بيوتنا بلا خادمة

الأسرة والمجتمع


باحد المواقع الي اتصفحها حصلت ها الموضوع,,,,
فحبيت انقله لكم حتى تستفيدوا منه،،،،

الأم الواعية تدرك أننا بحاجة إلى جيل يقود الأمة ويتحمل مسئولياتها خاصة في المرحلة الراهنة... جيل قوي يتحمل الأعباء وهذا الإعداد لا يأتي من فراغ، ولا بالتوجيه والإرشاد فقط، بل بالممارسة والتدريب وأبسط هذه المسئوليات مسئولية أنفسهم، فأولى الخطوات أن يخدم أولادك أنفسهم ويتعاونون في أداء الأعمال المنزلية، فقد كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم رغم مسئولياته الجسام يخدم في بيت أهله ويحيك ثيابه ويرقع نعله.. من أجل هذا جاءت فكرة بيوتنا بلا خادمة:

في بيتنا خادمة



تحقيق- هند علام
منزل منظم



كان عُشًا هادئًا يستمتع من فيه بالهدوء وهناء العيش، وحتى تكتمل راحة مَن فيه قررت ربة المنزل أن تستعين بخادمةٍ تحمل عنها بعضًا من أعباء المنزل كالنظافة والتنظيم، ولكنها لم تكن تعلم أنَّ مَن كانت تظنها سبب راحتها ستكون فيما بعد سبب تعاستها وشقائها.



خادمة في مقتبل عمرها تحاول أن تجذب أنظار صاحب المنزل بخفة حركتها وسرعة استجابتها لمطالبه؛ من تجهيز طعام وكي ملابس وتلميع أحذية وغيرها من متطلبات الحياة، في حين أن الزوجة بدأت تتكاسل عن مطالب زوجها، وتوكل أعمال المنزل كاملةً إلى خادمتها المطيعة.



والخادمة كل يوم تزداد أهمية بالنسبة لصاحب المنزل؛ فهي التي تستقبله عند عودته من العمل وتحمل عنه حقيبته وتجهز له الطعام إلى غير ذلك من الأعمال، وشيئًا فشيئًا بدأ الزوج يفكر في الخادمة كبديلٍ حقيقي لزوجته!، إنه سيناريو لقصةٍ تتكرر أحداثها كثيرًا في زماننا هذا.. وهناك العديد من المشكلات الأخرى التي تحدث نتيجة وجود الخادمة في بيوتنا العربية، فهل الزوجة محقة في الاستعانة بخادمة أم أنها مخطئة؟



ما بين مشكلات تحدث بسبب وجود الخادمة، وبين فوائد جمة لوجود الخادمة في بيوتنا كان لنا هذا التحقيق.



يحبونها أكثر مني



كلمات رددتها أم محمود، معلقةً على شدة ارتباط أبنائها بخادمتهم وحزنهم الشديد عند سفرها لبلادها لقضاء بعض أيام العطلة هناك.



واسترسلت في حديثٍ يقطر حزنًا قائلةً: إنَّ أبناءها من شدة حبهم للخادمة يطيعونها أكثر من طاعتهم لها، فهي بحكم عملها طبيبة تعتمد عليها في رعايتهم والاعتناء بهم أثناء عدم تواجدها في البيت.



وتضيف: لقد لاحظت أنهم لا يفتقدوني في غيابي كافتقادهم لها، وهذا الأمر يحزنني كثيرًا لأنني أشعر أنهم يحبونها أكثر مني.. فماذا عساي أن أفعل؟!.



إعاقة ابنتي جريمة الخادمة

كانت هذه كلمات أم دعاء، والدة تلك الطفلة الجميلة التي فقدت الحراك تمامًا بالإضافة إلى فقدها العديد من حواسها كالسمع والنطق وحتى الإدراك.



تقول أم دعاء: كنت أعمل في هيئة التدريس بالجامعة، وكنت أضطر لترك ابنتي مع الخادمة وهي لم تتجاوز شهرها السادس في المنزل لترعاها، وفي يومٍ من الأيام أُصيبت صغيرتي بغيبوبةٍ تامة فأخذتها إلى الطبيب بسرعة وهناك كانت المفاجأة!!



