تأثير الأستغفار العجيب لكل مكروب ومهموم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




أخواتي الغاليات نادى الله عامة الناس على لسان نوح(فقلت استغفرو ربكم إنه كان غفار يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا )

الى هنا كلنا نريد هذا ولكنا لم نكمل ما اراده الله ولم نتبه لبقية معنى مابعدها في قوله (ما لكم لاترجون لله وقارا وقد خلقكم أطوارا)

نعم احبتي كثر الكلام عن الأستغفار ونتائجه وهي حقيقه لاينكرها عاقل لكن المستغفر بنية حدوث امر ما كما هو معلوم حاليا ومنتشر دون نية طلب المغفره من الله ومحو الذنب اللذي منع الرزق فليس بإستغفار وقد قال الشيخ عبدالله المطلق الأستغفار يجب أن يكون بنية محو الذنب لابنية امر ما

والمستغفر بلسانه وهو متشبث بذنب منع عنه الرزق مصر عليه بقلبه فهو كاذب في إستغفاره كما قال ابن عباس المستغفر من الذنب وهو مقيم عليه كا المستهزيء بربه ويقول أحد السلف (من لم يكن ثمرة إستغفاره تصحيح توبته فهو كاذب في استغفاره)

ولأستغفار معناه طلب المغفره من الله والمغفره هي وقاية شر ذلك الذنب ومحو اثره وهي شيء زائد على مجرد الستر

والأستغفار التام الموجب للمغفره هو ما قارن عدم الأصرار وروي عن الرسول صلى الله عليه وسلم(مأصر من إستغفر وإن عاد في اليوم سبعين مره)


-يذكر ابن القيم في مدارج السالكين أن الأستغفار هو محو الذنب وأثره ووقاية شره لاكما يضنها الناس أنها الستر فاالستر يكون على من يغفر له ومن لايغفر له - والذي يصر على الذنب كبيرا أو صغيرا ويطلب الأستغفار فليس بمستغفر فالأستغفار التوبه وعدم الاصرار على الذنوب وهو طلب وقاية شر الذنوب العاجله واللأجله -


وافضل الأستغفار ما واطن القلب والعقل ثم لهج به السان راجيا من الله مغفرة الذنوب كلها التي احلت الهموم والغموم ومنعت الأرزاق

ولذا قال الله ( لولا تسغفرون الله لعلكم ترحمون) ويقول ( وماكان الله معذبهم وهم يستغفرون)

ولهذا اختي الغاليه نسمع كثير من يقول نستغفر كثير ولا أثر وما علمت انها تستغفر وهي على ذنوب تحسبها هينه , تحمل غلا لهذه وتحقد على تلك وقاطعه لرحم وتقول هم السبب وتغتاب ولاتتمنى الخير لغيرها وتشاهد الحرام وتسمع الحرام وتسرف في الملبس والمأكل ولاتراعي كبيرا وتجرح مشاعر هذه وتلك
وتقول لاأجد لأستغفاري أثرا وانا أقول لن تجدي إلا اذا تركتي كل هذه الذنوب وتمنيت من أعماق قلبك لغيرك ماتتمنيه لنفسك

ومن ثم الزمي الأستغفارلأنه مهما عملنا والله فنحن مقصروون ومذنبون ولذا من السنه الأستغفار بعد الصلاه وهي عباده ولكنن لاننا نظل مقصرون وماعبدنا الله حق عبادته

وتذكري أن الله يقول (وما أصابكم من مصيبه فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثيرر) فالذنوب سبب للبلاء ومنع الرزق والرحمه ورحمة الله تستدعي القرب منه والقرب يستدعي ترك الذنوب ولأستغفار وعدم الأصرار

وبعد هذ نعم أقول لك ستجدين ثماره العجيبه ومفعوله عليك ولكن اكثري استغفارا بقلب وسترين


تقول أحد ألأخوات انها كانت تعاني من مشاكل شديده مع اهلها لاتدري لما وهي المقصوده بالسب والشتم وكأنها مخطيه وانها المحرومه من كل شيء عند اهلها ولا ترى سببا حاولت جاهده لتعديل امرها سألت المستشارين ولأخصائين ولم يجدي شيء تقول لزمت الأستغفار فوالله إنقلبت حياتي 180 درجه وأصبحت المكرمه عندهم ويسعون لأرضائي واستمريت بعد كل صلاه 100 مره مع ترك المعاصي
وبعد أيام تساهلت وتركته وعادو لما كانو عليه فرجعت بسرعه للأستغفار وعدت المكرمه والتي يسعون لأرضائها وعلمت إن ذلك من ثمرة الأستغفار

وأخرى تقول لم يبقى طب لأحمل فل يجدي شيئا عشر سنين محرومه تقول لزمت الأستغفار والرجوع الى الله ورزقني الله

ولذا اختي الغاليه إلزمي الأستغفار وتركي جميع الذنوب وسترين وانا والله لااستطيع ابدا تركه لأثره العجيب على راحة نفسي وسكونها فهو قربى الى الله

ولكن اجعلي همك الأول والأخير هو إرضاء الله باالأستغفار وان تكون الجنه هي همنا فا الدنيا زائله لايبقى لنا فيها شيء والأخره خير وأبقى



فبقدر ماتكون قريبا من الله تكن الرحمه قريبه منك فكلما أزددت قربا إلى الله كلماقربت منك الرحمه وما ربك بظلام للعبيد ولهذا في الحديث القدسي يقول الله

قال تعالى في الحديث القدسي: من عادى لي وليا ، فقد آذنته بالحرب ، و ما تقرب إلى عبدي بشئ أحب إلى مما افترضته عليه ، و ما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى احبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، و بصره الذي يبصر به ، و يده التي يبطش بها ، و رجله التي يمشي بها ، و إن سألني لأعطينه ، و لئن استعاذني لأعيذنه ، و ما ترددت عن شئ أنا فاعله ترددي عن نفس عبدي المؤمن ، يكره الموت ، و أنا أكره مساءته ”


وختاماجعلنا الله وأياكم ممن يتبعون أحسنه

وأسأل الله لكل من قرأت كلامي أن يقربها الله منه ويفرج عليها ويرزقها من حيث لاتحتسب ويجعل
لها رحمه تستشعرها وتحس بها قريبا وأن يجعلها من المستغفرين حقا ويعطيها سئلها



وأرجو منكم الدعاء لي بالمغفره والثبات والخير والصلاح والهدايه ولولداي وأخواني وأخواتي وأزواجهم وذرياتهم والمؤمنين والمؤمنات
وأن يغفر الله لأخي الغالي ويجعل قبره روضه من رياض الجنه وينزل على قبره النور والسكينه وجميع موتى المسلمين




وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى أله وصحبه وسلم