضباب !
إلا خيالاً يرسم خطّ الهيكل الذي راح يغيّبه الظلام .!.
عامٌ لوّح لنا مودعاً ..
كسراج نفذ زيته .. وراحت ذبالته ترتعش ارتعاشة النفس الأخير ! عام عجن الذكريات بخبز أيامنا ، وصنع خميرتها من كل ماولد في رحم المعاناة ، فكانت قرصاً من الزاد لازلنا نقرض بقاياه التي جففتها النهاية الوشيكة ، فلم تعد له من طراوة البداية إلابقايا نكهته الأولى !
في مثل هذه الأيام من العام قبل الماضي ..كنتم عندي في غيهب الوجود ، أنا على
ضفة نهر الحياة ، وأنتم على الضفة الأخرى ، وكل هذا العالم الغامض ( النت) البعيد القريب غائباً عن الخاطر ..!..، بل أن غياب معرفتي به .. اقترن بالنفور منه ، والهروب من كل الطرق المفضية إليه ..!
رأيت فيه عدواً لصديقي الكتاب... فعاديته !
ولمست من خلال ماعايشت حولي دوره الحميم في قطع الروابط الحقيقية ... فآليت على نفسي مقاطعته !
واشتكت منه الرؤوس وجعاً، وعانت قلقاً ، وانتفضت أرقاً، وتمادت مع هذا هوساً... فنأيت عنه ..! بفكري .. بعواطفي ! ..بعملي .. !بروحي ..!
وفرغت من أمره ، ونفضت يدي .!
حتى جاءني يوماً ..! زاحفاً يطلب اللجوء وقد باعه من اشتراه لابثمن بخس ولكن بلا ثمن ..فكانت مكيدة مدبّرة لي لكي أرعاه ، وأكتشفه ..!
و يوماً بعد يومٍ .. وأنا أراه مهجوراًعلى رقعة المكتب كل صباح ..يتحرك في داخلي شيءٌ .. ! حتى بدأ زحف جحافل الفضول يسري تتملكه الرغبة لمعرفة المجهول وحل أبجدية لغزه .. !
وما هي إلا أياماً قضيتها بين الإقدام والإحجام ، حتى هزم تعصبي النمطي المتجذر في القديم الضارب عروقه في مآثر الأجداد المتمرغ بين دفتي كتاب يتنشق عبير أوراقه ، ويأنس بملمسه ، ويرتاح برؤياه.. وتغلب فضول المعرفة..!!
وما لبثت أن خضت غمراته ، وتسلحت بالصبر لمواجهة جهلي به ، ونفوري منه ..وكثيراً ماكنت أوحي لنفسي القبول بتساؤلي الدهش : كيف أفوّت على عقلي حلّ هذا اللغز أنا الناضجة ، والأطفال يرضعون شفرته مع اللبن ؟!
وأنا .. أنا لم أتذوقه حتى ..؟!
وكان .. ماكان .. !!!
وامتطيت صهوة المغامرة ، ومضى جوادي يقطع المضمار ..! وما زال الشوط حتى الساعة لم تتضح فيه ملامح النهاية .. وقد استوعب تعثرات البداية ..!
وانكشفت فرجةٌ من غطاء العالم المخفي أمامي...فمرقت منها !!.. وكان عالمٌ من نوعٍ آخر أوغلت في مسافاته ..!
وقرأت " منتديات " ! فطافت بخيالي .. حديقةٌ وصالون أدبي ، وقاعة ترفيه ، وكراسي تثرثرفوقها شلة من السيدات ..! ولكن لم ألبث أن نفضت ذلك الخيال بهزة من رأسي مبعدة تلك الشطحات ..فهذا خيال واقعٍ ، وذاك حقيقة صفحة ألكترونية !.
وأخيراً ، وبخطوات متعثرة مليئة بأخطاء أملاها الحذر من المجهول ، كانت أول
اكتشافاتي لمعالم الطريق في " منتدى بلدي " ، وأضفت إليه محطات أخرى وهنا أخيراً كانت نهاية جولاتي الإستكشافية وبينها وبين ماسبق فاصل زمني جد قصير! واقتربت مني مشاهد الضفة المجهولة الاخرى .. وتعاقبت الوجوه مرسومة على ضوء كل معرّفٍ اختارته صاحبته ليترجمها على الصفحة ..!
ولنوع الإختيار وقع مؤكد على الذهن ترسم من خلاله الصورة .. صورة الروح ، وصورة الملامح ، وصورة الشخصية ، وصورة الطباع تتشارك في ذلك مع القلم الذي يخط ، والمعاني التي تتحدث ..!.. صور خيالية وليدة العقل والشعور الباطن نعتنقها ونفضلها واقعاً وإن لم تكن كذلك ! ونلقيها في قاع الذهن !
ونصدقها حتى تصبح لامفر منها في تكوين الشخوص الكترونياً وبرمجة الإنطباع
عنهم .. وربما توافق الأيام حكمنا فنصيب .. أو تخالفه فنخيب !!
بهذا .. مضيت أرسم الوجود لكل روح وأستشعر مدى القرب من بعضها ..!