نزيف حاد وكسر في الجمجمة نتيجة لتلقي هذه الطفلة الصغيرة العديدَ من الضربات القوية على رأسها الذي لم يكتمل نموه ولم تقوى عظامه بعد.. وبعد تحقيقٍ مع الخادمة علموا أنها كانت كلما أرادت أن تُسكت هذه الطفلة الصغيرة لترتاح تقوم بضربها ضربةً قويةً على رأسها فتصاب الطفلة بحالة من الإغماء وتفقد وعيها، وبذلك تتمكن الخادمة من أخذ قسطٍ مناسب من الراحة!! فلا حول ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم.



كانت سببًا في طلاقي

هذا ما قالته (م. ن) وقد ظهرت علامات الحزن والأسى على وجهها، وتساقطت العبرات من عينيها وهي تحكي ما حدث عندما اكتشفت اهتمام زوجها الزائد بالخادمة وحرصه على ألا توجه لها أي انتقاد أمام أي أحد من أصدقائهم أو أقاربهم.



وتضيف: عندها قررت الاستغناء عنها خوفًا على زوجي منها وعلى حياتي من الانهيار ولكن! فوجئت برفض زوجي ذلك بشدة بحجة أننا لن نجد مثلها، وخاصةً أنها تتميز بالعديد من الصفات التي قلَّما نجدها في مثلها، وأضاف إلى ذلك أنها قد تعودت على نظام البيت وأننا أصبحنا نشعر بارتياح في التعامل معها.



وتمضي في قصتها والألم يعتصر قلبها فتقول: لكني مع ذلك تمسكت بموقفي تجاه هذه الخادمة واستنكرت على زوجي رفضه لقراري، لكني أخبرته أنني لم أعد أطيق وجودها في البيت، خاصةً أنه في بعض الأحيان تظهر عليه بعض علامات الضيق والضجر إذا نبهتها لشيء لم تفعله أو إذا وبَّختها على تصرفٍ خاطئ صدر منها!



وأخيرًا.. وجدت أنني قد فاض الكيل منها فقررت طردها من منزلي حتى لو كان ذلك ضد رغبة زوجي؛ حفاظًا مني على بيتي، ولكن.. كانت الطامة الكبرى عندما وجدتها تخبرني بعد أن أخبرتها بمغادرة المنزل أنها مثلي في البيت بل قد تكون أحسن مني، وأنها لم تعد تحتمل إخفاء أمر زواجها من زوجي! فكانت كلماتها كصاعقة حطَّت عليَّ..



وعندما واجهت زوجي بأمرها لم يُنكر ذلك بل قال في تبجح: إنها أكثر أناقة منك، واهتمامًا بي، ولا داعي لتضخيم المشكلة، فكان وقع كلامه كخنجر مسموم غرس في قلبي.



أي إهانة أكثر من أن يتزوج الرجل على زوجته وبمن؟! بالخادمة!! فخيرته بيني وبينها، فاختارها وبكل بساطة، وضحَّى بي وبأولادي، ولكني لا أنكر أنَّ جزءًا كبيرًا من الخراب الذي ألمَّ بحياتي كنتُ أنا السبب فيه، فقد كنت أستطيع الحفاظ على بيتي لولا كسلي واتكالي على خادمتي في مسئوليات بيتي.



يا ويلنا.. تعبد النار في بيتنا!!

حتى الآن لا أعرف إن كانت تدخل الملائكة بيتنا في ذلك الوقت أم لا؟! هذا ما قالته أم نور عندما اكتشفت أنَّ خادمتها الهندية تنتهز فرصة عدم تواجدهم في البيت لتستدعي أصدقاءها من خدم الجيران ويشعلوا النار في منتصف المطبخ ويبدأو في أداء صلواتهم والتقرب لها!!
تقول أم نور: لقد كان كرمًا من الله عليَّ أن اكتشفتُ هذا الأمر؛ وذلك عندما خرجت من منزلي واكتشفت وأنا في طريقي للعمل أنني قد نسيت أحد الأوراق المُهمة فقررتُ العودة إلى المنزل لإحضارها بسرعة.



