بسم الله الرحمن الرحيم
في قصة يوسف عليه السلام , دخل معه السجن فتيان وسألاه عن تفسير رؤيا رآها كل منهما في منامه قال أحدهما : ( إني أراني أعصر خمرا وقال الآخر إني أراني أحمل فوق راسي خبزا تأكل الطير منه ) الآية . الملاحظ أن النبي الكريم لم يباشر الإجابة على السؤال إلا بعد أن تحدث عن فضل الله تعالى عليه و, وتكلم شيئا في التوحيد . ومعلوم أن الأنبياء سلام الله عليهم هم خيرة البشر وأرجحهم عقلا وأوفرهم ذكاء وانتباها و يقظة . وما كان ليفوت يوسف عليه السلام قصد السائل كونه يسأل عن المعنى المستفاد من الرؤيا فقط . ولكن النبي الكريم ابتدأ الحديث عن أمر آخر لم يطلباه منه مقدما أمانته وبدا حقا عليه أن يدلهما على خير ما ينفعهما وأن لم يكونا يدركان ذلك . والكافر لا يدرك من أهمية الدين شيئا . فمن عرف الحق وقدمه فقد أفاد واعذر بغض النظر عما يبدو من خروج عن المألوف .
وهذا موضوع عن الصحة وما فيه عبارة عن نقولات من الغرب بحكم أننا اليوم عالة على الغرب في هذا المجال ولا يقدح ذلك في المكانة العالية لهذه الأمة ولا يقلل من شأنها وهي بدينها مؤهلة لأن تطوع حضارات راقية في عمارتها الأرض وتجتذبها بأخلاقها وترفعها عن الشهوات وتسعدها بما أكرمها الله به من كتاب وحكمة .
الآن هذا موضوع عن تأثير الكهرباء على الصحة يستفاد منه على الأقل في أن يبتعد المرء شيئا بمكان جلوسه ونومه عن التوصيلات الكهربائية .
ارتبطت الحياة الإنسانية بالأرض والتصقت بها حتى أطلت المدنية المعاصرة فأحدثت بعض المؤثرات التي ذهبت تعزل الجسم البشري شيئا فشيئاعن الالتصاق بأمه الأرض . وسترى هنا جانبا من التأثيرات البيولوجية على جسم الإنسان جراء الانعزال الجزئي عن الأرض .
يعتبر الإنسان متصلا بالأرض كهربائيا , أو موصل بها إن صح التعبير . ولما استخدم الناس مواد عازلة غير طبيعية ولبسوا أنسجة وانتعلوا أحذية من المواد المصنعة و ارتفعوا بمساكنهم عن الأرض وهبط مستوى اتصالهم بها , أصبحت أجسادهم مشحونة بالإشعاع الكهربائي الاستاتيكي خاصة من التسليك الكهربائي داخل بيوتهم . أصبح الفرد منها يحمل تيارا كهربائيا ضعيفا في جسده , هذا التيار يشوش على النشاط الحيوي الطبيعي للجسد مما يحدث تأثيرا سلبيا مباشرا على الصحة والراحة الصحية والنوم .
يعتبر الكثير من الأفراد مجهدين صحيا في هذا الزمان ويعانون من توتر مستمر في العضلات وآلام في الظهر والمفاصل وقلة في النوم الصحي الجيد, وهذا بسبب التهيج الذي تحدثه الشحنات الكهربائية المكتسبة على الاتصالات الطبيعية بين خلايا الجسم .
من المعروف أن العضلات تستجيب فقط للرسائل البيوكهربائية الصادرة عن العصب ولكن عندما تتداخل عليها الشحنات الكهربائية المكتسبة من الخارج فإن العضلات ستبقى متوترة مشدودة نسبيا وهذا سيؤدي إلى تعب وآلام ومشاكل في الهيكل العام للجسم , ذلك لأن تعرض الجسم لإشعاع الحقول الكهرومغناطيسية يسبب عرقلة للنشاط الطبيعي في الجسم .
في سنة 1995 أفاد المعهد القومي الامريكي لصحة البيئة أن التعرض للحقول الكهرومغناطيسة المنبعثة حول الأسلاك الكهربائية داخل المنزل تحدث في الجسم تيارا كهربائيا ضعيفا يسري بين خلايا الجسم .وذلك على مدى 24 ساعة يوميا تقريبا في البيت وفي مقر العمل . بمعنى أنك إذا سكنت منزلا حديثا فسيسري هذا التيار في جسدك كنتيجة مباشرة لعزل الجسم عن الاتصال بالأرض . و هذا العزل سيزيد من فرص اكتساب الجسم المزيد من الشحنات جراء الاحتكاك بالملابس والمفارش وغيرها . يعاني أكثر من 75% من مراجعي مراكز العناية الأولية في الولايات المتحدة من مشاكل صحية مرتبطة بالإجهاد الصحي والقلق المتواصل والعصبية التي تبقي العضلات متوترة وهذه أسباب أولية مفضية لأمراض القلب والسرطان والاضطرابات المعوية والجلدية والعصبية والنفسية واضطرابات ناتجة عن التأثير على عمل الجهاز المناعي كالرشح وآلام المفاصل والهربز وعدوى الإيدز.