وهكذا مضت سفينة سندباد لتخوض غمار الحرف ، وتكتشف جزر الخوف ، وتلقي مرساها في رحلات العالم الغائب الحاضر على ضفاف الموانئ ،لتلتقط من بحارها حرائر اللآلىء ، و لتصنع منها عقداً يطوق جيد الزمن ، ويرحل مع صاحبه
في مجهول الآتي ..!!


وهنا عند ذؤابات العام الغائب .. ترفق الزمن فغدا المجهول قريب المعرفة ، وأصبح العدو رفيقاً .. فأعلنت الهدنة في ساحة القلب وصافح النت الكتاب .. ولبس الحلم حلة الحقيقة ، وتآلفت الأرواح المجندة وتعارفت واتفقت ..وزال الكثيرمن وحشة سكنت غاشية الفؤاد ...! وأضيء سراج لبعض الأيام المنطفئة ..! وانصهرت الروح بقرنائها بمحبة كبيرة الأبعاد ، شديدة الإئتلاف ، متجاوزة حدود الواقع لتبتسم في مدى ليلها الندي ، وتنتشي لصباحها الطري ...!
هكذا مرّ عامي ، بين " ابن بطوطة " و" وماجلان " وخرافيات السندباد ليتمخض
عن فيضٍ أخرى لها خريطة خاصة على جدران العمر.. تختلف عن خريطة بيتها
وطريق عملها ، وملامح بلدها !!.
عاماً مليئاً بالأطياب أرجوه لكل الأطياف التي مرت هنا وأقامت في شرفات الذاكرة ...!

أحبائي ...
ولمن تحب أن تهدي من قبس حروفها خلاصة الشعور ، وأهم مامرّ بعامها المنصرم من أحداث ، والأثر الذي خلفته تلك الأيام هنا ، والأرواح التي آلفتها .. .... أترك مساحة سندسية لتهندسها على قياسات مشاعر عامها الماضي و تترك في روضها زهورها المحملة برحيق الذكرى !!
وتنثر أمنيات عامها الجديد الذي قطعنا به أول شوط من أشواطه الإثنى عشر ..!
أمنياتي أن يحل السلام .. وترتفع عقيرة النصر بالأهازيج .. وتمتليء القلوب بالمحبة
16
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