وبالفعل دخلت البيت وأنا في عجلةٍ من أمري، ولكن! استوقفني شيء رهيب الدخان قد ملأ بيتي!! فظننتُ في باديء الأمر أنَّ الخادمةَ قد نسيت طعامًا على النار وغلبها النعاس فاحترقت.



ولكن عند دخولي المطبخ كانت الفاجعة! بيتي تحول إلى معبد لهؤلاء المجوس!! فجُنَّ جنوني وانهلت على الخادمة وأتباعها بالضرب، وأطفأت النار بسرعة، وأخذتُ تلك الخادمة وذهبتُ على الفور إلى مكتبِ الخدم لترحيلها إلى بلادها.. ومنذ ذلك الوقت وأنا لا آمن على بيتي، ولا أسمح لأي خادمة بالدخول إليه.



ابني يضع صليبًا تحت وسادته!


أم أحمد تقول: لا أستطيع أن أصف لكم فاجعتي عندما وجدتُ صليبًا تحت وسادة ابني الذي لم يتجاوز من العمر أربع سنوات، فتمالكت نفسي وسألتُ صغيري ما هذا يا حبيبي؟!



فأجابني بكل براءة أتركيه يا أمي إنه يحضر لي الحلوى كل يوم! فنظرتُ إليه والألم يعتصر قلبي ثم سألته مَن قال لك هذا يا حبيبي؟ قال: "روز" هي مَن قالت هذا، فالرب يعطيها الحلوى لتوصلها لي لأنني أضع هذا تحت وسادتي وأنا نائم، وهي تقول أيضًا أنه يحبني كثيرًا لأنني أحب هذا الصليب.. فانهارت الأم باكية.



فهي لم يُخيل إليها في يومٍ من الأيام أنَّ خادمتها ستجرؤ وتعلم ذلك الطفل البريء بأنَّ الصليب هو الرب!



تكمل الأم قائلةً: فأخذت طفلي وضممته إلى صدري ضمةً قويةً وكأنني أستعيد شيئًا قد سُلِبَ مني، وبدأت أُفهمه بأنَّ ما تقوله روز كذب، وبدأت أقص عليه من القصص ما تثبت أنَّ الله تعالى يرانا ونحن لا نراه، وكيف أنَّ الصليب جماد ونستطيع أن نكسره متى نشاء، وبدأت أحاول إقناعه باستحالة أن يكون الصليب هو ربنا وخالقنا.



وحمدتُ الله تعالى أنني أنقذتُ طفلي الصغير من يد تلك الخادمة اللعينة، ومنذ ذلك الوقت وأنا حريصة على أن تكون الخادمة مسلمة ملتزمة بدينها حتى لا أقع في مثل هذا الموقف الشنيع مرة أخرى.



ضوابط شرعية

الخادمة.. مشكلة تكاد تشغل الكثير من ربات البيوت الحريصات على هنائهن وراحة بالهن واللاتي يردن الحفاظ على أزواجهن واستقرار حياتهن؛ حيث إنَّ الخادمة في معظم الدول العربية وخاصةً دول الخليج العربي نجدها من المتطلبات الأساسية والضرورية والتي لا بد من وجودها داخل البيت ولا يمكن الاستغناء عنها.



فكيف يكون التصرف معها؟ وما هي يا ترى الضوابط الشرعية لوجود الخادمة في البيوت العربية؟!



عن حكم الشرع في هذا الأمر يخبرنا فضيلة الأستاذ الدكتور عبد الستار فتح الله سعيد أستاذ التفسير بجامعة الأزهر الشريف عن الضوابط لوجود الخادمة في البيوت العربية فيقول:



هناك العديد من الضوابط الشرعية التي لا بد على أهل البيت مراعاتها عند وجود خادم أو خادمة في البيت وأهم هذه الضوابط ما يلي:

1- إذا كان عند المرء خادم، وهذا الخادم قد وصل إلى سن البلوغ فلا بد من التحفظات الشرعية وهي أن يستتر أهل البيت ولا يظهروا بزينتهن أمامه، وإذا كانت خادمة ووصلت لسن البلوغ فلا بد أن تظهر بلبس الحجاب والملابس الفضفاضة أمام رجال البيت.