في أواخر سنة 1960 عندما جرى تشخيص حالات الإجهاد الصحي لأول مرة على نطاق واسع كان استخدام المواد المصنعة في الملبوسات والأحذية العازلة والسجاد قد أخذ في الانتشار في بلاد الغرب ثم تضاعفت وتيرة الانتشار واقتناء الأدوات الكهربائية المنزلية ثلاث مرات على الأقل . في سنة 2000 هناك 62% من مجموع البالغين في إمريكا يعانون من مشاكل في النوم مع أنهم يملكون أكثر الأسرة راحة وأقوى النظم حماية للبيئة في العالم . وكان الناس فيما مضى ينامون على فرش من التبن والليف أو القطن والصوف أو من الجلود ملتصقة بالأرض ولم يكن أحد يشتكي من أن يخلد إلى الراحة والنوم .
ينام بعض الناس على السرير ورأسه على بعد مسطرة من جدار تختفي فيه أسلاك كهربائية كلها تحدث حقلا كهرومغناطيسيا من حولها وتحدث تيارا استاتيكيا ضعيفا في الجسم . أغلب الناس الذين كانوا فيما مضى من الأزمنة يتمتعون بعناية صحية عالية هم اليوم أكثرهم عرضة للمعاناة في النوم وفي الصحة بسبب الاختلاف الهائل بين ما كانت عليه أجساهم في الماضي من الارتباط بالأرض وبين ما هي عليه الآن من العزلة عن الأرض وما تحمله الآن من شحنات كهربائية تجري بين خلايا أجسادهم .
تدل الدراسات المخيرية لتأثير الحقول الكهرومغناطيسية على بيولوجيا الجسم أن التأثير يشمل تغيرات في عمل الخلايا والأنسجة مما يعجل في نمو الأورام وقصور في هرمون الميلاتونين واضطراب في عمل الجهاز المناعي وتغيرات في نشاط الدماغ وفي عمل القلب .
يتعرض الإنسان في العصر الحديث للتيار الكهربائي باستمرار في بيته وخارجه وتبث عليه الحقول الكهربائية بذبذبة 50 – 60 سايكل الصادرة عن التسليك المنزلي والمقابس الكهربائية ويشبة الجسم المعزول عن الأرض الهوائي الذي يلتقط الإشارات الكهربائية التي تزداد كثافتها بين الجسم والخط الكهربائي الصادرة عنه مما يحفز الإلكترونات داخل الجسم ويوجد به فولتية غير طبيعية تذبذبها 50أو60 سايكل يمكن قياسها من على سطح الجلد بالمقياس العادي (فولتميتر).
من المعروف أن اتصال الجسم بالأرض يحفظ له التوازن الكهربائي الطبيعي ويمكن مشاهدة هذا عمليا باستخدام أي فولتميتر عادي ستلاحظ أنة بمجرد إنعزال الجسم عن الأرض يبدأ تأثير المحيط الكهربائي بذبذبة 50 أو 60 سايكل . هناك طريقة بسيطة لقياس الكهرباء المكتسبة في الجسم . خذ مقياس كهرباء عادي ( فولت متر ) ضع المقياس على التيار المتردد ثم امسك بطرف سلك المقياس الموجب ووصل السلك السالب بسلك موصل بالأرض وحيند سترى كم فولت يحمله جسمك وأنت وسط الغرفة الآن أمش بإتجاه التوصيلات الكهربائية والمقابس. ستلاحظ أنك كلما إقتربت منها كلما ارتفعت الفولتية في جسمك وهذا حري بأن يد فعك لإبعاد سرير نومك عن الكهرباء وتوصيلاتها .
كثير من الناس لايعلمون أن سطح الأرض يفيض بسيل غير مرئي من الإلكترونات هذا السيل الطبيعي يؤثر كهربائيا على جميع الأشياء الموصلة له بما في ذلك الحيوان والنبات. هذا التيار المنبعث من الأرض وهو تيارا مستمرا بذبذبة قدرها 10 سايكل ويشابه موجات المخ ألفا يعلو ويخفت خلال دورة الأرض ليلا ونهارا .