حنين المصرى
حنين المصرى
فيض اهم ما كان بهذا العام لاماضى هو معرفتى بك وشعورى بانك رفيقة قريبة من القلب رغم بعدك عن العين وشعرت بروحك تسكب فى روحى عامى المنصرم ملئ بالاحزان وبالهموم وبالخوف على بلدى ولا زال وملئ ايضا بنقاط ضوء تضئ بالظلمة منها انت يا حبيبتى وتلك الواحة بزهورها الغالية اتمنى ان يكون العام القادم اكثر اشراقة ونجاحا لنا جميعا
نعمة ام احمد
نعمة ام احمد
ذكرياتي مع العام المنصرم كانت مؤلمة بعض الشي لي على الصعيد الشخصي حيث تم تشخيص بالغلط بمرض خطير اضطريت معها ان ارسل ابنائي لجدتهم لاهيئ نفسي للقادم .. من عملية ونقاهة.. وبعد ان بعثرت نفسي اكتشفوا غلط التشخيص لابدأ من جديد لملمة ما بعثره الزمن... اخذت من سنة كاملة بدأتها في ديسمبر الماضي وسأنهي فصولها بآخر يوم من ديسمبر الحالي برجوع ابني أحمد إلى أحضاني..

وعلى الصعيد العام كنت اراقب بألم كل ما يحدث في مصر وسوريا والغزو الاخير على غزة ... فعسى ان يتمخظ العام المقبل بولادات نرقص لها فرحا...
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
فيض اهم ما كان بهذا العام لاماضى هو معرفتى بك وشعورى بانك رفيقة قريبة من القلب رغم بعدك عن العين وشعرت بروحك تسكب فى روحى عامى المنصرم ملئ بالاحزان وبالهموم وبالخوف على بلدى ولا زال وملئ ايضا بنقاط ضوء تضئ بالظلمة منها انت يا حبيبتى وتلك الواحة بزهورها الغالية اتمنى ان يكون العام القادم اكثر اشراقة ونجاحا لنا جميعا
فيض اهم ما كان بهذا العام لاماضى هو معرفتى بك وشعورى بانك رفيقة قريبة من القلب رغم بعدك عن العين...
حنين الغالية ..
حقاً إنك قريبة إلى روحي ووجداني !
إن لروحك الشفافة طابعاً خاصاً يتألق بسحره وينهمر بعذوبته !
بدل الله تعالى حزنك مسرة ورضا .. وجعل مصر إن شاء برحمته بلد الآمنين !
وقرّعينك ببلدك وأحباءك .. !!
تطلعي إلى الآتي .. وعساه بنعمة الله يحمل الخير كله !
بوركت ياحنين !!.
تغريد حائل
تغريد حائل
أخذتُ اقلب صفحات ذكريات العام الماضي،واستنشق عبير تراكمات كانت تجول خارطة ذاتي.
كان عامي مليئ بالمفأجات السعيدة،والدموع النادرة ...!!
كان محطات بتلات قطفتها بتفاؤلي وصبري...وجنيتها بحسن ظني بالله.
كانت أول تلك الصفحات...صفحة حزن ،وألم انطوت ولله الحمد...
وتلتها صفحة فيها تعانق أرواح بلا ميعاد، وتألف قلوباً طاهرة لم تعجزها المسافات.
اكتنزتُ خلالها مشاعر صادقة لاتعرف الرياء...وخطوات متوجسة تارة،وتارة منتشية الفرح بمنتدى عالم حواء!!
صفحة لها وهج خاص...نميتُ فيها ريشة قلمي وجرى حبره بتأني وأحساس،وتحديتُ سمة الكسل والإحباط...
وفي رحابها التقيتُ بقلوباً صافية لاتعرف سوى هطول المحبة وأنهار الإبداع.
فقلبي يتشرف بكن أخواتي الغاليات..!
وأملي بعامي الجديد أن يكون تباشير خير ووئام لي...ولكن...وللأمة الإسلامية ربيع من الأمن وزخات من الخير والأزدهار.
وأن يرسم الأمل فوق ملامح الأمنيات السعيدة في ضفاف هذا العام الهجري الجديد.
وفقكِ الله صديقتي على شلال هذا العطاء،وأبقانا الله معاً اعوام واعوام...وجمعنا في الفردوس الأعلى يارحمن...!!
اسيرة بلا حدود
كلمات في منتهى الروعة والرقة

سلمت يمينك على هذه الحروف

التي تستحق منا التصفيق لجمالها

دمتِ ودام ابداعك وتميزك