2- لا بد وأن يُعوَّد الخادم الاستئذان وآدابه على أهل البيت، على كل حال وفي جميع الأوقات، كما قال تعالى في سورة النور: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمْ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ﴾ (النور: من الآية 58)، وقوله تعالى أيضًا في سورة النور: ﴿وَإِذَا بَلَغَ الأَطْفَالُ مِنْكُمْ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾ (النور: من الآية 59).




قراءة في كتاب الله


3- الحرص على أن يكون الخادم مسلمًا موحدًا لله تعالى.



4- أن يحرص المرء على تعليم خادمه تعاليم الدين الإسلامي كالصلاةِ والصومِ وقراءة القرآن، فهذه مسئولية أهل البيت، وسيسأل عنه يوم القيامة، "فكلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته".



5- الحرص على تعليم الخادم القراءة والكتابة إن أمكن، ففي ذلك ثواب عظيم، والحرص على جعل الخادم لا يستمع الفاحش من القول ونهيه عن التلفظ ببذيء القول.



6- التعامل معهم بالشفقة والرحمة؛ اتباعًا لقول رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "هم إخوانكم وخولكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم عليه".



للضرورة فقط

ويرى الأستاذ الدكتور العارف بالله الغندور- أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس- أن وجود الخادمة في بيوتنا لا بد وأن يكون في ضرورة مُلحة وليس من أجل الواجهة الاجتماعية فقط، وإنما لا بد أن يكون الاستعانة بها في حالة الضرورة القصوى، فمهمة الخادمة هي مساعدة الأم في متطلبات الأعمال المنزلية فقط، ولا يجب أن يكون لها أي دور في عملية التربية بأي شكلٍ من الأشكال؛ حيث إنها في بعض الأحيان بل معظمها تكون غير عربية فتحمل ثقافات وعادات ومعتقدات من بلادها وتمارسها بالفعل من خلال البيئة التي تتواجد بها.



إنَّ قُرب الخادمة من الأبناء يؤثر بالسلب على سلوكياتهم وعلى قيمهم ولغتهم أيضًا وبصورة كبيرة، وبالتالي كأننا نكون عناصر غريبة على المجتمع العربي من خلال التأثر بالخادمة، وهناك العديد من الوقائع التي تؤكد على صحة كلامنا هذا.



أما بالنسبة لاحتلال الخادمة مكانة الأم فهذه كارثة فنجد أنَّ الأبناء وخاصةً في مراحل الطفولة قد يتعلقون بالخادمة تعلقًا شديدًا، وبالطبع هذا له عظيم الأثر في ابتعاد الأطفال عن الأم والتأثر المباشر بالخادمة في معتقداتهم وسلوكياتهم ولغتهم؛ حيث إنَّ الخادمة تكون في مستوى تعليمي وقيمي وثقافي يختلف تمامًا عن الأم، وهذا له أثر سلبي على الأبناء.



ولذا لا بد أن تأخذ حذرها وألا تسمح للخادمة بأي شكل من الأشكال أن تحل محلها حتى لا تنشأ المشكلات النفسية والاجتماعية لدى الأبناء.



تدقيق الاختيار

أما الأستاذة الدكتورة سامية خضر- أستاذ الاجتماع بجامعة عين شمس- فتقول: نحن لسنا ضد دخول الخادمة إلى بيوتنا العربية، ولكنَّ هناك بعضَ الأمور التي لا بد لنا من مراعاتها وتبدأ هذه الأمور باختيار الخادمة، فالخادمة لا بد وأن تُختار بشكلٍ معينٍ وبهيئة معينة وبأسلوب يتناسب مع ما ستقوم به من أعمال ولا بد أن تختلف في هيئتها وأسلوبها وطريقتها عن الأم حتى لا يتساويان في ذلك، ولا بد للأم أن تعي هذا الأمر.



كما أنه من الواجب على الأم ألا تجعل الخادمة تقوم بكل الأدوار كاملةً، وإنما لا بد أن يكون دورها مكملاً لدور الأم وليس دورًا أساسيًّا.