في الماضي كان ارتباط الناس بالأرض قويا وثبات التيار الأرضي وذبذبته على سطح الجلد وعبر الجهاز التنفسي والهضمي وفي أجسادهم . واليوم أصبح الإنسان بسبب العوازل والمواد المصنعة يعتبر كهربائيا غير موصل بالأرض وبالنتيجة يصبح الجسم فاقد للفولتية الأرضية بعيدا عن الحماية الطبيعية من تأثير الحقول والتيارات الكهربائية الضارة . إن توصيل الجسم بالتيار الأرضي المستمر يجعل الإليكترونات المنبعثه منه على سطح الجلد تحول دون تأثر الجسم بالبيئة المشبعة بالتيار الكهربائي المتردد 50-60 سايكل الباعثة للجزيئات الحرة والمسببة للالتهابات والآلام المزمنة .
الجزيئات الحرة أو الجذور الحرة أو الشوارد عبارة عن جزيئات تحمل شحنة كهربائية ويتكون بعضها جراء النشاط والتفاعلات ونشاط الجهاز المناعي داخل الجسم. الجذر الحر في الغالب عبارة عن جزيء فقد إلكترون فهو يبحث لينتزع إلكترون حتى يستقر عندما ينتزع الجذر إليكترونا من بكتريا غازية مثلا فإنه سيعطبها ويقضي عليها كما أراد لها الجهاز المناعي أن تموت , ولكن عندما يتم القضاء على هذه البكتريا الغازية ولم تعد توجد إلكترونات متوفرة من مضادات الأكسدة للحد من نشاط الجذور الحرة فإن هذه الجذور الحرة ستتوجه للمصدر الوحيد الذي يمكن انتزاع الإلكترونات منه ألا وهو الخلايا السليمة والنتيجة هي موت خلايا سليمة بسب انتزاع الجذور الحرة لإلكتروناتها وعندها سيتلقى الجهاز المناعي إشارة جديدة للمزيد من المساعدة مما يضع المناعة في حالة استجابة مستمرة وازدياد في الجذور الحرة وينتج عن ذلك تخريب في الأنسجة والالتهابات مزمنة كالتهاب المفاصل وتورمها وتصلب الشرايين والسكتة القلبية ومرض السكر والربو والذئبة والتصلب العصبي المتعدد والتهاب القولون وغيرها. ولن تتوقف هذه الالتهابات المزمنة حتى تتوقف الزيادة في الجذور الحرة المشحونة كهربائيا ويتوقف هجومها على الخلايا السليمة وتستقر الحالة في منطقة الالتهاب . ومعلوم أن التعرض البيئي للمجالات الكهرومغناطيسية 50-60 هرتز في البيئة يزيد معدلات الجذور الحرة وتركيزها ويزيد من معدلات تدميرها للجسم .
أذا وقفت يوما حافي القدمين بساحل البحر ثم ذهبت تمشي لمسافة طويلة على الرمال المبلولة فإنك ستنعم بنوما هادئا مريحا ذلك لأن ماء البحر يعتبر موصلا جيدا للكهرباء وسيتم إحلال التوازن الكهربائي الطبيعي في جسمك . فولتية الأرض الطبيعية عادة ما تكون ما بين 2-0 ملليفولت حسب الفترة الزمنية من النهار وحسب المناخ . ولكن عندما تستلقي على سريرك في البيت سترتفع فولتية جسمك ما بين 2000 الى 18000 حسب التجهيزات الكهربائية والتسليك حول السرير ..
أجريت بعض التجارب على مجموعة من الأشخاص جرى توصيل أسرة نومهم بالأرض بواسطة نسيج من الكربون الموصل في الفراش وجرى ربطه بالأرض من خلال سلك به فيوز ضعيف ( 1\100 أمبير ) ولوحظ تراجع الإضطراب والتوتر العضلي وتحسن كبير في النوم وسجلت دراسات أخرى تحسن في التنفس عند الإصابة بحساسية التنفس ( الأستما ) والروماتويد والضغط
الخلاصة أن جسم الإنسان عندما يكون موصلا بالأرض يتمتع بحماية طبيعية من الكهرباء الاستاتيكية ومن اكتساب جسمه التيار الكهربائي الضعيف الصادر عن الحقول الكهربائية , وارتباط الجسم وتوصيله بالأرض له فوائد صحية جمه من راحة الجسم واسترخاء العضلات وذهاب التوتر أثناء النوم و التحسن في مكافحة أمراض عديدة ومنها آلام الظهر وآلام المفاصل المزمنة .
كتبه سالم بن الشيخ أبوبكر
منقول من مكتبةالمسجدالنبوي الشريف
ام ريفال11 @am_ryfal11
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️