الجيل الجديد .

الجيل الجديد . @algyl_algdyd_1

عضوة شرف في عالم حواء

تأصيل معنى الإتقان في الحفظ

حلقات تحفيظ القرآن

من العجيب عندما تتحدث عن ضوابط الحفظ المتقن وأهمها: القدرة على استدعاء الآيات دون جهد
وتمكنها في القلب وسهولة جريانها على اللسان وقتما أراد ، وأن من لم يكن حفظه للقرآن على هذا النحو فإنه يحتاج إلى إعادة الحفظ وإجادته حتى يصل إلى المهارة وغالبا ما أعبر عن هذا
بقولي: ارجع فاحفظ فإنك لم تحفظ = فإنك تجد من ينعت الكلام بالقسوة والشدة وتعسير على الناس
والحقيقة: أن النصيحة لابد أن تكون واضحة صريحة ليس فيها مجاملة ؛ فهي أمانة قد تحملها
الناصح ويجب أن يؤديها على نحو يرضاه عند لقاء ربه ، هذا أولا!
ثانيا: ليت شعري ماذا يريد أن يسمع من نصحٍ صاحبُ الحفظ المتتعتع أو صاحب الحفظ
(اللا حفظ) ؟!

هل يريد أن يسمع - مثلا - ما أروعه من حفظ ولكنك تحتاج إلى مراجعة يسيرة ؟
أم يريد أن يسمع : أنت متقن وينبغي أن تنطلق في طلب القراءات ؟!
أقول: وإن سمع ذلك وأرضاه فإن هذا لن يغير من واقعه - الذي يعلمه جيدا - شيئا ؛ سيبقى غير
حافظ ، وسنظل نقول له: ارجع فاحفظ فإنك لم تحفظ !
إن من يجامل في هذا الأمر فإنه في الحقيقة يهدم أعمار الناس ويزهقها ويريد أن يبقى الواحد منهم
في دائرة مغلقة لن يخرج منها ، وفي غفلة لا استفاقة منها ؛
سيظل يعتقد أنه حافظ فيراجع على
هذا الأساس ؛ ويستهلك من الأوقات والجهد الكثير في المراجعة لحزب من الأحزاب أو سورة من
السور ، ثم إن انتهى من المراجعة فقلت له: اقرأ علينا غيبا ما راجعته آنفا ، يقول لك: لا أستطيع
الآن ، سأحتاج إلى مراجعتها مرة أخرى ، خصوصا خواتيم الآيات ، والربع الفلاني وو



إن أقصر طريق وأقومه وبدون نقاش: إعادة الحفظ من جديد وبقوة ، وألا يستجيب المرء إلى ذلك
الصوت: والجهد الذي بذلته طيلة السنين الماضية ؟
قل له : اسكت ، وأين ثمرته في الحفظ ؛ فإني لم أصل إلى مرادي ، ولم أحقق غايتي .. إلى الآن
لا أستطيع أن أستمتع بترتيل خاشع وحدي في محراب الليل من صدري ،،


ثم إن ثواب ما بذلته لن يضيع بإذن الله متى كنت فيه مخلصا ومتى قبله الله عزوجل ، وليس هناك ما يمنع أن أصحح المسار ، ولم أسمع عن أحد علم بأنه في الطريق غير الموصل إلى مبتغاه ثم هو يمضي آملا في الوصول ، فهذا ضرب من المحال!


ثالثا: لماذا نحتاج إلى تأصيل معنى الإتقان في الحفظ وندور حوله بكل وسائل الإقناع
ولا نحتاج إلى عُشر معشار ذلك فيما يختص بإدارة مذاكرة أبنائنا ووظائفنا ؛ فإنه متى أتى الولد بنص من نصوص اللغة العربية الواجب عليه حفظها وهو يتتعتع فيها فإن القرار الذي ليس غيره: أعد
حفظه من جديد ، ولا نسمع حينئذ من يقول هذه قسوة أو شدة .. اعدلوا هو أقرب للتقوى !


وآخر ما أعجب له أن يذكر المرء أن الصحابة لم يكونوا كلهم حفاظا للقرآن ، أقول:
- نعم ، كلام صحيح ، لكن ما وجه الاستشهاد به ونحن نتحدث عن إتقان الحفظ ، وهل أخبرك
أحد أن الحافظ منهم كان غير متقن؟ حاشاهم رضي الله عن الصحابة أجمعين.


- وكلامنا هنا عمن نشطت نفسه لحفظ القرآن الكريم وعلت همته في التكرار ولكن يفتقد الطريقة
الصحيحة ، والصحابة رضوان الله عليهم كان على عاتقهم مسؤولية نشر الدين في شتى بقاع
الأرض وحماية بيضة الإسلام ، أما أنت فما الذي شغلك عن القرآن ؟
أكتفي بذلك القدر!
‫د.سعيد حمزة .
2
334

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

امي حب دائم
امي حب دائم
جزاك الله خيرا
الجيل الجديد .
الجيل الجديد .
جزاك الله خيرا
جزاك الله خيرا
واياك