نقطة هامة لا بد من الإشارةِ إليها وهي ضرورة أن تكون غُرفة الخادمة بعيدةً عن غرف أهل البيت، واحتكاكها بأهل البيت لا يكون إلا في الضرورة القصوى فيجب ألا تكون متواجدة مع الأسرة بصفة دائمة، وخاصةً في تواجد صاحب البيت وأبنائه الشباب فهي لها وظيفتها التي تؤديها وكفى.



أما بالنسبة لتعامل الخادمة مع الأبناء لا بد أن تعي الخادمة بأنَّ الأم هي الأساس في البيت وأنها مجرَّد مُساعِدة للأم في حالة احتياجها لها.



وهنا نقول للأم: لا يجب أن تكتفي بالخادمة في رعاية أبنائكِ، وإنما لا بد أن تكوني قريبةًً من أبنائكِ حتى لا تسمحي بحدوث أي مشكلة اجتماعية أو نفسية لأبنائكِ.



وهنا نوجه نصيحة للأم بألا تتكاسل، فتوكل الأعمال كاملةً لخادمتها وألا تترك لها الحبل على الغارب بل يجب أن تكون الأم أساس العاطفة لأبنائها وليست الخادمة، ويكون دور الخادمة دور مكمل والأم لها الدور الأساسي.



وبذلك نستطيع بإذن الله تعالى أن نتغلب على المشكلات التي قد تواجهنا من خلال تعامل الأبناء مع الخادمة.

إدارة البيت بلا خادمة

تحقيق- حفصة خيرت

تنظيف المنزل، وغسل الصحون، ملابس مكواة ونظيفة، وطعام للغذاء لذيذ.. مهام كثيرة تواجه ربات البيوت لو كانت بمفردها لكانت عظيمة.. فكيف الحال وقد تكاثرت بجانبها المهام..؟!



فربة البيت أمٌّ تربي، تذاكر للصغير، تشارك هموم الكبير، عروس لزوجها، ومساعِدةٌ له أحيانًا بعملها أشياء كثيرة.. هل تنجح الأم في إدارتها وتنفيذها أم أنها ستخفف من حملها بإحضار خادمة لها..؟!



مع كثرة المهام في حياة ربات بيوتنا.. ومع كثرة مشاكل الخادمات في حياتنا.. كان سؤالنا: هل يمكن إدارة البيت بلا خادمة؟!



البركة في البكور

هذا رأي هدى التي تعمل وكيلة مدرسة ابتدائية؛ حيث تقول إنها تعمل من قبل زواجها، وكانت تحرص على مساعدة أمها في هذه الفترة، فبارك الله لها ويسَّر لها الأمر بعد زواجها وإنجاب أطفالها، وتقول: أصلي الفجر حاضرًا في وقته، وأقوم بتجهيز الطعام وترتيب المنزل وأقول الأذكار أثناء ذلك؛ بحيث يصبح الطعام جاهزًا إلا على التسخين فقط، وكان الوقت يسع ذلك كله؛ لأن البركة في البكور حتى إلى بعد الزواج أضفت على مهامي تحضير الإفطار لزوجي ومن بعده أولادي، فكنت أجهِّز الطعام مساء كل يوم لصباح اليوم التالي؛ مما يسَّر عليَّ الأمر كثيرًا.



وتؤكد على كلامها مروة مدرِّسة في نفس المدرسة، وتضيف أنها تعلمت هذا الأمر من الأستاذة هدى وجرَّبته؛ مما زاد من إحساسها بالنجاح في حياتها الأسرية وقلَّل من حدة المشاكل اليومية التي كانت تحدث مع زوجها نتيجة تأخير إعداد الطعام وإهمالها لنفسها ولأولادها، وتؤكد أنها بعد أن حافظت على هذا النظام أتاح لها فرصة الاهتمام بنفسها قبل مجيء زوجها؛ إذ كانت قبل ذلك تسارع الوقت بين إعداد الطعام والاهتمام بالأولاد وبنفسها.



أمي مصدر راحتي

ترى نسرين (معيدة في جامعة عين شمس) أن سبب نجاحها في حياتها المهنية والأسرية هو أمها التي علَّمتها فن إدارة وقتها وإدارة المنزل وإعداد الطعام؛ مما يسر لها الأمر بشكل كبير ولا يأخذ من وقتها الكثير، وتضيف قاتلةً إنها تحرص على إجازة أسبوعية غير تلك التي تأخذها مع زوجها تُعد فيها طعام الأسبوع وتشتري فيها احتياجات المنزل، وتقوم بتنظيف المنزل وغسل الغسيل؛ بحيث تعتمد بقية الأسبوع على التنظيف السطحي، وتحاول بقدر الإمكان بذر روح النظافة في أولادها حتى يساعدوها على هذا الأمر.



اختلف الأمر نسبيًا عند هاجر التي اجتمعت فيها صفاتٌ عديدةٌ ومهامٌ صعبةٌ، فهي حامل وأم وزوجة وطالبة، كل هذا وهي بلا خادمة، وتقول إنها تجد الراحة لدى أمها- حفظها الله- لأنها تعود من الجامعة وقد تركت لديها وليدَها لتجدها قد أعدت لها الطعام، وفي كثير من الأحيان ترسل معها إحدى أخواتها لترتيب المنزل، وتؤكد هاجر أنها لن تستطيع الحياة يومًا واحدًا بلا والدتها؛ لأنه ليس هناك وقتٌ أساسًا للخادمة.



لا وقت للخادمة

رأيٌ دعمته سلوى مدرِّسة رياض الأطفال: أسارع لترتيب البيت واستقبال زوجي بعد أقل من ساعات، فمتى أُشرف على الخادمة؟! وترى سلوى أن حل هذه الأزمة هو الاستعاذة بالله وتوجيه الأبناء لمساعدة أمهم.



أبنائي يساعدونني


الحاجة زينب لم تعمل في حياتها يومًا واحدًا، كرَّست كل حياتها لرعاية أبنائها، فردوا لها الجميل في كِبَرها حتى بعد زواجهم استمروا في خدمتها وإعداد الطعام لها يومًا بعد يوم، ولم تشعر في يوم من الأيام بأنها في حاجة إلى خادمة.



نفس الأمر كان في أسرة هند التي حرصت الأم فيها على تعليم أولادها منذ الصغر على تنظيف المنزل بأنفسهم؛ فشبوا على هذا الأمر حتى إنهم حاولوا ذات يوم إحضار خادمة؛ كنوع من التمتع والرفاهية إلا أنهم وجدوا أنفسهم يقومون بالأعمال بأنفسهم ولا يعجبهم خدمتها لهم.



زوجي متفهم


ساعات قليلة لنومها فهي طالبة وزوجة.. هذا هو حال أميرة التي تستيقظ صباحًا لتعد الإفطار والملابس التي ستذهب بها للجامعة، وتنزل مع زوجها وتعود معه، فأين وقت إعداد الطعام؟!
عن إدارة حياتها تحكي قائلةً إن زوجي متفهم طبيعة الأمر، ومقدِّر أمر دراستي؛ مما يسَّر عليَّ الأمر كثيرًا، فيساعدني في الغسيل وتنظيف المنزل، ونقسم المهام علينا، فأدخل أنا المطبخ لإعداد الطعام الذي أكُون جهزته معه في إجازة الأسبوع، بينما هو يرتب المنزل أو ينشر الغسيل، أو يحكي لصغيرنا قصصًا ويلاعبه.



وختامًا

قد تبدو هذه الصور مثاليةً في أذهان البعض، إلا أنها بالفعل موجودة، فأكرَم الله الزوج المتفهم وبارَكَ في الأم الكريمة، وكان عند حسن ظن المبكِّرات المضحيات بالنوم من أجل استقرار الأسرة وإسعادها، وأدام بر الأبناء الذين يساعدون أمهم، وأراح المضطَّرات إلى خادمات من مشاكلهن، فهناك بيوت ترعى عائلةً بأكملها، لا بد لها من خادمة تخدمها، وتبقى وصيتنا للجميع الاستعانة بالله ولزوم الاستغفار لييسِّر الله أمرهم، ويؤيدهم بجند من عنده.



ابنتك ربة منزل




تحقيق- حفصة خيرت



ابنتنا الصغيرة تخطو خطواتها لتصبحَ آنسةً يافعةً جميلةً رشيقةً يتسارع الخُطَّاب لطلب يديها من والديها لتشاركَهم حياتَهم وتكونَ ربةَ بيت، تعد الطعام، وتربي الصغار، وتدير أمور الحياة، تشاركهم برأيها الحكيم، وتتصرف بسلوك كريم.. فهل ستنجح في هذه المهام؟! أم أنها لم تزل مدللةً، لا تقوى على تحمل مسئولية نفسها، فضلاً عن إدارة أسرة بأكملها!! هل تمضي حياتها ورديةً كما حلمت بها دائمًا؟ أم أنها ستصطدم بما أتت به الأيام بعد زواجها؟!



كيف تعدين ابنتك كربة بيت؟! سؤال أصبناه من خلال تجارب هؤلاء الأمهات.



ترتيب المنزل

أولى خطوات تربية الابنة لتكون ربةَ بيت من وجهة نظر خلود- أم لثلاث بنات- هي تعويد الابنة على ترتيب سريرها منذ الصغر، ومساعدة أمها في ترتيب المنزل وغرفه، من إحضار أدوات النظافة وملاحظة الأم ومتابعتها في مختلف الأمور التي تُكسب الابنة تدريجيًّا تعليم هذا الأمر.



وتشاركها في الرأي منى (أم مريم) التي حرصت على تعليم ابنتها ذلك حتى وصلت إلى الصف الخامس الابتدائي، فكانت تقوم بتنظيف المنزل بأكمله على أحسن وجه؛ مما يسَّر لي تعليمها أمورَ الديكور وتنسيق المنزل.



إعداد الطعام


فن إعداد الطعام


ترى أم الزهراء- أم لخمس بنات متزوجات- أن من أهم واجبات الأم هو تعليم ابنتها مهاراتِ الطهي من وقت مبكر؛ لأنه فنٌّ يصعب إتقانه بسهولة، ولا بد للفتاة أن تكون مارسته في بيت أهلها؛ حتى لا تحدث مشاكل بينها وبين زوجها في بداية حياتها.



وعن تجربتها الشخصية تقول: أستغل الإجازة الصيفية لتعليم البنات أمور المنزل والمطبخ، وأقسِّم المهام عليهن، فواحدة تقوم بمسئولية الطبخ، وأخرى ترتب المنزل، والثالثة عليها الغسيل بكل فنونه من فرز الألوان وإجادة النشر.



وتؤيدها في الرأي (أم بلال) التي تؤكد على ضرورة التدرج في الأعمال، وخاصةً أعمال الطهي؛ بحيث إذا بلغت الابنة السابعة تشارك في إحضار الخضروات وغسيلها وتنظيفها، وبعد الثامنة تقوم بإعداد السَلَطة وتنسيق السفرة، وفي العاشرة تقوم بإعداد الأرز والشاي والبيض، ويكون الأمر بهذا التدرج من خلال الإجازة الصيفية لتصل في النهاية إلى إجادة جميع أصناف الطعام والحلويات المختلفة.



تجهيز الولائم

من أقوى المشاكل التي تحدث للفتيات بعد الزواج عندما يَطلب زوجُها منها دعوةَ أصدقائه أو أهله للطعام، هذا رأي (أم مريم) التي توصِي الأمهاتِ بضرورة تعليم البنات كيفية تجهيز وليمة، ويتم ذلك من خلال وضع قائمة بأصناف المائدة قبل الموعد المحدد بأيام كافية، ومن خلال هذه القائمة يتم تحديد الأصناف المراد شراؤها بحيث تكون جاهزةً، وإذا كان هناك خضرواتٌ تُنظَّف أو خامات تجهَّز وتحضير الأشياء الخاصة بها، كفرم البصل، وإعداد اللحم المفروم، ووضعه في الثلاجة لحين التنفيذ، ثم الأصناف على الأيام؛ بحيث تبدأ بالأصناف التي يمكن حفظها في الثلاجة وطهيها يوم الوليمة.



وبهذه الطريقة لن يكون هناك ارتباكٌ أو عدمُ ترتيب في يوم الوليمة التي تنحصر مهامها في هذا اليوم في طهي ما أعدته وتبريد الحلويات التي أعدتها ليلتها، وأخيرًا تجهيز هيئتها لتبدوَ في قمة أناقتها هذا اليوم.



إدارة الوقت



قيمة الوقت


من أهم الفنون في حياة ربة البيت التي يجب زرعها في بناتها هو كيفية إدارة وقتهن بنجاح.. هذا ما قالته (أم شهد) التي لاحظت أن كثيرًا من البنات يعرفن كيفية إعداد الطعام وترتيب المنزل ويتعلمن جميع الفنون، إلا أنهن يفشلن في النهاية في إدارة وقتهن لتبدوَ الصورة كاملةً، وهذا الأمر يحتاج تركيزًا جدًّا من الأمهات؛ بحيث تقسم المهام على الأوقات، ولا مانع من استخدام الورقة والقلم في البداية، وممارسة الأمر في منزل أهلها من خلال تسليمها مسئولية المنزل ليوم الكامل.



وترى هديل- والدة بنتين في الثانوي- أنه من الضروري تقديم النصائح والتعليمات للفتاة على ما أنجزته من خلال كلمات ممزوجة بالشكر والتقدير و.. في المرة القادمة يجب أن تراعي كذا وكذا؛ بحيث نحافظ على استمرارية التعليم وترغيبها في هذا الأمر، وفي نفس الوقت نقدر مجهودها فلا ننفرها.



رعاية الصغار

من الأدوات الضرورية التي لا بد من اكتسابها لربة البيت هو رعاية الصغار؛ لأن من أهم أدوارها بعد ذلك هي الأمومة وفنّها، وترى مروة- أستاذ دراسات تربية الطفل- أن هذا الأمر يتم إكسابه للفتاة من خلال تسليمها مسئوليةَ رعايةِ أخواتها الصغار في مختلف أمورهم، من تغيير حفَّاض حتى متابعة أمور مذاكرتهم، وكل ذلك يُكسبهم قدرةً على تحمل المسئولية.



إدارة الأزمات

في ظل الأجواء الغير مستقرة للعالم العربي والإسلامي ترى المهندسة عزة ضرورة إكساب الابنة مهارةَ إدارة الأزمات، كيف تتصرف في المواقف الحرجة، وكيف تأخذ قرارًا بعد الاستخارة والمشورة، ويأتي هذا من خلال إطلاع البنات على مواقف لأزماتٍ مختلفة وفتح دائرة حوار حول تصرفهن لو كُنَّ في هذا الموقف وعن رأيهن في التصرف الذي حدث، ومما يساعدهم على المشاركة في الرأي والأفق المتطلع والأهم من ذلك هو إكسابهم فن إدارة الأزمات.



وختامًا على كل أم أن تعيَ ضرورة إعداد ابنتها لأن تكون ربةَ بيت؛ حتى لا تصطدم بعد الزواج ومجيء الأولاد، ولتعلم كل أم كمْ الثواب الذي ينتظرها ولتجدد نيتَها وتحتسبه أنه علم ينتفع به يعود عليها بعد عمْرٍ مديد.. أسعد الله الجميع ويسَّرَ لنا ولكم أمورَ الحياة.
40
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

( * فنونه* )
( * فنونه* )
موضوع حلو ومتكامل
تسلمين على هالنقل والله يجزاك خير .
الحمامة الحائرة
مشكورة حبيبتي...على الموضوع الحلو والهام........
أم حصوصي الحلوة
تنوي افكر اجيب خدامة بس قريت موضوعك رجعت الى صواب
الحمد لله على السلامة
الله يجزاك خير
اللؤلؤه الذهبيه
تنوي افكر اجيب خدامة بس قريت موضوعك رجعت الى صواب
الحمد لله على السلامة
الله يجزاك خير
المرهفه
المرهفه
الشغالات شر لابد منه
والله يكفينا شرهم
شكرالك على الموضوع